![]() |
شعر مترجم |
نجوى عبد البر (شهد أحمد الرفاعى) - مصر
خلف زجاج النافذة وقفت أطالع وجهه ،اليوم ازرق وبالأمس اخضر وربما غدا رمادى ، لا اعرف له لوناً معتاداً، حتى صوته سيمفونية متعددة الطبقات، ربما يعزف لحظات لحنا سماويا وبعد برهة اسمعه يضج بالنشوة والفرح ، الى ان ألمسه فموسيقاه حينئذ مزيج من الرومانسية والاحلام والصخب ، سيل جارف من تتابع الاوتار يأتينى بأعذب الالحان كل مساء، انام على صوته وان كان هادرا، احبه وان كان صامتا، واعشقه وان كان حائرا، لكنه اليوم يحيرنى لا اعرف له وزناً او مقاماً او... لا .لا..لا داعى بالتفكير فى اشياء آخرى. الافضل الاسترخاء فى اشعة الشمس . يا إلهى ما لى ارى كل شىء ضيقا !! هذا الكون ماعاد يتسع لى الا بالكاد وحتى القلوب والسماء كلها تضيق من حولى ،الارض لم تعد لها من اتساع كل شىء فی صيرورة حالكة الظلام، إبتلاع. ماذا حدث ؟ لا اعرف ..احاول الخروج من هذا المكان الضيق ولكن بلا فائدة. اتلفت حولى ، كل من حولى يعانى ضيق المكان ، ربما اكثر منى، ربما اقل ولكن هى نفس المعاناة ، يارب النجاة اين المفر ؟، اين القمر؟ ، هل جننت؟ وما فائدة القمر فى هذا الوقت؟ اه القمر ..حتى القمر قد غشاه الظلام وقد كان بالامس بدرا !! كم عددنا الان عشرة لا اكثر عشرين بل مائة لا لا ألف لا مليار أيعقل مليار، اعتقد اقل ، لا فائدة من الرصد فالكل يتنفس الرماد والدم . نحاول اختراق الاتجاهات ،من حولنا بحور تعج بالحيتان والاسماك الجميع يطل على بعضه البعض ولا احد يستطيع البوح، الانهار تحول عذبها ا?ا?« محفوفة بالدم ، والجماجم حراس القصر. وما هذا ؟ كلاب تملأ رمال الشط..!! لامفر ، لا مفر ، قد سُدت علينا كل المنافذ الهواء ازرق والضياء كالجمر ، لامفر سوى البحر . يصيح صوت كالرعد ، لابد من خلع ملابسنا ، لايقرب اليم من كان اسير غلالته ، يشيرون لى من بعيد عليكِ بالتجرد والهرب الى البحر، فى لحظة من اللاوعى أتجرد من ملابسى قطعة قطعة كلما ابقيت على احداها ، ترتفع اليد ،عليكِ بالتجرد،عليكِ بالتجرد. كيف ؟ حائرة فى خوف أتلفت فى خزى والمقل مثقلة بالدمع ،لم يعد لدى سوى ورقة التوت!! يتكرر النداء ،اخلعى عنكِ ورقة التوت اخلعى عنكِ الحقيقة. اغوص فى البحر، تحاصرنى القهقهات العالية ، تستنفرنى ، تأتينى من كل حدب وصوب ، وجوه مبتسمة وأخرى عابثة وايادى بالدم ملوثة ، حائرة انا!! حولى صياح وضحك وصراخ ودمع ودم ، بصوت مخنوق اصيح اريد الخروج. أعدو هاربة من اليم والموج يلطمنى بقسوة يحاول طرحى أرضا ، يجذبنى إلى القاع، مهرولة أتشبث بالأمل ، احاول الخروج الى الشط ، اتوارى تحت الماء، آهٍ والماء ايضاً يكشفنى، الكل يبصرنى عارية. يا إلهى!!! لا ابصر ملابسى!!اين ذهبت؟ على الشط، تعلقت ملابسى بأنياب ، أقنعة، لا أتلمس لها شبهاً، مربعة أم مثلثة الوجه أم سداسية الشكل ، لا وضوح. ضباب من حولى يلفنى ويلف معه الحقيقة وأنياب تعدو بملابسى فى الظلام. صارخة.. اعيدوا ملابسى، اعيدوا ورقة التوت، لقد خدعت،قد استبدلت الحقيقة بالوهم، العذب بالا?ا? . راجفة اتلفت ،كل الرؤوس فى انحناء ،هامات ساجدة واجساد متلاصقة متزاحمة ، وهمهمات هى سيمفونية مرعبة، عيون ساخرة تنظر صوبى فى استهزاء، احاول النهوض بلا فائدة، ارفع رأسى اتنفس ابحث عن اشياء اعرفها فى مكان وبين اناس لا اعرفها ، صارخة ابكى،أعيدوا لى ورقة التوت. ويد تمتد نحوى ،هى يد (لوجين) ،توقظنى صغيرتى، تتساءل فى براءة ما بكِ يا امى تبكين؟ اجيبها فى انهمار دمع حزين ضاعت ورقة التوت. تبتسم الصغيرة وهى تمد يدها بزهر الياسمين، كنتِ تحلمين، . اتجول بنظرى فيمن حولى اتسع الكون والشمس كما لم اعهدها من قبل، بحر ذهبى الضياء ، ها هى الورود وزهر الياسمين فى حديقتى وعلى الأغصان عصافير وأطيار ، وهاهو البحر معشوقى وكما احببته بصفحته الزرقاء يعكس لون صفاء السماء ، نظرت الى بنيتى واخذت يدها ، وفى مرح. اتريدين السباحة فى البحر؟ هيا ..هيا لنسبح بملابسنا . وتضحك بنيتى ،نسبح بملابسنا ؟ !! لا بل بالمايوه سأرتدى المايوه ، لا بل بملابسنا ، وتضحك الصغيرة بل بالمايوه ، نضحك وتتوالى ضحكاتنا. نردد معا المهم نسبح فى البحر المهم نسبح ونخرج نلعب على الشط. كم انتِ بريئة وجميلة يا صغيرتى!
|
|
|
![]() |
![]() |
|