![]() |
شعر مترجم |
هشام حراك - المغرب (*)
* تطلق كلامها، بشكل هستيري، فيلوي عائدا إليها كما لو أنه اصطدم بجدار من حديد... درجة الحرارة الكامنة بداخل صدرها تتجاوز، بكثير، درجة الحرارة عند منتصف أغسطس... * يجلس على صخرة نائية عن البشر، باستثناء السائح الذي هو بصدد رسم لوحة تشكيلية، وزوجته التي هي بصدد البحث عن أشياء لم يتمكن من معرفتها، وخمن في أنـها قد تكون أصداف الشاطئ... * تعود إلى غرفتها... تشاهد مسلسلا عربيا، فتتأثر للمصير المؤلم لمديحة التي تركها فارس أحلامها، وهجرها إلى بلاد بعيدة كي يتزوج من عجوز ميسورة هناك... * يتأمل البحر في صمت رهيب... عيناه تكادان تنـزلقان عن جمجمته، وتكاد تنط منهما الأفاعي، والعقارب، وأسماك القرش، فلا يدري المرء إن هو غاضب لأمر ما أم أنه بصدد خوض حرب باردة ضد البحر... * أخيرا تبتسم، وتفكر في أن تصفح عنه... * أخيرا يبتسم، ويفكر في أن يكتب لها رسالة يعتذر فيها عما صدر عنه في ذلك اليوم المشؤوم... * تتوصل بالرسالة، وتقرر أن تذهب إليه... * يجلس، من جديد، على الصخرة النائية عن البشر... عيناه تكاد تنط منهما الأفاعي، والعقارب، وأسماك القرش، ولا تعودان إلى وضعهما الطبيعي إلا وهو يلمحها قادمة... * تصل إليه، وتبتسم في وجهه ابتسامة عريضة... تجلس، إلى جانبه، وهي تعيد شعيرات إلى مكانـها الطبيعي بعد أن انزلقت، شيئا ما عند أسفل خدها الأيمن... * يصر على طلبه... * تقول إن ذلك عيب... * يقول إن الأمر ليس عيبا ما دام البشر لا يراهما... * تذعن له، ثم، في لحظة من اللحظات، تطلق صرخة مدوية في المكان... * يقوم مذعورا... يلتفت يمنة ويسره ... يركض، ويركض، ويركض... * لقد وقعت لها الواقعة... * يقرر أن يقطع البحر، في اتجاه الضفة الأخرى، خوفا من كلام الناس ونظراتـهم اللاسعة... يعزم على أن لا يعود أبدا... يقول لنفسه إنه لو كان له عمل قار، وسكن مستقل عن ذويه، لما تركها تواجه مصيرها المؤلم... يقول لنفسه هذا الكلام، وينقلب الزورق الذي يقله إلى الضفة الأخرى، فتقع له الواقعة...
(*) رئيس نادي القصة بالمغرب وعضو اتحاد كتاب المغرب.
|
|
|
![]() |
![]() |
|