رماد
في مصباحِ الشارعَ
بأطرافِ الأصابع لمست الزجاجَ
المدخّنَ
يبدو وكأنه الخلود
ما دامت بصماتِ أصابع أبي
كَانتْ مرئية عليه
تنبض بالحياة ، متجردة وعارية
نفس الإشْراق
كأنفاس نهائية
كحياة من صحن سلك مكسور
وَضعَ الأرقُ ختمُه
حول عيونِي
خارج حدود مكان ظهور أطراف
الإبرةِ
تَرْوي جوعَ الأيامَ بجسمِكَ
سواء كان مدى حارا أَو صومعة ناسك
الجمر الناطق ثقيل
كالمطر على السقفِ
تُحرّكُه مِنْ يَدِّ إلى يد آخرى
يلمس حتى عيونَكَ
ويَبْدو أن كُلّ شيءَ يُعْمَلَ
خِلْسَة
تَتطلّعُ إلى الهويةِ
لبعض الأبصالِ القادمةِ
تَختلطُ بهم
عابرا من غياب إلى غياب آخرِ
كدهشة السير في المنام
تُحاولُ إشْعال النارِ
بمخطوطة ترتدي أيام العطل
وتأخذُ جزء منك
الذي لن تلتقيه أبداً
وهو يَحْملُ النزوح الجماعي الطويلَ
لكن النارَ تفر مِنْ الموقدِ
وكل ما تبقى إعتلاءُ
بالولاداتِ والسقالة
--
Munir Mezyed
http://munirmezyed.tripod.com