ماريّا ؛ يا ساقية المشرب
|
اللّيلة عيدْ
|
لكنّا نخفي جمرات التنهيدْ !
|
صبى النشوة نخبا .. نخبا |
صبى حبّا
|
قد جئنا اللّيلة من أجلكْ |
لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلكْ
|
في ظلّ الأهداب الإغريقيّة !
|
ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّكْ
|
في ظلّ الهدب الأسودْ
|
...................
|
ماذا يا ماريّا ؟
|
الناس هنا كالناس هنالك في اليونانْ
|
بسطاء العيشة ، محبوبونْ
|
لا يا ماريّا
|
الناس هنا – في المدن الكبرى – ساعات
|
لا تتخلّف
|
لا تتوقّف
|
لا تتصرّف
|
آلات ، آلات ، آلات
|
كفى يا ماريّا
|
نحن نريد حديثا نرشف منه النسيانْ !
|
..........................
|
ماذا يا سيّدة البهجةْ ؟
|
العام القادم في بيتي زوجةْ ؟ ! |
قد ضاعت يا ماريّا من كنت أودّ
|
ماتت في حضن آخر
|
لكن ما فائدة الذكرى
|
ما جدوى الحزن المقعدْ
|
نحن جميعا نحجب ضوء الشمس و نهرب
|
كفى يا ماريّا
|
نحن نريد حديثا نرشف منه النسيانْ
|
..................
|
قولي يا ماريّا
|
أوما كنت زمانا طفلةْ
|
يلقي الشعر على جبهتها ظلّهْ |
من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن
|
علقت في جبهته من ليلك خصلهْ |
فضّ الثغر بأوّل قبلهْ
|
أو ما غنّيت لأوّل حبّ
|
غنّينا يا ماريّا
|
أغنية من سنوات الحبّ العذبْ |
........................
|
........................
|
.......................
|
ما أحلى النغمةْ |
لتكاد تترجّم معناها كلمة .. كلمةْ
|
غنّيها ثانية ... غنّي
|
( أوف .
|
لا تتجهّمْ
|
ما دمت جواري ، فلتتبسمْ
|
بين يديك و جودي كنز الحبّ |
عيناي اللّيل .. ووجهي النور |
شفتاي نبيذ معصور
|
صدري جنّتك الموعودة
|
و ذراعي وساد الربّ
|
فينسّم للحبّ ، تبسّم
|
لا تتجهّم
|
لا تتجهّم )
|
..........................
|
ما دمت جوارك يا ماريّا لن أتجهّم
|
حتّى لو كنت الآن شبابا كان |
فأنا مثلك كنت صغيرا
|
أرفع عيني نحو الشمس كثيرا |
لكنّي منذ هجرت بلادي
|
و الأشواق
|
تمضغني ، وعرفت الأطراق
|
مثلك منذ هجرت بلادك
|
و أنا أشتاق
|
أن أرجع يوما ما للشمسْ
|
أن يورق في جدبي فيضان الأمسْ |
.......................
|
قولي يا ماريّا
|
العام القادم يبصر كلّ منّا أهلهْ
|
كي أرجع طفلا .. و تعودي طفلهْ
|
لكنّا اللّيلة محرومون
|
صبى أشجانك نخبا .. نخبا |
صبى حبّا
|
فأنا ورفاقي
|
قد جئنا اللّيلة من أجلك ! |