مرة أخرى ذات النداء يباغتني ويقضي مضجعي .. نداء يأتي
غامضاً مشوهاً مختلطاً برائحة الرصاص ألذي يزكم أنوف
ألأطفال ويذرف دموع الثكالى من النساء اللواتي لم يبرحهن
أللون ألأسود المغمس بكلمات العزاء القديمة . ألوذ بالفرار
منه نحو نافذتي المضطربة .. زجاجها ألمليء بتشققات خيطية
تشبه خطوط الطول والعرض مرسومة بشكل همجي .. ضوء القمر
الذي يسرق زمنا يسيراَ ليطل من بين الغيوم يعكس ظلال تلك
الخطوط على وجهي فيبدو وجهي مرعباً شوهته خطوط غير منتظمة
تشبه لطشات سكين تصدأ نصله من كثرة الدم ألذي أعتراه ..
أباغت زجاج نافذتي بضربة حزينة خوفاً كي لا أثيره لئلا
ينكسر . يعتريني البكاء مثل طفل فقد أمه وفرحه بالرغم من
شفافية المنظر الذي أتطلع أليه من خلال نافذتي .. قطرات
المطر الساقط على الشارع وعلى أشجار أرصفته الباكية
الضاحكة لقدرها الغريب . جسدها الممتلئ بندبات نحاسية
..تتصبب قطرات المطر من على أوراقها وكأنها تشاركني بكائي
.. تهيأ لي أن المطر يرقص حزناً على نظراتي ولطربه لصوت
قطراته التي تدغدغ زجاج نافذتي المشوه ... تخرج حسراتي
وزفراتي تضبب زجاجي وتشوه المنظر ليغيب صوت المطر بقطراته
ورقصاته المفبركة .. تغادر غيومه الرمادية سماء المكان
لتظهر زخرفة النجوم على وجه السماء ..أبقى منكفئاً على
نافذتي أطارد أفكاري وصوراً
خزنتها ذاكرتي علني أجد موضوعاً أهيم فيه لأقضي على أرقي
..لأتسلل الى الصباح ..لأنهي حكايتي مع الليل
وندائه...
أمير بولص أبراهيم
برطلة 16
آيار 2008