هاتيك آمالـي وأحلامـي معـي
ألفيتها مدفونـة فـي أضلعـي ِ
وطفولتي عـادت إلـىّ تشدُّنـي
من فرط آلامي وطـول توجعـيِ
تستصرخ القلب الحزين وطالمـا
أسمعتـه وكأنـه لـم يسـمـعِ
وأسير في الكون المسجى صارخا
ماذا وراء الشمس إن لم تطلعِ؟!
غير انكسارات الكواكب والدجـى
وضريح آمالي وقبـر تضرعـي
كم ظل ينكرني الوجود وساقنـي
طفـلا أمـام العالـم المتمـنـعِ
قلبا يموج مع الهواء ويرتـوي
من هذه الدنيـا كـؤوس اللّـوعِ
بِي رقة الطفل الصغير إذا بكـى
وإذا غدا كالفجر قـرب المطلـعِ
أسرى وأطياف النجـوم تحفنـي
وتمد راحتها لتمسـك إصبعـيِ
حتـى تأبطـت الليالـي شرهـا
مدت أنامل سهدها في المضجـعِ
ورأيت أحلامي تمـوت وليتنـي
كنت الحياة تعود بعـد المصـرعِ
وسفينتي يلقى بها موج الأسـى
فوق الصخور وليتها لـم تقلـعِ
وتسير تلطمها الريـاح وترتمـي
كالشـارب المترنـم المتصـدعِ
وأرى النجوم اللامعـات تزيلهـا
كف الغيوم وتنزوي في المرجـعِ
وأخذت أشدو كالطيـور ترنمـا
سمع الوجود غناي أو لم يسمـعِ
وكأنـه بيديـه أسـدل ظلـمـة
فالكون أسود كالخـراب البلقـعِ
شمس تغيب وظلمة فـي ظلمـة
تبدو الحقيقـة ذرة فـي مجمـعِ
ضاعت خيوط الصبح في ظلماته
وسرت مياه النهر نحـو المنبـعِ
وترى صلاة الغيم فـي أرجائـه
تعلو صـلاة الناسكيـن الخُشّـعِ
قف للذي بعـث الحيـاة كأنهـا
صبحا جديدا لم يبت في مخـدعِ
تمضى الجداول في الحقول تزفها
بشرى طلوع الفجر عند الهُجّـعِ
ورأيت كيف يحار فـي ملكوتـه
وصف يعز على الحصيف المبدعِ
حتى إذا طلـت عليـك بوجههـا
رفعت عن الحسن جمال البرقـعِ
ورأيت آيـات الجمـال صحيفـة
نشرت على رق البيـان المقنـعِ
روح تعشّقـت الجمـال وليتهـا قنعـت بـه لكنهـا لـم تقنـعِ