إجهاض
مالكة عسال - المغرب
دخلت العيادة
مندفعة كالمجنونة، تحمل في يدها غلافا ينطوي على جرح ، تجرجر خلفها ساقين
مثقلتين، عقلها شارد نحو الحل المناسب لورطة رمتها أزمنة مداهمة ، قصدت
المكتب بسرعة ، بلا تحية قذفت المشكل للمرشدة متوسلة بنظرة ذابلة، سلمتها
هذه الرقم المناسب،وأمرتها بالجلوس..اتخذت مكانا ما في ركن ما منتظرة دورا
ما..فغاصت في ذكرى ’سِرقت منها عذوبتها، ابتدأت بنومة قط في القيلولة،
لتنتهي بلحظات تتجاذبها مسارب ، لا مقصد لأي منها يبعث على الارتياح …أحبته
بلا إذن ، من بين أسراب الشباب اشتهته فارس الأحلام، بنوايا حسنة رسمت معه
عش الزوجية، خيوطه حب ، وتضحيات ، هكذا اتفقا بكبرهما يكبر العش، يحضنانه
يحضنهما يرعيانه يرعاهما …
هو حين عودته من العمل، يجدها في منتهى السعادة : فراشة تنط في أركان البيت
، تقابله بابتسامة ، معا يحتسيان كؤوسا مفعمة بالحب ، دون أدنى حركة تعكر
المزاج .
هي بيديها الحنونين تنفض عنه غبار تعب النهار، تحكي تداعب ، جندية مستعدة
لخدمته و إسعاده .
هو يريدها أميرة للبيت لا خادمة، تأمر وهو عبد بين يديها يلبي عن طواعية…
دفنت رأسها كالنعامة في ضباب ال! ! ماضي، ة فرأت نفسها أميرة تسير في رحاب
بيت فسيح بخطى متبخترة على أرض كالياقوتة المفلطحة ، أقراط الورود تتدلى من
الأسقف، مصابيح ملونة ، روائح العطور تعم الأرجاء، الخدم والحشم، أصناف
المأكولات على الموائد ، أطفال كالأحلام اللذيذة…أفاقت من غمرة النشوة على
صوت الممرضة تستدعيها للدخول ، بعد الفحص والاتفاق ، نصحها الطبيب
بالاحتفاظ بالجنين تحت عبارة كريمة ً لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ً ،
فناولته الظرف بمقلتين تنهد فيهما قلاع الشروق ، ولما أخرج ما بجوفه قرأ ما
يلي :
عفوا حبيبتي لقد سافرت إلى أوروبا بعقد زواج من إيطالية لأن مبلغي المادي
…..