
«من فرط
الغرام»أول
رواية
عربية
تستخدم تقنية
رسائل
الموبايل
ندوة - هونج كونج -
22 يوليو 2008
أقامت «دار الهلال» بالقاهرة حفل توقيع للرواية
الثانية للكاتب الروائي الفنان
ناصر عراق مدير تحرير
مجلة دبي الثقا فية «من فرط الغرام» التي
صدرت ضمن سلسلة روايات الهلال. قدم الحفل الكاتب الصحفي مجدي الدقاق
رئيس تحرير الهلال، حيث أشار إلى حرص الدار على نشر الإبداع والحفاوة
به، من دون رقابة أو حجر.
ثم تحدث الناقد الدكتور
وائل فاروق عن الرواية قائلاً: لا يبدو
ناصر عراق منشغلاً بأسئلة الكتابة والجدل الذي يثور حولها، حيث يشكل
حكيه عالماً لا يكتسب مشروعية وجوده من الانتماء إلى هذا التيار أو تلك
المدرسة، ولقد طبع هذا عالمه بعفوية وطزاجة لا يحد منهما إلا افتتانه
بتلوين اللغة، بما يتيسر من التشبيه والاستعارة، ما أكسب نصه إيقاعاً
شعرياً يزيد في بهائه.
تدور أحداث الرواية - كما يؤكدالدكتور
وائل فاروق - في مدينة خليجية متخيلة، أطلق
عليها المؤلف اسم «نورمكان»، إلا أنها على عكس كل الأعمال التي تناولت
تجربة الهجرة تفلت من أسر نمطية تجربة الاغتراب والحنين للوطن، والصدام
مع مجتمع المهجر القاسي.
لذا تبدو الرواية بكل ما فيها من شغف وحب وألم
كأنها «فلاش باك» للحظة قتل حيث يطعن رضوان لؤلؤة الصحافي السوري مشعل
خداش سكرتير التحرير الفلسطيني، طعنات نافذة لتنفجر وتتدفق مع دمائه
حكايات شخوص الرواية، فكل شخصية هي خيط من الدم ينساب من جثة المدينة
المجروحة.
يذكر أن حفل التوقيع شهد حضوراً كثيفاً من المبدعين
المصريين والعرب مثل: د. شاكر عبدالحميد والفنانة رغدة وميسون صقر
وخيري شلبي وعيد عبدالحليم وياسر شعبان وعلي حامد وأسامة الرحيمي وهالة
البدري ومحمد العيسوي والتشكيلية سهام وهدان ومحيي محمود وغيرهم.
كما نظمت ورشة الزيتون
التي يشرف عليها الشاعر شعبان يوسف، ندوة حول رواية «من فرط الغرام»، ،
أدارت الندوة الروائية أمينة زيدان، حيث أسهم كل من الناقدين عمر
شهريار وهويدا صالح بورقة نقدية حول الرواية.
كما حضر الندوة نخبة من المبدعين والمثقفين
المصريين مثل
الفنان والناقد التشكيلي عزالدين نجيب، والشعراء: حلمي سالم ومحمود
الشاذلي وكريم عبدالسلام والناقدان محمد عبدالحافظ ناصف وأحمد حسن
وغيرهم.
في
البداية وصفت أمينة زيدان الرواية بأنها «رواية شخصيات»، مشيرة إلى أن
الكاتب ناصر عراق ركز
كثيراً على رصد الملامح الجسمانية لكل شخصية.
أما عمر شهريار فقال إنه قرأ الرواية في ليلة
واحدة، نظراً لما تتمتع به من حبكة وصياغة مشوقة، حيث حاول الرواي رصد
مشكلات الوطن العربي من خلال أربع شخصيات تمثل جنسيات مختلفة، لكنه
انتقد غياب أي ملامح عن الزوج الثاني لبطلة الرواية.
من جانبها تحدثت الكاتبة هويدا صالح عن مشهد القتل
واصفة إياه أنه الأفضل، لكنها لفتت الانتباه إلى أن اللغة تحتشد
بالمجازات الكثيرة، كما أشارت إلى توظيف تقنية الرسائل بشكل جيد. في
حين انتقد حسن بدّار العناوين الخاصة بكل فصل من الرواية عادّاً إياها
تقلل من لهفة القارئ على المتابعة.
الشاعر حلمي سالم قال ضاحكاً إنه لم يقرأ الرواية،
لكنه يمتلك قدراً من «البجاحة» يجعله يعلق على ما سمعه من النقاد الذين
يحتلون الواجهة، حيث أعلن أنه لا يوجد لدينا نقد روائي، فالكلام عن
الراوي العليم واللغة المجازية لا يفيد شيئاً، لأنه لا يقول بوضوح هل
معنى ذلك أن الرواية جيدة أم لا؟ وهل استخدام تقنية الراوي العليم
صالحة هنا أم لا؟
في غضب شديد تصدت هويدا صالح لما قاله حلمي سالم،
وتعجبت متسائلة: كيف يجرؤ أحد على الكلام عن رواية لم يقرأها؟ ثم أوضحت
أنها شرحت الرواية وحللتها بما فيه الكفاية، وقامت غاضبة وانصرفت وهي
تؤكد أنها لن تحضر إلى الورشة مرة أخرى.
بعد لحظة صمت وذهول أعقبت الانصراف الصاخب لهويدا
صالح، تكلم شعبان يوسف مبتسماً: إن ما حدث أمر اعتدناه في
الورشة، داعياً لتجاوزه، ثم شرح فضائل الرواية التي جعلتنا نرى أماكن
وشخوصاً لم نعرفها من قبل، لكنه دان تمجيد الرواية لبعض الحكام العرب،
لأنه - كما يرى - لا يوجد حاكم عربي واحد يستحق الإشادة.
الفنان عزالدين نجيب قدم مداخلة مهمة حيث أكد
أن الصحافي العراقي كان الأولى أن يقدم على قتل مشعل خدّاش، وليس
الصحافي السوري، نظراً لأن بلده على وشك الاحتلال والغزو.
الناقد محمد عبدالحافظ أشار إلى أن «من فرط الغرام»
تعد الرواية الأولى عربياً التي تستخدم تقنية الرسائل على الموبايل «مسجات»
في سرد الأحداث، كما أنها الأولى أيضاً التي ترصد «الجنس الشفهي» الذي
يتم عن طريق التليفون.
من جهته حاول الناقد أحمد حسن الربط بين رواية ناصر
عراق الأولى «أزمنة من غبار» وبين «من فرط الغرام»، موضحاًَ أن المؤلف
مدّ خيوط بعض الشخصيات التي احتلت مساحة كبيرة في الرواية الأولى إلي
الثانية.
وبعد نقاشات طويلة دامت أكثر من ساعتين ونصف
الساعة، تحدث ناصر عراق لمدة دقيقة واحدة فقط قائلاً بعد أن شكرالشاعر
شعبان يوسف المسؤول عن الورشة:
لقد أقمت في الخليج نحو عشرة أعوام، رأيت وتأملت
وانفعلت، فكتبت. فإذا وجد القارئ متعة عند قراءته للرواية فأنا أشكره،
وإذا لم يستمتع فأنا أعتذر.