![]() |
شعر مترجم |
حسان فى كفر "كازا" "خستان"... حكاية #4/4 توفيق راضى - مصر / الصين
الجزء الرابع: "فلتسقط الحكومة ويعيش الشيخ خستان" اخذنا نهتف بقوة بعد عبورنا السور مما ادى الى تجمع مجموعة من الخستانيين حولنا وتحدث احدهم فى لاسلكى طالبا امدادات ولكن هذا لم يثنينا عن الهتاف بحياة الشيخ خستان وبسقوط الحكومة واخذ بعض الخستانيين يطلب مننا الهدوء والا سنذهب فى داهية ولكن لم تنطلى علينا الحيلة معتقدين انه اختبار لمدى ولائنا للكفر وللشيخ خستان ولعلمنا بغضب اهالى الكفر من نزع اراضيهم زدنا فى الهتاف الى ان وصلت سيارتان نصف نقل طلبوا منا الجلوس فى صناديقها ووعدوا باخذنا الى مقر الشيخ خستان كطلبنا بشرط ان نهداء ونتوقف عن الهتاف وهمهم بعضهم باننا بالتأكيد حضرنا من عزبة البكباشى بعد قعدة طويلة ولكننا اكدنا لهم اننا من ميت الجبابرة الغلابة. ووصلنا الى مركز الشرطة الرئيسى فى الكفر لمقابلة الشيخ الخستانى معتقدين ان الخساتنة استولوا على القسم وعند نزولنا من السيارتين اقترب احد الحرس وطلب منا الوقوف فى صف واحد وبمجرد ان شاهد الاورام فى وجه حسان اخذ يعنف المجموعة التى احضرتنا ذاكرا انها نبطشية (نوبة) الرائد مجدى الضابط العقد الى مانع الضرب والشتيمة فى نبطشيته وعندها تقدم حسان منه واخبره ان الاورام نتيجة خناقة حدثت فى اليوم السابق وتهكم احد الاشخاص الذين احضرونا قائلا "مجدى بيه ده مقرف" فلحقه الحرس قائلا ان الضابط مجدى لا يحب ان يلقبه احد بالبيه ويفضل ان ينادى عليه برتبته واجمعوا على ان هذا الضابط مقرف ومحبكها. وبمجرد دخول الاستقبال فى القسم ارتجل جلال زجل اخذ يردده ونحن ورائه لنؤكد لأهالى وقيادة كازاخستان اننا معهم ونؤيدهم فى مطالبهم العادلة ضد الحكومة المفترية "تسقط حكومة وحزب العواجيز" "اللى خلونا بقينا ورا بتوع المعيز" "يعيش الخساتنة وشخيهم العزيز" وعندها حضر مسرعا ضابط برتبة رائد وطلب مننا بحدة وحزم الانخراص ثم سأل عما يحدث فاخبره واحد من المجموعة التى قابلناها عند دخول الكفر انهم امسكونا داخل اسوار المجمع واضاف متهكما اننا نريد مقابلة الشيخ خستان وانه يعتقد اننا غالبا جئنا من عزبة البكباشى بعد سهرة هناك وتدخلت مرة اخرى سريعا لنفى ذلك والتاكيد على إننا من ميت الجبابرة الغلابة وعندها طلب الضابط باحضارنا الى حجرة مكتبة والتفت الينا وامرنا بعدم الهتاف وسأل بغضب عن إصابات حسان فأسرع الحارس واخبره انها خناقة سابقة وانه لم يمس من احد فى المركز واكدنا نحن ذلك. "يانهار اسود" صحنا فى نفس واحد بعد ان أفهمنا الرائد بحزم اننا فى قسم التبين بالقاهرة واننا لسنا فى كازاخستان وطلب منا ذكر قصتنا بالتفصيل مؤكدا انه يجب ان تكون قصتنا مقنعة والا سيضطر الى تحويلنا الى امن الدولة لهتافنا بسقوط الحكومة فسردنا له القصة منذ قراءة الخبر بالجرنان الى ان دخلنا مكتبه ولم يتمالك نفسه من الضحك وطلب لنا شاى وطلب منا الجلوس بالرغم من اعتراضنا وشعورنا بحرج شديد منه. وبداء الرئد مجدى يشرح لنا كيف اننا تعرضنا لعملية نصب من سائق التاكسى الذى احضرنا الى منطقة نائية بجانب شركة الحديد والصلب وطلب منا رقم التاكسى ووسط ذهولنا أوضح لنا ان جمهورية كازاخستان هذة لا تقع فى مصر وليست حتى على حدود مصر بل هى جمهورية اسلامية تقع فى وسط اسيا وكانت تابعة للاتحاد السوفيتى واستقلت بعد سقوطه فى اوائل التسعينات وان الذهاب اليها يحتاج حوالى 18 ساعة بالطائرة وإن رئيسها على علاقة جيدة برئيسنا. وذهلنا من هذة المعلومات وعندها سألته كيف يكون ذلك والشريك الرئيسى فى المشروع هو بنك تنمية الصادرات فهل مهمة هذا البنك تنمية الصادرات المصرية لتوفير فرص عمل للمصريين المشردين بكافة بقاع الارض ام تنمية تصدير فرص عمل المصريين الى خارج مصر لزيادة البطالة وهنا رد على الرائد مجدى وهو محرج بأنه موظف حكومة ومن الافضل الا يناقش مثل هذة الاشياء ولكنى استمريت وقلت له "انت هنا ممثل الحكومة وباين عليك مصراوى اصيل بحقيقى زينا واريد ان اسألك اذا كانت مصر تعانى من الفقر ومن البطالة اليس من العقل ان توجة هذة الاستثمارات الحكومية التى هى فى النهاية مدخول ثروات مصر ومما ندفعه كمصريون كضرائب ودمغات لبناء مصانع داخل مصر لتشغيل المصريين العاطلين والذى انتهى بهم الحال اذا كانوا محظوظين كعمال تراحيل فى الخليج والاردن واخيرا اسرائيل. وبمجرد ذكر اسرائيل قال الرائد بضيق انه يجب ان نفهم انه موظف أمن وهو يتفهم ما مر بنا وإن من الافضل ان نغادر القسم ونبداء رحلة العودة الى بلدنا فورا قبل الوقوع فى مشاكل لا نعلم خطورتها وحاولت الإستمرار لكن قال الرائد مجدى بحزم انه يجب ان نغادر القسم الان لمصلحتنا ونادى على قوة لاصطحابنا الى خارج القسم. وغادرنا القسم وانا لااصدق ما حدث واخذت الاحداث والافكار تدور فى رأسى وتسألت هل يحكمنا مصريون ام كازاخستانيون ام فلسطينيون او عراقيون او سودانيون او عرب اوافارقه فكما ارى فإن حكومتنا تضيع اكثر من 95% من وقتها ومصادرها على هؤلاء وتعمل على حل مشاكلهم كأولويات حتى ان تعارضت مع مصلحة المصريين وتضع اصحاب الأرض ومصالحهم من المصريين فى اخر القائمة مع اننا من يدفع مرتبات موظفيها وفاتح بيوتهم فكل يوم بالجرائد هناك سفريات ومقابلات واجتماعات ومؤتمرات لحل قضايا هؤلاء وكل فترة وعلى استحياء تذكر محاولات فاشلة لحل مشاكل المصريين وتدعى الحكومة الفقر اذا كان الشيئ لنا وفى نفس الوقت تكون سخية اذا كان يتعلق بغيرنا فهى تقوم تارة بتأجير اراضى زراعية لزراعة القمح برومانيا لإيجاد فرص عمل للفلاح الرومانى المسكين مع تحريم زراعة القمح بالاراضى المستصلحة المصرية نكاية فى الفلاح المصرى الغنى المرفه الذى يلعب بالفلوس لعب والذى اصبح يعمل كعامل تراحيل بالسخرة حول العالم وتارة اخرى تشترى صيدليات مفلسة برومانيا لتدعيم الاقتصاد الرومانى وتبيع الشركات المصرية الرابحة مما ينتج عنه تسريح عمالتها وتقيم محطات توليد كهرباء تعمل بالبترول لتشترى البترول بأعلى الاسعار من الخارج وتبيع الغاز المصرى لاسبانيا والتى تولد الكهرباء بالغاز وإسرائيل والاردن بخسارة وبجزء من السعر العالمى والان تفتح مصانع بكازاخستان وتقوم ببيع واغلاق المصانع المصرية . أنحن تحت إستعمار اجنبى متخفى يمتص خيرات مصر الى غير اهلها ويبذل قصارى جهده لإفقارنا وتجهيلنا؟ وانا اعلم ان رئيس المخابرات الحربية المصرية فى اواخر السبعينات كان ابن عمه فلسطينى وان شرط ان موظف الحكومة المصرية وضابط الجيش والشرطة وزوجاتهم يجب ان يكونوا من اب وام وجدود مصريين اما تم الغائه او وقف تنفيذه فهل يحكمنا الان الاجانب الحاصلين على الجنسية المصرية ويوجهوا سياسات مصر لما يخدم اصولهم لا مصالحنا؟ وبالنسبة للمشروع فإنه من الوقاحة ان يكون الشريك الرئيسى فى هذا المشروع بنك يسمى بنك تنمية الصادرات وعندها هبت نسمة باردة على وجهى ولكن لم تنجح فى ايصال السكينة الى قلبى الذى ظل مشتعلا بالغضب مما نحن فيه ونعانى منه بدون سبب واضح على ايدى حكوماتنا منذ اكثر من قرن من الزمان فما نحن فيه ليس وضعنا الطبيعى ولا إمكانياتنا ولا إمكانيات بلدنا وبدأت الشمس فى الشروق وبداء يوم جديد ولا اعلم لماذا بالرغم من الغضب والإحباط الذى كنت اشعر به احسست بالتفائل وان هناك امل قادم قريب لمصر وتذكرت شعر الشاعر التونسى ابو القاسم الشابى: اذا الشعب يوما أراد الحياة...فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلى...ولابد للقيد ان ينكسر. النهاية ومن النهاية ستولد البداية وحفظ الله مصر معلومة: حادثة عبور سلك مجمع الحديد والصلب مأخوذة من واقعة حقيقية ففى منتصف السبعينات من القرن الماضى واثناء فترة علاقات سيئة بين المرحوم الرئيس السادات والرئيس القذافى دخلت مجموعة من الشباب مجمع الحديد والصلب هاتفة بحياة القذافى وسقوط السادات معتقدين انهم فى ليبيا وتم القبض عليهم وارسالهم الى قسم التبين حيث فهموا الحقيقة وتم اخلاء سبيلهم دون توجيه اى تهم لهم.
|
|
|
![]() |
![]() |
|