ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

أحمد عبد المعطي حجازي - مصر

قصيدة النثر‏..‏ إضافات وتعقيبات
أحمد عبدالمعطي حجازي - مصر

 

يبدو ان ما كتبته حول قصيده النثر كان تعبيرا عن راي عام‏,‏ او عن شعور عام بالقلق علي مستقبل الشعر والكتابه‏,‏ عامه‏,‏ وهذا القلق ليس مصدره التعصب بشكل شعري معين‏,‏ وانما مصدر الاحساس بوجود خطر يتهدد الشعر‏,‏ ويتمثل في تلك اللامبالاه الفنيه والاخلاقيه التي تهيمن علي الكتابات الجديده التي تنتمي للشعر اوتدعي الانتماء اليه‏,‏ هناك احساس بروح عبثيه عديده تسيطر علي هذه الكتابات‏,‏ وهذه الروح هي التي لفتت الكثيرين الي قراءه ما كاتبته ومناقشته والتعليق عليه‏.‏

ولقد تلقيت عشرات من التعليقات والتعقيبات اخترت منها ماتقراونه فيما يلي‏:‏
اكتب اليك هذه الكلمات بعد فراغي من قراءه سلسله مقالاتك قد افسد القول حتي احمد الصمم لاضم صوتي الي صوتك‏,‏ وادعو شعراء قصيده النثر الي وقفه مع الذات‏,‏ نزيهه وموضوعيه‏,‏ عسي ان نصل الي كلمه سواء‏.‏

لقد كنت من اكبر انصار قصيده النثر من حيث المبدا‏,‏ وقد كتبت علي صفحات الاهرام منذ سنوات قلائل ان المستقبل لقصيده النثر‏,‏ ولكني اجدني الان مضطرا الي مراجعه موقفي‏,‏ فلست اري لها مستقبلا يذكر‏,‏ وانما اري حاضرا بائسا وماضيا فيه درر قليله وخبث كثير‏.‏

فيما يلي مجموعه ملاحظات اطرحها كيفما اتفق‏,‏ تقريبا فليست هذه دراسه اكاديميه وانما هي خواطر اثارتها في مجموعه مقالاتك‏.‏
‏1)‏ الحق في التجريب كما قال لويس عوض في مقدمته لديوان بلوتولاند وكما تقول هنا حق اولي من حقوق الانسان‏,‏ طبيعي ومقدس ولايقبل التجزئه‏,‏ لكن التجربه‏,‏ تعريفا محاوله قد تصيب وقد تخطيء‏,‏ واحتمالات الخطا فيها اكثر كثيرا من احتمالات الصواب‏,‏ وشاعر قصيده النثر حاطب ليل‏,‏ يتلمس طريقه في غابه دروبها غير مطروقه ولامعبده‏,‏ فاحتمال ضلاله اكبر من احتمال ضلال من يسير في ظلال موروث السابقين‏.‏

‏2)‏ قصيده النثر في اعلي تجلياتها عند بودلير ورنبو ولافورج ولوتريامون‏,‏ وعند اوسكار وايلد واليوت لاتقل امتلاء بالصور ولاتفجرا بالايقاع الداخلي المتولد عن حركه الفكر‏,‏ والتوفيق بين النقائض وصراعها‏,‏ والمراوحه بين اطوال السطور‏,‏ والتكرار‏,‏ والوقفات وكسر التوقعات السمعيه‏,‏ والعلاقات بين السواكن وحروف اللين‏,‏ والمراوحه بين الخبر والانشاء‏,‏ عن الشعر الذي يراعي الوزن والقافيه‏.‏
ولكن اين نجد مثل هذه الفضائل التعويضيه في تلك الافرازات المريضه والتشكيلات الهلاميه التي يخرجها شعراء قصيده النثر وشواعره عندنا؟

‏3)‏ ليس اغلب ماينشر عندنا تحت مسمي قصيده النثر انظر مثلا الكثير من محتويات ادب ونقد و اخبار الادب نظما ردئيا فحسب‏,‏ وانما هو ايضا نثر رديء‏,‏ وطوبوغرافيه المطبوع منه علي شكل اسطر مستقله لاتستطيع ان تخفي الحقيقه الدميمه المتمثله في ان هذا الكلام مجرد رصف لالفاظ‏,‏ وسعي الي الغرابه والتفرد حيث لا عقل اصيل هناك ولاخيال مجنح ولاقدره علي التشكيل باللفظ مثلما يشكل المثال مادته من الصلصال او الخشب او الحجر او النحاس‏.‏

‏4)‏ الابداع الفني كما يقول اليوت في اشهر مقالاته‏(1919)‏ نقطه تقاطع بين الموروث والموهبه الفرديه‏,‏ وكثير من شعراء هذا الجنس الادبي الهجين لايحسنون قراءه بيتين من التراث الشعري العربي‏,‏ وموهبتهم الفرديه ان وجدت اساسا ناقصه النمو‏,‏ بل خديجه‏,‏ لانها لم ترتو من الاحتكاك بخبرات السابقين‏,‏ لهذا تخفق صورهم مهما بدت جرئيه غير مالوفه في ان ترسم افقا جديدا امام القاريء‏,‏ وتظل تراكيبهم النحويه اقرب الي الركاكه والخرق‏,‏ وتعوزها صنعه الفن الرهيفه التي لاتتاتي لشاعر الا بعد مران طويل واقتراب يعقبه ابتعاد عن اثار السابقين‏.‏

‏5)‏ لغه الشعر العربي كما تقول تعتمد علي الايقاع الذي يتحقق بالوزن قبل اي عنصر اخر هذا جزء من عبقريه اللغه وخصائصها الباطنه‏(‏ لينظر القاريء في هذا الصدد كتاب العقاد اللغه الشاعره علي مافيه من صرف في مواضع‏),‏ وغياب الوزن‏,‏ بعد غياب القافيه‏,‏ عن نماذج قصيده النثر يحرمها‏(‏ اولا‏)‏ من الحق في ان تعد شعرا‏(‏ وثانيا‏)‏ من ان ترسخ في ذاكره القاريء بفضل ايقاعها الموسيقي‏,‏ وانا افترض ان الشعر الحق يحفر ذاته في الذاكره‏,‏ كانما بمبضع من فولاذ‏,‏ح ولاينزلق من فوقها دون ان يترك اثرا كما تنزلق امواج البحر فوق صخره طحلبيه مخضله‏.‏
لادوار الخراط في تنظيره ان يزعم انه ليس للقصيده الحداثيه شكل مسبق مفروض سلفا ويدخل في ذلك‏,‏ بطبيعه الحال‏,‏ الاعاريض والبحور والتفعيلات مستقره الرسم واقول له‏:‏ هذا يصح فقط عندما تكون القصيده جديده حقيقه كبعض قصائد نثر انسي الحاج وغيره من الشعراء ذوي الموهبه الحقيقيه‏,‏ ولكنه لايصح علي قصائد العشرات من متوسطي الموهبه ممن لايملكون صوتا خاصا ولارويه خاصه ولا لغه خاصه‏.‏

‏6)‏ قصيده النثر كما قلت في كتابك احفاد شوقي‏(1992)‏ شعر ناقص وهي في احسن الاحوال نثر يطمح الي بلوغ وضع الشعر مثلما تطمح كل الفنون في راي شوبنهور وباتر الي وضع الموسيقي حيث لا انفصام بين الشكل والمحتوي‏.‏
قصيده النثر رافد صغير من روافد التيار الشعري‏,‏ ولكنها لايمكن ان تكون هي التيار الاساسي‏.‏

‏7)‏ سيبتهج قوم كثيرون من المحافظين لما قلته وما اقوله هنا‏,‏ ولكن فليعلموا ان اخفاق تجربه قصيده النثر في الاغلب الاعم لايعني نجاحا لمنظوماتهم العموديه الميته‏(‏ ثمه شعر عمودي حي لعبدالمنعم الانصاري وابي همام وقلائل اخرين‏)‏ وهي صور ناصله من اثار السابقين‏,‏ كلا النهجين سييء وكلاهما مفتقر الي شعله‏,‏ الاداع الحق‏,‏ لاول لانه يقطع جميع جسوره مع الموروث الذي يمده بدماء الحياه‏,‏ والثاني لانه لايعدو ان يكون نسخا او تناسخا‏,‏ مع حد ادني من التطوير‏,‏ لروي وتعابير كانت جديده في زمانها‏,‏ ولكنها الان اشبه بالرواسم‏(‏ الكلشيهات‏),‏ استعارات ميته‏,‏ هل ثمه ماهو اكثر مواتا من جريده الامس؟

ماهر شفيق فريد
استاذ مساعد الادب الانجليزي باداب القاهره


الشاعر الكبير‏:‏
في تجارب عن الام البديله
‏SURROGATE MOTHER
اكتشف العلماء ان اهم مايربط الطفل بامه في اغلب الحيوانات الرئيسيه
‏PRIMATES
هي دقات القلب‏:‏ فقد انتزعت صغار القرده من امهاتها ووضعت امامها في اقفاصها بدائل عديده للامهات‏:‏ هيكل من الحديد مغطي بالشعر‏,‏ هكيل به ثدي صناعي يفرز اللبن‏,‏ هيكل مدفا لدرجه حراره الام‏,‏ وهيكل به جهاز يصدر اصواتا لنبضات القلب‏,‏ وعندما تعرضت صغار القرده للفزع من خطر ما‏,‏ فانها اتجهت بلا استثناء للهيكل الاخير‏,‏ فالام بالنسبه للحيوانات الرئيسيه هي نبضات وايقاع القلب‏,‏ ولعل هذا يفسر لنا لماذا يثير الايقاع السريع اعصابنا ولماذا يبعث فينا الايقاع البطيء الهدوء والشعور بالامان؟‏.‏ لعل هذا يفسر لنا لماذا نحب الايقاع في الموسيقي‏..‏ وفي الشعر‏.‏

سمير حنا صادق


الشاعر الرائد‏:‏
تحيه‏..‏ وبعد
فقد اسعدني ان اتابع باهتمام سلسله مقالاتكم الاخيره بجريده الاهرام حول قصيده النثر‏,‏ وما الت اليه حال الشعر بسببها هذه الايام‏,‏ ومع اتفاقي معكم في مجمل ارائكم التي طرحتموها في تلك المقالات‏,‏ الا انني اود ان اسوق بعض الخواطر التي قد تضيف شواهد وادله مستمده من علم الجمال‏.‏

واول ما اود ان ابدا به‏,‏ هو ملحوظه عامه تتعلق بحال النقد عندنا اليوم اننا نعيش ازمه في النقد هي السبب الاساسي في كثير من الاضطراب الذي بدا يوتي ثماره المره الفجه علي ساحه الابداع عامه‏,‏ والابداع في الشعر خاصه‏,‏ واكاد اظن ان عجز النقاد المعاصرين احيانا‏,‏ وتواطوهم وجهلهم احيانا اخري‏,‏ وتفرغهم للبحث عن المناصب والمكاسب العاجله احيانا ثالثه‏,‏ هو الذي فتح الباب امام ادعياء الشعر‏,‏ ليتسللوا زرافات ووحدانا‏,‏ حتي غصت بهم الساحه‏,‏ وامتلات المنابر الاعلاميه والصحافه الادبيه خاصه‏,‏ بصفوف مجنده منهم تعمل علي نشر قصيده النثر وتسييدها‏,‏ بمباركه من النقاد ومصانعه منهم‏,‏ ولاشك في اننا كنا بحاجه في مواجهه هذه الظاهره‏,‏ الي نقاد كبار‏,‏ لايتسلحون بالرويه الثاقبه والفهم العميق فحسب‏,‏ بل يتسلحون ايضا بالشجاعه والقدره علي فرز السمين من الغث‏,‏ لكن هذه السلاله من النقاد الموهوبين الخلص‏,‏ قد انقرضت او كادت برحيل شكري عياد رحمه الله وبانشغال القله الباقيه منهم مثل مصطفي ناصف امد الله من عمره بقضايا نظريه وفلسفيه مهمه‏,‏ ولكنها بعيده عن ان تكون موثره مباشره في مجال النقد التطبيقي‏,‏ اصبحت الساحه الشعريه مهياه لكل من اراد ان يقتحم عالم الشعر بدون ان يمتلك الحد الادني اللازم لاقامه جمله صحيحه‏,‏ او حتي لقراءه نص شعري‏.‏

اما النقطه الثانيه التي اود ان اشير اليها باختصار‏,‏ فهي متعلقه بمساله تاصيل قصيده النثر او البحث عن جذورها القريبه والبعيده‏,‏ وكنتم قد اشرتم الي انها تاريخيا‏,‏ تعد اقدم في العصر الحديث من قصيده التفعيله‏,‏ وكان دليلكم في هذا هو نثر نقولا فياض في نهايه القرن التاسع عشر‏,‏ غير انني اود ان اشير الي محاولات عديده في تراثنا الادبي جرب فيها اصحابها المزج بين النثر والشعر‏,‏ ولعلنا نذكر في هذا السياق قصيده القاضي الفاضل التي جمعت بين شطر بيت موزون وسطر نثري‏,‏ علي التوالي‏,‏ وهناك محاولات اخري اقدم لايتسع المجال لذكرها‏,‏ وهذا يدل في رايي علي ان هناك قلقا ابداعيا كان يفعل فعله ورغبه في الخروج علي الرتابه الايقاعيه للبحور الشعريه المعروفه‏,‏ ولعل قصيده التفعيله‏,‏ وقد نجحت في ان تحرر الشعراء اخيرا من رتابه هذه البحور‏,‏ تجسد اخر حلقه في سلسله من المحاولات ذات تاريخ طويل‏,‏ واذا كان النقاد القدامي حريصين علي الفصل بين النثر والشعر‏,‏ باعتبارهما‏(‏ صناعتين‏)‏ متمايزتين علي راي‏(‏ العسكري‏)‏ فان ادراك الخيط الرفيع الذي يربط بينهما كان قائما‏,‏ فقد جرب ابن الاثير في‏(‏ الوشي المرقوم‏)‏ ان يحل المنظوم وينظم المنثور فنحن امام دائرتين تتقاطعان لتكونا معا منطقه صغيره مشتركه بينهما‏,‏ وبدون بحث هذه المنطقه الصغيره التي يتداخل فيها الشعر مع النثر‏,‏ لن يكون الحديث عن قصيده النثر كاملا‏.‏

وربما يكون الفيلسوف الفرنسي جان ماري جويو صاحب كتاب‏(‏ مسائل فلسفه الفن المعاصره‏),‏ من ابرز علماء الجمال الذين توقفوا عند مساله الوزن ودوره الاساسي في الشعر‏,‏ وكتابه المشار اليه اعلاه‏,‏ مترجم الي العربيه ترجمه مشرقه جذابه‏.‏
لم يكن جويو فيلسوفا فحسب‏,‏ بل كان ايضا شاعرا وقد راعه ان يجد بعض شعراء عصره في القرن التاسع عشر‏,‏ قد شرعوا في التخلي عن الوزن‏,‏ مثل ميشيليه و فلوبير و رينان وكان الوزن مجرد حليه قد يزدان بها الشعر‏,‏ وقد يتجرد عنها اذا اراد‏!‏ فما كان منه الا ان خص قضيه الوزن وضرورته في الشعر ببحث مستفيض انتهي فيه الي ان الوزن والقافيه ضروريان لكل شعر حقيقي‏,‏ وفند اراء الناشرين في ايامه‏,‏ ممن كانوا يظنون ان الوزن لم يعد ملائما للعصر الحديث‏,‏ وكشف سفسطاتهم التي اعتمدوا فيها علي تاكيد ان الوزن في الشعر مجرد حليه صناعيه لابد من الاستغناء عنها‏,‏ وذلك بان اثبت كيف ان الوزن عنصر ضروري واساسي في الشعر‏,‏ لانه يعبر عن الحركه المصاحبه للانفعال الفني ويجسدها‏,‏ واذا كان النثر يتضمن شيئا من الايقاع الطبيعي للغه‏,‏ فانه ايقاعه غير منتظم يقول‏:‏

اما انا فاعتقد ان الشعر ليس شيئا مصطنعا الي الحد الذي يدعيه انصار النثر المتطرفون‏,‏ واري ان اصل الشعر قائم في طبيعه الانسان نفسه‏,‏ وانه باق لذلك مابقي الانسان‏,‏ ان الفسيولوجيا تعلمنا ان لغه الشعر الموزونه لتي تستهدف التعبير عن الانفعالات قبل كل شيء ترجع في اصلها الي الانفعال‏,‏ ومن الوقائع المشاهده ان حركاتنا تصبح موزونه موقعه حين نعاني انفعالات قويه‏(‏ ص‏166‏ من الكتاب المشار اليه اعلاه‏).‏
ومن جويو الي احد المفكرين الجماليين البارزين في القرن العشرين وهو ديويت باركر الذي عقد فصلا مهما في كتابه اسس علم الجمال وهو غير مترجم حول جماليه الشعر‏,‏ وكان الايقاع عنده هو اهم العناصر التي يتميز بها الشعر جماليا عن النثر‏,‏ والايقاع لايتجسد في رايه علي النحو الامثل الا من خلال الوزن والقافيه‏,‏ ذلك ان الانفعال‏,‏ او الجانب العاطفي في الشعر‏,‏ يتطلب تكرارا منتظما مطردا‏,‏ الامر الذي لانجده في النثر‏.‏

د‏.‏ حسن طلب

نقلاً عن جريدة الأهرام

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا