ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

دخان الكلمات والتساؤلات الشعرية

الشاعرة حوراء الأنصاري و الشاعر ركن الدين يونس

رحاب حسين الصائغ - العراق

 

     لعب المكعب بخيال الشمس، رسمت حلم شعاعها على أعشاب العمر، الكلمات أشرقت شعراً، انجلت شرائع الحياة تنبع جوانبها مشاعر تفيض بكؤوس البحث عن الجمالية وصيغ الإبداع، وكل تعبير متعارض ومنسجم من الم في النفس الإنسانية، وعن هدف يدفئ أوصال الأمل عند الشعراء، وجدوا أنَّ المرأة منظار ثاقب لخمائل حطَّ عليها غبار من سالفِ عهد، أو ربما غطتها أرواح متآلفة دوافعهم مختلفة، ينظر لها من شباك غلفه صمت رمادي ودارت الدوائر حول هذا الجمال، حكايات وأساطير وشعراً.

    الشاعرة حوراء الأنصاري وقصيدة ( كيف تعالج قلباً) تستقر على صحو قلب غمره الألم، تخاطبه بتساؤل متشابك وممل متعدد الموجات، تريد لصوته النائح أن يستقر على طيف ألم واحد،  بقولها:

كيف تعالج قلباً...

ينزف دماً.. لا دمعاً؟؟!!!

كيف تمحي شخصاً...

جَرَحَك...

من قلبك وروحك؟؟!!!

لكنها تصر على أن الألم من حول هذا القلب متمازجة عواصفه العاتية، شيء من الم الماضي، شيء من ألم الحاضر، شيء من ألم المستقبل، أو ربما يستمر إلى عمق المستقبل بقولها:

كيف تفكر....

 بمستقبل مزهر...

وحاضرك كله مآسي...

وماضيك كله أوجاع؟؟!!!

الشاعرة حوراء تحمل إشارات وانشطارات، تدفع بها امرأة لها جسد تتفاعل داخل أزماته وعقل يعتلج ويدرك ما يصاحب الألم من تعطيل وقلب تراوده الأسئلة التي لم تجد لها مفك من كثرة الاستحالة، لما حولها من منغصات، وتلح في طلب الجواب، وخوفاً من هشاشة الجواب تبقى في طلب كل معرف لتستقر على نهاية بقولها:

كيف تنقذ روحاً...

أوشكت على الانطفاء؟؟!!!

كيف.. وكيف.. وكيف...!!؟؟

كيف تصل إلى النور....

والظلام يحيطك...

من كل مكان؟؟!!!....

الشاعر ركن الدين يونس، وقصيدة (أيتها الوردة) يوم طلبت منه قصيدة عن المرأة، أجابني:

- كل ما نكتبه هو عن المرأة وأرسل لي ديوان كامل له كي اختار منه، وجدت الشاعر ركن الدين يونس يتحايل بالفعل على الشعر، والشعرية المتشابكة بالبوح العلني والبوح الخفي في كل زوايا قصائده تجد باقة ورد تفوح منها رائحة المرأة لفتت انتباهي قصيدة تحمل عنوان(أيتها الوردة)

وقصيدة أخرى (الخروج عن حالات القصد) نعم تأكيده على وجود المرأة في رؤيته واختياراته الشعرية تدفعني للتوقف عند هذا المقطع:

أيتها الوردة..

لست جواباً..

لكنك تساعديني على

نسيان الأسئلة

الشاعر ركن الدين يونس، لغوياً من وجهة تحققه المتعلق بالجمال وخاصة المرأة، ظاهرة أبداعية ودلالية اختيارا، وإعطاء المرأة بالتشبيه صفتان، الجمال الفعلي والجمال المعنوي بقوله:

(لأنك أنت

لأنك كنت

لأنك لا زلت

لأنك تبقي..

أيقنت بأنك غنية عن التعريف. )

       .  .  .

(من أجلك أيتها الوردة..

ابتعنا عطورنا.

من أجلك..

رافقنا نساؤنا إلى....

مصائر مؤجلة)

أما المقطع الثالث عشر، نجد الشاعر ركن الدين واضعاً ظلال حزنه على صفر شكله مكسور وموجاته قادمة من سجالات حملت طياتها شروط الموت، وأحداث أسسها صارمة مشبعة بمطر السياب بقوله:

ربما غسق نائم في جناح فراشة

لعلها فراشة الماضي...!  

خلف وثوب المعاطف المجهرية للنعاس

خلف شجيرات واهمة...

استقبل وحدتي

أنحت نتف من أحاجي

قمر أزرق/ قمر أبيض

قمر أحمر/ قمر برتقالي

 قمر، قمر، قمر

أما الشاعر ركن الدين يونس عندما نجده في قصيدة ( خروج عن حالات القصد) الحيرة تعيد نفسها بصيغ مختلفة، ويكون الشعر موجات وبالذات  خارجة عن طور الاحتمالات، فتكون أجوبته مفهومة لها وحدها المرأة بقوله:

ماذا لو قلت لك أنني تغيرت؟

ماذا لو قلت لك أنني سأتغير؟

ماذا لو قلت لك أنني أحاول ذلك؟

ماذا لو قلت أنني لن أتغير؟

ماذا لو أنني لم أقل ذلك؟

تصوير شامل للوضع العام، المرأة هي خارج القصد، وهي كل القصد بقدر حيرة الشاعر، ثم هي هدف يحمل المعايير البيئية والموروث، وإشارته للمقعد الخالي دليل اللعبة بقوله:

المقعد الخالي..

محجوز لأخطائنا أيتها السيدة!

صديقي يعلق قمصان نعاسه..

في شرفة المنزل

الشاعر ركن الدين يونس حواراته خارجة من النفس بعيداً عن القصدية، مدلولها الارتباك الذي يصاحب الحياة المفزعة التي تجعل الكل غافل ومنسجم لدرجة النسيان بقوله:

كنت أفتشك في خزينة الملابس

وجدتك في حقيبة يدي..

قصدت بإظهار الشاعرة حوراء والشاعر ركن الدين، في قصيدة (كيف تعالج قلباً) وقصيدة (أيتها الوردة)و قصيدة ( خروج عن حالات القصد) انفصال الفكر في طرق الموضوع ذاته، واتصال الفكر في التعبير عن المضمون، كون الشاعرة حوراء تبحث عن أجوبة، لتعالج قلباً مُسَّ جانبه الإنساني المتاخم لمفاهيم عصر سحق كثير من ألوان الرغبة تجاه الأمل عند المرأة، والشاعر ركن الدين يدفع في قصائده من روح وعبق المرأة مستلاً أغصان الأسئلة في البحث عنها، تحيطه المراة من كل جانب ولم يترك مسافة فارغة في قلبه إلاَّ وسكنت المرأة شعابها، الشاعر لم يطاردها، لم يسابقها، لم يتخلى عنها، ملتزم بمحاذاتها أينما وجدت.  

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا