ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

ليـل الغـريب...!!

مراد بوكرزازا - الجزائر

 

- هل نامت المدينة...؟!

منذ آلاف الأعوام وهي تخلص لسباتها العميق... تعانق وهما مبتذلا وتنسى أني هنا... وحيد... مقهور... أحتضن صورة امرأة في الحريق المهول...

وأدعي أني ما تألمت يوما... ما بكيت... أصيّر اللحظة تاريخا عامرا بالشرفات... بالشموع والقبل المبتغاة...!!

 

- هل نامت المدينة...؟!

مذ كان الليل وهي تذهب للوسادة مطمئنة... راضية... مرضية... تترك الشوارع الخالية للقطط والكلاب الهائمة... وأنا هنا... رجل يقطر بالشعر... بالدم... بالأغاني... باليتم الباكر... والخيبة المتجددة... ويوقع نصا لامرأة تحلم اللحظة برجل آخر... ولن تلتفت للقصيد الذي وقعه الغريب في ليله الطويل....!!

 

- هل نامت المدينة...؟!

لقد فعلت ذلك مئات الأعمار... وأنا مخبول يحاول أن يقوم من موته الأخير... وأن يقول أن الفرح يبدأ مع هذه المرأة... وأن الأمان سرٌّ تخبئه في صدرها وأن عينيها البحر أكبر من سرِّ الموج وأكبر من تعب البواخر ونزق البحارة...!!

 

- هل نامت المدينة...؟!

بعد المغيب مباشرة...

وبعد المغيب إياه... قام الجرح من نزيفه المباغت... وسأل الأنثى الحائرة:

ما شكل وسادتها... ما رائحة غطائها... هل تذكرني... هل تأذن بأن أحط الليلة على كفِّها فراشة أحرقها كرنفال حضورها... هل تأذن بأن أفتح غرفتها...

أصرخ وخلفي أجيال من العشاق:

إني أحبك... أحبك حدَّ الاختناق... حدَّ الانتحار... حدَّ الموت 

فتأتي مسرعة إليَّ:

لأجلي لا تمت يا غالي... لأجل الرقصة المشتركة...

أميل على كتفها واللغة صبية خائفة ومرعبة:

كثير عليَّ هذا البذخ... أرجوك... دعيني أموت...!!!

* * *

ما لم يقله الغريب...

- أ صحيح ستحبني...؟!

كنت أعبر الشارعَ كل يوم لأجلكِ... أعبره ملهوفا للوجه الحقيقة... للقامة الشموخ... للأنثى جدا... خلفي دم بلوزداد* يعاتبني:

- ألم تتعب بعد...؟!

- لك الشهادة وشارع باسمك... ولي هذه الأنثى ونص لا أجرؤ على توقيعه...!

 

- أ صحيح ستحبني...؟!

صرت أحب الخامسة مساءً... ففيها ألتقيك نخيلا مكابرا وهامة محببة... فيها ألامس يدك... وأغرق راغبا في اكتشاف سر الماء... وفيها يبدأ التوقيت الحقيقي للربيع وفيها أنطفئ حدَّ العتمات حين تغادرين...!

 

- أ صحيح ستحبني...؟!

حين التقيتكِ حدث ما يشبه الزلزال والإعصار... ما يشبه المطر المباغت والزقاق الحميم... ركضت إلى خزانتي... لبست أحلى بذلي... ولأجلك –لو تعلمين- انتقيت أغلى عطوري...

 

* شهيد من شهداء الثورة

- أ صحيح ستحبني...؟!

إني أهرب لأبعد زاوية في الكون... أحمل كل مناديل الدنيا... وأستأذن اليتامى في أحاسيسهم... أنا سيد الدمع الأول... دعوا الأنهار تفيض مني... دعوني أغرق في بكاء قاتل...

 

- أ صحيح ستحبني...؟!

نعم أحبك... وأموت الآن غير نادم...!!

 

* * *

تفاصيل...

- ما اسمك ...؟!

- أمنيتي أن تحمل لقبي العائلي لليلة واحدة...

- ما سنك....؟!

- أكبرها بعشر غصَّات أو سنوات –سيان-

- ما بك...!

- إني أحبها ... أخفي سري وأنطفئ...

- هل تحلم ...؟!

- نعم... بالموت بين خصلات شعرها... 

- لها الحد ... ؟!

- لا يمكن أن تتصوري يا غالية...!!

 

* * *

حميمان...

- أ رأيت....

ليتني ما التقيتها... أنا الذي غادرت العالم في صمت... أن الذي ما بكاه أحد...!

- ما الذي قالته لك...؟

- حدثتني عنه... عن أحلامها... عن حبيبها... ولم أجرؤ على أن أسألها... إن كانت تعرف قبري... الأحراش التي نبتت عليه... ولا حتى الكفن الذي مزقت لأجل ابتسامتها...!

- هل طالت الجلسة...؟!

كنت أضحك في سري من الشوارع التي لا تحمل اسمي وأنا أوقع في كل خطوة شهادة بطولية...

- وحين غادرت...!

كنت سأكتب... لكن وجهها طلع من البياض... استلطفت الملامح... احتضنتها ونمت....!

صباحا... كانت الأوراق جميعها تحمل اسمها... تساءلت:

هل تنشر الجرائد بياض شاعر يحمل اسم امرأة...!

 

* * *

رسالة إليها...

بي رغبة لأن أكتب لك حتى الصباح... وربما حتى آخر العمر...

بي رغبة لأن أغادر بيتي... لأن أذهب لمكان اللقاء اليومي...

لأن أستحلف الشجرة التي تتكئين عليها بأن تفشي لك بالسر...

وبي رغبة أيضا...

لأن أنسحب من مواقيتك... من رصيفك... من عينيك...

وأن أعود ثانية للنفق المظلم... فهناك ألتقي... العشاق... الوحيدين...‍‍‍‍!!

لن أنخرط هذه المرة في اللغو... أو البكاء...

لن أحدث أحدا عنك... سألتزم الصمت وأعدّ الهزائم... قبل أن أمضي لربي:

- أي الأبواب تقود للجحيم...؟!

إني أعترف بأني نزق ومتهور... وأني لا أستحق الحياة...!!

 

 

إني أعترف بأني عمَّرت أكثر مما يجب... وأنه حان الأوان للسيرة أن تكتمل...!!

هنيئا لك... لقد متّ...!!!

2001

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا