ما زال الثور يدورْ
و يدير رحى القمحِ
طول الليل و حتى
الصبحِ
صاحبهُ يمسك سوطاً
يصليه لهيباً إن
أبطأ ْ
إنْ حاد عن المبدأ ْ
ممنوع أن يتطلع
للثيران المرتاحهْ
و ليعملْ طول اليوم
بلا شكوى
أو زفرة ضيقٍ فضّاحة
ْ
و لذا عصبوا عينيهِ
لينسى أن لهُ عينينْ
و أذاقوه لهيب
السوطِ
لينسيهُ كل الأشياءِ
و يذكر شيئينْ
يأكل ما يسكت جوعهْ
و يدير رحى القمحِ
و الجرح يزيد على
الجرحِ
كم خدعوه بأحلامٍ
زائفةٍ برّاقهْ
خدعوه فقالوا عنهُ
في كل مجالٍ فاق
رفاقهْ
فلماذا عصبوا
عينيهْ؟
كي يجهل حال رفاقهْ
حتى لا يدري و يثورْ
حتى لا يقتل صاحبهُ
و يظل يدورْ
و يدير رحى القمح ِ
طول الليل ِ
و حتى الصبح ِ!
(3/5/1989)