قيظ
أحمد رجب شلتوت - مصر
آه يا قاهرة
ما أقساك، وما أقسى ظهيرتك القائظة
تطردنى طرقاتك فأهيم من شارع الى شارع وانا عرقان
ألهث
لم أعد أنشد منك يا قاهرة الا بقعة ظل ورشفة من
ماء بارد، فهل تجودين؟
# # #
تعثرت،
انكفأت ولملمت بقاياى،
انزويت الى جوار جدار
كنت حرانا ففتحت أزرار قميصى
خطر لى أن أخلع قميصى ، ترددت ولما
تأكدت من وحدتى استجبت جعلت من القميص تقية لرأسى
، ورقدت متوسدا ذراعى
#
#
لمحت الظل ينبت أسفل الجدار المقابل، حبوت
صوبه،افترشته رغم سخونة الارض تحت جنبى وزعت
السخونة على الجنبين وانا أدعو لابى بالرحمة
والمغفرة ولما اشتد الحر رجوته ان يدع لى بنزول
الغيث
#
#
حط القطر يكفى وجدت له حلاوة فحاولت أن أملأ منه
كفى صنع القطر خطا بمحاذاتى فحدقت فى الغيمة رأيت
ذراعين بضين ينشران الغسيل ، تمنيت لو يحطان على
وجهى المحموم ، تمسحانه لكنهما واصلا نشر الغسيل
ولم يمنحانى الا قطرات قليلة
قررت ان أستقبل بجسمى كل القطرات فرقدت فوق خط
القطر، رأيت للسحابة وجها جميلا مدهوشا بما يرى
آ خرون رأوا استغربوا فعلى فسألتهم : هل تعانون من
القيظ مثلى ؟
رمونى بالجنون فقلت : بل شريد حران
#
#
واصلوا تحلقهم من حولى وبينهم كلب ،اخترق الكلب
حلقتهم قاصدا جثتى
لف حولى، يتشممنى، لف لفتين اخريين ، لم يكمل
الثالثة توقف عند القدمين جفلت لما طال لسانه
اصابع قدمى، سرت فى جسدى رعدة لكننى رفضت المقاومة
يبدو ان الرعب تملك سحابتى فاسقطت قطعة غسيل لتغطى
وجهى
ظل الكلب يدلك أصابع قدمى بلسانه حتى استطيبت
فعله، وفجأة قضم أصبعاً، ملأنى ألم رهيب لكن الاهة
ظلت حبيسة حلقى
اصبع آخر بين اسنان الكلب ، وقطعة الملابس تغطى
وجهى فلا أرى من يتحلقوننى وان كنت اسمع همهماتهم
، أسعدونى بتركهم جثتى للكلب فقد أجد فى احشائه
مكانا لم تجد به مدينتهم
أحمد رجب شلتوت - أبوالنمرس / الجيزة - مصر
arshaltout@yahoo.com
|