ف |
شعر مترجم |
يعتبره الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم رمزًا شامخا للنضال الوطني والثورة العالمية. تماما كما اعتبر الفرنسيون شارل ديغول رمز كفاحهم ، وكما اعتبر مواطنو جنوب إفريقيا نلسون مانديلا رمزا لتحررهم، وكما اعتبر الهنود المهاتما غاندي رمزا لمقاومتهم السلمية ثم استقلالهم. خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من 40 عاما على مختلف الجبهات، مقاتلا على جبهة الأعداء من أجل تحرير فلسطين، وعلى جبهة الأصدقاء سار بين الأشواك متجنبا الألغام في ظل السياسات والمصالح العربية و الإقليمية والعالمية المتناقضة، وبشكل كرس فيه الكيانية الفلسطينية والاستقلالية من خلال فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. عاش ثورة بساط الريح متنقلا بين العواصم والدول. ومارس الكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد، و الدبلوماسية والعمل السياسي والإعلامي، وكرس في حركة فتح والثورة الفلسطينية فكر الوسطية والمرحلية والواقعية والرؤية الصائبة. قيل فيه الكثير وسيقال، ولكن تبقى حقيقته الأساسية واضحة لأبناء شعبه وللعالم أجمع: فلقد ظل عرفات وفياً للثوابت التي آمن بها، كقضايا القدس واللاجئين وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة، وكان مرناً جدا في كل شيء إلا في تلك الثوابت. توفي في باريس ودفن في رام الله تمهيدا لنقله إلى مسقط رأسه في القدس.
هو محمد ياسر "اسم مركب" عبد الرؤوف داود عرفات القدوة الحسيني، ولد في اليوم الثاني لثورة البراق في 4/8/1929 في مدينة القدس. توفيت والدته التي ربطتها صلة القرابة بمفتي القدس سابقـًا، الحاج أمين الحسيني، حين كان في الرابعة من عمره، وتوفي والده الذي تميز بالإيمان والصرامة عام 1954. عرفات القائد الطلابي إنضم للجامعة عام1947- 1948 إلا أن تكرار انقطاعه عن الدراسة سبب انشغاله في العمل الوطني بين التدريب والتسليح والتعبئة والقتال أثرت على مدة دراسته، فقد قطع دراسته الجامعية في السنة الأولى ليلتحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني، وبعد هزيمة الجيوش العربية إثر (النكبة) عاد لدراسته، واشتعلت في رأسه منذ ذلك الحين راية النضال والاعتماد على الذات في تحول نهائي في حياته. انضم عرفات إلى رابطة الطلبة الفلسطينيين - في جامعة فؤاد الأول( القاهرة) - التي تولى رئاستها بجدارة بين الأعوام 1952- 1956 أثناء دراسته للهندسة المدنية لأربع دورات متتالية وذلك لحركيته الكبيرة وشخصيته الجذابة وخدمته للطلاب، وقدرته على كسب دعم كافة الأطراف من القوميين والليبراليين وعدد من الإخوان المسلمين. ولم ينتم لأي حزب سياسي من الأحزاب القائمة حينذاك رغم انتماء عدد من أصدقائه لجماعة الإخوان المسلمين مثل صلاح خلف (أبو إياد) وسليم الزعنون وغيرهما. بعد تخرجه أسس رابطة الخريجين الفلسطينيين.
شارك
ياسر عرفات في دورات عسكرية حصل في نهايتها على
شهادة ضابط احتياط في الجيش المصري، وقام بتدريب
المتطوعين منذ أواخر الأربعينات في صحراء حلوان
والمعادي ومعسكر جامعة القاهرة، وشارك في تهريب
الأسلحة عبر سيناء إلى فلسطين، وحارب الثائر عرفات
مع الفدائيين المصريين في القنال عام 1951 ضد
الإنجليز، ونظم وشارك في المظاهرات المناهضة
للهجوم على غزة عام 1954، وضد الأحلاف إلى أن قابل
الرئيس جمال عبد الناصر لأول مرة على رأس وفد
طلابي.
سافر بعد الحرب أواخر العام 1956 إلى الكويت حيث بدأ يعمل مهندسًا وأقام شركة خاصة به، إلا أن الانتصار المصري ضد العدوان الثلاثي، ثم تعاظم الثورة الجزائرية والكوبية والفيتنامية دعم سعي عرفات لتأسيس منظمة ثورية فلسطينية مستقلة. شارك في الكويت في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حيث عقد الاجتماع التأسيسي الأول أواخر عام 1957 الذي ضمه سويا مع خليل الوزير وعادل عبد الكريم وآخرَين لم يستمرا، واستكمالا لاستعدادات مكثفة واجتماعات في أكثر من بلد عربي وغير عربي، وسرعان ما التحق بعرفات خالد الحسن وصلاح خلف لتظهر فتح بقوة منذ أواخر العام 1959، مصدرا مع خليل الوزير أبو جهاد مجلة فتح الأولى (فلسطيننا- نداء الحياة) التي استمرت بالصدور حتى العام 1964. لقد تشكلت (فتح) من تلاقي عدة أنوية ثائرة ضاقت بالواقع العربي المأزوم وسعت للتحرير، توزعت بعد النكبة عام 1948 مابين دول الخليج العربي وسوريا ولبنان والأردن وغزة، وفي أوربا، حيث توحدت الأفكار والأهداف التي تدعو لنزع رداء الحزبية والانضمام لحركة وطنية فلسطينية تسعى للعودة من خلال شعار (ثورة حتى النصر) في إطار عربي ودعم عالمي. ومن خلال اتصالاته الدؤوبة استطاع مع زميله خليل الوزير (أبو جهاد) إقامة علاقة مع جبهة التحرير الجزائرية حيث كان قد شارك عام 1962 في احتفالات انتصار الثورة الجزائرية التي وعده فيها (بن بيلا) بافتتاح أول مكتب لحركة فتح في العالم. وتم ذلك في 23/9/1963 والذي أصبح بوابة الحركة إلى العالم الحر. وفي العام 1964 فتحت دمشق أبوابها للعمل الفدائي في إطار المنافسة مع مصر، وفي ذات العام افتتح ياسر عرفات وأبو جهاد العلاقة المميزة مع الصين.
إستطاع ياسر عرفات زعيم (تيار المغامرين) في قيادة فتح آنذاك، أن يتغلب على تردد (تيار العقلاء) وينتزع قرارا بالانطلاقة رغم التخوفات الكثيرة ورغم قلة الإمكانيات. وبدأت الحركة الوليدة بقيادة ياسر عرفات عملياتها المسلحة ضد العدو الصهيوني في العام 1965 في العملية الشهيرة (عملية نفق عيلبون في 1/1/1965)، مما فتح أعين العالم العربي، والعالم أجمع، على حقيقة نهوض المارد الفلسطيني مجددا. في العام 1965 تم تشكيل مجلس الطوارئ برئاسة عرفات الذي قاد الحركة من دمشق، حيث كانت اللجنة المركزية لفتح تقيم في الكويت. وبدأت الإشكالات مع النظام السوري في العام 1966 منذ أول محاولة لاحتواء حركة فتح أحبطها عرفات الذي اعتقل هو وزملاءه في السجون السورية إلى أن تدخل زملاؤه في القيادة ليخرجوه والمعتقلين معه. التقى عرفات مع الرئيس جمال عبد الناصر لقاء تاريخيا أواخر العام 1967 بعد (نكسة) حزيران من خلال الكاتب محمد حسنين هيكل، حيث طلب منه الرئيس عبد الناصر إشعال حرائق في المنطقة، فقال له عرفات: بل سأشعل ثورة، وحينها قال عبد الناصر: إن الثورة الفلسطينية أنبل ظاهرة وهي وجدت لتبقى، ليضيف أبو عمار ولتنتصر. دخل عرفات إلى فلسطين ليشكل الخلايا ويؤسس للعمل المسلح في الداخل، وكان مؤتمر القمة العربي في الخرطوم صاحب اللاءات الثلاثة (لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات) قد أشار للأراضي المحتلة عام 1967 ولم يشر لتحرير فلسطين أو للحقوق الفلسطينية بوضوح مما عنى لعرفات بداية دفن القضية حال السكوت وعدم ممارسة الكفاح المسلح، حيث قاد عدد من العمليات العسكرية انطلاقا من الأراضي الأردنية.
وفي 21/8/1968خاضت طلائع حركة فتح بالاشتراك مع قوة من الجيش العربي الأردني معركة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي وهي معركة الكرامة المجيدة التي انتهت بنصر كبير أدى لاندحار القوات الإسرائيلية بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح و في المركبات العسكرية والدبابات الإسرائيلية، وكانت نتيجة المعركة نصرا خالدا أدى إلى صعود نجم حركة فتح وانضمام الآلاف لصفوفها، وساهمت الكرامة في فتح أفق العلاقات العربية والدولية حيث بدأت السعودية ترسل شحنات الأسلحة للفدائيين منذ ربيع عام 1969، وانفتح أفق العلاقات مع المعسكر الاشتراكي عبر العلاقة مع الاتحاد السوفيتي (السابق).
نحو منظمة التحرير الفلسطينية أسس الفلسطينيون بقيادة أحمد الشقيري منظمة التحرير الفلسطينية عبر انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الأول في 28 أيار 1964 وإثر مساعي جمال عبد الناصر وقرار القمة العربية إنشاء كيان للفلسطينيين، وحينها عرضت فتح على الشقيري التعاون إلا أنه رفض مما أوقعه لاحقا في أزمات أدت لاستقالته. في العام 14/4/1968 اختير ياسر عرفات ناطقاً رسميا باسم حركة (فتح) متقدما على زملائه من المؤسسين وليبزغ نجمه عالميا، وفي 4/2/1969 انتخب رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا ليحيى حمودة، وذلك في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني وكان قد أدخل في الدورة التي سبقتها التعديلات على الميثاق القومي ليصبح الميثاق الوطني الذي يتمسك بحرب الشعب، ومنذ ذلك الوقت تبنت فتح شعار الدولة الديمقراطية لكافة الأديان والطوائف في فلسطين.
قررت الثورة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات تحويل الأردن إلى قاعدة لانطلاق العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني الذي تلقى الضربات الموجعة بآلاف العمليات النوعية، وخاصة من خلال الجناح العسكري للحركة (قوات العاصفة) الذي ترأسه بداية الشهيد أبو يوسف النجار. وليزداد عد العمليات الفدائية في العام التالي من 916 عملية إلى 2500 عملية. ركز عرفات أيضا على العمل الإعلامي فتشكل الإعلام المركزي برئاسة كمال عدوان الذي أصدر جريدة فتح اليومية إلى جانب عدد من المطبوعات الأخرى، كما دعم تشكيل الجهاز الأمني للثورة. وافقت مصر والأردن على مشروع روجرز (9 حزيران 1970) الذي يطالب بحل سياسي للقضية وفق قرار الأمم المتحدة 242 إلا أن فتح وفصائل الثورة الفلسطينية رفضته. بدأت المعارك الدموية في 17/9/1970 بين الفدائيين و الجيش الأردني، كنتيجة للتصادم بين منطق الدولة ومنطق الثورة، ولاختلاف الرؤى السياسية، وللدور السلبي لعدد من التنظيمات والمؤسسات والذي غذته عوامل إقليمية ودولية. ورغم محاولات الرئيس جمال عبد الناصر الدؤوبة للحفاظ على وجود الثورة، وبعد وساطات عربية لم تتكلل بالنجاح، قررت المقاومة الفلسطينية إثر استمرار الصدام في العام التالي الخروج من الأردن والانتقال إلى لبنان. نجحت مصر في إنقاذ ياسر عرفات من الموت المحقق في عمان، وتهريبه سرا إلى القاهرة بعباءة كويتية حيث حضر القمة العربية في سبتمبر 1970، فكانت أول قمة عربية تسلط فيها بقوة أضواء وفلاشات الكاميرات عليه.
لقد شكل الانتصار العربي بمشاركة الفدائيين في حرب رمضان المجيدة (6/10/1973) دعما للقضية الفلسطينية، وصدمة للإسرائيليين، ولكن سرعان ما بدأ هذا الانتصار يتلاشى مع توجهات الرئيس المصري أنور السادات للتسوية السلمية. شهدت الدورة 12 للمجلس الوطني الفلسطيني (1-9 حزيران 1973) ولادة الخط الواقعي الذي مثله ياسر عرفات، الذي أقر عبر هذه الدورة بفكرة التحرير بكافة الوسائل وإقامة السلطة الفلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم استرداده. في 29تشرين الأول 1974 اعترفت القمة العربية السادسة في الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية "ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني". وفي 13 تشرين الثاني 1974، تحدث عرفات كرئيس للجنة التنفيذية ل(م.ت.ف) للمرة الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أضخم حدث تاريخي فلسطيني قائلا "لقد جئتكم حاملا غصن الزيتون بيد وبندقية الثائر في الأخرى. فلا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي".
الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين
في العام 1973 مُنحت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني مكانة عضو مراقب في الأمم المتحدة ليتحقق بذلك إنجاز جديد للثورة الفلسطينية بانتزاع إعتراف عالمي بوجود الشعب الفلسطيني واعتراف بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف. وفي العام 1974 نسجت حركة فتح أول علاقة رسمية مع دول الغرب من خلال وزير الخارجية الفرنسي الذي التقاه عرفات في منزل السفير في بيروت. وفي حزيران 1980 أصدرت السوق الأوروبية المشتركة "إعلان البندقية" الذي يطالب بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات لإحلال السلام. أنشأ ياسر عرفات في لبنان المدارس والمستشفيات والعيادات ومؤسسات الثورة الاجتماعية (مثل صامد) والثقافية، والإعلامية (مثل مجلة فلسطين الثورة) فانخرط في هذا العمل، وفي المتاجر والمصانع آلاف الفلسطينيين واللبنانيين. وواصل "الثائر" أبو عمار رحلة الكفاح المسلح، فشرع في ترتيب صفوف المقاومة معتمدا على كوادر مخيمات اللاجئين، وقام بدعم إنشاء أجهزة قوية فاعلة مثل جهاز الأمن الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية وجهاز الأمن المركزي لحركة فتح، وجهاز الأرض المحتلة (القطاع الغربي). واجتذبت معسكرات التدريب العسكري في لبنان كافة الحركات الثورية في العالم حتى التروتسكيين والإسلاميين ومن آسيا إلى أوربا فأمريكا الجنوبية. نفذ مسلحون فلسطينيون ينتمون لفصائل مختلفة عمليات تفجير وخطف طائرات واغتيالات، من اشهرها عملية مطار اللد وقتل الدبلوماسيين الأجانب في الخرطوم وعملية خطف وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونخ عام 1972، نفذتها (منظمة أيلول الأسود) التي يشار لعلاقتها بحركة فتح. في 13 نيسان 1973 حاولت إسرائيل اغتيال ياسر عرفات ضمن سلسلة طويلة من محاولات الاغتيال الفاشلة - في بيروت، حيث قامت قوة إسرائيلية إرهابية ضمت بين أفرادها من أصبح لاحقا رئيسا لوزراء إسرائيل (ايهود باراك) وأخو (بنيامين نتنياهو). وقد تمكنت المجموعة من اغتيال ثلاثة من قيادات فتح والثورة هم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، ولكنها لم تعثر على عرفات. وأكد مقربون منه أن "معجزة سمحت له بالبقاء بعيدا". وفي الواقع لم يكن عرفات يمضي أكثر من بضع ساعات تحت سقف واحد وقد لف تحركاته بتكتم مطلق طوال حياته. في العام 1973 اختير ياسر عرفات الذي اشتهر بكوفيته وشارة النصر ولقب الختيار تودداً وتحبباً، اختير قائداً عاماً لقوات الثورة الفلسطينية التي ضمت مختلف الفصائل. وفي 13نيسان 1975، مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت حتى الثمانينات، وقف عرفات في صف القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية بزعامة كمال جنبلاط. دمر حزب الكتائب اللبناني مخيمات الفلسطينيين وعلى رأسها مخيم تل الزعتر فرد الفدائيون باحتلال الدامور، فتعززت القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية ليستنجد اليمين اللبناني بإسرائيل وسورية، فتتغير معادلة الحرب، وتخوض الثورة الفلسطينية خلال الأعوام 1975- 1976 معارك طاحنة في أتون الحرب الأهلية اللبنانية. بعد توقيع الرئيس المصري على اتفاقية كامب ديفد ومعاهدة السلام عام 1979 خرجت مصر من ساحة المواجهة العسكرية العربية ودخلت المنطقة في اصطفاف إقليمي مؤيد أو مناهض للاتفاقيات، حيث تشكلت (جبهة الصمود والتصدي) المناهضة لكامب ديفد. ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ثم اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية اتخذ عرفات وقيادة الثورة الفلسطينية موقفا رافضا لهذه الحرب وغير منحاز لأي من طرفيها.
خاضت المقاومة الفلسطينية العمل العسكري المكثف من لبنان ضد الكيان الإسرائيلي، وخاصة من خلال مواجهتها الباسلة للجيش الإسرائيلي عبر عديد العمليات العسكرية النوعية التي كان من أشهرها عملية سافوي وعملية دلال المغربي، وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال البلاد ما أدى للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان ما عرف حينها عام 1978 بحرب الليطاني. في 4/6/1982 بدا أرئيل شارون حربه على المقاومة الفلسطينية في لبنان بقصف جوي ثم الاجتياح البري الذي قاومه الفدائيون ومن أسماهم ياسر عرفات الجنرالات الجدد أو (أطفال الآر بي جي) الذين تصدوا ببسالة للآليات العسكرية للعدو وكبدوها خسائر كبيرة. وفي حصار بيروت الذي استمر أكثر من 80 يوما من القصف الإسرائيلي المكثف رفض عرفات عروض الاستسلام من (شارون)، وبدأ يوجه رسائل تعبوية يومية تحت عنوان (من أبي عمار إلى الجميع)، وارتفعت حناجر الفلسطينيين مقابل الصمت العربي (يا وحدنا)، واستمر عرفات في صموده تحت شعار (هبت روائح الجنة) حتى خرج شاكي السلاح مع قواته التي جاوزت 15 ألف مسلح في 21/8/1982 وفق اتفاق دولي يضمن في مقابل ذلك انسحاب الصهاينة من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وعدم التعرض بعد ذلك للمواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك السفاح (أرئيل شارون) نقض الاتفاقات ودخل بيروت، وارتكب مع عناصر يمينية لبنانية مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا خلفت أكثر من 4000 شهيد.
من قمة فاس إلى مصر
بعد استقبال حماسي لياسر عرفات (رمز المقاومة والصمود) كما أطلق عليه الملك الحسن الثاني ملك المغرب تمت الموافقة في 9/9/1982 على المشروع العربي للحل السلمي في قمة فاس الذي يقضي بإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وفي 23 أيار أعلنت دمشق أن ياسر عرفات أصبح شخصا غير مرغوب فيه، وتم إبعاده عن العاصمة السورية، ما عزز شرعيته وزاده قوة في وجه قوى الانشقاق المدعومة من سوريا. تصادم المنشقون على فتح مع قوات الثورة ودفعوها خارج مناطق سيطرة السوريين، فتمركزت في طرابلس لبنان وبدأ القصف ضدها والحصار بدعم سوري ليبي، ليصل عرفات متخفيا عبر البحر من تونس في أجرأ عملية اختراق إلى طرابلس في 20/9/1983 ليمنع فرض المنشقين أنفسهم ممثلين شرعيين للمقاومة، وهذا ما كان ثم كان الخروج الثاني - من طرابلس هذه المرة - وذلك في 19 كانون الثاني تحت الحماية الدولية، وبفضل جهود مصرية وصينية وفرنسية. وكان ياسر عرفات قد نجح خلال حصاره في طرابلس بمبادلة 6 أسرى إسرائيليين ب4500 معتقل فلسطيني، ومن طرابلس وصل ياسر عرفات إلى مصر التي كانت مقاطعة عربيا، ورغم أن فتح اعتبرت الزيارة (خطأ ناجم عن سوء تقدير) إلا أن عرفات ظل يتمتع بالدعم والقوة. كثفت دمشق مساعيها لعزل ياسر عرفات فتعقدت أمور عقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي اشترط حافظ الأسد عقده بدون ياسر عرفات فانعقد في عمان (22- 29 تشرين الثاني 1984) ليحقق انتصار استقلالية عرفات و ليجدد شرعية (م.ت.ف) ضد محاولات الهيمنة الخارجية. وفي 11/2/1985 وقع أبو عمار (خطة العمل المشترك الأردني -الفلسطيني) التي تتضمن الموافقة على خطة سلام ضمن وفد مشترك، وإقامة كونفدرالية مع الأردن. ومع إثارتها للأزمات في الساحة الفلسطينية الأردنية ألغى الملك حسين الاتفاق عام 1986، ثم ألغاه المجلس الوطني في دورته ال18 عام 1987. بدعم سوري قامت حركة أمل اللبنانية التي يرأسها نبيه بري بفرض حصار طويل ومميت على المخيمات استمر 18 شهرا وخلف 3000 شهيد، وأعلن في 11/9/1987 انتهاء هذه الحرب.
في يوغرطة - تونس إكتسب عرفات احترام شعبه بصموده وشجاعته في لبنان كما في كافة المعارك العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ومع انتقاله إلى تونس منذ العام 1982 أخذ عمل المنظمة منحى سياسيا إعلاميا ونقابيا مع تصعيد العمل العسكري الذي قاده ياسر عرفات وخليل الوزير من بغداد. وفي تونس حاولت إسرائيل اغتيال عرفات مرة أخرى. حيث تعرض مقره في مدينة حمام الشط في تونس، في الأول من تشرين الأول 1985 لقصف الطيران الإسرائيلي، ودمر بشكل شبه كامل في غارة أدت إلى استشهاد 17 فلسطينيا وتونسيا، وكان عرفات في طريقه من مكتبه في يوغرطة- تونس إلى حمام الشط. إلا أنه شهد في تونس اغتيال رفيق دربه مسؤول العمل العسكري في فتح خليل الوزير (أبو جهاد) أول الرصاص أول الحجارة عام 1988، ثم اغتيال رفيقا دربه صلاح خلف (أبو إياد) الرجل الثاني في فتح ومسؤول جهاز الأمن الموحد، وأبو الهول مسؤول جهاز الأمن المركزي في فتح عام 1991. الانتفاضة وإعلان الاستقلال لقد كان لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعرض الفلسطينيين فيها للقمع والقتل، أثره في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي، استثمره عرفات بحنكته السياسية لتحريك عملية السلام حيث دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائر في 15 تشرين الثاني 1988 إلى تبني قرار مجلس الأمن الدولي 242 معترفا بذلك ضمناً بإسرائيل وفي الوقت ذاته، أعلن المجلس قرار إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة وغزة. وتلا عرفات إعلان استقلال الدولة الفلسطينية الذي صاغه الشاعر الكبير محمود درويش. وفي إبريل 1989 كلف المجلس المركزي الفلسطيني عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية. وفي 2 أيار 1989، خلال زيارة رسمية إلى باريس كانت أول تكريس لعلاقات دبلوماسية مع دولة غربية، أعلن عرفات أن الميثاق الوطني الفلسطيني أصبح متقادما (كادوك).
في 1991 في أوج أزمة الخليج بعد احتلال الجيش العراقي للكويت، انقلبت سيارة عرفات عدة مرات على الطريق بين عمان وبغداد في محاولاته المتكررة منذ بداية هذه الأزمة للخروج منها بأقل الخسائر على صعيد تحقيق مصالح الأمة. وبعد شهرين، في نيسان 1992، سقطت طائرته وتحطمت في الصحراء الليبية. وقيل حينذاك انه قتل في الحادث ولكنه ظهر من جديد بعد ساعات من الحادث لينجو بأعجوبة.
مسيرة التسوية (مدريد، اوسلو، واشنطن) بعد انتهاء حرب الخليج ظهر إجماع دولي على ضرورة العمل من أجل تسوية القضية الفلسطينية دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص. وفي عام 1991عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق. وفي 13 أيلول 1993 بعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في اوسلو، وقّع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في واشنطن، اتفاق أوسلو الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية. وقد وقع الطرفان على "إعلان مبادئ"، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل. لكنها لم تحسم عدة قضايا شائكة وأبرزها مستقبل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم بعد حرب عام 1948، والوضع النهائي لمدينة القدس.
وفي عام 1995 وقع عرفات و(رابين) في واشنطن على اتفاقية الوضع المؤقت التي مهدت الطريق لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقد اغتيل رابين اثر ذلك، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1995، بأيدي متطرف إسرائيلي، وهو ما شكّل انتكاسة لعملية السلام. وواجه عرفات تحدياً ضخماً تمثل في السعي للحفاظ على التزام الفلسطينيين والإسرائيليين بما أطلق عليه "سلام الشجعان". شرع عرفات لدى وصوله إلى غزة، في تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المختلفة، وعمل على إعادة تأهيل المؤسسات وبناء الوزارات ومؤسسات جديدة، وتدريب أفراد الشرطة والجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار، مبشرا شعبه بقرب تحقيق حلم التحرير وإقامة الدولة والصلاة في المسجد الأقصى.
في 20 يناير 1996 انتخب عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية في انتخابات ظل يفتخر دوما بأنها كانت حرة وشفافة في منطقة نادرا ما تشهد مثيلا لها. وفي عام 1997 وقع الفلسطينيون برئاسة عرفات اتفاقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) لتسلم معظم مدينة الخليل وفق الاتفاق الذي كان قد وقع مع حزب العمل لكنه تعطل كثيرا، بعد ذلك أصيبت عملية السلام بالجمود. وفي عام 1998 وقع عرفات و(نتانياهو) على اتفاقية واي ريفر لانسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية، والتي جمدها (نتانياهو) بعد شهرين زاعما أن عرفات لم ينفذ شروطا أمنية. في 5 أيلول 1999 وقع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (إيهود باراك) في شرم الشيخ اتفاقا يفتح الطريق أمام مفاوضات حول تسوية سلمية نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين. ويحدد الاتفاق شهر سبتمبر/ أيلول عام 2000 موعدا لتوقيع معاهدة سلام دائمة.
شهد
منتجع كامب ديفيد في 25 تموز / يوليو 2000
قمة
ثلاثية جمعت ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي
(إيهود باراك) والرئيس الأمريكي السابق (بيل
كلينتون) وفيها وصلت عملية السلام إلى طريقها
المسدود، حيث رفض أبو عمار تقديم
تنازلات لإسرائيل في
قضايا تتعلق بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية
ومن بينها
القدس، مما زاد اشتعال
أوار المحبة له في قلوب الجماهير، تلك التي أثناء
حصاره منذ عام 2002 ، خرجت بالآلاف في رام الله
وكل فلسطين تطالب بفك حصاره الظالم.
في 3 كانون الأول 2001، قامت الحكومة الإسرائيلية بقيادة شارون، كاره عرفات القديم واللدود، بفرض حصار عسكري عليه داخل مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية، بمساندة أمريكية، فكان أن حظي عرفات مرة تلو الأخرى بتعاطف كبير من جانب الشارع الفلسطيني في مواجهة الأصوات الإسرائيلية المتعالية والمطالبة بطرده أو تصفيته، فعاد الرمز الفلسطيني كطائر الفينيق مرة أخرى للواجهة الدولية بقوة. وفي 29 آذار 2002 غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، وختام القمة العربية في بيروت التي حُرم عرفات من حضورها، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ حزيران 1967 ودمر الجزء الأكبر من مقر عرفات في مدينة رام الله (المقاطعة) الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه الدبابات الإسرائيلية. وقد بقي على هذا الحال حتى ليلة الثاني من أيار حين رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار عنه. في 11/9/2003 اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بإبعاد الرئيس ياسر عرفات عن أرض الوطن. ولم تنفذ إسرائيل هذا القرار فعليا، إلا أنها لوحت به بعد كل عملية استشهادية. وكان رد فعل عرفات على الاقتحام الإسرائيلي والحصار التالي له صرخته الشهيرة (على القدس رايحين شهداء بالملايين) و (يريدوني أسيرا أو طريدا أو قتيلا وأنا أقول لهم شهيدا شهيدا). وخلال هذه الفترة اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على عزل الرئيس عرفات واعتباره "غير ذي صلة دون جدو وفي عام 2003 عين عرفات أمين سر منظمة التحرير محمود عباس رئيسا للوزراء. وفي عام 2003 صادق الفلسطينيون على خطة خارطة الطريق المدعومة من الولايات المتحدة. إلا أن إسرائيل رفضت تطبيق الخارطة رغم زعم تبنيها لها. ورفضت إسرائيل إجراء أي مفاوضات مع عرفات أو مواصلة الاتصالات بينها وبين القيادة الفلسطينية، بل سعت إلى فرض المقاطعة الدولية على عرفات، بحيث أعلنت رفضها استقبال أي مسؤول دولي يقوم بجولة في المنطقة ويزور عرفات. وبعد انتخاب) شارون) لرئاسة الحكومة ثانية، بدأ تكثيف العمل في إقامة جدار الضم وسرقة الأراضي لبناء جدار الفصل العنصري على أراضي الضفة الغربية، رافضا الانصياع إلى مقررات الأمم المتحدة التي اعتبرت الجدار عملا غير مشروع ومخالفا للقانون الدولي. وبدأ (شارون) في العام 2003، التحدث عن خطة الفصل الأحادي الجانب، المعروفة باسم "فك الارتباط" مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.
صادق الكنيست الإسرائيلي على (فك الارتباط) عن الضفة الغربية، قبل يوم واحد من تدهور صحة الرئيس عرفات، ونقله بعد ذلك إلى باريس حيث حاول الأطباء تحسين وضعه الصحي وإنقاذ حياته في مستشفى (بيرسي) العسكري، ولكن قضاء الله لا راد له. في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني 2004 أعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس الخالد والقائد العظيم ياسر عرفات، عن عمر يناهز 75 عاما، حيث تم نقل جثمانه الطاهر إلى القاهرة في استعراض مهيب تبعه نقله إلى مقر حصاره في رام الله لدفنه هناك في جنازة شارك بها مئات آلاف الفلسطينيين الذين القوا على زعيمهم الراحل نظرة الوداع الأخيرة وأعطوه العهد الأخير بمتابعة مشواره حتى النصر. وفي باحة المقاطعة التي شهدت كفاحه خلال السنوات العشر الأخيرة وحصاره وصموده ووفاته، أسجي جسده الطاهر في قبره الذي سرعان ما تحول إلى مزار كفاحي ورمز نضالي للشعب الفلسطيني.
وداع الرئيس
استطاع أبو عمار(الختيار) أن يخوض المعارك العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي بنفس القدرة والتماسك والعنفوان الذي تميز به في معاركه السياسية والإعلامية والدبلوماسية والنقابية منذ مرحلة القيادة الطلابية إلى تأسيس فتح وقيادتها ثم من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وكرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية وأول رئيس لدولة فلسطين، حيث كان يجابه الصلف الصهيوني بالتمسك بالمبادئ قائلا: (إن فيها قوما جبارين) (ومن لا يعجبه فليشرب من بحر غزة). تميز ياسر عرفات بالصبر مع تقدير أهمية الظفر، وبالتقشف الشخصي مع الكرم تجاه الآخرين، كما تميز بالتدين والورع حيث كان يحافظ على الصلوات والشعائر، وهو ذو شخصية عاطفية لا يستطيع إخفاء مشاعره، وبراغماتي عملي يقرأ الواقع ويتعامل مع المعادلات، امتلك قدرة ربط العلاقات العالمية الواسعة، تدعمه شخصيته الصلبة الثابتة الشجاعة، وعرفات شخصية متسامحة مع الأديان كافة، محبوبة من الجماهير، تتميز بعقلية وحدوية وقدرة توفيقية. ويصفه من عمل معه بأنه رجل شغول غير ملول يعمل بشكل متواصل ولساعات طوال ليلا ونهارا، وهو سياسي محنك وقائد كاريزماتي، ومناور كبير مع أعدائه. وهو أيضا مجادل لا يعدم الحجة امتاز بالقوة والصرامة مع ثقة عالية وإيمان بالله والقضية والنفس.
"كنت أتابع نشاطات الرئيس ياسر عرفات من غياهب سجني، وكم أثار اهتمامي بثباته ومثابرته. لقد آمن به شعبه وسار معه خطوة بخطوة، في السراء كما في الضراء.... فهو الذي وضع المسألة الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي، ونقل قضية شعبه من قضية لاجئين إلى قضية أمة بكامل المعنى.....لقد كانت حماسته وثقته لا تتزعزع، والتزامه بالكفاح من أجل إقامة الدولة الفلسطينية تشكل قيما رمزية في نظر الكثيرين في العالم..... سوف يبقى الرئيس عرفات إلى الأبد رمزا للبطولة بالنسبة لكل شعوب العالم التي تكافح من أجل العدالة والحرية" نلسون مانديلا "حتى بعد أن قبل عرفات عام 1988 بوجود دولة إسرائيل، سيبقى عرفات يردد أمنيته بإقامة دولة ديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينية - التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود –تتم إقامتها سلميا" أمنون كابليوك في كتابه عرفات الذي لا يقهر " لن ينسى أبدا أي من الأشخاص الذين تواجدوا، التحفظ والألم الذي صاحب مصافحة رابين لعرفات، ولا الأمل المكبوت في العبارات شبه التوراتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، المقل عادة في الكلام، ولم يفت احد التأثر بالمسار الطويل والمتعرج لعرفات" د.هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.
"بالنسبة لي يمثل عرفات الشجاعة والقناعة، حيث جسد طيلة 40 عاما نضال الفلسطينيين سعيا وراء الاعتراف بحقوقهم الوطنية ،وأتمنى أن تعزز الخسارة التي تكبدها الشعب الفلسطيني وحدته، وهو لن يبقى وفيا لذكرى ياسر عرفات إلا بوحدته وتمسكه بالمثل والمبادئ التي سخر حياته لأجلها" الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
" لقد كان الزعيم الفلسطيني كبيرا وسخر نفسه لقضية شعبه، وكان عرفات عملاقا في الكفاح من اجل المضطهدين" الرئيس التونسي زين العابدين بن علي " قلت له : لقد خسرتم فرصة في 1948 وأخرى في 1978 (قمة كامب ديفيد الأولى) وها انتم تعيدون الكرة ( في قمة كامب ديفيد الثانية 2000) لن تحصلوا على دولة، وستتوقف العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بالفلسطينيين ....... وقبل ان أغادر الرئاسة، وخلال مكالماتنا الأخيرة شكرني عرفات على الجهود التي بذلتها وقال لي أنت رجل عظيم، أجبته قائلا : سيدي الرئيس لست برجل عظيم، لقد أخفقت، وأنا مدين لك بذلك" وبلغته قائلا بان موقفه كان الطريقة المثلى لانتخاب شارون وبأنه سيعض أصابعه ندما" بيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق. "هذا الرجل ربط التاريخ والجغرافيا بجسده فكان هو وحبيبته فلسطين وجهي عملة، خبأ حبيبته بكوفيته وستبقى رمزا إلى ان تتحرر الحبيبة. لقد كان أبو عمار قضية في رجل، وهو إن رحل إلا أنها باقية في ضمائر الفلسطينيين ويا ليتها تبقى حية أيضا في ضمائر العرب" غريغوريوس الثالث (بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، والإسكندرية وأورشليم) " كان رفيق الدرب، وقائد ثورة، ورئيس سلطة، حيث اختلفنا كثيراً، وتوافقنا كثيرا، وتوحدنا وتباعدنا، وتقاربنا لكنها فلسطين وحدها كانت الوسيط الأهم لتوحدنا المرة تلو المرة .... حيث هي الغاية والهدف، فقد كانت فلسطين بثورتها وشعبها وشهدائها وأسراها أكبر من أي خلاف أو تنافر فقد كانت فلسطين هي الروح التي نستمد منها العزم والتصميم والالتحام والتوحد... إنها لحظات قاسية أمام مشهد الوداع الأبوي فقد كنت أكبر من الحصار ... ولم يستطع أن يفك حصاره أحد..! لكنه وحده الموت الذي فك حصاره" الدكتور جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
من الكتب التي صدرت عن الشهيد ياسر عرفات (بالعربية)
1-أريك رولو، الفلسطينيون من حرب الى أخرى، الهيئة العامة للاستعلامات،(مترجم) 2-عبده مباشر، حوار مع أبي عمار، دورية، مكتبة القاهرة،- 3-بسام أبوشريف، ياسر عرفات، بيروت، دار الريس، 2005 4-شؤول كمحي وآخرون، ياسر عرفات صورة سيكولوجية وتحليل استراتيجي، بيروت، مركز باحث،2004 (مترجم) 5-مركز باحث، ماذا بعد ياسر عرفات، بيروت، مركز باحث، 2004 6-عصام عدوان، حركة فتح (1958-1968)، فلسطين، 2001 7-رشيدة مهران، ياسر عرفات الرقم الصعب، مؤسسة الديار،- 8-تيم ألمان، 40 ساعة مع ياسر عرفات، الإعلام الموحد،- 9-مركز الرأي للاعلام، على درب المسيرة (خطابات الرئيس)، غزة، مركز الرأي،2000 10-أنطونيو روبي،مع عرفات في فلسطين، فلسطين، وزارة الثقافة، 1998 (مترجم) 11-مجلس الوزراء، الرئيس أبوعمار مواقف عن الحرية والاستقلال، رام الله، 1988 12-أبو الطيب محمود الناطور، القاطع الثالث من زلزال بيروت،بيروت، دارالمسيرة، 1987 13--، أبو عمار في البرلمان الأوربي، دار المغرب العربي،-،1988 14-هلينا كوبان، المنظمة تحت المجهر، لندن، دار هاي لايت، 1984 (مترجم) 15-أمنون كابليوك، عرفات الذي لا يقهر، باريس، وزارة الثقافة (مترجم)، 2005 16-يحيى يخلف، تلك الليلة الطويلة، تونس ، اتحاد الكتاب، 1992 17-أحمد عبد الرحمن، الرئيس: سنوات مع ياسر عرفات، رام الله، دار الشروق، 2005 18- ممدوح نوفل، ليلة انتخاب الرئيس، رام الله، فلسطين: دار الشروق للنشر والتوزيع، 2005. 19-عماد الفالوجي، درب الأشواك، عمان، دار الشروق، 2002 20-دنيس روس، السلام المفقود، لندن، ترجمة جريدة الشرق الأوسط،2005 21-التوجيه السياسي والوطني، الرئيس الشهيد، رام الله، التوجيه السياسي، 2004
من الكتب التي صدرت عن الشهيد ياسر عرفات (بالإنجليزية) 22-داني روبنشتاين، عرفات، مكتبة بيتان،- 23-ألان هارت، عرفات إرهابي أم صانع سلام، لندن، سايدويك وجاكسون، 1984 24-أود كارستن تفايت، حرب ودبلوماسية، أوسلو، دار نشر أسغهوغ، 2005 25-دروكر رفيف وعوفر شيلح، كيد مرتد، القدس، 2005 26-توني والكر، مسيرة عرفات، فرجن بوك، 2005 27-بيري روبن، جوديث روبن، ياسر عرفات: سيرة سياسية، جامعة أكسفورد، 2005 28-سعيد أبو الريش، عرفات من المقاوم الى الحاكم المطلق،-،- 29-إيزابيل بيسانو، ياسر عرفات، مدريد، دار أديكيونز، 2006 (بالاسبانية) 30-أفرايم كارش، حرب عرفات، غروف برس، 2003 31-أندرو غوورز، وراء الأسطورة: عرفات والثورة الفلسطينية، انترلنك غروب، 1991 32-شاؤول ميشال، المنظمة بقيادة عرفات بين البندقية وغصن الزيتون، جامعة ييل، 1986 33-اليزابيث فيربر، ياسر عرفات، ميلبروك برس، 1995 34-جانيت وجون والاش، عرفات: في عيون المشاهد، برش لان برس، 1997 35-جورج هيدلام، ياسر عرفات، مطبوعات ليرنر، 2003 36-توماس كيرنان، ياسر عرفات الرجل والأسطورة، أباكوس، 1976 37-داني روبنشتاين، سر ياسر عرفات، سيترفورث برس، 1995 38-ديفد دوينغ، حياة قائد: ياسر عرفات، مكتبة هنمان، 2002 39- بيت مكلوسكي، عرفات وجورج بوش، تقرير واشنطن،2005
|
|
|
|