افتتح د. أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالية إصدار أطلس
الآلات الموسيقية الشعبية والذي يعد الجزء الثاني من أطلس المأثورات
الشعبية علي مسرح الجمهورية. وبدأ الحفل بافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية
التي تصور أحداث أطلس المأثورات الشعبية في جزئيه الأول الذي كان بعنوان
"الخبز" والجزء الثاني بعنوان "أطلس آلات الموسيقي الشعبية". وقد قال د.
أحمد نوار في كلمته علي أهمية العمل الأطلسي العلمي في كونه عملا علميا
مهما، ولا تقف أهميته عند حدود العلم ليصبح عملا كهنوتيا يتم في مجموعة من
الغرف المغلقة، لكن أهميته تتأكد بالعلاقة التي يكاشف بها أبناء الجماعة
الشعبية في أرجاء أقاليم مصر، إذ أن جمع هذه العناصر يؤكد علي وعي عميق
بمأثور وتراث الوطن، كما يعني صون وحفظ هذه العناصر من الضياع، وقبل حفظ
المادة وصونها الحفاظ علي رواه وحفظة المأثور الشعبي، وتأتي مساهمة هذه
العناصر في تقديمه قراءة حقيقية منصفة لحال المجتمع، وبالتالي تمدنا هذه
العناصر بالمشكلات التي يعاني منها أبناء الجماعة الشعبية.
كما أشار إلي
أن توافر مادة الأطلس بالطريقة العلمية يتيح للقائمين علي المؤسسات
الاجتماعية والثقافية والفنية والتعليمية إعادة النظر في أمور كثيرة من
خلال حركة المادة الشعبية وانتقالها من جيل لجيل، ومن زمن لزمن، ومن مكان
لمكان كما تمنح المادة نفسها لعشاق المأثور والتراث الشعبي لاستلهامه
وتوظيفه في مجالات المسرح والفنون التشكيلية بمدارسها ومذاهبها المتعددة
والموسيقي بتياراتها والأدب بأنواعه.
ونوه د.نوار
علي أن اتجاه الفنانين في المجالات السابقة للمأثور والتراث الشعبي سيخرج
فنهم محملا بعبق المكان مشيرا إلي الملامح التي تخص هويتنا وروحنا التي
كدنا نفقدها تحت معاول الهرولة وراء مقولات العولمة. وأكد علي أهمية إصدار
أطلس الآلات الموسيقية لايماننا بأن الموسيقي الشعبية هي بمثابة الصورة
الصوتية الصادقة لشخصية هذا المجتمع، وهي ما تميزه عن غيره من المجتمعات
الانسانية الأخري وهي ابداع جمعي يعبر عن روح وعقل ووجدان المجتمع. كما
يتأكد بها الهدف من الأطالس عامة وهو حماية المأثورات الشعبية من الضياع
والمشاركة في التنمية بوضع الأطالس أمام متخذي القرار.
وأضاف د.نوار
إن 85 جامعًا وباحًثا ميدانيًا من خيرة من يعملون في الحقل العلمي، فضلا عن
عشرين مراسلا قد شاركوا في عمليات الجمع الميداني.
ويضم الأطلس
آلات الموسيقي الشعبية يحتوي علي ثلاثة أقسام: القسم الأول عن آلات
الإيقاع، والثاني عن آلات النفخ والثالث عن آلات النبر أو الجر بالقوس علي
الأوتار، ويبلغ عدد آلالات الموسيقية التي يضمها الجزء الثاني من الأطلس
حوالي 26 ألة موسيقية شعبية متوارثة منذ آلاف السنين.
فيما أشار
الدكتور أحمد مرسي رئيس اللجنة العلمية لأطلس الآلات الشعبية إلي أن أطلس
الآلات الشعبية يهدف إلي مساعدة دارسي الموسيقا عامة والموسيقا الشعبية
خاصة علي تعميق وعيهم بلاخبرة، وحفزهم إلي الاهتمام بها، وإدراك أهميتها
ثقافيا وفنيا،
وأضاف أن هذا
الأطلس الذي نقدمه للحياة الثقافية نطمح إلي التأكيد علي أن جمع الموسيقا
الشعبية، وآلاتها، والنصوص الشعرية المرتبطة بها ووصفها، وتصنيفها وصونها
أمور ضرورية شأنها شأن غيرها من عناصر المأثورات الشعبية الأخري يوضح لنا
جوانب من حياة المجتمع الشعبي وعاداته وتقاليده ورؤيته لنفسه ولغيره ويحافظ
علي هويته.
وقد سرد عبد
المحسن اسماعيل مدير عام الأطلس في كلمته كيفية خروج الجزء الأول أطلس
الخبز والجزء الثاني أطلس آلات الموسيقي الشعبية للنور بداية من تولي
د.نوار رئاسة الهيئة الذي أصدر أوامره باصدار أطلس الخبز ثم بدأت المرحلة
الثانية مرحلة التنغيذ ثم جاءت مراحل تنفيذ أطلس آلات الموسيقي الشعبية.
وتحدث أيضُا
عن الأحلام بأن يكون هناك موقع للأطلس علي الأنترنت وأن يكون أطلس آلات
الموسيقي الشعبية مترجم باللغة الانجليزية وانتاج أسطوانة ضوئية مصاحبة
للأطلس وأجهزة متطورة لحفظ وفهرسة المادة العلمية، وأيضُا أجهزة متطورة
لعملية الجمع الميداني من كاميرات وأجهزة تسجيل وقد حققت هذه الأحلام، ونحن
بصدد انتاج C.D مصاحب لهذا الأطلس. وقد أكد مدير عام الأطلس بأن ما تم
تحقيقه في غضون هذه السنة أكثر من أحلامنا التي كنا نحلم بها في اجتماع
8/8/2006.
وأشاد بجهود
أعضاء اللجنة العلمية برئاسة د. أحمد مرسي وعضوية د. سعد نديم ود. محمد
عمران وعبد الحميد حواس الذين قاموا بالاشراف العلمي علي إصدار الجزء
الثاني " أطلس آلات الموسيقي الشعبية " .