في مركبة الذكرى
تجيئني في المنامْ
تنظر لي دون كلامْ
أنظر في عينيكَ
علـّى أستشف فيهما
مغفرة ً
فلا أرى إلا الملامْ
يرتدُّ طرفي للحصيرْ
أعود طفلاً راجفاً
في وَجَلْ
أعض ُّ أصبعي
ارتباكاً و خجلْ
يدي تشدُّ طرف
جلبابي القصيرْ
قد كان فستاناً
لأختي منذ عامْ
تجيئني في المنامْ
أطوف في مركبة
الذكرى
فلا أراك يوماً يا
أبي صفعتني
و لا أراك مرة ً
نهرتني
أو بالحزام مرة ً
أدبتني
كما أرى الآباء
دوماً يفعلونْ
أرى بعينيكَ بساطة
الذين يحلمونْ
بقوت يومهمْ
و في المساء يغلقونْ
أبوابهم و يغفلونْ
في سلامْ
تجيئني في المنامْ
أراكَ في شرفتنا
تدخِّن النرجيلة ْ
تسمع موالاً عن
الفلاح ضاعت أرضهُ
فأطفأت حسرتهُ
قنديلهْ
تغيم في عينيكَ أدمع
الشجنْ
كأنما تسمع في
الموَّال صوت الزمنْ