وماذا
ستذكر مني؟
إذا ما رحلتُ
بدون وداعكَ
كي لا تراني
أكفكف مني
الدموعْ
وأبحرتُ حيث
تريد الرياحُ
وحيث تشاء
القلوعْ
لقلب المحيطِ
أظلُّ هناكَ
بدون وصولٍ
بدون رحيلٍ
بمنأىً عن
الناسِ
في حضرة
البحرِ
أخفض رأساً
أبى
الانحناءَ
أمام الجموعْ
وماذا ستذكر
مني؟
إذا ما كتبتَ
قصيدة شعرٍ
ولست جواركَ
أسمع منكَ
وأخبر عنك
الليالي
وأهمس في أذن
الفجر عنكَ
فيبتسم الزهر
فوق الربوعْ
وماذا ستذكر
مني؟
إذا ما رأيت
جبالي
تهاوت على
قدميها
وصارت سحاباً
تبعثره الريح
خيط دخانٍ
وسرتُ أجرجر
في القيد قلبي
بلحظة صمتٍ
تحدث فيها
لسان الخضوعْ
وماذا ستذكر
مني؟
إذا ما رأيتَ
المقاتلَ فيَّ
على الأرض
ملقىً
جوار جَوادٍ
يريد النهوضَ
فتصرخ فيه
الجراحُ
ولا يستطيعْ
أنا هاهنا يا
صديقي
أقاتل ما
زلتُ
حتى انطفاء
الضياء الأخيرِ
لأحفر فوق
صخور المحالِ
طريق الرجوعْ
فماذا ستذكر
مني؟
وماذا ستنسى؟
لتنسَ إذا
شئتَ أوقاتنا الضاحكاتِ
زياراتنا
المكتباتِ
تجوُّلَنا في
الشوارعِ
نتلو من
الشعر آياتنا المحكماتِ
ونوقد في
أمسيات الفنون الشموعْ
لتنسَ إذا
شئتَ هذا
ولكنْ
بحقِّ
الصداقةِ
إنْ كنتُ
يوماً سأعبر أفْق خيالكَ
أو ذات يومٍ
ستجلس في مجلسٍ
كي يقالَ
بأني وأني
تذكرْ صديقي
بأني الوحيدُ
الذي قال "لا"
والجميعُ ...
ركوعْ!!
23/10/2007
القصيدة بصوت الشاعر