ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

الإسقاط والترميز في قصص هدى العطاس

د. وجدان الصائغ - العراق

 

        تنهض القصة القصيرة النسوية في اليمن عبر نماذجها الجيدة التي أثبتت حضورا في الساحة          العربية (1) ولم تعد تشكيلا غير واع موصولا بالقص التراثي التقليدي بل لجأت على يد القاصات  اليمنيات إلى تقنيات معاصرة طريفة تبلور من الفضاء السردي آفقا شعريا مخضلا بالهم الأنثوي وتطلعاته وهو يحيل في حقيقته إلى تركيبة قصصية تمتزج في مناخاتها المدهشة انزياحات الصورة الشعرية وعناصر القصة .

          وقد امتازت هذه النصوص بخصوصية سردية فرضتها طبيعة الأنثى المتوجسة خيفة من الإفصاح عما يخالج (الانا) من مشاعر متصادمة ازاء الآخر ، فتلوذ بتقنية الإسقاط (Projection)التي تمنح النسيج القصصي آفقا مرآويا يشع في أكثر من اتجاه والتي عرفها كارل غوستاف يونج بانها ((العملية النفسية التي يحول بها الفنان تلك المشاهد الغريبة التي تطلع عليه من أعماقه اللاشعورية ، يحولها إلى موضوعات خارجية يمكن أن يتأملها الآخرون ))(2) ويعلق الدكتور مصطفي سويف على هذا التعريف فيربط بين الاسقاط والترميز في قوله : ((بان الإسقاط هو عملية لا غنى عنها في فهم عملية الامتصاص (Introjection) حيث يسكب الشخص احاسيسه في شيء ما ، -أي يموضعها- وبذلك يتسنى له أن يفصل بينها وبين الذات ، وبقدر ما يكون هذا الشيء رمزا فان صاحبه يكون مبدع عبقريا ))(3) . من الواضح أن ما يهم هذه الدراسة هو الاسقاط الفني – إذا صح التعبير – وهو الذي يفضي إلى ترميز الاشياء والظواهر الطبيعية (الحية والجامدة) التي يسقط عليها المبدع احساسات شتى متباينة فتستحيل مادة لرموز متوترة لا حصر لها .

          وستنتقي هذه الدراسة مجموعة (لأنها) (*)   للقاصة اليمنية هدى العطاس انموذجا تطبيقيا يجلي فاعلية الإسقاط وحركته باتجاه بلورة رموز مشفرة ويرصد من خلال انزياحات الصورة البيانية بانماطها الثلاثة ((الصورة التشبيهية ، الصورة الاستعارية ، الصورة الكنائية ))(4) انبلاجات (المسكوت عنه )وكما ستفصح عنه السطور اللاحقة .

          وينتقي المخيال السردي في قصة (الجدران)(5) الطائر لتبلور منه شذرة ترميزية تجلي فضاء قصصيا مفخخاً بالتغييب والأسر إذ يرد :

       ((صفق الطائر بجناحيه ، عندما على حين غرة ، .. وجد نفسه محاطا بجدران الغرفة التي دخل إليها عنوة وربما ا    عتباطا في رؤيته وكدرويش انتفض يرتل بجناحيه مدائح للخروج ، وفي بحثه عن نافذة مشرعة ، اصطدم بالسقف الخشن .. صفق الطائر بجناحيه أخذا بنطح الجدران . "هذا الصباح ملتف بالسخونة " قلت لنفسي .. قالت حورية من زاويتها المبذورة هزالا داخلها :  لن أتزوج أبن عمي ، غمغمت : لا تتزوجه ، وعدت إلى ما أنا فيه ، استرسلت التسجيل في مفكرتي المفتوحة أشداقها : ويحكى أنه في ذلك الزمان هطلت أمطار غزيرة سوداء ، ولجفاف مصدوع في الأرض ارتشفت الهبة المسبلة وفي فصل تبرعمها كانت رؤوس سوداء تظهر كدمامل تنبئ عن فصل الثمار القاتمة . صفق الطائر بجناحيه متطوحا في أرجاء الجدران الأربعة  ، نهضت حورية فتحت النافذة للطائر ، مرددة : لن أتزوج أبن عمي ، .. ولكن … الطائر عمي عن رؤية النافذة وظل يتخبط في الفضاء المحدود  . نادى صوت أجش  : حورية ، حورية  .. أمرها بالنزول  ، عوت بأنين مفجع : إنه هو ، وهرولت مرتدية الحاجز الأسود فوق هامتها . لا يزال الطائر ينطح بهستيرية الفضاء المسور ، حين لم يهتد للنافذة ، خر نازفا صالباً جناحيه المنهوشتين من الجدار على الأرض .. نهضت .. أخذته بين كفي مشفقة الما وأنا أرقبه يلج في غيبوبة شلل تام)) .

تشكل عنونة القصة (الجدران )لافتة إشارية مشفرة تحيل إلى تشظيات بطلة القصة (حورية)تحت سلطة امكنة مغلفة بقمع الآخر ، كما أن هذه العنونة لا تبقى نصا يوجه حركة التلقي في اتجاه المنتج السردي اللاحق وانما تغدو مهيمنة موضوعاتية  تجثم على بنية المتن الحاضر وتتماهى برشاقة مع صورة القفص المتسللة من المتن الغائب  التي استدعاها التعاشق المربك الملبس بين (حورية / الطائر) ، ليتخلق من توحدهما الدلالي افقا ترميزيا مرآويا يعكس عتمة الإلغاء المتحركة بينهما (الطائر / حورية ) فكلاهما رهين حبسه و (وجد نفسه محاطا بجدران الغرفة) وكلاهما يبحث عن منفذ للخلاص (وفي بحثه عن نافذة مشرعة اصطدم بالسقف الخشن صفق بجناحيه أخذا بنطح الجدران ) ، وكلاهما مثخن بجراحاته (لازال الطائر ينطح بهستيرية الفضاء المسور) وقد استغرقته المحنة فكانت فيها نهايته المضرجة (خر نازفا صالبا جناحيه المنهوشتين من الجدار على الارض) وكما أن (الطائر / الرمز )لم يرى النافذة (ولكن الطائر عمي عن رؤية  النافذة وظل يتخبط في الفضاء المحدود + لم يهتد للنافذة ) فان بطلة القصة (حورية)لم تبحث لها عن منفذ وهو ما المحت إليه راوية القصة ، وكأنها تزجي رؤيتها المفصحة عن سعة الحياة وتعدد منافذها إذ أن القفص ينبعث من داخل الإنسان وكما هو شأن بطلة القصة .

          وتنيط هدى العطاس في قصة (انين)(6) مهمة التعبير باكثر من معادل سردي تسقط عليها جميعا المفاصل الرئيسة للقصة  فيستشف أفق التلقي أن الرمز يغوص في كينونة الانوات المتحركة تحت الفضاء القصصي((إلى أكثر حركات النفس بدائية ويلامس بذلك الوتر المشترك بين المبدع والمتلقي ))(7) فالجملة القصصية الواردة في استهلالة القصة : (أدخلت صفية آخر دجاجة في القفص عندما التقطت أذنها نحنحة مؤذن المسجد المجاور لدارهم وتشممت عبير عطر هبت به نسائم الغروب ، قالت في تفسها هذا عطر القادم من المدينة اكل يتحدث عنه) وورودها مرة أخرى في غضون السرد : ( أمست صفية عند كل غروب بعد إدخال الدجاج اقفاصها تشتم عبير القادم من المدينة فتهرع إلى النافذة ترسل نظراتها ، تشيعه حتى يختفي في أحد الدروب ) تخلق رؤية توحد (الانا) مع رمزها  (الدجاجة )وتحيل إلى سذاجة بطلة القصة وانقيادها وفهمها القاصر لواقعها ولطبيعة الشر المحدق بها الذي قادها إلى نهايتها المفجعة إذ نقرأ :

     (بعد شهرين كانت صفية تتلوى وتسرع إلى الحمام تتقيئ وتفرغ كل ما أكلته ، وتفر الدموع من عينيها ومعها أمنية لو تفرغ كل ما بداخلها حتى أمعائها لعلها تلفظ ذلك المتكون المتكور في أحشائها فتتلوى وتجز على أسنانها وتحاول أن تفضفض الثوب حتى لا يلتصق بالبطن [فيبان المستور] ولكن الالم كمدية حادة لا يرحم يزداد حدة ، لا تتمالك نفسها تصرخ ! على أثر الصرخة تهرول إليها الأم وعندما التصق الثوب بالبطن أنكشف المستور .  وكذئبة جريحة عوت الأم عواء مفجع تردد صداه في أرجاء الدار . في المساء كانت أشباح تتقافز حول صفية المكومة في إحدى الزوايا يأتيها صوت احتكاك السكين وحده بالحجر وصوت الحشرجة الصادرة من حنجرة الأب  ، كانت تتصنت لعلها تلتقط ذبذبات حزينة مشفقة من تلك الحشرجة ، ولكن وجه الأب المحتقن بالعنف والالم ، ويده وهي تسن السكين أفقدتها الأمل .. وانكمشت على نفسها تريد التلاشي انتابها دوار وغثيان فأخذت تنظر ببلاهة حينا الأم المطأطئة رأسها ودموعها تنهمر وحينا إلى الأب ذي الوجه المقنع وهويسن السكين بالحجر ، كان البوم ينعق في الخارج واشباح الليل تتقافز حولها واقترب شبح كبير من صفية أخذ يقترب وأمسك بشعرها المظفر ودوت صرخة ، وجز الرأس ، وبقبق وفار الدم الحار على الأرض وسقط رأس الضحية ذو الضفيرتين ، والعينان لا زالتا مفتوحتين يرتسم داخلهما سؤال مكبوت . وعوت الذئبة الجريحة عواء مفجوعا تردد صداه في دروب الأحزان ) .

 تنبئ طبيعة الحدث الشرسة عن تماه حاد بين البطلة والرمز (الدجاجة) إذ يتضافر أكثر من عنصر قصصي كي يومئ ذلك التحول إلى طبيعة نمو الحدث وخاتمته وأسلوب تعامل الشخصيات مع بطلة القصة وقد أضاء هذا التأويل البؤرة الصوتية المتخلقة من تكرار (صوت احتكاك السكين وحده) + (يده تسن السكين)+ (وهو يسن السكين)كما إنها أشارت إلى الكينونة البليدة لصفية وهي كينونة منعتها من ان تنمو فظلت شخصية نمطية مسطحة على – حد تعبير أ . ام . فورستر - . ويؤكد (البوم ) – بوصفه رمزا يحفز المرجعية الشعبية على استذكار دلالته المثخنة بالشؤم والخراب – اجواء الموت ، ويصوغ النص من (الذئبة)إضاءة نغمية تكمن في تكرار (وكذئبة جريحة عوت الأم عواء مفجعا تردد صداه في إرجاء البيت) و (عوت الذئبة الجريحة عواء مفجوعا تردد صداه في دروب الاحزان) وهي تخلق منهما عضادة دلالية مثخنة بالفتك تؤطر حدث الفجيعة والتغييب وهي عتمة تجتاح الامكنة الاليفة (الدار)قبيل وقوع الحدث وتغمر بدفقها الشرس الامكنة المفتوحة (دروب) بعيد وقوع الحدث .

          وينبري رمزان متصادمان يفضحان الغريزة البليدة العمياء لبطل هذه القصة وبطلتها إذ يرد عبر وعي الساردة :

     (ثبتت صفية الجرة المملوءة بالماء على رأسها وأخذت تسير متعبة عبر الدروب المتعرجة للبلدة عندما سمعت نهيق حمار قادم ابتعدت قليلا عن الطريق لتتحاشاه ، وعندما رفعت عينيها بحياء مرتسم ، فجأة فتحتهما عن آخرهما .كان القادم من المدينة يمتطي الحمار ويقف وجها لوجه أمامها وتسمرت مكانها وعقدت الدهشة أقدامها … وأخذت تحدق به وهو يحملق بها ويمتلئ أنفه برائحة الأرض ، ورائحة الطين المبلول لتوه على أثر المطر …والتحمت رغبتان ، فنهق الحمار وحملت الريح أصوات هديل الحمام عبرالدروب المتعرجة للبلدة ) 

يبوح التفاوت الصوتي بين (النهيق / الهديل) بالفارق الشاسع بين سذاجة البطلة وبشاعة كينونة بطل القصة وبلادته وتكون (الدروب المتعرجة للبلدة) معادلاً سرديا لطبيعة الحدث الذي جمع بين البطلين وافضى إلى انتهاك المحظور .

 وتغوص قصة ((ترتد ترتد الجدران ))(8)إلى أعمق طبقات اللاشعورية لتلتقط رموزها المشفرة والتي تذكرنا انزياحاتها بمقولة كارل غوستاف يونج : ((ان الرمز يتضمن في نفسه عناصر شعورية واخرى لا شعورية . ولا يستطيع خلق رمز جديد سوى الذهن المرهف المرتقي الذي لا ترضيه الرموز التقليدية الموجودة فعلا . وكما ان الرمز يصدر عن اسمى مرتبة ذهنية ، كذلك يلزمه ان يصدر عن اكثر حركات النفس بدائية ليمس في الإنسانية وترا مشتركا))(9) إذ يرد :

      ((في البدء فاجأها البياض . كاد يخترق محاجرها مع الوقت أحست أنه بدء يستوطن وئيدا مساحات من مآقيها. هذا البياض الفج – تذكرت مشهدا من فيلم رأت فيه عيني سمكة تبيض مآقيها .. أرعبها المشهد حينها .. وبكآبة وملل تمسح – كما اعتادت – بنظرتها الجدران البيضاء ، وتتوقف عند باب الغرفة لتتأمل الممر ، فتتخاله جسد دودة يمثل الباب فمها ، ونهاية الممر مؤخرتها التي تقذف بها إلى المطبخ في رحلاتها المتكررة عبره طوال اليوم . تتناهى إليها اصوات الجلبة في الخارج تتعالى .. يشدها الفضول الذي تنام .تنهض إلى النافذة الموجودة والمسدلة بستارة قاتمة ، مرسوم فوقها أشكال لحيوانات بحرية ، وجرة العفريت الاسطورية وموج صاخب .. كل ذلك يفترش قماشها الغليظ ليحجب خلفها سماء تتمحور بشجرة تفتق السنتها الخضراء خيوط الفضاء تشظي  الستارة قليلا ، وتوارب الزجاج مطلة ببصرها إلى الخارج مستطلعة مصدر الضجيج .. قطة تجري هلعة .. ومجموعة من الصبية تهرول خلفها .. تقذفها بالحجارة ، وهي تموء بحزن .. تمسح دمعتين تقاطرتا على صفحة وجهها وتفاجأ باصابعها ضاغطة على لحم النافذة المواربة كمن تهم بتمزيقها شقفا .. وما تلبث نظراتها ترتد إلى الجدران البيضاء)) .

تنشطر حركة الترميز إلى بؤرتين متوازيتين فاما الاولى فانها تتموقع داخل المكان المغلق والاخرى تنبثق في حركة ارتدادية من المكان المفتوح المتمحور حول المكان المغلق ، فاما الرموز المتشظية من اسقاطات السرد والمتشكلة تحت سجف المكان المغلق فان السمكة الميتة هي أول ما يواجهنا ونحن نتأمل تداعي الذاكرة المثخن بالاختناق حد الموت . ويبوح الرمز الثاني (جرة العفريت الاسطورية وموج صاخب) بحركة متصادمة بين (الانا)المحشورة داخل اقفاص الانغلاق والمترقبة للحظة الانعتاق وبين الآخر المتسلط        بـ (صخبه) وعبثيته . وقد منحت ذاكرة لفظة (العفريت)هذه الكينونة المرهفة وافق انتظارها المعتم مدا زمنيا يجثم باسترخاء على الراهن المعاش ويستلب الآتي .ويفلح المخيال التشبيهي في تشكيل بنية رمزية ثالثة تصير – ومن خلال فعل التشبيه المنعكس على وعي بطلة القصة (تخاله)- جسد الدودة قسيما تشبيهيا للمكان المغلق الخانق (الممر)ليتخلق من توحد طرفي التشبيه (الباب فمها ، ونهاية الممر مؤخرتها التي تقذف بها إلى المطبخ في رحلاتها المتكررة عبره طوال اليوم )نسيجا كنائيا يلوح بدوامة الاستلاب والالغاء  وتكون النافذة هي المكان الذي يعطف حركة الترميز باتجاه الخارج كما أن استدعائها بوصفها عتبة دلالية يؤشر توق (الانا)إلى الانفتاح على العالم والرغبة في الانفلات من اسار الانغلاق والوحشة (توارب الزجاج مطلة ببصرها إلى الخارج ) وهي رغبة عكسها ببراعة الرمز المكتنز بالخصب والعطاء وهو يشع من المقول السردي (سماء تتمحور بشجرة تفتق السنتها الخضراء خيوط الفضاء ) إلا أن هذا الرمز يتصادم دلاليا مع ما تحمله (القطة) الجريحة التي (تموء بحزن)من افق معتم يبرز مكابدات الذات المستسلمة الضعيفة ازاء قهر الآخر المتسلط العابث والمرموز له بـ (مجموعة من الصبية تهرول خلفها .. تقذفها بالحجارة ). ويصل التماهي بين بطلة القصة والرمز ذروته حين تعلن الساردة (تمسح دمعتين تقاطرتا على صفحة وجهها ).

           لقد استثمر المخيال السردي تقنيات فن الرسم وتشكيلاته اللونية ، فكثف اللون الابيض الرامز للموت ليتشكل منه  مهاد لوني يتحرك حركة دائرية تتحاور فيها استهلالة القصة (البياض ، البياض ، تبيض ، الجدران البيضاء)بخاتمتها (الجدران البيضاء) ليتبلور وثاقا يؤطر المتن الحكائي ويحول دون انعتاق (الانا)من كفنها البليد المتفتق من عنونة القصة المتخمة بالحركة الشرسة الموقعة للبياض .

ويؤثث الرمز قصة (واحدان)(10)بوصفه افضل صيغة ممكنة للتعبير عن تفاصيل سردية متباينة إذ نقرأ :

    (( كان البحر هادئا ينضد حكمته ويفتل مسبحة المد والجزر ، .. كان البحر يصنع بحره في اللحظة التي ينسحب الموج ليعبئ اصداف اللؤلؤ عندما دلفا الشاطئ الصخري أقتعدا صخرة مرتفعة كعرش . البحر عند حافة هواجسهما والحلم .. وهما يبحران هو في قمر عينيها المخملي العذب ، هاتين العينين اللتين أنقذتاه ، اصطادتاه من لجة ارتباكه ومتاهة حلمه وروتين غده ، أنقذتاه من وساوس اللاشيئات التي التبسته … ، وهي تبحر في دوائر عينيه القزحية بلون البحر ، لون الشفق الآتي ، لون الليل الذي ما لبث ينصب خيامه ، والتماعة الفجر ، تبحر في عينيه اللتين هدأتا طمأنينتها الخابة وفتقتا حجب ضوء مختبئ في فيافي الروح سحبت نظراتها إلى البحر حيث الشفق يحط رحالة والبحر يلتهم رغيف الشمس بحنو لا يمنع طفو بقعة دم تلون سطحه . هكذا خيل إليها ونقلته إليه فابتسم مشاكساً إياها ، ثم لعينيها الصاخبتين أردف : أرى أن الشمس زفت إلى البحر وهذه دماء البكارة . طأطأت هي رأسها خجلاً وحكمة . هبت نسائم باردة . اقتربا من بعضهما ، دثرها بذراعيه . ارتجفت قليلاً ثم تكورت ملتصقة بالدفء الإنساني المنبعث من جسده وهو يضغطها إليه في تماه … عندما حاصرتهما همهمات حاقدة وهتافات مرتابة ثم تبينا وجوها مقنعة بالفضيحة يعلوها مقت أزلي تتقدم نحوهما .. حينها تزلزل العرش الذي يقتعدانه كصخرة ، وهويا يعتليان الفضاء الممتد بين عرشهما والبحر الخافق بحنو ، تعلقاً بعضهما ، مخلفين وراءهما همهمات حقد ، وما يشبه الفضيحة ، وأقنعة خاوية . بعد أيام أنبأت شرطة خفر السواحل عن اكتشافها لجثة واحدين ملتصقة )) .    

يستفز مشهد الغروب على شاطئ البحر المخيال السردي فيصوغ جملاً قصصية يحيل إلى أكوان شعرية مضمخة بعبق الموج المتراقص لحظة الشفق ، فيغدو النسيج السردي أشبه ما يكون بقصيدة نثر مشفرة ، ولأن رؤية الدراسة تحتم عليها الوقوف عند تقنية الاسقاط وما ينتج عنها من رموز فإنها ستؤجل التوغل في خصوصية لغة القاصة هدى العطاس إلى سانحة أخرى . وتشكل زرقة ( البحر بأمواجه وصخوره ولؤلؤه وأصدافه ) المهاد المكاني للقصة ، وهو ليس مكاناً محايداً إذ أنه يحتفي بالعاشقين في استهلالة القصة      ( كان البحر هادئاً ينضد حكمته ويفتل مسبحة المد والجزر ، كان البحر يصنع بحره في اللحظة التي ينسحب الموج ليعبئ أصداف اللؤلؤ ، عندما دلفا الشاطئ الصخري اقتعدا صخرة مرتفعة كعرش ) وفي خاتمتها ( والبحر الخافق يحنو ) لتكون القصة شذرة لونية تؤشر زرقتها الفضاء اللامتناهي ، وحين يتحرك الاسقاط باتجاه الاستعارة المكنية فانها تسارع لتبث الحياة الإنسانية في البحر ( المستعار له ) فيكون وجهاً لبطل القصة ( المستعار منه ) وتكون (الشمس) (المستعار له ) قسيماً استعارياً لبطلة القصة وقد أكد هذا التأويل (أرى أن الشمس قد زفت إلى البحر وهذه دماء البكارة) زد على ذلك أن (الشمس) تبرز الفضاء الزمني اذي يلف حدث االقصة ومثل هذا اكلام ينسحب على (الليل) و (الشفق) لا سيما وأن هذه الألفاظ تبلور بنية رمزية موازية للحدث في أوج تناميه ثم في انحداره صوب الفجيعة (الشفق يحط رحاله والبحر يلتهم رغيف الشمس بحنو لا يمنع طفو بقعة دم تلون سطحه ) وتستبطن هذه الجملة القصصية المدججة بالاسقاط شخصية بطلي القصة (البحر  ]الرجل [/ الشمس  ]المرأة   [)، لا سيما أن حركة عنيفة واعية أضاءها الفعل المستعار (يلتهم ) الذي خففت من شراستها اللازمة الاستعارة (بحنو) ، ولكنها قادت البطلين إلى نهايتهما المفجعة إذ جاءت خاتمة القصة معلنة ( بعد أيام انبأت شرطة خفر السواحل عن اكتشافها لجثة واحدين ملتصقة ) وهي علامة إشارية صادمة تتحاور دلالياً مع عنونة القصة ( واحدان ) لتبلور قلادة إيحائية مراوغة تؤطر النص وتكشف عن نحت طريف لتثنية لفظ (واحد) يكني عن توق (الأنا) الساردة في تعاشق هاتين الكينونتين حد التماهي والحيلولة دون انفصالهما .

          وتبلور قصة (كهف الماموث )(11) فضاء سردياً غرائبياً تنعكس طرافته منذ عنوان القصة إذ يشكل نصاً قبلياً تثير بنيته المشاكسة أكثر من احتمال فهو ينسب- وعبر الصياغة التركيبية – المكان المغلق بمرجعياته ( الكهف ) إلى الماموث لتتشذر منهما (المكان المعتم   ]الكهف [ + الكينونة المنقرضة   ]الماموث [) رمزان متوازيان يشظيان النسيج السردي ويفضحان مكابدات (الأنا) المسكونة بالوهج والحلم تحت سلطتهما إذ يرد :

        (( لابد مما ليس منه بد .. عليها أن تخرج إلى الشمس تتسلل يدها أولاً .. ترتد – إنها محرقة – تنكفئ إلى الكهف ، تسمع هسيس أنفاس المحشورين معها .. ( برودة الكهف تقرض رئتيها ) .. ومن بصيص ضوء يخط دائرة على الجدار ، تحدق في نقش لماموث لم تكتمل ملامحه – ولكن الدلائل تؤكد أنه هو !! هو الثور المقدس الذي وثقه الأجداد في الجدار منذ عصور .. يستند إلى جواره رمح . تتحسسه أناملها .. (الكهف يقرض .. ) تضغط سن الرمح ، تشعر بخيوط الدم تشرشر بين أصابعها .. تقول امرأة في الصف الأخير : عيب ، (الجدار البارد يقرض رئتيها ) تتململ ، تصرخ ، تقذف نفسها تحت أتون الشمس .. يبدأ جلدها بالتآكل … ))

تغلف هذا الفضاء السردي هالة من الغموض الشفاف تظهر من خلال عنصر المكان (داخل الكهف  ]البارد [) و(خارج الكهف   ]الحارق [) لتتراءى ملامح (الأنا) الساردة وهي تتحرك حركة متضادة تارة باتجاه الخارج (الاستهلالة+الخاتمة ) وتارة أخرى صوب الداخل ( المتن السردي) وهي ثنائية تبلور محنة بطلة القصة إذ أنها بين اختيارين صعبين فهي إما تستسلم لموت بطيء في الداخل وقد عكس هذا المعنى الانثيالات الموقعة للفعل يقرض الكامن في (برودة الكهف تقرض رئتيها ) و(الكهف يقرض) و(الجدار البارد يقرض رئتيها ) أو أن (تقذف نفسها تحت أتون الشمس ، فيبدأ جلدها بالتآكل ) إيماءً إلى الانسلاخ الواعي عن الهوية والتنصل عن انتماءاتها الروحية المتجذرة في المكان ويفيض (الماموث) على جسد النص باحتمالات متباينة ، فهو كما يقول النص (نقش .. لم تكتمل ملامحه ) إيماءً إلى سكونية حد التحجر بيد أنه لم يبطل تأثيره إذ أن بطلة القصة حين ( تضغط سن الرمح ، تشعر بخيوط الدم تشرشر بين أصابعها ، تقول امرأة في الصف الأخير: عيب ) مما يتيح لأفق التلقي أن يغلب كون هذا الماموث هو رمز متشظي من العرف الاجتماعي البالي ، والجانب السلبي فيه على وجه التحديد . وهنا يمكننا أن نفسر في ضوء هذا الاحتمال أزمة بطلة القصة فهي إما أن تتحدى هذا العرف البالي وأن تخرج من دائرته مثخنة بالجراح ومعنى ذلك أن تنسلخ عن جلدها وأن تتغير ملامحها وبين أن تحتمل البرد الرامز للمكابدة وسط (هسيس أنفاس المحشورين معها ) تحت سطوة هذا الماموث البليد .

          وتبلور قصة (جدتي تعرف ما الإنسان) (12) بعدا استكناهيا ازاء الكون والحياة إذ يرد منعكسا على وعي بطلة القصة وراويتها :

      ((زفرة ثم زفرة ثم … اقتعد مصطبة الكابة ، يندلق بصري على دودة تزحف ، تحزنني انعطافات جسدها الهلامي . أحدس : إنها لا تعرف وجهتها . يردني وجه جدتي الخلوق ، وهي تقتعد فناء الدار ، ترضع ابن (العبدة) كانت بفطرتها السمحة تعرف ما الإنسان . من البدء خطواتها خضراء .. وحين أهالوا عليها التراب ، قيل أن الحشد كانت مبتلة وجنتاهم ! وفي اليوم التالي ، عضدوني (عزيمة) على زندي ، تميمة بركة من عشب نما على قبرها . أتذكرها تهش فضول طفولتي قائلة : سأقص لسانك فأفر من أمامها ضاحكة ، وما ألبث أن أعود إليها بسلة أسئلتي من جديد .. ولكن ! أتعلم أني الآن أراقب دودة وأحدس أنها لا تعرف وجهتها)) .

تشكل استهلالة القصة (ينطلق بصري على دودة تزحف ، تحزنني انعطافات جسدها الهلامي ، احدس أنها لا تعرف وجهتها) وخاتمتها (إني الآن أراقب دودة واحدس أنها لا تعرف وجهتها) وثاقاً نغميا ترميزيا تتحرك دلالته حركة دائرية تؤطر المتن الحكائي الملبد بفضاءات الفقد والحرمان ويزيح إسقاطات الرمز (الدودة وحركتها الدائبة) الفضاء السردي باتجاه أفق كنائي مثخن بالتخبط والضياع وقد كثفه إعلان بطلة القصة (لا تعرف وجهتها) وهو يفضح مواجهة حادة بين (الأنا) الساردة وحدث الغياب ومحاولة استكناه أبعاده وصياغة رؤية خاصة ازاء المصير الأزلي للإنسان .

          ثمة توازن واضح في قصة (تطلع) (13) بين حركة الحدث ونموه وحركة بطلة القصة باتجاه الانغمار في ماء السيل وفي إطار تقنية سردية تستثمر المونتاج في قطع الأحداث وإعادة توليفها في ذهن القارئ وبشكل يحفز المخيلة على متابعة السرد القصصي وفي إطار حركة متصادمة بين الزمن الماضي الذي تسترجع ذاكرة البطلة وبأسلوب (Flash - Back ) (14) وبين الراهن المعاش المنبئ عن خاتمة مفجعة. ويضيء الصندوق المغلق القابع في القبو في هذه القصة بنية ترميزية تحيل إلى التواصل المعرفي بين الأجداد والأبناء من جانب ومن جانب آخر فإن حضور الصندوق المباغت المنبثق من المقول السردي (عند أول تجربة لها في الولوج إلى القبو رأت الصندوق ، وبفضول مفعم بالدهشة هرعت إليه تفتشه وازدادت دهشتها عندما لم تجد سوى بعض الكتب) يشكل نموا في شخصية بطلة القصة إذ يمنحها قدرة على اجتياز الزمن صعودا باتجاه المستقبل ونزولا باتجاه الماضي كما أنه يوقد فيها الرغبة لامتلاك زمنها الخاص : (تمثلت الأحرف أمام عينيها ، وتجسدت الكلمات صورا لشخوص نساء ورجال وجوه ودودة وأكف تتلامس وشفاه تنفرج وعيون تقرأ ككتاب وأصوات هامسة وأصوات صارخة .. عج القبو بالشخوص . أحست بنشوة وخيل إليها أن القبو يتسع حتى أصبح فضاء لا متناهيا ، قالت لنفسها : لقد نبتت لي أجنحة) .

          ولأن ثقل الصندوق يتناسب تناسبا عكسيا مع منسوب الماء المنبئ عن خاتمة الشخصية وانسجاما مع عنونة القصة (تطلع) فإن حركة متصادمة عنيفة يحدسها القارئ بين الماء الرامز لبطش الآخر البليد والساعي لإلغاء (الأنا) وبين الصندوق الرامز للثقافة والمعرفة والتطلع المشروع باتجاه الضياء وفي جو متوتر باح به السرد القصصي وكثفته خاتمة النص إذ يرد :

    ((- (ارتفع منسوب الماء . غطى الجذع كله وأخذ جسدها يغوص ويغوص ) – طفح وجه أبيها أمام عينيها ، ذلك الوجه دائم التجهم والكلمات الجافة تقذفها شفتاه كأنها نوى متعفنة .. والأم القابعة دوما باستسلام وارتخاء أبله .. وقفز صدى صوت من إحدى الليالي إلى أذنيها ، كان خوار بقرة أو عواء كلبة جريحة أو مواء قطة مستسلمة ، أو كان عبارة عن نشيج مكتوم ، فقد اختلط عليها تمييزه ، وأرادت حينها أن تفتح عينيها ولكن داهمها شعور بوهيمي خجل أحجمها عن فعل ذلك . وفي الليلة التي تليها كانت تنام مع جدتها . – (ارتفع منسوب المياه وصوت شلالات الساقية تحول إلى هديل صاخب ينبعث منه همس لأصوات تتآمر وأصابع تمتد نحوها خفية . وعندما أصاخت السمع كان تهديدا وعزما بالزواج من ابن خالتها . تمثلت أمامها كفها كعصفور ميت في راحتيه ووجهه المتجهم يتداخل مع وجه الأب.. ولكن هي لم تكن تقبع أمامه مستسلمة ، كانت تقبع في إحدى زوايا القبو تحاول حمل صندوق كتب والطلوع به إلى الأعلى . -(منسوب المياه يرتفع ويرتفع حتى غامت الصور جميعا وطفا الجسد المنتفخ إلى الأعلى وأخذت تجرفه المياه .))

وحين ننظر في البنية الترميزية لهذا النسيج السردي نرى إسقاطات جزئية رفدت الإسقاط الأساس في اللوحة القصصية فظهرت (الأنا) المهمشة وبوحها النازف رديفا لـ(خوار بقرة ، عواء كلبة جريحة ، مواء قطة مستسلمة) وهي صور معتمة تمهد لخاتمة الحدث .

          وفي نمط القصة القصيرة جداً التي استوعبت قصة (اخضلال) (15) نلمس أقصى الإسقاط والترميز لعناصر القصة كافة إذ نقرأ :

      ((مخضلة بالشاي كانت الملعقة ترقص وسط الفنجان .. بعد أن ذاب السكر مسجاة كانت على الطبق بإهمال)) .

تنزاح الألفاظ (ملعقة) ، (وسط الفنجان) ، (ذوبان السكر) ، (الطبق) من مضمارها الدلالي المألوف لتتشئ بايحاءات جديدة ، يحدس أفق التلقي خصوصية هذه التحولات في النسيج السردي وبقرائن انزياحية تؤشر طبيعة تلك الانخطافات الترميزية فالمخيال الاستعاري يهب المحمول اللفظي (الملعقة) (المستعار له) ملامح إنسانية تجعلها تتحرك على مساحة النص بوصفها شخصية قصصية تمنحها القرائن الاستعارية (مخضلة + ترقص) و (مسجاة) كينونة أنثوية تحيل إلى سلطة الآخر الجاحد لعطاءاتها والذي غيبته المخيلة السردية فبقي خارج النص كما أن تلك القرائن تمور بحركة متصادمة تنبثق من ثنائيات متوالية هي (الحياة / الموت) ، (الفرح / الحزن) ، (الحضور / التغييب) ، (الحركة / السكون) و … الخ وهي ثنائيات تفجر في أفق التلقي مدا زمنيا يستوعب رحلة عمر قصيرة نسبيا – تحيل آفاقها المكتنزة بالعطاء إلى أكثر من حالة إنسانية – تبدأ فيها (الأنا) متفاعلة مع الآخر ومتعاشقة مع همومه منغمرة في نشوة العطاء بيد أن الآخر سرعان ما يشيح بوجهه عنها ويهمشها بقسوة لا تتناسب مع حجم عطائها وإنسانية دورها . وحسب السياق القصصي يبلور (وسط الفنجان) و (الطبق) تبئيرا مكانيا متضادا فالأول يوحي بالمكان الخصب المحبب ، ويشي الآخر بالمكان المجدب المعادي . ويلف حدث القصة المتأرجح بين أقصى العطاء وأقصى الإلغاء فضاء زمنيا طريفا يستقى من دور بطلة القصة الذي ينتهي بذوبان السكر المنبئ عن انتهازية الآخر ولا إنسانيته .

          وبعد ، فإن مجموعة (لأنها) للقاصة اليمنية هدى العطاس قد استطاعت أن تخلق من البيئة وعناصرها المتنوعة معادلا فنيا يضيء ملامح شخصياتها ويعلن عن نموها وتفاعلها مع السياق القصصي ، وقد تفننت مخيلة القاصة في تشكيل رموزها المكتنزة بالايحاء فجاءت على شكل جمادات مثل (نقش الماموث) و (الصندوق) و (السيل) و (الملعقة) و (الجرة) و (البحر) و (الشمس) , (الشفق) و … أو كائنات حية غير عاقلة مثل (الشجرة) ، (العصفور) ، (البومة) ، (الحمار) ، (الحمام) ، (الدجاجة) ، (القطة) ، (السمكة) وهو تباين يفضح مهارة الفضاء السردي في إسقاط احساسات شخوصه وأفكار أبطاله ورؤاهم على هذه الرموز وفي سياقات مقنعة بحيث شكلت عالماً قصصياً خاصاً مترعاً بالايحاء ونائياً – وبوعي ومكابدة جمالية – عن المباشرة والرتابة السردية ومنعتقاً عن تكرار تجارب الآخرين . فكانت المجموعة القصصية متميزة بلغتها الشعرية وبأسلوب معالجتها للهم الإنساني عامة والهم الأنثوي على وجه الخصوص.

 

الهـــوامـــش :

 

(*) : هدى العطاس ، لأنها ، قصص قصيرة ، مؤسسة عفيف الثقافية ، صنعاء 2001م .

(1)  : حازت المجموعة القصصية قيد الدراسة على جائزة إبداعات المرأة في الأدب ، أندية الفتيات ، الشارقة 2000م . كما حازت مجموعة (هكذا حدث في بلاد النامس) للقاصة أروى عبده عثمان ، على جائزة الإبداع ، دائرة الثقافة والفنون ، الشارقة 2001م . وحازت مجموعة (زفرة ياسمين) للقاصة نادية كوكباني على جائزة سعاد الصباح ، الكويت 2001م .

(2)    : د. مصطفى سويف ، الأسس النفسية للإبداع العربي ، دار المعارف ، ط3 ، القاهرة 1969م ، ص203 .

(3)        : نفسه ، ص207 .

(4)    : د. وجدان عبدالإله الصائغ ، الصورة البيانية في النص النسائي الإماراتي ، الهيئة المصرية اللبنانية ، القاهرة 1999م ، ص150 .

(5)        : هدى العطاس ، ص24-ص25 .

(6)        : نفسه ، ص38 .

(7)        : د.مصطفى سويف ، ص204 .

(8)        : هدى العطاس ، ص56-ص57 .

(9)        :نفسه ، ص12-ص14 .

(10)   : نفسه ، ص82 .

(11)   : نفسه ، ص58 .

(12)   : نفسه ، ص46-ص50 .

(13)   : مجدي وهبة ، معجم مصطلحات الأدب ، مكتبة لبنان ، بيروت 1974م ، ص320 .

(14)   : هدى العطاس ، ص20 .

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا