![]() |
شعر مترجم |
الحلم والنهر والحنظل (1)
أشهد أنها قصة حب نارية.. امتدت خلال سنوات ثلاث قضياها معاً جنباً إلى جنب, في
العمل صباحاً وفي الشارع مساء, يبحثان عن وظيفة إضافية دون جدوى. أما البحث عن
مسكن فالتفكير فيه كان ضرباً من الجنون. (2)
كان يهذي: أنا ؟ أنا لم أقصر معها في شيء. (3)
- نعم , على الحكومة أن تجد حلاً.. وأن.. (4) الأيام تذوب كالملح في الأفواه... والأحلام تنفخ العقول، كما ينفخ البطون هذا الترمس. والألسن لا ترحم, والأم ينزف قلبها حناناً ودماً، فقد يمتد صهيل الرغبة إلى حافة الخطر, والربيع لا يدوم طويلاً في أرضنا, فسرعان ما ينبت شجر الحنظل. (5)
دَقَّ البابَ . فُتح الباب
مواربا على غير العادة، أطل نصف وجه لطفلة خائفة. (6) جاءني مهرولاً حانقاً : خائنة!... لماذا أخفت عني أن لها خالة؟!! (7)
مع
بقال الحي العجوز الذي توسط له في الخطبة يوما ماً، أعادوا له هداياه التافهة,
ورحلوا. (8) في الربيع يكون التزاوج بين البراعم والأزاهير, والفراشات الرقيقة. أما على ضفافنا, فالربيع مختلف تماماً, فالشجر المتوحش العجوز الضارب بجذوره المتشعبة في قلب البلاد, ينتشر بكثافة لمجرد أنه قادر على إنتاج الحنظل بكميات تجارية. (9)
كان يمشي إلى جانبي شارد الذهن ونحن نلتهم قراطيس الترمس المر في ظلال الشجر العجوز
المهيمن. (10) كان طعم الملح زاعقاً في أفواهنا, ونحن نسير بلا هدف وسط الحشود الهائمة ,على حين انتشر باعة الحنظل الذين كانوا ينادون الناس إلى بضاعتهم بحماس شديدعلى (ضفة النهر الهادر الكبير).
|
|
|
![]() |
![]() |
|