ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

يمكنكم إرسال أي أخبار فنية للموقع إليكترونياً على cinema_music@arabicnadwah.com أو بالضغط على هذا الرابط.

إلي عرفات الله!
محمود معروف - مصر

 

ذات يوم من عام 1946 استيقظت الفنانة اليهودية ليلي مراد علي صوت مؤذن المسجد المجاور لعمارة الإيموبيليا بشارع شريف بوسط القاهرة يؤذن لصلاة الفجر حيث كانت تسكن ليلي مع زوجها المصري "من أصل سوري" أنور وجدي.
أيقظته وهي تردد "أنور.. أنور.. قوم اصحي.. صوت المؤذن النهاردة جميل.. أحلي من أي يوم.. قبل كده كان صوته يزعجني كل فجر.. اليوم صوته في أذني أحلي من صوت الكروان".. أنور.. أنور.. أنا عايزة أشهر إسلامي".. ثم عادت لتهزه وهي تقول: "يا أنور قوم اسمعني.. بأقولك عاوزة أشهر إسلامي"!!
رد أنور ببرود: "قولي أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" كدة تبقي أسلمتي ونامي بقي يا ليلي أنا طول النهار والليل تعبان بأصور في الاستوديو.
لكن ليلي مراد لم تنم.. ظلت مستيقظة وفي التاسعة أيقظت زوجها أنور وجدي وارتدت ملابس محتشمة ووضعت طرحة علي رأسها وقالت له هيا بنا نذهب إلي مشيخة الأزهر كي أشهر إسلامي.
في الأزهر استقبلها الشيخ محمود بكري وأشهرت إسلامها علي يديه ونحرت الذبائح ووزعتها علي الفقراء والباعة الجائلين.. لكنها تلقت صدمة قاتلة عندما نشرت صحيفة مصرية كبري في صفحتها الأولي أن ليلي مراد اليهودية تبرعت بمبلغ خمسين ألف جنيه للجيش الإسرائيلي فمنعت الإذاعة السورية أغانيها وقاطعت الدول العربية أفلامها فطارت إلي فرنسا وأحضرت شهادة من البنك الذي قيل إنها حولت المبلغ منه لإسرائيل وأعطاها البنك شهادة مدموغة بأنها ليس لها حساب به وأحضرت شهادات من البنوك المصرية بما فيها البنك العثمانلي أن كل أرصدتها منذ عامين لا تكمل الخمسين ألف جنيه وساعدها الطيار الصاغ وجيه أباظة عضو مجلس قيادة الثورة في إثبات براءتها بصفته مديراً لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
في هذا الوقت كانت ليلي مراد تمثل فيلم "ليلي بنت الأكابر" قصة وسيناريو أبوالسعود الإبياري بطولة وإنتاج وإخراج أنور وجدي وشاركها البطولة اسماعيل ياسين وسليمان بك نجيب ومحمد عبدالمطلب وزكي رستم ومحمد كامل ونبوية مصطفي وزينات صدقي وابراهيم عمارة.
جاء وقت الحج وطلبت ليلي مراد أن تؤدي الفريضة لكن إدارة استوديو مصر طلبت ضرورة الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين للتعاقد مع منتج فيلم آخر فاضطرت أن تبقي في القاهرة لكنها طلبت من المؤلف أبوالسعود الإبياري أن يكتب لها أغنية تودع فيها المسافرين لأداء فريضة الحج وطلبت رياض السنباطي شخصياً أن يلحنها لها فغنتها ورددها ومازال يرددها حتي اليوم ملايين المسلمين وهي أغنية "يا رايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي" في فيلم "ليلي بنت الأكابر" الذي عرض لأول مرة بسينما الكورسال يوم 9 فبراير .1953
أحكي هذه القصة بمناسبة وقوف ثلاثة ملايين مسلم اليوم علي جبل عرفات وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم "الحج عرفة".. اليوم يقف الملايين من كل فج عميق من أمريكا والصين والهند وإندونيسيا وفرنسا وأوروبا كلها وآسيا واستراليا ونيوزيلندا.. يتحدثون مائة لغة وعشرة آلاف لهجة بينهم الأسود والزنجي والأحمر والأصفر والبني.. مختلف الأعمار ومختلف الجنسيات.. كلهم يرددون جملة واحدة "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك".
اللهم اكتبها لكل مسلم وحققها يا رب لكل مشتاق فهي أحلي وأغلي الأمنيات إن مشقة الحج متعة.. والله المستعان!

 الجمهورية
E-mail:mahmaroof@yahoo.com

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

 

ضع إعلانك هنا