ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

ياسر عثمان - مصرالمربع ومآلات الدلالة في "رؤيا الفتوح" لعلي الشرقاوي*

ياسر عثمان - مصر**

 

يمثل الدال الرياضي لدى الشاعر البحريني علي الشرقاوي - عبر معظم دواوينه الشعرية - عنصراً فاعلاً - ضمن عناصر أخرى- في بناء متواليات الدلالة وإنتاج شعرية المفارقة. غير أن هذا الدال الذي يتفاوت حضوراً وغياباً من ديوان لآخر في تجربة الشرقاوي أكد فعاليته وحضوره الشديدين في ديوانه "رؤيا الفتوح" (1). فقد جاءت غالبية عناوين قصائد هذا الديوان دوالاً رياضية رمزية استعارية مفسِّرةً للنص مفسَّرةً به وهذا ما تُجليه عمليات القراءة التي تكامل -دلالياً- بين النصوص وعناوينها. فالمسار الدلالي التجريدي الذي تنحاه نصوص الديوان المذكور هو مسار موجه بتلك الدوال الرياضية التي تتوزع عبر فضاءات النصوص بدءاً من عناوينها.

وسنركز- هنا - في هذه الورقة البحثية على دال" المربع" الذي عنون به الشاعر أغلب قصائد هذا الديوان( المربع1، المربع2، المربع3،.......المربع15)، وكيف يتجاوز "المربع" بوصفه عنواناً للنص دوره الاستعاري المكثف لمنظومة الدلالة للنصوص الموسومة به إلى دوره الأهم في تأسيس لعبة الانتهاك والمفارقة من خلال تكاملية أداء كلٍ من العنوان والنص معاً.

ففي قصيدته" المربع1" يقول الشرقاوي:

إثنان هنا

الأولُ يعصرُ للزئبق خمرَ الغضبِ الشتوي

الثاني ينثر للأزرق خبز التعب القزحي

وأنا

أشلاء ضنى،

أتمزق وجداً،

أسكبُ للأيام حليب الرؤيا

وأراسل همي.

لي همٌ يتدفق في الصحراءِ

يغوص بجلد الصخر وفي الأصداف،

ولا أحدُ يسمع.

في الليلِ أزاملُ خطَ الشيبِ

وخط الحزن الأصلعْ

قد أخرجُ من حدس الصمت إلى جرسٍ يقرعْ(2)

تتجلى - هنا في هذه القصيدة- المفارقة في أوسع مآلاتها الدلالية عندما تضيق زوايا المربع بالشاعر،على الرغم من سعتها بغيره وعلى الرغم من اتفاق الرياضيين والمعماريين ومن قبلهم الطبيعة على أن المربع هو الشكل الذي ترتاح له الفطرة مسكناً ومأوىً وذلك لكون زواياه القائمة هي الزوايا التي ارتاح لها الكون منذ نشأته، لأنها الزوايا الوسط بين الحادة التي تحدث اختناقاً للجالس فيها وبين المنفرجة التي قد تسرب أحاسيس الوحشةِ والغربة للجالس فيها وتفقده السيطرة على المكان وإخضاعه وتوظيفه بصرياً وجمالياً( 3 )، مع الاحتفاظ أيضاً بما يوحي به الانفراج، والزاوية المنفرجة من رحابة واتساع إذا تم تحميلهما دلالة تجريدية غير بصرية، وإذا ما تم لهما ذلك التحميل فإن سؤالاً مهما يباغت التلقي والتأويل في تلك الحال وهو:

لماذا لم يعنون النص بالمثلث المنفرج بدلاً من المربع؟!.وللتوضيح نعيد صياغة السؤال ثانيةً هكذا:

لماذا لم يعنون النص -هنا- بـ&quott;المثلث المنفرج" مثلاً الذي يحتل فيه الشاعر زاويته المنفرجة صارفاً همه ورؤيته عمن هم في زاويتيه الحادتين؟!

وإجابة السؤال تكمن هنا فيما يسعى النص إلى قوله:

فما يريد النص قوله هنا هو إن المساحة المتاحة تتسع للجميع كون المربع جميع زواياه قوائم( مع الأخذ في الاعتبار درجة القرابة بين المستطيل والمربع؛فبإمكاننا أن نعتبر المستطيل مربعاً استطال ضلعان متقابلان منه بنفس القدر) وهو الشكل المألوف بصرياً، ووجدانياً للعيش والتعايش و المسكن ( قلت المسكن وأقصد السكن بما توحي به المفردة من الطمأنينة والسكينة والهدوء والمؤانسة والتآلف والمحايثة ، وما إلى ذلك من صفات التوافق والاتفاق بين البشر من جهة والأمكنة التي تستوعبهم من الجهة الأخرى). فقد ألفت وتآلفت عيون البشر( وربما أيضا عيون العديد من الكائنات الحية الأخرى) وأرواحهم مع الغرف المربعة الجدران واطمأنت بها ولها دون غيرها من الغرف ذوات الأشكال الهندسية الأخرى. ومن هنا أراد الشاعر باختيار المربع عنواناً لقصيدته( بل لمعظم قصائد ديوانه رؤيا الفتوح) رغبةً منه في تصوير غربته واغترابه من منظور وجودي تجريدي يتوكأ على لعبة المفارقة التي توسلت بالمربع الشكل الهندسي الذي على الرغم من كونه أكثر الأشكال قدرةً على الاستيعاب وتحقيق شروط التعايش والمحايثة،نجد أنه ضاق بالشاعر دون غيره ممن كانت لهم حظوة البقاء الرحب والسعة داخل ذلك المربع بما يحتمله من دلالة جغرافية وبصرية ونفسية واجتماعية... إلخ.

وكما يتوسل الشاعر بـ " المربع1" عنواناً لقصيدته الثانية من ديوان " رؤيا الفتوح" ليصف غربته واغترابه من منظور وجودي، فإنه يتوسل بـ" المربع2" عنواناً لقصيدته الرابعة من الديوان نفسه ليؤكد رغبته وإصراره، بل وقدرته على كسر تلك الغربة وذلك الاغتراب، وتحطيمهما، ومن ثمَّ ليؤكد وجوده ويحوِّلَ كل محاولات إقصاء ذلك الوجود إلى رد فعل قوي ومؤثر يجابه فعل الإقصاء:

لي زاويةٌ

أتربع فيها بين مربع آلامي

وأناقشُ رعدًا في قلبي

أو وعداً ينهض بي

وأغني كالطمي الطافح في عرس النهرْ

كالطير الجارح يحمل اعزاق الفجر

صوتي.

ليس جميلاً صوتي،

لكن أجمل من صمتي القابع في ظلمات الصخبْ

لي زاويةٌ أتنفس فيها أيامي

أتسكع فيها مثل خروج السنجاب من الفروة.

أتكركرُ

واللحنُ الأخضر يأخذني

والأزرق يغسلني بالحب.

يا أنتم

هذي زاويتي،

هذا زمني،

أتربع فيه وفيًّ غرابة خمر الصحوه.

يا أنتم

كل همومي مائدةٌ للشعر

ونافذةٌ للفجرِ النازل في وطني

من يخبرني؟

هل صدر سواكم يغسلني؟(4)

 

وقد بدأ الشاعر قصيدته بما يفيد امتلاكه وتملكه لزاوية من زوايا المربع، ذلك الامتلاك الذي عبر عنه الشاعر بدال الملكية الأقوى في هذه القصيدة وفي غيرها من قصائد هذا الديوان. تلك القصائد التي عنونها الشاعر بـ " المربع 1" و " المربع2" و" المربع 3".... ووصولاً إلى المربع الخامس عشر.

بدأ الشاعر بداله " لي" ليؤكد خطاً من الحرية اختطه الشاعر لنفسه، ليمارس من خلاله ما يجعله يكسر عزلته التي فرضت عليه في "المربع1".

ولاستكمال مشهد الخصوصية، وحرية التصرف، وممارسة ما من شأنه أن يكسر عزلته واغترابه فقد جاء بالدال المستمر" أتربعُ" ليضفي على تلك الممارسة صفتي السعة والرحابة اللتين حضرتا مرتديتين عباءة المجاز، فقد حدث فعل التربع في زاوية مجازية في مربع الآلام، وحدث أيضاً في الزمن ليصل الشاعر (مجازاً) إلى أقصى درجة ممكنة من الحرية والرحابة، لاحظ – هنا - أننا نقول مجازاً لنؤكد أن مشهد الحرية حضر في صورته المجازية أي أن الأفعال التي يمارسها الشاعر (مدعيا حريته) هي أفعال تمارس في الفضاء المعنوي المجرد لا في الفضاءات الحسية الملموسة، وهي أفعال جاءت تعويضاً عن نظيرتها التي يجب - تحقيقاً لشرط الحرية- أن تحدث في تلك الفضاءات نفسها.فالثابت الطبيعي البديهي أن مشهد الحرية لا يكتمل إلا بحضور الأفعال ببعديها المجازي المعنوي، والحقيقي الملموس.

إذاً مشهد الحرية هنا هو مشهد مجازي معنوي جاءت كل أفعاله موجهة للداخل الإنساني لداخل الشاعر وليست إلى خارجه، فالنقاش موجه إلى القلب، أو إلى العقل أو لنقل إلى طبقات وعي الشاعر:

وأناقشُ رعدًا في قلبي

أو وعداً ينهض بي

حتى الأفعال الحسية التي لا تحقق غايتها إلا بالتفاعل والتلقي واستجابة العالم الخارجي مثل فعل الغناء لا يمكن القبول به هنا فعلاً حسياً، لأنه يأتي هنا من الطير الجارح أو من الطمي الذي كلما تغنى تعكر له صفو الماء بما يؤكد أن الغناء يحقق غايته وتأثيره فقط على مستوى ذات الشاعر وليست على مستوى العالم الخارجي،فكأن الشاعر أراد أن يكسر عزلته بالغناء لنفسه داخل مربع آلامه:

وأغني كالطمي الطافح في عرس النهرْ

كالطير الجارح يحمل اعزاق الفجر.

هذا الغناء لا يحقق غاية العالم الخارجي ولا يكتمل مشهده كونه يأتي من حنجرة لا يطرب لصوتها إلا صاحبها/ المغني/ الشاعر الذي لجأ للغناء على الرغم من كونه متأكداً من أن صوته ليس جميلاً، فإنه يرى أنه أفضل من الصمت:

صوتي.

ليس جميلاً صوتي،

لكن أجمل من صمتي القابع في ظلمات الصخبْ

والأمر ليس قاصراً على فعل الغناء فحسب، وإنما أيضاً على بقية الأفعال التي يمارسها داخل مربع الآلام:

فبنية المفارقة التي أضافت ما هو مادي ملموس ومحسوس إلى ما هو معنوي غير ملموس قلبت الحسي إلى معنوي، والحقيقي إلى مجازي مثلما هو الحال في" مربع آلامي" وفي سائر دوال القصيدة. فبنى المفارقة التي وظفها الشاعر عبر خطابه الشعري هنا في " رؤيا الفتوح" جعلت المربع ضيقاً إلى حد القيد، ومن ثمَّ فإن الأفعال التي ستمارس داخل هذا المربع هي أفعال مقيدة. فالحرية هنا تمارس في مستويات مجازية وفي فضاءات مجازية وهذا أقصى ما رسمه الشاعر لنفسه خروجاً على قيود العزلة والاغتراب التي رسمها في مشهده الشعري في "قصيدة المربع1".

وهكذا تستمر أفعال الشاعر وممارسته – مجازًا – لحريته قاصرة عليه وحده فطقوس ممارسة هذه الحرية موجهة نحو داخل الشاعر، وحسب:

هاكم صوتي سفراً لا يرحل إلا في الممنوع

هاكم شفتي أبريقاً للشوق المغلي بسكر هذي الغربه

هاكم.

كلماتي قنديل يحرقني

لا تقتربوا

فأنا نارٌ من ماء الحلم نَمَتْ

لهبي يمتدُ ويحرقكم

هل يرعبكم؟

أن أكسر ألوان الطيف؟

أقرأ بين شتاء الشعرِ نخيل الصيفْ

هاكم.

للأسودِ رائحة التينْ

للأخضرِ جرح جنينٍ يخرج قبل التكوينْ

للبني عصيٌّ تضرب أيامي الطفليه يوماً يوماً

للأبيض طعم الكافور.

لا تقتربوا

مني لا تقتربوا

لي كل غرور الكشفْ

وعناء الحرف الخارج من خاصرة الحرفْ

لي شفةٌ ألتفُ بها

في رحلة صوت الحلمه

أو في حلمة صحو النزف.(5)

فأفعال الحرية وطقوس ممارستها لدى الشاعر تخلت عن فاعليتها المطلقة واكتفت فقط بفاعلية نسبية محدودة التأثير. فصوت الشاعر سفر لا يرحل إلا في الممنوع، وشفتاه أبريق للشوق المغلي بسكر الغربة، وكلماته قنديل لا ينير وإنما يحرق الشاعر ومن ثمَّ فإنه سيحرق كل من يقترب منه ومن هنا جاء التحذير:

لا تقتربوا

فأنا نارٌ من ماء الحلم نَمَتْ

لهبي يمتدُ ويحرقكم

فتخلي القنديل عن فعل الإنارة واكتفاؤه فقط بفعل الحرق ينفي أي تفاعل إيجابي يمكن حدوثه من العالم الخارجي مع الذات الشاعرة، مما يكرس مشهد الانعزال والغربة اللذين يحياهما الشاعر منذ مطلع ديوانه هذا ( على الرغم من أن الأفعال -هنا- في هذه القصيدة قد جاءت محملة بدلالات ثورية متمردة تريد كسر إسار الانعزال المضروب عليها).

ثم عاد الشاعر ليكرر تحذيره مرةً أخرى مما يشي برغبته لا في إحراق العالم/ المربع الذي اغترب واعتزل بداخله وإنما في الحرص على نجاة هذا العالم وسلامته.

لا تقتربوا

مني لا تقتربوا

لي كل غرور الكشفْ

وعناء الحرف الخارج من خاصرة الحرفْ

لي شفةٌ ألتفُ بها

في رحلة صوت الحلمه

أو في حلمة صحو النزف.

ما يؤكد ضيق المربعات/ العوالم التي يشير إليها الشاعر في قصائده( على الرغم مما يحمله دال المربع بصريا من رحابة وسعة)، ويؤكد نسبية تأثير أفعاله وطقوسه المدعية ممارسته حريته هو أسئلته الشاكية الباكية في قصيدته"المربع 4" (6)

لماذا تؤلمني؟

و لماذا صمتك في الصحراءِ يقيدني؟

ثم توسلاته في القصيدة نفسها:

اتركني.

اطلق كفي من أضراسك

اطلقني.

فهذه الأسئلة، وتلك التوسلات جاءت لتؤكد نسبية تأثيره، بل ومحدودية ذلك التأثير في العالم الخارجي، بعد الدوال الثورية الحادة التي جاءت في مستهل القصيدة:

لاتخمدْ نيراني

فأنا جمرٌ

كالضلع الخارج من أضلع آدمْ

كالغسق العارمْ

كالهتكِ أنا

كالفتكِ.

ويستمر المربع في التخلي عن رحابته والإصرار على التضييق على الذات الشاعرة.. وعلى الرغم من هذا التضييق تصر هذه الذات على الفكاك منه ولكن ليس بممارسة أفعال ثورية حادة هذه المرة إنما عبر إطلاق عنان الحواس لتخلق لنفسها أجواءً من الهدوء والصفاء والمرح:

أسمع زقزقة العشاقِ المنسكبين على عتباتِ

الطقسِ

أشتم غبار الطين الجواني الناتجِ من عري النفس

يلوح لي

ويحدق مثل الصحراءِ الوحشيه بي

فاحرِّض فيَّ الفيروزي الواقف بين دمي كالمهرةِ

والوله العاصف منخطفٌ

بالرعشِ ومرتجفٌ

هل أعني شيئاً أن ما اصطدتُ ثمار الشمس!

وجررتُ الكوكب بعد الكوكب يرقص في حفلةِ

عرسي؟(7)

هنا تأتي الأفعال الهادئة المدثرة بالحِلمِ والصفاء والنزعة الإنسانية الراقية الحالمة لتواجه أفعالاً عنيفة في هذه القصيدة التي عنونها الشاعر بـ "المربع5".

ففعل التلويح والتحديق المتوحش الموجه من قبل المربع المحيط بالذات الشاعرة تقابله الذات الشاعرة بأفعال حالمة هادئة تتوخى الصفح والسماح عن تلك الأفعال، وتخلق جواً من الرحابة يعادل به الشاعر أجواء الحنق التي تخلقها الذوات المحيطة:

أسمع زقزقة العشاقِ

المنسكبين على عتبات الطقسِ

......

......

......

أحرضُ فيَّ الفيروزي الواقف بين دمي كالمهرةِ

والوله العاصف منخطفٌ

بالرعشِ ومرتجفٌ

فالتحريض والعصف يحملان هنا دلالات منزاحة تبتعد بهما عن التمرد والعصف نهائياً إلى دلالات التسامح الحالمة التي يتوخى بها الشاعر خلق أجواء مجازية/ خيالية/ معنوية من الرحابة والسعة تواجه الضيق والحنق الحقيقيين اللذين ملآ أجواء المربع.

وهكذا يستمر الشاعر في إصراره على معادلة ضيق المربع تدريجياً بدوال من شانها أن تبدد أجواء الألم والضيق و الغربة والانعزال التي بلغت ذروتها في "المربعات 1 و2 و3 و4، ثم تراجعت إلى حدٍ ما في "المربع "5، ثمَّ تراجعت كثيراً في المربعات6 و7 و 8 لكنها سرعان ما تعود أشدَّ وطئاً وكثافةً في المربعات من التاسع إلى الخامس عشر .

*المقال جزء من دراسة موسعة قيد الإنجاز حول الخطاب الشعري البحريني المعاصر

** شاعر وناقد من مصر

Yasserothman313@yahoo.com

الهوامش

(1) ديوان رؤيا الفتوح، دار الغد- البحرين، و دار العلوم للطباعة والنشر- الرياض، السعودية ط 1 1983.

(2) الديوان السابق نفسه.ص 9

(3)انظر في هذا فاطمة ناعوت " العمارة والشعر"الرابط الإلكتروني المباشر:

http://www.smartwebonline.com/NewCulture/

cont/017500160004.asp

 

(4) قصيدة " المربع2 " ديوان رؤيا الفتوح ص 12

(5) قصيدة " المربع 3" الديوان نفسه ص 19: 20

(6) قصيدة " المربع 4" الديوان نفسه ص26:27

(7) قصيدة " المربع 5 " الديوان نفسه ص30

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا