ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

 

 

 

 

 

يمكنكم إرسال الحورارات الأدبية أو الفنية للموقع إليكترونياً على adab@arabicnadwah.com أو بالضغط على هذا الرابط.

د. صلاح فضل: لولا البنيوية لظل النقد العربي يجتر نفسه

ندوة - هونج كونج

حوار/ شريف صالح

 

الدكتور صلاح فضل أحد النقاد العرب البارزين في ساحة الإبداع والنقد حالياً، وطوال مشروعه عبر مايزيد عن ربع قرن كان حريصاً على مد الجسور بين أحدث ما ينتج في الغرب وبين الثقافة العربية عبر مؤلفاته العديدة منها بلاغة الخطاب والنظرية البنائية وغيرهما..
تقلد فضل عدداً كبيراً من المناصب من رئاسة قسم اللغة العربية بآداب عين شمس إلى عمارة معهد النقد الفني ومروراً بالعمل كملحق ثقافي بمدريد، وأخيراً رئاسة دار الكتب المصرية العريقة..
حول مشروعه النقدي وهذا المنصب الجديد كان الحوار:


ليس صحيحاً أنني تخليت عن نقد الإبداع واكتفيت بالتنظير
* يمتد مشروعك النقدي خلال مايزيد عن ثلاثين عاماً.. ويلاحظ أنك دائما حريص على متابعة أحدث التيارات من الواقعية السحرية الى البنيوية.. ما سر شغفك بالجديد في النقد؟
بداية لاحظت أن التيارات النقدية لدينا ابتعدت عن التواصل الخلاق مع التيارات العالمية الجديدة، وعندما سافرت في بعثتي الى اسبانيا في نهاية الستينيات وجدت أن التيارات النقدية في العالم تغيرت كثيراً، خاصة مع ظهور البنيوية.. أحسست بالحاجة الى التعرف بعمق على هذه التيارات وتكييفها مع الواقع العربي ومزجها بالإرث النقدي الذي ورثته عن الأجيال السابقة، وتقديم مركب متميز من هذا المزاج الجديد.. وجدت أننا عدة أفراد يعدون على أصابع اليد في الوطن العربي شرعنا بتفاوت في أداء هذه المهمة، وكان أثقلهم عبئاً هو الذي يعمل من مصر، لأنها تحمل دائما على عاتقها نصف عبء الثقافة العربية، لم يكن من حقنا ان نقصر، ليس حبا في الثقافة الغربية او تقليداً لها ولكن عشقاً للثقافة العربية وتنمية لمتطلباتها ووضعها في مستوى الانجاز العالمي تنظيراً وتطبيقاً.
الثورة البنيوية ومابعدها نقلت الخطاب النقدي نقلة كبيرة، ويكفي ان كتابي «النظرية البنائية» الذي صدر في نهاية السبعينات لقي إقبالاً شديداً، حتى ان بعض اساتذة الجامعة الامريكية من الانجليز اقبلوا على الاطلاع عليه لأنهم كانوا لايعرفون هذا المنهج بعمق آنذاك، كذلك كتابي عن الواقعية كان يحاول استكشاف النواحي الجمالية لا الأيدلوجية في هذا الاتجاه، فكان يقدم لوكاتش وجولدمان والواقعية السحرية وغير ذلك.
وفي كل ماقدمته للمكتبة النقدية العربية كنت آخذ بمبدأ «دليل الخلف» بمعنى لو ان جيلنا لم يقم بهذا العمل وينقل احدث التيارات النقدية الى الثقافة العربية هل سيكون وضع النقد العربي أفضل مما هو عليه الآن؟
بالتأكيد كان التقاعس من جانبنا يعني ان نعيش مرحلة تخلف مقارنة بالأجيال السابقة علينا وهذا سيمثل نكسة لا للنقد العربي فقط ولكن لحركة الإبداع ككل، وكنا سنستمر في اجترار النقد الايدلوجي والانطباعي والوجودي ولن ننتقل إلى تلك النقلة النوعية التي تمثلت في البنيوية وما بعدها.
* لكن البعض يتهم النقاد الكبار حالياً أنهم مجرد «ناقلين» عن كتاب ونقاد الغرب.. هل هذا صحيح؟
بداية لابد من التأكيد على ان الناقد العربي لن يستطيع ان يضيف جديداً مالم يمتلك خلاصة التجربة العالمية أولاً، وهناك نقاد عرب كبار كتبوا في اللغات الاجنبية كالإنجليزية والفرنسية، منهم على سبيل المثال ادوار سعيد وإيهاب حسن ومصطفى صفوان، فهؤلاء العرب اندرجوا للتو في خارطة النقاد العالميين، اما من يكتب بالعربية ولم تترجم أعماله فلم يظفر بتلك الشهرة، لا لأن إنتاجه أقل أو أنه مجرد ناقل، ولكن لأنه كتب بلغته القومية.
ما أستخلصه أن حركة النقد المعاصر في العالم العربي كانت أمينة في استراتيجيتها مع تقاليد النقد، وكانت خصبة في تمثلها للنظريات العالمية، وكانت مبدعة في استلهامها للتراث وللواقع النقدي المعاصر، وكثير من إنتاج أعلامها يتمتع بقيمة عالمية لو قدر له أن يترجم أو يكتب بلغة أجنبية.
* وإذا تحدثنا عن إسهامك الخاص في بناء نظرية نقدية معاصرة؟
على المستوى الشخصي وحتى أغيظ من يقول إننا مجرد ناقلين.. كتبت مشروعا لنظريتين إحداهما في الشعر وهي «مقدمة في أساليب الشعرية المعاصرة» أتحدى ان يقول أحد أن هذا البحث منقول عن ناقد عالمي، فهو من صنعي وتركيبي لكنه لم يناقش بجدية في الثقافة العربية حتى الآن، المشروع الثاني كان مجرد اقتراح عن اساليب السرد في الرواية العربية، وأظن أنه لايمكن لنظرية نقدية مهما كانت ان تسود إلا بكفاءة أهلها وتطويرهم لها، لكن بكل أسف مناخنا الثقافي لاينبني على التراكم ويحاول كل واحد منا أن يبدأ من الصفر دون أن يقدر جهد من سبقه، وهذا عامل معوق تماماً لنمو الفكر العربي.
* بعض الأدباء يتهمون النقاد الكبار بأنهم تخلوا عن نقد الإبداع واكتفوا بالتنظير الأكاديمي؟
لو أعطيت لك قائمة مؤلفاتي ستجد الكتب العشرة الأخيرة دراسات تطبيقية، فكيف يمكن ان يُلقى القول جزافا هكذا.. ليس هناك أديب عربي أنتج شيئاً في السنوات العشرين الأخيرة إلا وحاولت مقاربة مشروعه الإبداعي نقدياً رغم أنني لا أمتلك مساحة إعلامية تتيح لي التواصل مع القراء بشكل متصل، وباعتباري واحداً من كوكبة النقاد أقول لمن يقول إننا استغرقنا في التنظير دون التطبيق أنه لايقرأ أساساً لا تنظيراً ولا تطبيقاً!.
* مؤخراً توليتم رئاسة دار الكتب المصرية.. فما الذي يمكن أن تقدمه الدار للقارئ والباحث في القرن الحادي والعشرين؟
إذا كان جيلي أو من تلاه ينشد في دار الكتب أن يقرأ رواية لنجيب محفوظ أو مسرحية لتوفيق الحكيم أو كتابا لطه حسين، فإن ماينشده الشاب الآن في دار الكتب يتجاوز ذلك، فهو يريد ان يجد فيها مركزاً على الإنترنت ووسيلة للاتصال بالعالم الخارجي، وأداة تسهل له المعرفة العاجلة، إلى جانب اشباع الحاجات الفنية والأدبية والجمالية، وكل هذا ستتم ترجمته الى مشروعات نستكمل بها ما بدأه الآخرون من قبل.
* وما الجديد في دار الكتب بوصفها أحد حراس التراث العربي؟
أعتقد أن دار الكتب هي حارسة التراث العربي والإسلامي بكل فروعه، ووظيفتها الأساسية صيانة وحفظ ورعاية وتنمية هذا التراث أولاً ثم تيسيره للباحثين العرب جميعاً وتطوير قنوات التواصل مع المؤسسات العربية النظيرة، يستوي في هذا التراث ديوان الشعر والمخطوط وكتاب الطب وغير ذلك، من المهم تحقيق هذا التراث من ناحية وترميم المخطوطات وصيانتها من ناحية أخرى، دون أفضلية مميزة لفرع دون غيره، لدينا نواقص كثيرة بحاجة الى تغطية واستكمال، أبرزها طبقاً للأولويات إعادة تأسيس قاعدة معلومات متطورة ومحيطة بما تمتلكه الدار تفصيليا وفهرسته باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
* يتردد من وقت لآخر أن هناك مخطوطات تسرق من دار الكتب.. هل هذا صحيح وكيف يمكن حماية هذا التراث الذي يعد بمثابة ذاكرة أمة؟
هذا الكلام تردد في فترة نقل دار الكتب من القلعة وباب الخلق، فقيل كلام عن ضياع بعض المخطوطات، وهذا الأمر لا أعرف عنه شيئاً محققاً.. لكن ما أعرفه بكل تأكيد الآن ان وسائل تأمين وصيانة المخطوطات الآن لاتسمح على الإطلاق بأن تنتقص منها ورقة واحدة، والخطوط الأولى في سبيل تأمين هذه الثروة والحفاظ عليها من التلف أو الضياع تتمثل في الحصر الدقيق والنهائي لها وتحديد المسؤولية عنها، وقصر التداول على المستنسخات لأنه يمكن تعويضها أم الأصول فلا تعوض.
* هل يمكن توسيع نشاط دار الكتب حتى يصبح أكثر فاعلية؟
عملية تفعيل النشاط الثقافي ضرورية حتى لاتقتصر المسألة على عقد الندوات والمؤتمرات التي أصبحت من تقاليد الدار، من المهم تجاوز ذلك الى تفعيل المشاركة بشكل منسق ومتناغم مع بقية المؤسسات الثقافية، لكن في تقديري ان مشاركة دار الكتب لابد ان تكون نوعية، بمعنى أنها لديها ماليس لدى الآخرين من هيئات ومؤسسات ووظيفتها أكثر تحديداً، لذلك فمن الطبيعي ان تكون مشاركة الدار مرتبطة جذرياً بطبيعة الفروع والمراكز العلمية والوظائف التي تقوم بها الدار، مثلا لدينا حلقة من الندوات التكريمية لأعلام المحققين للتراث العربي والاسلامي، وكذلك نعقد قريباً ندوة عن الاستشراق ودور المستشرقين الروس، وهناك ندوات اخرى ستعقد تباعاً.
* وما أهم الكتب التي حققها الدار مؤخراً؟
هناك بالفعل مجموعة من الكتب المهمة انتهت الدار من تحقيقها مؤخراً ونشر بعضها وهي الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك «الجزء الثالث عشر»، كما صدر «ربيع الأبرار وفصوص الأخبار» للزمخشري «الجزء الثاني» و«عنوان الزمان لتراجم الشيوخ والأقران» لإبراهيم البقاهي، وسأبذل كل الجهد لإعادة طبع الكتب الأولى التي اصبحت نادرة التداول، إننا نحرص على ألا نكرر ماتقدمه المؤسسات الأخرى بل أن نسد الثغرات التي لايستطيع احد غيرنا أن يسدها، وفي هذا الإطار سننشر كتابا دوريا في التاريخ وآخر في التراث.
* وكيف توائم كناقد وأستاذ جامعي بين مجالك الأصلي وبين المهام الوظيفية التي تتقلدها؟
هذا هو توتر وعذاب ومتعة كل يوم.. دائماً كان الأمرهكذا.. الموائمة بين المستويات المتعددة والرسالة التي تريد ان تؤديها.. وشعور بالمرارة عندما تتراكم قائمة الكتب التي لم تقرأها بعد، وتراكم شعور المرارة كلما تكاثرت المشروعات التي لم تنجزها.. لكن العمر قصير والوقت أيضاً وما باليد حيلة.. وعلينا أن نبذل أقصى ما نستطيع ثم نرضى بعد ذلك.


(نقلاً عن الجزيرة)

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

 

ضع إعلانك هنا