ألا
تدري..
أنا سميحة
عبد النور إدريس - المغرب
وقفتممشوقة
القد.. يبدو على محياها وقار مصطنع شحذته تفاصيل الأيامالتي
تراكمت فوق عينيها..
دخلت عمارة كان يسكن فيها أحد منتربت
على يديه ..كل التفاصيل ما تزال قابعة مستسلمة لم تتحرك
إلافي
واجهة الأشياء..حتى طُعم المرارة التي كانت تجده كلما نزلت
منشقته
لم يبق له نفس الرنين... وقد التصقت آنذاك معاني الأشياءلديها
في البدء بمعرفة معنى الاحتلال لغة واصطلاحا ومعنى الشرف
..والمبادئ
..والنضال ووو
..
وهي الآن قد جاءت بعد ثلاثينسنة
لتحيي معه ذكرى الايام الخوالي..
طرقت الباب..سمعت صوتامبحوحا
يجيبها بمشقة وراء الباب..من الطارق..قريب أم غريب.؟
ردت وفي صوتها غنج واضح القسمات..ويلي..افتح وسترى.. خايف
ياأستاذ
..ولاّ إيه.. قريب طبعاااااااااا..
فتح الباب علىمصراعيه
..بدت عليه الدهشة و الاستنكار من جحوض عينيه.. تسمر فيمكانه
يتأمل امرأة في خريف عمرها ..ناضجة تلبس من أحدث مودة
..فالديباردور
الوردي لا يلائمها أما الميني فونتر الأبيض فقدمسخها
... وتركها بدون هوية..
تصنَّع الصبر ثم قال ... يامرحبتين
..حضرتك مين .. وعايزة مني إيه..
شهقت بابتسامة عريضةثم
قالت ألا تدري يا أستاذ ..أنا تربية يديك ... لقد عجنتني
طفلةثم
شابه ..فكنت جميلة في أخلاقي ..أنشد الحرية من سجني ..كنتمناضلة
في شرودي..في صمتي وفي غضبي ..لكنك تركتهم يخبزوني كيفماشاؤوا
..فأصبحت كما ترى ...يقاسمني الاحتلال لغة العينين
..ويستبيح
من جسدي أشجاره ...ومنذ طعنته الأولى وأنا مدمنة علىكل
طعناته ..وقد كنت تقول لي أن الاستسلام الأول ..حينما
يتسللإلى
تاريخ العرب ..ستصبحين نبتة بدون جذور..كيف خانك خيالك
وآمنتبوضع
السلاح..وتركتني عارية ألتف بعباءتي ..وأختبئ منعذريتي..أنت
ظالم يا أستاذ ..ألا تدري أنهم حولوا تقاطيع جسميإلى
دمية وتفاصيل اسمي إلى طفولة مشردة .. وما تنفع الحجارة
التيراودتَها
في كتاباتك.. الخنجر يقابله الخنجر ..وما حجارة الجدارالذي
هدموه فوق رأسي سوى فاتحة حزن طويل مفتوح علىالأطلال......أنا
كبرت الآن ..وجئت فقط يا أستاذ زكي لأعلمكبقراري..
وقد رفعت عليك دعوى قضائية ستصلك استدعاؤها مع أحدالحوامات
التي تمر أما م تلفازك
..
لم يتركها الأستاذ أنتُتْمِم
لَمّ جراحها حتّى صرخ في وجهها..حَدَّ الله ما بينيوبينك
يا شيخة... معاد الله أن أكون قد خبزت مثلك يوما ... ألمتقرئي
روايتي..زمن الغياب ..التي كبرت مع السلاسل..كانت فيه
البطلة تغنيللحرية
..وتحلم بالتجوال في المدينة باسم كل النساء...
قرأتها بكل جوارحي .. وأسردها عند كل مساء لمن يتنزه في
جسدي
..
قال وهو يهم بإغلاق الباب...من أرسلك عندي ..كيف تعرفينكل
تفاصيل حياتي ...ألا تدري أنني كاتب فقط..لم أخبز أحدا
..لقدغلطت
في العنوان...
تابعت في لهفة...أستاذ ..أستاذ زكي ألاتعرفني
...ألا تدري أنك أنت الذي خلقتني..أنا
ساردتك ...أناسميحة..