ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

الإسكندرية تحتفى بعزازيل

مقتل هيباتيا نهاية عصر العقل وبداية عصر الدين

 

ندوة - هونج كونج

محمد الحمامصي - مصر

 

ضمن فعاليات المعرض الدولى للكتاب الذى تقيمه الإسكندرية، نُوقشت رواية (عزازيل) للدكتور يوسف زيدان .. أدار الندوة د. خالد عزب، وقام بمناقشة العمل الروائى أ. سامى خشبة فى حضور جمعٍ من المثقفين والمهتمين بالأدب القصصى، وقد أعقب اللقاء حفل توقيع الرواية .

بدأ د. خالد عزب كلمته بالإشارة إلى مكانة المؤلف الأدبية وأوضح أن هذه الندوة هى الندوة الوحيدة فى المعرض الدولى للكتاب التى تناقش عملاً روائياً، وهى الندوة الوحيدة أيضاً لأحد العاملين بمكتبة الإسكندرية وهو د. يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات . وأشار إلى أن د. يوسف يطرح فى هذا العمل الروائى رؤية فلسفية عميقة كما أوضح كيف استطاع أن يستلهم من ثقافته المتنوعة فى علم الأديان والفلسفة ما يعمق الرواية ويزيدها ثراءً .

ثم قام د. يوسف زيدان بوصف بسيط لعمله الروائى ، وأشار إلى أن القارئ قد يطلق عليها رواية تاريخية أو فلسفية .

والرواية تحكى الرحلة المكانية والروحية للراهب هيبا الذى أتى من جنوب مصر ، وعاصر أحداثاً جساماً فى كل مكان يذهب إليه .. فمن جنوب مصر إلى أخميم ثم إلى الإسكندرية والبقاء فيها فترة .. ثم الهجاج إلى حيث لا يدرى ، حتى استقر به المقام فى أورشليم ، ثم فى دير فى حلب . وخلال هذه الرحلة الطويلة يتناول المؤلف بعض الأحداث المهمة فى تاريخ الطوائف المسيحية والتى كان لها عظيم الأثر فى تسيير أحداث الرواية حيث تمتزج مع الحوار الدائر على ألسنة الشخصيات .

والراهب (هيبا) حسبما يبدو من الرواية إنسان بمعنى الكلمة، تتصارع بداخله أمور كثيرة، يقبل أمراً ما ، يرفض آخر، ويضطرب فى فهم أمور .

وقد حرص المؤلف على أن يقرأ بعض فقرات من الرواية على أسماع الحاضرين ، وقد عقَّب د. خالد عزب على ذلك ، بقوله : إن المؤلف يتحدث عن الإنسان المفكر الذى يبحث عن الحقيقة أينما كانت .

وفى كلمة سامى خشبة معلِّقا على الرواية ، أشار إلى أن هذا العمل الروائى عمل مبدع وخطير ! مبدع لما يحتويه من مناطق حوارية إنسانية مكتوبة بحساسية مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة .

والعمل يتضمن ما يمكن تسميته دراسة فى نشأة وتطور الصراع المذهبى الذى حدث بين الطوائف المسيحية فى المشرق . والرواية الكامنة فى هذا العمل هو سعى (هيبا) إلى معرفة الحقيقة ، مع أنه وقع فى الخطيئة أو الغواية مرتين على مدار الرواية . وإن صح التعبير فهو أُغوى عن طريق أوكتافيا؛ لأنها انتظرت تحقيق نبوءة العرافة والتقت به، فكان ما كان .

وهيبا .. لا تزال فى ذهنه تصورات مصرية قديمة تتصارع مع إيمانه الجديد، وحتى إيمانه الجديد (المسيحية) تموج بداخله صراعات مذهبية وطائفية .

أما عن الرمز داخل الرواية ، فيكفى أن نقف عند مشهد قتل (هيباتيا) وهو مشهد صعب ومؤثر ، فهو يرمز إلى نهاية عصر العقل وبداية عصر الدين .

ويوضح سامى خشبة أن هناك إشكاليتين داخل الرواية : أولاً : أن د. يوسف زيدان يتميز بالموهبتين ، موهبة المبدع ، وموهبة الباحث ، وكثيراً ما تتداخل الموهبتان فى هذا العمل .

ثانياً : أن الرواية تعرض لمحور خطير ، حيث تعبر عن الصراع المذهبى بين الطوائف المسيحية. وهنا يجب أن نفهم أن مشهد قتل (هيباتيا) مثلاً هو إدانة للغوغائية، والفهم القاصر. فقتل هيباتيا يمثل صفعة على وجه التاريخ وانتهاءً لعصر العقل، كما يمثل هذا الرمز سلطة العنف والقهر اللذان استخدما فى فترات متتالية فى ظل السلطة الدينية .

وفى مداخلة لبعض الحضور ، سُئل المؤلف عن معنى كلمة (عزازيل) أجاب المؤلف بقوله :

عزازيل .. وإن كان يشير إلى الشيطان فى اللغة العبرية، إلا أن الهدف الحقيقى من وراء الرواية هو التأكيد على إعادة بناء الأشياء والمفاهيم التى استقرت فى أذهان الناس بشكل خاطئ . وقد فسَّر د. يوسف زيدان امتزاج الفلسفة مع الشكل الروائى ، بأن هذا الزمن القديم الذى حدثت فيه أحداث الرواية كان يمتزج فيه العلم بالحياة بكل تفاصيلها .

وفى سؤال آخر .. ماذا عن الشخصيات داخل العمل ، هل هى حقيقية أم لا ؟

أجاب المؤلف : إن كل الشخصيات حقيقية باستثناء البطل ، ومن هنا كانت صعوبة الحوار الذى يدور على ألسنة هذه الشخصيات ؛ إذ يجب أن يكون متساوقاً معهم . وأشار المؤلف إلى أن كثيرين ممن قرأوا الرواية ظنوا منذ الوهلة الأولى أنها ترجمة حقيقية لمخطوطات الراهب هيبا ، وهذا الإيهام ساعد فى التأكيد على روائية هذا العمل .

وفى سؤال عن .. هل هناك عمل روائى جديد بعد (ظل الأفعى) و (عزازيل) ؟

- نعم هناك عمل جديد، وصعب أيضاً ، اسمه (إل) !

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا