ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

أغنيـــة في البــــال...

مراد بوكرزازا - الجزائر

 

* البارحة...!

البارحة فقط... كما لو أن الأمر كان غدا بكل الأمل فيه... كنتِ هنا...!

تملئين العمر فرحا طفوليا... تعِدِين القلب بربيع مهرب من الكتب العتيقة... قليلة هي المرات التي كنا نتقاطع فيها... كأني كنت أنهب اللحظة... أصيرها أبدًا... أقيم فيه...

أنا المنفي من حضورك الباهر... إلى رصيف لم يكن يوما رحيما على الأزهار وأحلامي الصغيرة...!!

- ربما كنتَ آخر ما أفكر فيه...!!

هذا الذي أسمعه عادة من لامبالاتك... من انشغالك بكل الدنيا... إلا بتعبي الذي يجيء شرفتك محتفيا بشمعته الأخيرة... وآلاف الدموع التي سكبها في حضرة الليالي الشتوية الطويلة المرة...!

- أمنية مستحيلة أنا...!!

لهذا الحد يمكنك أن تكوني قاسية...!!

لهذا الحد... تافهة كل الطفولات التي أحمل لك كل مساء...!!

 

* حواس...!

هل أجرؤ... على أن أسمي قسنطينة... مدينة...؟!

وبيتك يسحب ستارا ويسرج المساء للعتمة وللريح المعتوهة...

هل أجرؤ على أن أرفع رأسي للسماء... أن أقول أن هذه المضيئة تدعى: الشمس...؟!

أن أصدق هذه الزرقة الفادحة... أن أقول أن  القلب يعيش حالة صفاء مذهلة...

هل أجرؤ على أن أبدأ يوما جديدا... أن أقول للقهوة... هذا مذاق مبتغى ثم أخرج للناس:

إني أتنفس...!

كذب كل المواقيت...!!

كذب كل الساعات...!!

كذب كل المعاني...!!

إني أنحدر... إلى عمق... إلى هاوية... أحتاج لكفٍّ... قد تكون كفّكِ...

لماذا كفُّك بالذات... يتمي لا يفسر الأشياء كثيرا... لكنه يتشبث بالحقيقة الأولى والأخيرة...!

 

* أسئلة جارحة...!

ما معنى أن يضيق الكون كلما غابت خطواتك عن الدنيا...

أن يصير شارعك... أبهى مدن العالم...

أن تشتعل كل هذه القناديل كلما لمحت طيفك وسط الزحمة...؟!

أن تنطفئ النجوم كلما مررت بالقرب منك وما التفتِّ للهفتي...؟!

ما معنى أن يتحول المقهى إلى زنزانة...

أن يصير الدرب المؤدي لبيتك عيدا يهدهد يأسي وأغنياتي...؟!

ما معنى...؟!

 

* لقاء...!!

منذ ألف سنة التقينا...!

كعلامة استفهام عائمة كنتُ...

كالإجابات المقنعة... المقنعة جدا... كنتِ

في المساء إياه... الذي خطفتني فيه ابتسامتك... كنت سأعترف... من مدن الجليد أنا...

في قلبي برد كبير... وفي سفوح الروح ثمة شيء كالحيرة أو الذهول...

دعيني أغفو ليلة على الرموش... عند الصباح لم أستيقظ...

الليالي النادرة لا يجب أن نعيشها مرتين...!!

لكني لم أفعل...!!

منذ ألف سنة التقينا...!

كاليتامى... بفائض دمع كنتُ...

كالأمهات الطيبات... الطيبات جدا كنتِ...

في الليلة إياها... التي بدأ القلب عدًّا لا يقدر عليه... كنت سأبكي كحمام المساءات الحزينة...

في دفاتري مدن همجية... وأسفار لم أرغب يوما فيها...

دعيني أغفو ليلة على شاطئ الزرقة البهية...

عند الصباح ربما كنا –البحر وأنا- واحدا...

لكني لم أفعل...!!

 

* ضباب...

الوقت... ربما كان آخر الليل... أو أول الصباح...

في شارع يلفه الضباب رأيتك تركضين... ركضت... عند المنعرج توقفت... استدرت...

كنتُ أقف مذعورا مبهورا...

ابتسمت...!

لم أصدق...

مددت يديك...

استدرت للخلف... (قد يكون المقصود شخصا آخر!):

- جئت من أجلك...!

جملتك كانت مرفوقة بالشموس... وبأرض يعمرها الياسمين

- من أجلك ... أنا...!

كمن لا يصدق...

- نعم... من أجلك... !!

ووجدتني أمد لك يدي... أتحسس وجهك... وأغرق في شعرك...

منذ ألف عام... وأنا أحلم بكلمة كهذه... أحبك... أنت لا تعرفين... كل ليلة أوقِّعها:

- غدا... أعترف لها...!

- لماذا تأخرت ... كنتُ سأسعد جدا...!

حلَّقت حولنا العصافير

- منكما نستمد غناءنا...!

غردت...

- كنت خائفاً ... لهذا فضلت الفكرة...!

- ضمَّني إليك...!

في لحظة...!!!

تكاثف الضباب... عادت بالركض... بقوة هذه المرة... ركضت في إثرها... لم أجدها... صرخت:

- لا... لا... لا ...!!

استفقت... اكتشفت أني كنتُ أحلم...!

لم أحاول النوم ثانية... أسرعت للورق... كتبت لك رسالة أعرف أنها لن تصل إليك...!!

 

* ما لم أكتبه... بعد الحلم إياه...

كنت مقتنعا أني لم آت هذا العالم... سعيدا...

بالكاد... كبرت... صرت رجلا يشبه الناس قليلا أو أختلف عنهم كثيرا... (...!!)

كنت أنام... وأصحو...!

ونادرا ما أقول:

- غدا...!

وفي مساء ما... صادفتك...!

تغيرت خارطة العالم... والأشياء

فقدت مذاقا وطعما...

أمسيت خطوة مرتبكة... لا تأبه بالتعب وتسعى...

بعدها...

حاولت إصلاح العطب... تناسيت أو ربما تنكرت...

ثم اكتشفت...

أني أبدأ مع كل نهاية... وأنغمس حد الذوبان حين الاعتقاد أني أضحيت مغايرا، مختلفا...!!

 

* اعترافي:

أحبك...!

أحبك... وكفى...!!

...................

...............!!!!

1998

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا