ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

بيروت...

يوليا درونينا - روسيا

 

بيروت يا بيروت..
أحياؤك المنهارة
تأكلها النيران
في كل يوم غارة
والقصف كل آن ..
أواه يا مدينة تعيسة
كفنها الدخان
أغفو..أراك.. لا أنام...

بيروت..في سمائك النظيفة
تحدق العيون..
سحقا لهذي الزرقة المخيفة !
وفي خرائب المدينة المدمرة
رأيت راي العين
عناكب الفاشية المعقوفة !

سيان إن جاءوك يا بيروت
في حلة جديدة ،
لا في الحلة النازية
فالموت هاهنا يطارد الأطفال
وتبعث الفاشية ،
وطفلة صغيرة تموت
في يدها كتاب أبجدية ..

لبنان ، يا لبنان ....
الشاحنات الخضر
في الشوارع العتيقة
تمضي بآخر المقاتلين
وخرجت بيروت للوداع..
تلوح النساء بالمحارم
والدمع في العيون..
أواه كم أحس ،
كم أفهم
هذا الألم المقدس العظيم !

ماذا ..
اذن قد ربح الفاشستُ
واندحرنا.. كل شيئ ضاع ؟
كلا .. بل انتصرنا
لم نخسر الصراع !

بيروت ، يا بيروت ..
اليوم جاءت الرياح
بفاجع الأخبار :
مذبحة !
شارون ، بيجين السفاح
داسا علي القانون والضمير
وأسلما المدينة
للسيف ، للنيران ، للدمار..

من يبعث الموتي
من الأطفال والنساء؟
من يبعث الشهداء ؟
الريح في بيروت
يفوح منها الموت ،
وفوق عرشها الملعون
تربعت صهيون !

سيان إن جاءوك يا بيروت
في حلة جديدة ،
لا في الحلة النازية ،
فالموت يحصد الصغار
وتبعث الفاشية !
وطفلة صغيرة تموت
في يدها كتاب ابجدية ....


كتبت الشاعرة الروسية الراحلة ( يوليا درونينا 1924­1991) هذه القصيدة اثر الاجتياح الصهيوني لبيروت ومذبحة صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982 ..متحدية ابواق الدعاية الصهيونية في العالم آنذاك..ولم تعش هذه الشاعرة المقاتلة لتري تكرار المأساة اليوم بصورة ابشع...ولكنها أنهت حياتها في سبتمبر ايضا، عام 1991 ، حزنا علي مأصاب بلدها الذي سرعان ماانهار ورحل هوالآخر.. وكانت يوليا درونينا قد تطوعت في بداية الحرب الفاشية الالمانية ضد الاتحاد السوفييتي عام1941 وعملت علي جبهات القتال ممرضة حربية واصيبت بجراح ومنحت الاوسمة...وكرست دوواينها الاولي لموضوع الحرب وقضايا الشرف والواجب الاخلاقي ومصير المرأة الشاق في تلك الفترة العصيبة..ويعتبر شعر درونينا ظاهرة فريدة تمثل قصة شاعرية عن فتاة محاربة شاركت الجنود كل مشاق الحرب علي قدم المساواة...
 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا