(1)
أول أمسْ
طفلاً كنتُ
و كان أحبَّ الأشياء إلى النفسْ
شطُّ البحرْ
في الصبح تكون الشمسْ
مثل النارْ
فأجيء لأنعم بالدفءِ
بوقت فراغي
أملأ حِجْري بمحارْ
أبني أفخم قصرْ
آهٍ ..
تأتي الموجة كالإعصارْ
و تهاجم صرحي الشامخ في فخرْ
أهتف يا بحرْ!
يا طفلي المحبوبْ!
(2)
بالأمسْ
كنتُ حبيباً ولهاناً
آتي شطَّ البحر كما المجنونْ
يخبو في بطءٍ وهج الشمس إذا تغربْ
فيصير اللون الأحمر أصفر ثمَّ بنفسجْ
و النجم بأقصى الأفْقٍ يبينْ
ينتظر و يرقبْ
و على كوم رمالٍ أكتبْ
كلماتٍ ، كلماتْ
من قال بأنِّي لا ألعبْ
أجمل ألعابي و أَحَبّّْ!
أهتف يا بحرْ!
لن أسمح أن تتغيرْ!
(3)
و اليومْ
آهٍ ..
لِمَ يأتي هذا اليومْ؟
هو ليس كماضي الأيامْ
ما عاد هناك جنونْ
ما عاد هناك نضارة طفلْ
هذا الفصل من العمرْ
لن يرجع ثانية ً شطَّ البحرْ!
ما عدتُ أرى فوقي نور الآفاق فأشعر
بسكينة ْ
ما عاد على البحر سوى صمتٍ و سكونْ
يتهادى الموج على مهلْ
نحو الأثر الباقي من كلمة ْ
فوق الرملْ
يعجز أن يمحو منِّي لون الأحزانْ
أهتف يا بحرْ!
من بعد الآنْ
لن تصبح طفلي المحبوبْ!