يا ربِّ إني مـــا
أزال ضـعيــفــا
نبـتاً يخـــاف
عـواصـفاً و خريفـا
مــا زلت أعشــق في
الحياة ظلالـها
مــا زلت أهـوى
الوهــم والتزييـفا
مـا أتعــس
الإنســان يقـضي عمرهُ
ليدور حـول مـثالهِ
و يطــــوفــا
يبــني مـــن
الأحـلام صرحاً عالياً
و يظــــلّ فـي حمـأ
الفساد عفيفـا
يــأوي إلى
مـحرابـهِ مـتعبـــّداً
ليصـير روحـــاً
طـاهـراً و شفيفا
وعـلى صحــاف الطهر
يغسل روحهُ
مــلكٌ يصـير
الرجــس مـنه نظيفا
و يعـــود للدنيا
بسـيف رشــــادهِ
يشــتاق عن درب
الضــلال عـزوفا
لكــنهُ مـع كـل
يـومٍ ينقـــضي
يغــدو عــلى حــرب
الحياة ضعيفا
فـــرأى الحـياة
جـميلةً و أحــبها
و غـدا بأضــواء
الضــلال شـغوفا
و انهـــدّ في
أعمـاقهِ صرح الهــدي
و اصطــفّ حــراس
الضلال صفوفا
لمّـــا رأوا
الإيمــــان فيه ممـزّقاً
خدعــوه و اســتلّوا
عـليه ســيوفا
فهــوى جريحـــاً
واهـياً و جراحهُ
تبكــي دمــاً مـلأ
الطــريق نزيفا
أيعـــود للمحراب
يغســل روحـهُ
يســــتلّ ســـيفاً
باتراً و رهيفا ؟
مــا عـــاد يقدر أن
يعود لطـهرهِ
مــا عــاد يقــدر
أن يعود نظيفـا
فبكــت مـلائكة
الســماء لفقــدهِ
قــد كان يومــاً
طاهراً و شـريفا!