يجدِّف
قارب التنينْ
و يعزف موجُ بحرٍ أبيضٍ* متوسطٍ
لحناً
و يبدو الموج مصطخباً
يلوح البدر مسودَّاً
يُدَحْرَجُ طيَّ شمسٍ لونها أسودْ
بشعرٍ أبيضٍ*
تعدو لقلب الموجْ
و تغمرها المياه، تصيرُ تمثالاً من
العظمة ْ
يصير البحر كالبيداءْ
وتمثالٌ لخفرعَ بين أرضٍ قائمٌ و
سماءْ
فيفتح فيه يأكل شمسنا
وأشعة ً كانت تلفُّ الناس بالدهشة ْ
جميع الناس صفر اللون ، سودٌ ، بيضْ
على بحرٍ خضمِّ الموج ينسلَّونْ
يشعُّ محاربون كأنهم من ماسْ
و لو يخطونْ
على كَومٍ من الأجناسْ
تصيح و تصرخ الأكوام باستمرارْ
و لا أدري صراخاً كان من ألمٍ أم
استحسانْ
دروع الجند تلمع مثلما الأنوارْ
و تضرم نارْ
و بعد هنيهةٍ أزَّتْ هنا النيرانْ
و داخلها بدا رجلٌ جليلٌ في اللظى
يجلسْ
كما بوذا
كما جوته ْ
و أفلاطونْ
على عرشٍ من اللوتسْ
على هامات فرسانْ
و لاحت ومضة ٌ ذهبية ٌ من برقْ
يراها الناس يندهشونْ
تحوَّل
عرشهُ هرماً
عليهِ هدأة ٌ و سكونْ
بقلب البيدْ
و كل حجرْ
من الأهرام لؤلؤة ٌ من التنين ملتهبة
ْ
و كل هرمْ
يلوح كأنهُ جملٌ عليه سنامْ
و يحمل فوقه
شبحاً
و ما
هو بالطويل و لا قصير الهامْ
يبحلق دهشة ً، يصرخْ:
"أيا مستعبَدون،
أما فهمتم مرة ً معنى الكلامْ؟!"
* اضطررت لصرف كلمة "أبيض" مراعاة
للوزن!