ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

" بت يا منار " !
( قصة نصف واقعية )
أحمد زكريا فتحي - مصر

 

كبداية العديد من القصص ..
بدأت هذه بأن كنت أمشي و(( الشمس تلسعني بنظراتها!)) و(( الطريق يتلوي أمامي كثعبان!))
يمكنك ببعض ذكاء أن تستنتج الباقي !
أنا قذر بطبعي..
أستحم قليلا جدًا ... جدًا
لذا ففي الشمس أستحيل كتلة من العرق العفن المقزز !
ولما سألني أحدهم ذات يوم عن .. "هل تستمتع بهذه القذارة ؟!" ..ابتسمت بلزوجة وقلت غير مازح
"نوع من الإختلاف "
وما دام الحال هكذا .. حيث ( الشمس تلسعني بنظراتها!)و( الطريق يتلوي امامي كثعبان!)..
لذا فالمشهد التالي محتم وهو : أنها .." تأتي من بعيد "..
كلهن يأتين من بعيد دومًا..(( وماذا تتوقع يا أحمق .. أن يظهرن جنبك فجأة )) .. !
للأسف لم تهب رياح -خفيفة- لتطير شعرها فأقع في هواها مجندلاً أغني ..
يخيل لي أحيانًا أن كل الحب بدايته بمشهد يحرك قلب الفتي .. والذي هو دومًا أبدًا .. ان الهواء يطير شعر الفتاة ..(( وماذا تتوقع يا أحمق أن تكون بدايتة بمشهد وهي تخرط البطاطس أم تحشو فمها مكرونة بنهم ؟! ))
هنا لم يحدث هذا ولا ذاك .. كانت محجبة
تعرف أنت هذا النوع من الملابس الذي لا ينم عن المستوي الإجتماعي بدقة .. التايور المكوي والإيشارب والحذاء الأسود اللامع !.. يمكن أن تكون زوجة بواب تأنقت تلك المرة .. او أرستقراطية تعشق ال simple style
الهام هنا هو أنها كانت تسحب خلفها كيانًا صغيرًا كقطة
تمشي بجانبها أحيانًا ثم تنطلق علي حين غره مفزعاني !
تطير ضفيرتها الوحيدة القصيرة خلفها لتطارد قطة أخري تقربها حجمًا!
أرقبها وأبتسم..كانت جميلة بلا شك ... خاصةً مع خصلتان يبدوان من خلف الإيشارب الأسود!
عيناها تتابع الصغيرة بحذر ..
يتقدمان
مشهد عادي كما تري
ما الذي تتوقعه الآن ؟!

**********************


المبنيان الشاهقان يرتفعان بجواري أسفلهما شَجَرٌ محروق
صفرٌ كئيبان كأنهما قدا من صخر ..
(ما الذي تتوقعه يا أحمق ؟.. قدا من كريمة الفانيليا بالمانجو ؟! .. لقد قدا من صخر فعلاً )
أكوام القمامة صغيره في طور نموها وأخري بالغة عاقلة رشيدة !!
دومًا ملابسي واسعه , بما يعطيني شعورًا بالسباحة في العرق ...
بينما مصدر الهواء المتحرك الوحيد هو عربات النقل العملاقة التي تمر من جانبي كقذائف لتحرك الهواء ..
أتغلف من طرفيَّ بالتراب ..
ألا فليلعن الله أشباه الحيوانات هؤلاء
لا يستمعون لدروس شيخ الأزهر عن حق الطريق
..أسعل و
أتظاهر بالعبور إلي الرصيف الآخر الفاصل بين الرائحين والغادين في الطرق.. لأكون في مواجهة الفتاه المارة ..العق شفتي بلسان ذئب ليبتلا .. لن اتحدث فجأة فأجد ان صوتي يخرج رفيعا عاليا يفزعها
أنا مراهق عادي آخر أمارس المراهقه كما تكون بشكل جلي ومثالي حقًا
أصلح لدراسة ميدانية علي المراهقين بالفعل ..
كانت بدورها تقترب مني ... لا تناور ولا تتوخ الهرب ! ..
أََلقُط نظرة للقطة ذات الضفيرة القافزة .... جميله جدًا أمها !
أقارن بعيناي بين هذه وتلك
هذه الصغيرة البريئة بينما تلك ملوثة كجميعنا
هذه جميلة ببراءة بينما تلك مفعمة بعلامات الأنوثة
هذه تداعب فطرتك بينما الأخري تطعن غرائزك
هذه من المستحيل تخيلها بلا كرة ملونة وجسد منبسط
بينما الأخرى ..
تذكرت قصة قرأتها من زمن عن أنه من المضحك أن تتخيل امرأه محترمة محتشمة وقورة وهي أسفل رجل .....
شيئ مضحك بالفعل..
جعلني هذا الخاطر أضحك داخلي وانا أتطلع لها ..
اقترب داسًا يداي في جيبيَّ الجينز
وفي لحظة واحدة يحدث كل شيئ ..
هكذا رأيت ..
الطيور في الهواء تقف .
خطواتي صارت ابطأ كحُلم .. سياره النقل العملاقه تتحرك ببطء شديد والغبار الصاعد منها تجمد علي هيئة إعصار يلتف .. قطرات الماء النازله من الغسيل المنشور بواسطة مدام حكمت .. صار ثابتًا في الهواء .. حقًا ثابتًا
المتحرك الوحيد هنا كانت هي !
تعدو خلف قطتها المذعورة إلي عرض الشارع
مع التفاتة المرأة تلتفت إلي القطتان الصغيرتان أمام إطارات الشاحنة العملاقة
ينتفض كل شيئ فيك وتنتصب شعيراتك كلها في آن واحد
بينما صرختها القادمة تقصِفُ في أعمق اعماقك
" بت يا منار "
وقضيَ الأمر !
 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا