منذ سبع سنوات وأنا أسمع صوت عبدالسلام
العطاري ، لم نلتق ولا مرة برغم أننا نعمل في نفس المؤسسة ، كل منا يعيش في الجهة
الأخرى من الوطن ، جهة ليست بعيدة بفعل المسافة بل بفعل الحواجز والاحتلال ، منذ
سبع سنوات وأنا أسمع هذا الصاخب المنفعل الغاضب اللحوح عليّ لأكتب ، العابث أحياناً
والممازح أغلب الأحيان، أسمعه من غزة يصف لي رام الله ويحكي عن عمله وعن متاعبه وعن
عبئ أن تكون مثقفاً وواعياً في وسط هذه الفوضى وهذا الضجيج الهائل الذي يسود أرضنا
التي كتب عنها الكثير.
عبدالسلام يعتبر الكتابة جزءً من التناقضات التي نحملها وتعبر عن ذواتنا وذوات
الآخرين لذا فهو يحث عليها ودق وما زال يدق جدران الكثيرين من الأدباء الشبان
ليكتبوا وينشر لهم حيث نشط في سماء الادب الالكتروني وفي مجال البحث عن الآخرين
ونسي نفسه ...
عبد السلام عطاري لماذا أنت غاضب دائماً ؟
هاتِ لي
فلسطينيا .. يحلم بوطن الحرية وبنوم هاديء وسعيد لأطفاله ويحلم بغدير من الأمنيات
يتدفق نحو الأمل سعيا إلى راحة البال ,, ولا يجد كل ذلك ..كيف له ألا يكون غاضبا
!ربما تتفاوت حالة الانفعال بين غضب مبتسم وغضب نزق ربما انحاز لذاتي أن أصنفها تحت
بند اغضب من اجل أن يكون الغضب حالة فعل ورد فعل اي بمعنى أن يجيّر الغضب من اجل أن
يخرج المكنون من دواخلنا ليحمل لنا ابتسامة وانشراح بعد حالة التناقض المفترضة فينا
هي ان نجد ذواتنا من اجل ان يجد الآخر فينا نسبة الهدوء التي تبقي الغضب تحت وقع
سؤال: لماذا هي ومن اجل ماذا؟.•
أحياناً أشعر بكَ رجل يأتي من بعيد يحمل نايهُ ويعزف ...وأحيانا اشعر كانك شبح
تلاحق الكسالى من المثقفين في عالم يضج بالتخاذل والاستهتار ، أنت رجل انتقادي
دائماً لواقعنا الثقافي المرير وفي نفس الوقت تتخذ خطواتك الأولى بصمت نحو محاولة
اصلاح ما تنتقده مالك وكل هذا ؟ ألا يستنفذك ذلك؟
عليّ أن
ابتسم لهذا السؤال ... ربما لا يتسع صدر القاريء لحجم الجواب .. حكايتي أنني ابحث
عن نفسي في ذوات الآخرين ... لذلك تجدينني ألاحقهم ،أحرضهم ،استفزهم ،وبالمناسبة
اكثر الذين أدق على جدران أقلامهم كي تخرج من غرف نومها وتترجل عن أسرّتها هي
الاقلام التي احبها .. وربما اضع نفسي تحت قائمة انني لست إنسانا ذاتيا ، وازعم
بقوة أني كذلك وربما تحملك الصدفة إلى الكثير من الاصدقاء الذين يشهدون على ذلك ،
كتبت وأشرفت وساهمت في منتديات وملتقيات ادبية الكترونية كثيرة وكنت افضل الكثير من
الكتاب وأقدّمهم على نفسي من اجل ان انشر لهم بدافع التشجيع وبدافع ايجاد
الاستمرارية بالكتابة ، لذلك دائما اسعى، بالحاح، بالطلب من الجميع محرضا على
الكتابة ... وللاسف ان واقعنا الثقافي الرسمي وحتى الاهلي اصبح متكورا على خصوصيات
معينة على حساب هذه الاقلام الناشئة ، والكتابة الادبية رغبة نابعة من عمق قضية
تملكها اقلامهم ، ما يدفعني الى حالة النقد او الانتقاد كما تسمينها هو انني لا اجد
ان هذه المؤسسة توفر الحد الادنى من الامكانيات لرعايتهم او الاهتمام بهم ، لذلك
علينا ان نرفض فكرة سجون الامن الوقائي الثقافي العربي التي دعا لها البعض لمحاصرة
حتى الكتابة على الانترنت لحرمان شباب يحلمون بنشوئهم وارتقائهم ويحلمون بتطورهم،
فعوضا عن ان نأخذ بأيديهم نجد ان البعض يسعى حتى لمحاصرتهم في فضاء الانترنت .ومع
هذا سوف ابقى ومعي الكثير من الادباء في العالم العربي الذين اخذنا على عاتقنا ان
نبحث عن كل موهبة ونشجعها ونأخذ بيدها .
عبدالسلام ، في نصوصك أنت تحب وتحلم ، تتوقع وتثور وأحياناً تحاول النفاذ الى
أمكنة مقصية وأخرى واضحة التناقض لديك أهو وسيلة لكشف المخبوء أم هو الخوف المعترف
به الذي هو صيغة اخرى للحلم تعلو بنا الى أفق السؤال المتصل بمحددات المحظور
والمباح في ثقافتنا العربية ؟
الكتابة
ان لم تكن كلها حتما ستكون غالبيتها نابعة مما يكتنفه الخاطر ، منا من يعبّر عن
حالته في احلامه ومنا من يعبّر عن ذاته في فنه ورسمه ومنا من يجد ان الكتابة وسيلة
للحديث عن سيرة ذاتية او سيرة الآخرين من وجهة نظرٍ تحليلية ، على اية حال هي اخراج
ما بدواخلنا او ما في ذوات الاخرين من شيء ، هذا الشيء هو الاخر فينا ،والانسان
يحمل فيه ضده ،ببساطة شديدة، الخير والشر، الحلم والواقع، الحياة والموت ، هذا جزء
من التناقضات التي نحملها ، كلنا نحملها ولكن هناك نسباً من التفاوت بين اخر وآخر،
بالمحصلة كلنا يعبّر ليَعْبُر الى ذاته ،حالة عشق يحلم بها ،حرية ينشدها ولا يجدها
، قضية اجتماعية يتمناها ولا تكون ، لذلك أجد الشعر والقصة حالة واقعية حدودها
الذات والواقع ليس ملموسا فقط بقدر ما هو ايضا مكنون يعيش فينا هناك من يجده وهناك
من يسعى اليه والاهم كيف نخرجه ونعبّر عنه.
فضاء الانترنت فضاء غير طبيعي ،فضاء للمواربة والكذب ويحجب كينونة الانسان الحقيقية
، برأيك ما الذي فعلته هذه التقنية القابلة للاستهلاك بكل بساطه بتأثيراتها على وعي
وضمير وشفافية الأفراد ، وبرأيك ما العمل للحد من اساءة استخدام هذه التكنولوجيا
؟سؤالي السابق يشكل فتح الباب لاسئلة تتقاطع معها اسئلة اخرى خاصة فيما يتعلق
بالانترنت كانفتاح يقود الى آخر العالم بسهوله ويسر كسهولة النشر وسهولة العلاقات
وسهولة الوصول الى أي شيء ، السرقات الأدبية ، الاستهتار بالآخر .... الخ ؟
عالم
الانترنت فضاء رحب واسع بمحتوياته وقرية صغيرة بمضمونه، اي بمعنى ان العالم كله
اصبح قرية صغيرة حدودها لا يتعدى على ابعد تقدير (17 بوصة ) وربما اكثر ولكن هذا هو
حجم الشاشة التي املكها .. على اية حال تخوفك هو حال الكثيرين ، السؤال هو ذاته ..
ماذا يعني اسم افتراضي يكتب ويتحدث سواء بلغة "الشات" او بلغة "المايك" او بإدراج
موضوع على صفحة مجلة أو ملتقى ادبي او غير ذلك؟!
انا ايقنت
بعد تجربة عمرها خمس سنوات او اكثر ان هذا العالم حقيقي لم يعد فيه لبس ولا رياء ،
ومن يمارس مهنة، اي مهنة، او موهبة، اي موهبة على صدر صفحات الانترنت لا يستطيع ان
يبقى في حالة التجمل او الخداع ولا انفي ان هناك حالات مهمتها فقط استخدام الانترنت
لأغراض دنيئة لأغراض ليس وراءها غير مضيعة للوقت .
الزيف يا
منال ليس فقط في عالم الانترنت وانما هو حالة مستنسخة من الحياة الواقعية او التي
تسمى واقعية نلمسها . الدجل والنفاق والرياء ينتقل من الواقع الذي نتنفسه الى واقع
افتراضي نعيشه من خلال مساحة شاشة لا تتعدى بحجمها ما وصلت اليه اخر صرعات الشركات
المصنعة لها .
بتقديري ان مسألة الحد من اساءة استخدام الانترنت هذه مسألة يمكن محاصرتها الان بكل
سهولة وهذا يعود اذا -تحدثنا بخصوصية عن وطننا العربي – الى حكوماتنا التي يسهل
عليها محاصرة المواقع التي تشجع على الرذيلة وهذا الامر اصبح بمقدور الجميع التحكم
به ، وكذلك من خلال مؤسسة التربية والتعليم التي اصبح من واجبها تخصيص مساقات تهتم
بتدريس النظام الالكتروني والتعريف بأهمية الانترنت وكيفية استخدامه من خلال توضيح
مساوىء وايجابيات استخدام الانترنت ، وكذلك يقع على عاتق المنظمات والمؤسسات
الشبابية والاهلية العاملة في هذا القطاع ، ومحاربة سوء استخدامه وتوسيع الوعي
بأهمية الاستخدام الايجابي له وكما اشرت بسؤالك هذا ان يفتح اسئلة متعددة ، اعتقد
مهما كانت حجم الاسئلة حول هذا المحور ستكون الاجابة واضحة ومحددة هو ان نعي وندرك
ونحرص ونحرّض الاجيال على ان هناك من يسعى الى تدمير ثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا
وعلينا ان نعارك من اجل عدم الوقوع في مسألة إساءة استخدام الانترنت ، من حيث
المواقع التي لا تخدمنا بقدر ما تقتلنا وتقتل إبداعنا وتقدمنا وتطورنا وكذلك يندرج
الامر على السرقات وغيرها.
اعترف انه
سؤال مرهق ولكن وحده يحتاج الى استمرارية بالاجابة عليه من الجميع من خلال الكتابة
من اجله بشكل دائم ومتكرر كونه يورّث اجيالا يتوجب علينا ان نجعلها تدرك اهمية
ومخاطر ذلك .
بدأت تجربة ما يسمى بـ " أدب الانتفاضة" مع عمود في جريدة الدستور الأردنية ، لم
يعد أحد يكتب بالعمق السابق لهذا المضمون هل تعتقد أننا فقدنا ذاكرتنا العميقة ؟
حدثنا عن تجربتك مع هذا النوع من الكتابه؟
الانتفاضة
الثانية هي التي قادتني الى الانترنت ،منذ انطلاقتها ،وحيث كنت امارس كتابة التخزين
في الادراج وقليل ما نشر من اعمالي في صحفنا المحلية والتي للاسف اقول ان هناك من
يحتكرها لاطار ضيق ومحسوب ،مع اني ادرك انها يجب ان تكون مفتوحة للجميع ,وان الكثير
من الكتاب والادباء كانت الوسائل الاعلامية الوطنية المكان الذي ينطلقون منه الى
خارج حدوده وهذا عكسي تماما حيث اني بدأت بالكتابة في الملتقيات الادبية ومن هناك
كنت في جريدة الدستور التي انقطعت عنها لانشغالي بتطوير مجلة أدبيات ولزاما ان اذكر
الصحفية جمانة ابو حليمة وكذلك نائب رئيس تحرير جريدة الدستور الصديق رشاد ابو
داوود اللذان فتحا طواعية صفحاتهم للكتابة تحت مسمى ادب الانتفاضة والتي استمرت
لفترة طويلة كتب فيها الكثير من الأصدقاء في فلسطين ،حيث ركزّنا في كتاباتنا عن
معاناة شعبنا ومقاومته وأطفاله وربيعه الذي ازهر من دمائهم ومن عذابات أسرانا ودموع
أمهاتنا ، وفي اوج الانتفاضة وجدت ان شبابنا العربي خارج السرب يلهو ولا يعنيه ما
يحدث هنا ، وبذلت جهدا ربما شعر به البعض ولمسه كما ذكر صديقي الاستاذ رشاد ابو
داواد في مقالته ذات صباح في جريدة الدستور تحت عنوان (المضيئون هناك) عما اقوم به
من حراك في هذا الشأن وكان ذلك دافعا للمضي بالعمل نحو بذل المزيد من الجهد ونحو
تجييش الاقلام للكتابة عن قضيتنا في عالم رحب وفضاء متسع ننشر فيه حكاية شعب يقاوم
ويدق جدران الخزان منذ نكبته الاولى ولكن صراخ وعويل وجبن الاخرين كان اعلى في
مرحلة كانت مقضية، ذاكرتنا يا منال ربما تذهب في سبات والبعض منها الى سبات عميق
،والمقدرة نمتلكها بأن نبقي على حالة)الدق) والان يسهل ربما سماعها وان بقي البعض
يصم اذانه وانا على يقين لن تبقى الاذان صماء والضمير المستتر يأكل صاحبه ويبقيه
مغيّبا .
المشهد الشعري لديك يضج ويتكثف ويتماهى بمفردات ( الارض /الأنثى ) لغة ومضمونا ،
ايضا مشهدك الشعري واضح ومباشر بحيث لا تترك احيانا مجالا للخيال لدى القارئ كأن
توقفنا مثلا على عتبات الوطن بمفرداته ورموزه الواحدة وبلغة واحدة تسيطر على اغلب
نصوصك حتى لكأنك تختزل الذوق الشعري للقارئ وتحدده ... لماذا ؟ و ما هو مفهومك
للمتخيل في ظل ان المتخيل يخضع لتأويلات ومحددات تتبع المتلقي وليس الشاعر؟
أشرت إلى أن من يملك قضية يسهل عليه ان يجد مفردات يحملها من رصيف ذاته ويمضي بها
نحو منبر الادب حين يكون المتخيل قادرا على رسم حدود الخيال ، والخيال إذا لم نملك
مكوناته لا نملك حدوده ،لذلك ستجدي وسيجد الكثيرون ان مفرادتي تتكرر ما بين الانثى
والوطن ،الوطن بنيسانه الجميل ،والانثى ببساطتها الاجمل ، حيث ان القصيدة انثى ،
والانثى في القصيدة واقع لا مجال للخروج منها في حالة الشعر،الانثى تملك المقدرة
دائما على جعل القصيدة تولد وتتناثر بشكل جميل من رحم خيال الشاعر ،والوطن كذلك
...ويصعب ان نجد بيداء بينهما او نخلقها وان اوجدها البعض سرعان من يجد في البيداء
عفراء جميلة وقصيدة .. هي الانثى والوطن والأرض ، هذا البرزخ الذي يفصل بينهما
يتلاشى غصبا او رغبة وفي كلتا الحالتين هو اليقين ، لا قصيدة بدون مفردة جميلة ،
انثى ووطن، وعليه اتجه الى ان اجعل من النص لوحة فنية يسهل على المتخيل (المتلقي )
ان يجد بوضوح مراد المتخيل (الملقي)
لماذا لم يصدر لك أي ديوان حتى الآن برغم غزارة الكتابة لديك ؟
اعترف اني احب ان اتحدث حول هذا السؤال ولا اكتب فيه ،عوامل كثيرة تمنع ان يكون لي
اسما مصطفا في خزائن المكتبات منها خوفي من رائحة الانتظار الكريهة في صف من يملكون
حق ان ينشر لك او لا ينشر ،وثانيها ما اعرفه من ان هناك الكثيرين الذين ينتظرون في
طابور الإصدارات وهناك سببا اخر ربما لأني لا اجد الإمكانية المادية التي اصدر فيها
ديوانا لي مع اني لا ارغب بهذة الطريقة وان ملكت المادة الاخر يحب ان يجد نفسه في
الاخرين،اتمنى ان املك الجرأة على الوقوف في صف الانتظار.
مؤسسات الثقافة الرسمية وغير الرسمية في فلسطين برأيك هل تمارس دورها الحقيقي
تجاه الكتاب والأدباء والمثقفين ؟ أم أنها مجرد يافطات معلقة على ألأبواب ؟
بالأمس كنت اظن ان القضية الثقافية على قدر من الاهمية الى جانب اي قضية حياتية في
فهمنا وادراكنا وان مجتمعنا الذي وجد نفسه مشردا مقتلعا من ارضه ومن تحت سمائه جيّر
فقهه وثقافته وفنه ودمه ايضا من اجل ارضه لذلك كان يخيل لي اننا سنكون على موعد مع
صيب من المطر الغزير للاهتمام بمستوى الثقافة ..ولكن في حقيقة الامر فإن المؤسسة
الثقافية تبعد مسافة لا بأس بها عن الاهتمام بالنشاط الثقافي اي انها لا تكرس جهدا
لخلق وتجديد الدم الثقافي في اوساط الشباب والمهمشين منهم والذين يمتلكون الابداع
المتميز.
هناك شيء اخر اننا اصبحنا نجد مؤسسات تسمى مؤسسات وتجمعات ثقافية اصبح الهدف منها
الاسترزاق وايجاد التمويل وكم أتمنى ان اجدها تبذل ذلك الجهد في رفع ودفع حركتنا
الأدبية والثقافية والاجتماعية والسؤال من نصّبهم أوصياء على نهضتنا الثقافية
،للأسف أصبحت هذه المؤسسات كغيرها تستدر الأموال باسم الثقافة ولا اجدها او نجدها ،
لذلك على المؤسسة الرسمية الممثلة بوزارة الثقافة ان تقف امام مسؤولياتها وتنظر
بعين اليقين وعين مدركة ان هناك حركة ادبية شبابية تعتمد على قدراتها وتساعد نفسها
بنفسها وان هناك مؤسسات تقدم نفسها خارج الوطن على انها ترعى وتنشط في مجال دعم
الحركة الثفافية الفلسطينية، بالمناسبة هناك جهد تطوعي كبير يبذل في خدمة الحركة
الادبية تحديدا وفي نشر رسالة وطنية ادبية ثقافية هذه الحركة الانقى التي لا يصعب
على احد ان يجدها هناك باسم الهيجاوي من خلال انتشاره الواسع على صفحات الانترنت
وزياد جيوسي من خلال مجموعته الالكترونية (رام الله آرتس) وناصر عطالله(من خلال
موقعه شعراء غزة) وعبد الله عيسى من خلال صحيفة دنيا الوطن ) وغيرهم من الذين
يبذلون أوقاتهم وجهودهم في عالم الانترنت لخدمة قضيتنا الوطنية ومن خلالها قضيتنا
الثقافية والادبية .
لديك تجربة غزيرة في مجال النشرالالكتروني و المنتديات و التقنية الالكترونية
آخرها تجربتك مع اتحاد كتاب الانترنت ، هل يمكننا اعتبار هذا بديلا عن روابط
واتحادات الكتاب المنتشرة في العالم ؟ هلا حدثتنا عن هذه التجربة تحديداً ؟
تجربتي يا سيدتي بدأت بمحض الصدفة
وبمحض الرغبة ، في ظل عدم مقدرتي على ان اجمع نصوصي على الورق ،وجدت الانترنت
ومواقعه الادبية البديل الذي عملت من خلاله منذ العام 2000 ومن هناك بدأت اولى
الخطوات ، ومن هناك ايضا كان للدستور الاردنية حضورها معي واثبت بوقتي وجهدي ووجودي
في العديد من المواقع الادبية الكبيرة والتي اشرفت على العديد منها حتى كان موقعنا
الرسمي ملتقى ومجلة أدبيات
www.adbyat.com) ) ولا بد أن اذكر هنا اصدقاء
تاريخيين بدأت واياهم في هذه الساحة التي اثبتت قدرتها لتحلق في سماء الادب
الالكتروني /علي كريشان وايمان الوزير ووائل الحوراني ، اللذين واياهم كرسنا كل
امكانياتنا المتواضعة من اجل ان يكون لنا صوت مختلف ومتجدد في عالم الادب ، همنا ان
نبحث عن الاقلام الجديدة الشابة منها والمحرومة من اجل ان نضعها على بداية طريق
النشر الالكتروني وكنا نحث خطانا واياهم وكثير ما وصلتني ملاحظات تحريضية بعدم
النشر لفلان او فلانه وان الموقع بحاجة لاسماء كبيرة وقوية حسب تقديراتهم وكنت
افتخر واعتز بكتًاب مجلة ادبيات التي اعمل رئيسا لتحريرها ،وهذا ما دفعني ان اجد
نفسي في صف فكرة تشكيل اتحاد كتّاب الانترنت العرب
www.arab-raiter.com
الفكرة التي حملها بعض الاصدقاء ووجدت اقبالا كبيرا وتم تشكيل هيئة ادارية مؤقتة
الى حين انعقاد المؤتمر العام التأسيسي للاتحاد والذي نأمل ان يكون في صيف العام
2006 في العاصمة الاردنية /عمان وهذا الاتحاد الذي نعمل على اعتماده في جماعة الدول
العربية وهو بالمناسبة ليس بديلا لاحد ولا نطرح أنفسنا بديلا ولا نسوق أنفسنا الا
ان عالم الانترنت هو عالم افتراضي موجود اثبت قدرته على ان يكون وان يجمع في صفوفه
من المغرب العربي الى عُمان كل كتّاب الانترنت كحركة ادبية عربية حدودها الفضاء
الرحب الذي يتسع لكل من يستوفي شروط الاتحاد الادبية وان المعيّار الذي يحكمنا هو
ان هناك الكثير من الادباء ونشطاء الانترنت يستحقون ان نخلّدهم وانهم بجهودهم
ساهموا في رفد المكتبة الالكترونية تماما كمساهمتهم في المكتبة الورقية، هناك جهد
كبير لا يستهان به ولا أحد يستطيع ان ينكره وان اي مادة تنشر في موقع ما ، تجدين
العشرات في لحظة يقرؤونها او يمرون عليها لذلك وجدنا حالة من الاستقطاب الكبيرة من
اجل العضوية في اتحاد كتاب الانترنت ، واشير ان هناك من بدأ يقف مع فكرة الاتحاد
داعما ومتضامنا في عالمنا العربي حيث فتحت بعض الصحف أبوابها للحديث عن الثقافة
الرقمية وكانت جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية قد أولت اهمية من خلال اعتماد زاوية
الثقافة الرقمية ... متمنيا ان نجد المزيد من ذلك وأتمنى ان نجد السبل التي تساعدنا
على التقدم بوجهة صحيحة وصحيّة وان نجد النقد الذاتي البنّاء الذي يخدم ويكون بحجم
الجهد ،جهد ادباء ونشطاء في المجال الثقافي لا يضيّعون وقتهم من اجل التسلية
والترفيه ،وانما من اجل ان نبسط الأجمل دائما لأجيالنا .
عبدالسلام سؤال أخير... من أنت باختصار ؟؟؟؟؟؟
من أنا؟! أنا عابر سبيل يبحث عن ظل أتفيأ به من شمس غربة تحرقني وتحرق نظرائي ،عن
جدول يروي ظمأ صحراء تحلم بواحة ،عن عالم ادبي ثقافي خالي من الضغائن والاحقاد ...
عن مدينة شعرية تنام على هزج القصائد.
--------------------------------------------
عبدالسلام عارف العطاري رئيس تحرير مجلة أدبيات الالكترونية ، عضو لجنة العلاقات
الدولية لاتحاد كتاب الانترنت العرب ، يعمل مديراً لمكتب وزير الشباب والرياضة
الفلسطينية، من مواليد بلدة عرابة محافظة جنين في العام 1965 ، كاتب و ناشط سياسي
واجتماعي وشبابي ، عضو ومؤسس للعديد من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية ... يعيش في
مدينة رام الله.
المصدر /
http://www.alhayat-j.com
(الحياة الجديدة / فلسطين)