شعر إنجليزي مترجم

شعر عربي

عادت الفنانة نسرين فاعور  من مهرجان القاهرة  السينمائي  الدولي والذي بلغ دورته الثالثة والثلاثين , وبحوزتها جائزتين وكم من الصحف المصرية  التي حاورتها هناك.

ذهبت الفنانة نسرين فاعور الى مصر ليس فقط من أجل  مشاركة فيلمها "أمريكا " إنما لتقاسم  المصرين ما يجول في خاطرنا من تساؤل حول  تهميشهم لنا  وعزلنا  عن دوائرهم الثقافية وصرحهم الحر  في حواريات الأدب والإبداع.

حيث عبرت من خلال إحدى  حواراتها في موقع "المصري اليوم" وفي قناة النيل للسينما قائلة: أرفض بدوري كفلسطينية تعيش في داخل حدود 48 المزايدات على القضية الفلسطينية وإعتبارنا خارج هذه الهوية , صمودنا داخل البلاد دون أسرلة سبب كاف لدعوتنا لنكون معا وليس عزلنا عن أي نشاط ثقافي , وكوني بطلة فيلم أمريكا صممت المجيء لمهرجان القاهرة ودون دعوة , فقط  كي أدلكم طريق الوصول لنا دون عقبات.

وكان من المقرر عدم إجراء ندوة لفيلم أمريكا لعدم حضور المخرجة شيرين دعيبس وطاقم الممثلين , لكن مباغتة الفنانة  نسرين فاعور للمهرجان جعلتهم يجتهدون لإجراء  ندوة مفاجئة حيث أدارها الصحفي أحمد سعد.

كانت  دائرة الجدل ساخنة نحو ثيمة الفيلم   وبعض نقاط الجدل كانت:

* حول شخصية اليهودي في الفيلم كإنسان مسالم.

*هروب منى بطلة الفيلم من رام الله لأمريكا.

منهم من عبر عن استيائه لهذه الخطوة ومنه من عارض وجود اليهودي كشخصية مسالمة ودودة  في الفيلم.

لسخونة هذا الجدل الموضوعي الحر  والمتطرف الحاد , كثرت الحوارات مع الفنانة نسرين فاعور.

الجميل في ذلك تميزها  بعقل منفتح حضاري ومثقف وجاهز بدائمية لإجابة كل سؤال ,  حيث استطاعت توضيح وجهة نظر المخرجة وكاتبة السيناريو الفنانة شيرين دعيبس بأن الفيلم هو قضية شخصية وليست قضية عامة تعبر عنا كشعب فلسطيني وليس من الضرورة أن تكون أحداث الفيلم موافقة لأراء الجميع , ثم تابعت قائلة , الفيلم يطرح جانب من الجوانب الفلسطينية , وشرعية هذا الجانب تؤهله لاختيار أسلوب الحياة المناسب له ، وهروب منى لأمريكا من رام الله لا يعني صهر هويتها الفلسطينية , إنما صنع مستقبل آخر , حر من الاحتلال وقهر التقاليد , واختيار أسلوب مغاير للحياة ,  كما يحدث مع كثيرين من المهاجرين من الدول العربية أيضا ,  فكم بالحري فلسطين التي تعاني الأمرين ,  الفقر والاضطهاد.

أثار ت الندوات المتتالية حول فيلم أمريكا ,  رغبة الهيئة الإدارية للمهرجان للبحث في حيثيات الفيلم , سيناريو وإخراج وصولا لطاقم الممثلين  ,حيث كان في عداد الهامش قبل وصول الفنانة نسرين فاعور وبفضل وجودها أقيمت الندوات.

كانت نتيجة البحث  الأولى لإدارة المهرجان  هي : - منح المخرجة ومعدة السيناريو الفنانة شيرين دعيبس جائزة أفضل سيناريو لتمريرها المشاهد بسهولة ونظام  دون ثغرات  ,هكذا عبر الفنان القدير الرائع  يحيى  الفخراني  وأضاف قائلا  أن الفيلم  يتمتع بجمالية راقية  وسلسة في نفس الوقت.

أما النتيجة الثانية : كانت التركيبة المهنية  لطاقم الممثلين ومدى انسجامهم في الأدوار كأسرة حقيقية ,وهذا التناغم ما بين الممثلين  أكسبهم جائزة أفضل فيلم عربي  في المهرجان.

كانت جوائز الفيلم المقدمة من وزارة الثقافة المصرية مادية و تقديرية ,  بلغت كل جائزة مائة ألف جنية  للسيناريو ومائة ألف جنيه لأفضل فيلم.

عندما اعتلت الفنانة نسرين فاعور المنصة لتستلم الجائزة الأولى كانت رجفتها سابقة أوانها , لم تنتظر استلام الجائزة الثانية ,  وقد قُدمت الجوائز من وزير الثقافة وكل من الفنانين القديرين   د.عزت أبو عوف مدير المهرجان  ,والممثل الرائع يحى الفخراني.

 ومباشرة بعد حفل الاختتام أجرت قناة نايل سينما مقابلة مع الفنانة والمخرجة  نسرين فاعور  , حينها طرحت همنا  الفلسطيني في الداخل وعبرت عن مدى وجعنا اتجاه التهميش الثقافي من الدول العربية بحجة التطبيع , مطالبة بعدم عزلنا ثقافيا كوننا دم واحد ولغة ذات ثقافة وحضارة  واحدة.

الجدير ذكره  أن فيلم أمريكا بطولة الفنانة نسرين فاعور وإخراج الفنانة والمخرجة شيرين دعيبس قد فاز حتى الآن على عدة جوائز : جائزة أفضل مخرجة من هيئة  النقاد السينمائيين الدوليين  المحلفين في مهرجان كان-الفرنسي , والحائز على أفضل ممثلة – بطلة الفيلم  نسرين فاعور مهرجان  صان دانس , والحائز على جائزة أفضل فيلم في مهرجان لبنان للسينما الدولية ومؤخرا في مهرجان القاهرة للسينما الدولية , جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل فيلم عربي.