![]() |
شعر مترجم |
شعراء العالم في
مهرجان بحيرة تشنجهاي في دورته
الثالثة
ندوة - هونج كونج – 16 أغسطس 2011
شارك الشاعر المصري سيد جودة في مهرجان بحيرة
تشنجهاي الشعري الدولي في دورته الثالثة في الفترة
من 8 إلى 11 أغسطس 2011. شارك في المهرجان أكثر من
200 شاعر من حوالي 55 دولة وبدأ بحفل افتتاحي في
جامعة تشنجهاي بمدينة شن نينج عاصمة المقاطعة
بمنتدى شارك فيه الشعراء بكلمة عن "اللغة العالمية
للتخاطب في إطار الاختلافات العرقية والترجمة
الإبداعية للشعر". في اليوم الثاني من المهرجان
وفي حفل على شاطئ بحيرة تشنجهاي قدم منظم المهرجان
الشاعر الصيني تشي دي ما تشيا جائزة المهرجان "ظبي
التبت الذهبي" للشاعر الليثواني توماس فينكلوفا،
وهو يعد الشاعر الثاني الذي يفوز بها بعد الشاعر
الأرجنتيني خوان جلمان الذي فاز بها عام 2009. بعد
مراسم توزيع الجائزة، عزفت فرقة موسيقية سيمفونية
"أغنية إلى مصدر الحياة"، وهي سيمفونية تبتية عن
قيمة الماء للحياة. في مساء نفس اليوم بدأت أولى
القراءات الشعرية بعنوان "روح الأرض المقدسة" في
معبد التبت "ميدان الصلاة" ببلدة "جوي ده" التي
أقام فيها الشعراء ليلتهم.
في ثالث أيام
المهرجان قام الشعراء بزيارة لمعبد "إمبراطور حجر
اليشم" وقصر "نان خاي" بنفس البلدة حيث أقيمت
قراءة شعرية ثانية باسم "خيال حر للطبيعة" في
الحديقة الجيولوجية. عاد الشعراء في نفس اليوم
للمدينة العاصمة لإقامة أمسيتين للشعر في فندق
"تشنج هاي" باسم "ليلة الهضبة" وأخرى في حانة "شن
نينج" باسم "رومانسية الشعر والخمر". في صباح رابع
أيام المهرجان زار الشعراء الدير البوذي "طاير"
الممتد على مساحة 144 كم2، ويقع في
بلدة "خوانج تشونج" التي تبعد 25 كم عن المدينة
العاصمة. شارك الشعراء في قراءاتين للشعر بعد
الظهيرة، الأولى باسم "معبد الكتب" في مكتبة
تشنجهاي والثانية باسم "الخريف الغنائي" في ميدان
مدينة شن نينج. أقيم حفل الختام "أغنية للأرض" في
ستوديو تليفزيون تشنجهاي وتخللته فقرات موسيقية
وقراءات شعرية.
هذه هي المرة
الثانية الي يشارك الشاعر المصري سيد جودة،
والمقيم في هونج كونج، في المهرجان بعد أن شارك في
دورته الأولى مع الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عام
2007. كان من المقرر مشاركة الشاعر السوري أدونيس
غير أنه تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. شارك من
الشعراء العرب الشاعرة المغربية فاتحة مرشيد
والشاعر الفلسطيني نعيم العوضي والشاعر العراقي
المقيم في السويد محمد الجاسم.
جدير بالذكر أن
مساحة مدينة "شن نينج" العاصمة تبلغ 3,500 كم2
ويسكنها 1.05 مليون نسمة، وتقع في وادي النهر
الأصفر، على حين تبلغ مساحة مقاطعة تشنجهاي
720,000 كم2 ويبلغ عدد سكانها 4.4
مليون نسمة. يسكن المقاطعة قوميات مختلفة حيث تبلغ
قومية التبت 21.89%، وقومية خوي الإسلامية 15.89%،
وقومية تو 3.85، وقومية سالار 1.85%، وقومية
منغوليا 1.71%. تبلغ بحيرة المهرجان الملقب باسمها
المهرجان مساحتها 4,489 كم2، وتبعد عن
المدينة العاصمة بمسافة 100 كم2، كما
ترتفع عن سطح البحر 3.205 كم2.
القصيدتان اللتان ألقاهما الشاعر سيد جودة في
المهرجان:
البيت القديم!
كان في البيت من زمنٍ
سلمٌ منكسرْ
وصغيراً عليه لعبتُ
على سورهِ
كم تزلجت في عبث الأبرياءْ
كان فوق الحوائط بعض شروخٍ
كوجه
عجوزٍ
تضاحكُ أحفادها الأشقياءْ
كان فوق الجدار
قلوبٌ
سهامٌ
حروف المحبينَ
في ضمة العشق ِ
أجنحة ٌ للنوارس ِ
تعبر بحر الحنين ِ
هنا عاش أهل الهوى
و أنا ..
عشت يوماً هنا
كنت أقضى المساء َ
وقوفاً مع الأصدقاء ِ
على مدخل البيتِ
نلقي على الفتياتِ جميل الكلامِ
إذا ما مررن علينا
يضئن الأزقة في حيِّنا
كنت أسهر ليلي
ملائكة النور ِ تسكب لي
من دنان السماء اشتياقاً
بحجم السماءِ
فأسمع في خلوتي
صلواتِ المحبينَ في وجدهمْ
"أقبل الليلُ" ..
"يا صحبة الراح ِ" ..
"من أجل عينيكَ" ..
من أجلها
طاب عمري اشتياقاً
وطاب فنائي بها!
نحن أهل الهوى
نتوحد وجداً
تذوب الفراشة في عشقها
فتئز المحبة من موتها!
كان مدخل بيتي هنا
وهنا كان مقبض باب عتيق ٍ
تداكن من عرق الساكنينَ
ومن دفء أحلامهمْ
وشروخ الحوائط كانت
كوجه عجوزٍ
تضاحكُ أحفادها
وهنا كان سلمنا المنكسرْ
أين يا أبتي بيتنا؟
قال طفلي الصغيرُ
ومفتاح بيتي القديمِ
تدلى على صدرهِ!
16/11/2006
يا
نيرانُ
تقفينَ عندَ
البابِ
كالعصفورِ إن جاءَ
المساءُ
ولَمْ يعدْ إِلْفُ
الصباحِ
أرى بعينيكِ
انتظارَ العشبِ للمطرِ المسافرِ
من سماءِ اللهِ
للأرضِ البتولِ
أراكِ عندَ البابِ
تنتظرينَ من قلبي
الدخولَ
بلا ضجيجٍ
فالزهورُ تنامُ في
أحواضها
والوقتُ مصباحٌ
ضنينٌ في الطريقِ
تنامُ فوقَ سلالمِ
المحبوبِ روحي
لا رحيلَ ولا
وصولَ
ولا ضَياعَ ولا
رجوعَ
يجيء قطٌّ
ثم يلعقُ ما بقلبي
من أسىً
يلتفُّ في ثوب
الظلامِ
فلا أرى إلا
اشتعالَ الأخضرينِ
سأجتبي حطبَ
الحنينِ
وأضمرُ النيرانَ
في قلبي
لتكبرَ مثلَ
نيرانِ المجوسِ
أمدُّها حطبًا
وأرقدُ فوقهُ:
يا نارُ جُوعِي
وأكليني
فيَّ ما يكفيكِ من
حطبٍ
وفيكِ أكونُ إنْ
أفنى
أغيِّرُ جلدَ قلبي
كلَّ يومٍ
كي أحسَّ بكلِّ
يومٍ حرقتي
ويعودُ جمرًا كلَّ
يومٍ
ما تبقَّى من
رمادِ صبابتي
لو لمِ يجيءْ
فيضانُ هذا العامِ في ميعادهِ
لو كنتِ يا نيرانُ
أكبرَ من مياهِ الكونِ
لو سكنَ الوجودُ
سوى أزيزِكِ
في الليالي
الصامتاتِ
المصغياتِ لنبضِ
قلبكِ
آهِ يا نيرانُ
لو لم تهدئي
مثلَ نارِ
الآخرينْ!
12 سبتمبر 2010
Comments 发表评论
Commentaires تعليقات |
|
|
![]() |
![]() |
|