ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

 

 

 

 

 

الليل

شوجي مو - الصين

ترجمها عن الصينية: سيد جودة - مصر / هونج كونج

 

(مقطع من قصيدة نثرية طويلة كتبها الشاعر في يوليو 1922، كان حينئذٍ مجدداً في شكل القصيدة الصينية، وهذه القصيدة أنموذج لتجديده. الطريف أنه عند نشرها كتب محرر الجريدة منبهاً القراء إلى أن الشاعر الكبير يحاول كتابة شكل جديد من أشكال الإبداع محذراً القراء من محاولة تقليده فليس كل شاعر يملك موهبة وأدوات شوجي مو!!)

 

قال لي صوتٌ: "لا تخفْ ، فأنا أسير أمامك."

"من أنت؟"

"لا تسلْ، إن سرت معي فلن تخطئ الطريق. أنا محور الكون، أنا مصدر النور، أنا منبع الروح، أنا حياة الحياة، أنا مرشد شيطان الشعر، لا تقلق، إن سرت معي فلن تخطئ الطريق."

"أنا لا أعرفك."

"بل تعرفني! إنَّ الشمس و الأشجار و النجــوم و القمر والسلاحف والطير والحيوان وكلَّ أجناس البشر والحشرات ، كلّ أولئك أبناء أبٍ واحد، كلها تستمد منِّي الحياة، كلها تنعم بحبِّي وعنايتي. أنا شمسٌ للشمس وأتون الحياة الأبدية.

ما عليك إلا أن تستمع لإرشادي، لا تنتبك الظنون.

سوف أعلمك صعود الجبل فلا تخشَ المخاطر.

سوف أعلمك خوض البحار فلا تخشَ الغَرَق.

سوف أعلمك السير على النار فلا تخشَ الحَرَق.

سوف أعلمك أن تتبعني فلا تسلني من أنا.

أنا لست هنا و لا هناك، و لكني موجود في كل مكان. كل الخلائق أوهامٌ عارضة ٌ و لكنِّي أنا الحقيقة و الوجود اللذان لم يتغيرا منذ الأزل.

منذ قليلٍ زرتَ أثراً تحت جنح الظـــلام، لابد و أنــك رأيت أسراره و كنوزه الخفية، منذ قليلٍ حين كنت تمرُّ على شاطئ البحر الكبير، ألم ترَ دمعة عينٍ كما النجم اللامع؟ هي لم تكن إلاي.

إن شئت السكينة الحقة، فألقِ بنفسك في قلب عاصفةٍ رعديةٍ هوجاء.

إن شئت الانسجام الحقَّ فألقِ بنفسك في قلب الفوضى.

إن شئت السلام الحقَّ فألقِ بنفسك في قلب انقلابٍ كاملٍ و ثورةٍ كبرى.

إن شئت السعادة الحقة فألق بنفسك في قلب الألم الخالص.

إن شئت الوجود الحق فألقِ بنفسك في قلب الفراغ التام.

إن شئت الحياة الحقة فألق بنفسك في قلب المخاطر.

إن شئت الجنة الحقة فألق بنفسك في قلب النار.

هذا هو طريقي و كلامي و إرشادي و إلهامي.

الآن و قد عدتُ بك لنقطة البداية في فضولك ، أقودك في قلب الليل. ألا ترى أن هذه الحشائش الخضراء جلية ٌ، و أن هذا النهر الجاري مروَّضٌ؟ كم أودُّ أن تكفَّ عن ظنونك و تستمعَ لكلامي، حينئذٍ لن تخطئ الطريق، فأنا دائماً محيطٌ بك."

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا