أحداث الشغب في لاسا بالأرقام
مقتل 18 مدنيا
إصابة 282 مدنيا
مقتل وإصابة 242 فردا من الشرطة والشرطة المسلحة أثناء
الخدمة
حرق 120 مسكنا
حرق وتحطيم ونهب 908 محلات تجارية
تخريب سبع مدارس
مهاجمة خمس مستشفيات
خسائر في الممتلكات قدرها 250 مليون يوان (35,7 دولار
أمريكي)
أوامر بالقبض على 29 فردا صدرت يوم 25 مارس لأفراد متهمون
بالتورط في الشغب
280 مسبب للشغب سلموا انفسهم للشرطة يوم 25 مارس
في الساعة السابعة ونصف مساء يوم السادس والعشرين من مارس كانت لاسا، عاصمة
منطقة التبت الذاتية الحكم، وهي مقصد سياحي عالمي مشهور، هادئة وطبيعية. العديد
من المتاجر والمطاعم كانـت أغلقت أبوابها بالفعل وكان عدد السيارات والمشاة في
الشوارع قليلا، ومن حين لآخر كانت سيارة دورية شرطة تعبر من هنا أوهناك.
لي فا شنغ، وهو طفل تبتي عمره سبع سنوات وتلميذ بالصف الأول الإبتدائي في مدرسة
لاسا الإبتدائية رقم 1 قال: "كنت خائفا للغاية عندما شاهدت في التلفزيون حدوث
الأشياء السيئة". كان لي واحدا من عدد قليل من المشاة في الشارع، حيث كان بصحبة
والديه في ميدان قصر بوتالا.
الأشياء السيئة التي أشار إليها الولد الصغير وقعت في 14 مارس عندما قام مخربون
بشغب هدام في المدينة، حيث أشعلوا النيران في المباني ونهبوا البنوك والمدارس
والمحلات التجارية، وألقوا الحجارة عشوائيا وضربوا وقتلوا المدنيين الذين لا
يبدون تبتيين.
قال لي: "توقفت الدراسة في مدرستي ستة أيام، حيث كان الذهاب إلى المدرسة خطيرا
بالنسبة لنا". وقال إنه لا يشعر بالخوف حاليا لأن والده أخبره بأن "الأشياء
السيئة" انتهت.
ذكريات مأساوية
تشاندوي، وهو طبيب تبتي عمره 63 سنة ومدير العيادة الخارجية لمستشفى منطقة
التبت الذاتية الحكم، قال: "في صباح يوم 14 مارس، سمعت صراخا عاليا خارج الباب.
كانوا يلقون الحجارة على المستشفى وحطموا نوافذ كثيرة في الطابق الثاني".
عيادة تشاندوي قريبة من معبد جوكانغ حيث اندلع الشغب أولا. خاف الناس من مثيري
الشغب ولاذوا بالفرار إلى العيادة.
قال تشاندوي: "لم يكن عندي فكرة عما يحدث. شعرت بغضب شديد تجاه ما فعله الناس،
ولكن كل ما استطعنا أن نفعله هو إغلاق البوابة لمنعهم من الدخول.
استمر الهجوم لمدة ساعتين ولحسن الحظ لم يصب أحد في العيادة."
جرائم العنف تركت ذكريات مأساوية في أذهان كثير من الناس، لن ينسوها طوال
حياتهم.
تانغ تشينغ يان، وهو صاحب محل للملابس الجاهزة في قلب لاسا، كان حزينا وهو
يتذكر مشهد مثيري الشغب وهم يحرقون خمس فتيات عاملات في محله أمام عينيه.
"بعض الفتيات كن قابضات أيديهن بقوة عندما عثر على أجسادهن". قال صاحب المحل
القادم من مقاطعة سيتشوان المجاورة قبل سنتين. أعمار الضحايا الخمس تتراواح بين
17 سنة و24 سنة، وواحدة منهن سيدة تبتية.
وقال تانغ وهو جالس أمام المحل المخرب، الذي تحول إلى مجرد ذكرى ويأتيه زوار لا
ينقطعون كل يوم، إنه لن يترك لاسا وسوف يواصل تجارته لأنه يعتقد أن عددا ضئيلا
فقط من التبتين يريدون إثارة الإضطرابات والكراهية.
في 21 مارس، تأكد مقتل 18 مدنيا وشرطي في الإضطرابات، وفقا لبيان صحفي صدر عن
حكومة منطقة التبت الذاتية الحكم. هذا إضافة إلى إصابة 241 شرطيا، منهم 23
إصاباتهم خطيرة. وقدرت الخسائر بنحو 250 مليون يوان (حوالي 35,7 مليون دولار
أمريكي)، وفقا لما ذكرت الحكومة.
الوحدة تأتي بالأمل
لاستعادة الهدوء والاستقرار، أصدرت سلطات فرض القانون في التبت يوم 15 مارس
بيانا حثت فيه منتهكي القانون في الشغب بوقف أعمالهم وعرضت معاملة لينة لمن
يسلمون أنفسهم. حتى 25 مارس بلغ عدد الذين سلموا أنفسهم للشرطة من مثيري الشغب
280 فردا. وتشير تحقيقات الشرطة إلى أن بعض الناس أجبروا على الاشتراك في
الإضطرابات بل حصل البعض على أموال من الإنفصاليين للمشاركة.
بالسانغ، وهو تبتي عمره 43 سنة اتبع عصابة من مثيري الشغب لمهاجمة المحلات
التجارية اعترف بالقول: "إذا لم أذهب، كانت النار ستشعل في بيتي، أعترف بذنبي،
لن أفعل شيئا يضر بالاستقرار الاجتماعي مرة أخرى".
في 17 مارس استعادت لاسا الاستقرار، أعيد فتح المتاجر وبدأت الهيئات الحكومية
والمدارس تستأنف أعمالها الطبيعية، وفقا لعمدة لاسا دوجي تسهيونغ.
ليو هونغ جيون، وهو صاحب محل أطعمة صغير في لاسا قال: "لا أعتقد أن هذا العنف
سيحدث مرة أخرى. كلنا نريد أن نعيش في بيئة اجتماعية هادئة، والعنف ليس جيدا
لأبناء التبت ولأبناء هان".
أعاد لي فتح محله يوم 20 مارس. على الرغم من أن العمل التجاري ليس جيدا كما كان
من قبل بسبب الشغب، قال إنه يعتقد أن الحياة ستعود إلى طبيعتها عاجلا أو آجلا".
وقال لي: "أعيش في لاسا منذ سبع سنوات وأعرف كثيرا من التبتيين، وهم ناس طيبون
ولا يترددون في إعطاء المال للمتسولين عندما يمرون في الشارع".
التفاهم المتبادل والتعايش في انسجام لمدة طويلة بين السكان المحليين من مختلف
المجموعات العرقية ساعد هذه المدينة التي أصابها الشغب في استعادة الإيمان
بالخير والحياة الهادئة.
لهابا، وهو واحد من أهل لاسا يعمل في مستشفى محلي قال: "الدرس الهام الذي
نتعلمه من أحداث العنف الأخيرة هو أننا يجب أن نكون أكثر توحدا لمنع وقوع مآسي
مشابهة مرة أخرى". وقال وانغ هونغ تشاو، وهو طالب من أبناء هان، في مدرسة
لاسا المتوسطة رقم 2: "كان شيئا مبهجا أن أرى زملائي عندما رجعنا إلى المدرسة
يوم 17 مارس بعد العنف". مدرسة وانغ كانت أيضا ضحية للشغب، حيث أشعلت النيران
في بنايتين بالمدرسة وتهدمتا.
قال وانغ إن فصله به ثلاثة طلاب تبتيين، واحد منهم صديق مقرب له. وقال "لا
أعتقد أن صداقتنا تأثرت بالمآسي التي وقعت. في النهاية، مثيرو الشغب لا يمثلون
كل التبتيين".
قال ديجيه تشولقار، مدير المدرسة: "نشعر أنه من الضروري أن نعزز تعليم مكافحة
الانفصال. على جدران بنايات المدرسة وضعت شعارات لتذكر الطلاب بأهمية الوحدة
الوطنية للبلاد". وقال: "أتمنى أن تتبدد آثار الاضطراب الاجتماعي الأخير بسرعة
قدر الإمكان. مقارنة مع الكبار، الأكثر أهمية أن بغرس بذور الحب في تلك القلوب
الصغيرة". وأضاف أن الحكومة المحلية خصصت بالفعل 15 مليون يوان (2,2 مليون
دولار أمريكي) لترميم البنايتين اللتين احترقتا بالمدرسة.