ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

رحاب الهندي - العراق

حكايا حب معاصرة
رحاب الهندي - العراق
 

تجولت شهرزاد في أروقة الناس، ودخلت إلى أبوابهم السرية، وجلست إليهم في لحظات بوح صافية صريحة، وبلا رتوش ولا ألغاز، سمعت لهم، ونقلت قصص حبهم العصري جداً... وهذه بعض منها:

التقيا عبر نافذة الحاسوب، اهتزت المشاعر، تدفقت الكلمات، رفرف الحب، تواعدا على أن يكونا واحداً.
ارتبطت حياتهما بأيقونة مضيئة تسبح في فضاء تحقيق أمنياتهما؛ ولو عن بعد...
قال لها: أحبك
أجابته: أحبك
وكانت نافذة الدردشة عبر الحاسوب، شاهداً على حب عصري مختلف عن قصص الحب، فاللقاء عن بعد لم يمنع سريان المشاعر كالدم في الشرايين... اعترفا ببوح داخلي عن الماضي، وحلم بمستقبل عجائبي.
اختلفا... تصالحا، وعادا لبث الشوق وكلمات الحب.
في لحظة بوح واستذكار الماضي قال لها: كانت حبيبتي... غضبت، صرخت، رفضت كلمة "حبيبتي" بحجة إن الكلمة من حقها فقط، ولها مشروعية الغيرة حتى من ماضيه...
أغلق النافذة غضباً، قال وداعاً، وانهارت باكية.

وقف حائراً بين إحساسه بالحب، والخوف من الوقوع فيه...
ابتعد متردداً، اقترب، ثم أخيراً اعترف، توهجت وجنتاها وهي تهمس ضاحكة: أخيراً اعترفت لي.. أنا أيضاً أحبك.
سارا في طريق الحب خطوة خطوة، تعاهدا على ألا يفترقا، لكنه فجأة اكتشف إن طبائعهما مختلفة. فهي تحب ما لا يحبه، عصبية، عنيدة، صاخبة، وهو أكثر تسامحاً وأكثر هدوءاً... كيف له أن يعاشر إمرأة مثلها، ويعيش حياته القادمة.
افترقا.. عاش الكآبة والحيرة، تلفت حوله، اكتشف وجود إمرأة ثانية قريبة منه، أحس تجاهها بالحب، وكان خائفاً، لكنه اعترف، واعترفت.. تقابلا، تناقشا، اكتشف أنها مغرورة تبحث عن مصالحها... توقف، أعلن عصيانه على الحب، وعاث فساداً بين النساء!


معاً التقيا تحت سماء نقاش يبدو بالنسبة إليهما متآلفاً متفقاً. وهذا ما جمعهما في طريق الحب، فسارا فرحين، وكانت الأحلام رصيداً يجمعانه للأيام المقبلة، يستندان إليها لبناء مستقبل لهما.
قال لها: أريدك زوجة للبيت والأولاد.
أجابته: وعملي.
ضحك وهو يضمها: سأكون أنا والبيت والأولاد؛ عملك الذي لا ينتهي.
انتفضت غضباً، أعلنت احتجاجها بقولها: أحب عملي جداً.
سألها ممازحاً: أكثر مني.
بلا مزاج أجابته: هناك فرق، أحبك رجل أحلامي. لكني أحب عملي أيضاً، فهو جزء مني.
صرخ غضباً: لا تعاندي، أريدك زوجة وربة بيت فقط.
واجهته بنفس الصراخ هائجة، وأنا أريدكما معاً، أنت وعملي.
أعلن غضبه، لا يعجبني هذا الموقف.
صفقت باب علاقتهما.. وغادرت نهائياً!


حين شهق متعة الانتهاء من حالة اللقاء، استرخى وهو يضمها لصدره مبتسماً، قائلاً بحنو: أنتِ أكثر من رائعة
اختفت في صدره صامتة، وحين أحس بدموعها، شربها بشفتيه متسائلاً: لم كل هذا البكاء، ألستِ سعيدة معي؟
ابتسمت بألم متسائلة: سعيدة؟! وأنا أغرق معك في بحر الخطيئة؟!
انفجر غاضباً: هل نعيد الحديث كل مرة بهذا الموضوع؟
أجهشت بالبكاء هامسة: أنت لا تشعر بعذابي.
إستمر غضبه: وأنتِ لا تقدرين ظروفي.
تركها واتجه للحمام ليغتسل، وحين عاد وجدها قد غادرت... وبقايا دموعها على الوسادة!


هو كاتب مشهور بمقالاته التي تنادي بتحرر المرأة، وأحقيتها بالوقوف جانب الرجل، لا وراءه. وحين يسأله المقربون: لم لا تتزوج؟
يضحك ساخراً: أعطوني إمرأة تفهم لأتزوجها!
ورغم مواقفه الخفية للبعض، كانت صورته الزاهية تجذب النساء، فيقتربن إليه، وكثيرات وصلن إلى سريره لمرة أو اثنتين ثم غادرهن بحجة إن الجسد لقاء ثانوي ووقتي ليس إلا.
في غفلة من زمانه التقاها، إمرأة مختلفة بإيمانها بمعنى التحرر الحقيقي، لا شعارات الزيف... سأل نفسه: معقول أن أجد مثل هذه المرأة الرائعة؟
شدته بثقافتها وأخلاقها وتصرفاتها، اعترف من داخله أنه أحبها وبجرأته طلبها للسرير، فطلبته للزواج، وحين وافق، وكتشفت حقيقته... تركته بعقلها غير آسفة!
.
 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

بدر خالد

bader3030@hotmail.com

Tue, 19 Jun 2007 05:43:44

قصة جميلة ولكن لا يوجد فيها جديد او شء يتناسب مع المعاصرة كل
الذي ظاهر ضعف المراة وانها طيبة وانها حمامة سلام وان الرجل دائم يظطهدها
ياللعجب دائما الرجل في حياة المراة حيوان مفترس ولا يفكر الا بالسرير اتمني لك التوفيق وارجو المزيد
من انتاجك الغزير   لاعدمناك حفظك الله    بدر

2- 

جنان

gana19772000@yahoo.com

Tue, 24 Jul 2007 09:48:13

نعم ايتها الكاتبة العزيزة للاسف اصبح الحب بهذا الشكل في وقتنا الحاضر

3- 

اياد الراشدي

alrashidi772003@yahoo.com

Tue, 7 Aug 2007 05:08:40

قصه جميله ورائعه بين اناملك قلم يحمل الابداع قصه تحمل بين طياتها روعه الرومانسيه لك كل التقدير والامتنان

4- 

بوكرش محمد

Sun, 12 Aug 2007 16:02:29

بعد التحية الأخوية إلى الأستاذة رحاب الهندي الرائعة في قصصها القصيرة
 وطريقة التشويق فيها، الأفيوم الذي أشك في قدرة مفعوله على المحافظة عن نفسه خارج الكتابة عن الحب والجنس، وان كنت مخطئا، هل بإمكانها أن توجهنا إلى كتابات لها في غير هذا وفي أمور أمهات القضايا والمشاكل المعاصرة بنفس السحر والأسلوب والجاذبية، أم أننا خارج المراهقة والجنس والشذوذ عاجزين عن صنع النص الخالد بكل مقاييسه. أم أن المواضيع مضمونة
 الاستهلاك والتسويق على حساب.......
لا أخفي عليك أني اطلعت أيضا على قصصك القصيرة بنفس العنوان في موقع أصوات الشمال ليوم 12/8/2007 تحرير بلطرش رابح والتي أعدت نشرها بمدونتي آداب وفنون .
في الموقع: 
http://boukerchmohamed.unblog.fr

5-

د.عامر شاوي

dr_amir999@yahoo.com

Sun, 30 Dec 2007 03:36:25

تحيه للكاتبه رحاب الهندي
القصه شائعه بالمجتمعات سواء كان التعارف بالنت او المدرسه فالوسائل لا تغير من جوهر الانسان وسلوكه ولكن الكاتبه ارادت ان تكسب مقالتها شيئآ من الحداثه بصوره علنيه مبتعده عن اسلوب تمرير الغايات..كذلك لم تستطع كاتبتنا ان تفلت من بحبوحة فكرها في تناول قضية الرجل والمرأه كحال سابقها من المقالات فهي تمسك
 بقلمها مبيته نيتها على الحرب (ومستخدمه المأثور انصر اخاك ظالمآ او مظلومآ) من الاحرى بكاتبه قديره مثل الهندي ان توجه
 مالديها ليس للجزار فقط وانما للضحيه كذلك فقد يكون في الضحيه ثغورا تساعدالظالم او اي امور سلبيه اخرى يمكن صدعها...سلامي للكاتبه زنة اعجابي وتقديري..

6-

عابر سرير

escstar2002

Wed, 23 Jan 2008 09:55:14

مع حبي وتقديري لكل قلم له الجراه على الكتابه لك حبي ياسيدتي
 الفاضله قصه جميله لكن هناك بعض الكلمات قد اعاقتها ووضعت فيها خلل كبير. بالنسبه لكاتبه مثلك عليها ان تكون حره ودقيقه جدا في صياغه جملها   نص رائع

7-

mohammed
mohabesa@yahoo.co.uk

Tue, 19 Feb 2008 23:22:11

هدا معروف  عصر الحديث حب عليي السرير

ضع إعلانك هنا