ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

الصــخرة

ممدوح القصيفي - مصر

فى مكانه المعتاد .. و فوق صخرته الصلبة .. جلس سارحا ناظرا للفضاء ككل يوم .. و هو يدعو أن يرزق بشىء ما .. أي شىء .. يقضى كل أيامه على هذه الصخرة .. لأنها مقر عمله و مكتبه الفاخر الذى يتلقى فيه ما يرزقه به ربه راضيا شاكرا و يعود فى الظلمة يتحسس رزقه و يحسب كيف سيقسمه .. و فى هذا اليوم الغائم .. جلس منذ الصباح و تكاد الشمس ان تذهب و لا شىء حدث .. و قد اعتاد على ذلك لكنه لا يدرى كيف سيذهب الى زوجته و اولاده بخيبة امله .. و يتمنى لو اصطاد يوما ما صيدا ضخما ثمينا يريحه من العمل طوال حياته .. ياسلام لو يجد خاتماً سحرياً فى بطن سمكة .. او مصباحا مدفونا منذ قرون يخرج منه جنى ضخم يحقق كل امنياته .. و بينما هو مستغرق فى افكاره لا ندرى اهو نائم ام يقظ .. رآها ..

هى هى .. تظهر له من حين الى حين فى احلامه .. رائعة الجمال خارجة من الماء و كأن الماء الذى يبلل جسدها الطرى الجميل ندى الصباح .. و يشع من جسدها ضوء خافت و هى عارية .. لم ير ابدا مثل هذه الروعة و الجمال و الكمال .. لها اربعة اذرع احتضنته بهما فنسى صيده و نسى حياته و نسى حتى نفسه و تمنى لو يستمر هذه الحضن الى الابد .. لكنها همست فى اذنه .. اتحب ان تزورنى فى بيتى .. ؟؟ اوشك ان يسألها اين بيتها .. لكنه امسك لسانه بسرعة و همهم ياريت ..و فى لمحة بصر .. كان بطلنا فى مكان ما لا يعلمه احد.. و هو راقد بجوار حلمه المسحور الساحر و جسدها العارى يضىء كأن الشمس و القمر تسكنان بداخلها .. قال لها .. من انت ..؟؟ فلمست شفتيه بشفتيها ثم تركته فجذبها كأنها طفل يريد ان يأكل حلواه كلها بعد ان ذاق بعضها وضع يديه وراء ظهرها و ضمها اليه و قبلها قبلة طويلة رائعة .. سألته هل تستطيع ان تتحمل ما اعطيك اياه ..؟؟

رد بلا تفكير كأنه مخدر .. نعم .. انا مستعد ان افعل ما تأمرينني به .. انت مليكتى و مالكتى و الغالبة على امرى فافعلى بى ما بدا لك .. ابتسمت فأضاءت العالم و غمره النور و الحب و الجمال و الموسيقى .. و قالت .. ان امانتى ثقيله .. سافتح لك بابا من المتعه لم يره مخلوق .. و بابا من الحب لم يذقه مخلوق و بابا من الرزق لم يتسع مثله لمخلوق بشرط الا تخبر اى مخلوق ..

سألها مندهشا و كيف ان سألنى الناس عن كل هذا .. ماذا اقول ..؟؟ قالت سأعطيك خرزة البيان تضعها فى فمك فتجيب عنك ..

قال لها : هذا جميل و سهل لماذا إذن تقولين انها امانه ثقيله ..

فردت باسمة بسمتها التى تضىء العالم : كل امانه خفيفة عند حملها ثقيله عند أدائها .. فانك ان أفشيت سرى أحرقتنى و حكمت على نفسك بالعذاب طوال حياتك ...

و لم يطل تفكيره حتى قال .. كما قلت لك افعلى بى ما بدا لك .. و لم يكد يكمل جملته حتى ضمته الى صدرها الطرى الجميل ضمة قوية فهوى عليه يقبله و يقبل كل ما يقع تحت شفتيه من جسدها و هو يمسك بصدرها بكلتا يديه كأنه عثر على كنزه الذى كان يبحث عنه اخيرا ..

أحس بالنشوة و الرغبة يحرقانهما معا فزادت نشوته و احساسه بالروعة و الجمال الذى بين يديه. إنها المره الاولى التى يشعر فيها برغبه احد ما فيه و استمتاعه به و نشوته باقترابه منه و لهفته عليه .. المرة الأولى التى يشعر ان هناك من يحبه و يشتهيه .. و من ..؟؟ انها الساحرة المسحوره التى لابد انها خلبت عقول وقلوب كثيرين .. و قد اختارته و اختصته بحبها و جسدها و نفسها ..

لابد انه سيجن من فرط النشوة و السعاده التى تسرى فى جسده و روحه و كلما رأى انتشاءها و سعادتها زادت نشوته نشوة و سعادته سعاده و اشتعلت شهوته ..

لا يدرى كم مضى عليه من وقت و هو فى هذه الحال .. لكنه مهما طال أو قصر فانه انتهى فإذا به عاريا بجوار صخرته التى بدأ بها أول نهاره... تلفت حوله باحثا عنها مناديا عليها فلم يرجع إلا صداه اليه .. فلما يأس بحث عن صنارته القديمة .. رفيقته التي تخلى عنها و هو يشعر أنها ستغضب منه .. لكنه لم يجدها ايضا..

و مضى يجرجر نفسه و هو يتساءل .. هل ستفي جنيته الساحرة المسحورة بوعودها فتفتح له أبواب السعادة .. و هل يقول للناس ما رآه .. و هل ما مر به كان حقيقة .. و اين هى خرزة البيان و كيف سيستطيع أن يأتي غدا فيجلس على صخرته و قد فقد صنارته و فقد حتى ملابسه .. و لم يتبق له غير أحلامه.

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

fatma

f.elkassifi@yahoo.com

Sat, 29 Mar 2008 14:12:10

رائع يا دوحا كل يوم بكتشف فيك موهبة جديدة مش بس رسام رائع
 وف نظرى احلى من بيكاسو نفسه انت طلعت عندك مواهب مدفونة بس يا خسارة مين يقدر للاسف انت عايش فى مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ضع إعلانك هنا