ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

الوطن معزوفة ضمير 

رداد السـلامي - اليمن

ما إن يباغتك الفجر نديا ، مسكوبا من السماء، منسدلا ببياضه الأنيق حتى يباغتك شعورا جميلا بمدى أهمية أن تحيا متفائلا ، تنظر إلى الحياة بثقة المنتصر ووثبة الطامح .

ففي ظل ما يسعى إلى تكتيف حياتك وتدمير نبض روحك وشل فاعليتك ، لا يمكنك إلا أن تواجهه على أمل أنك الأقدر على جعل الانتكاسة ملازمة لهذا الشر، الذي يبغي الفتك بك وإحالتك إلى فريسة  سهلة مشلولة شبكتها خيوط اليأس وشلتها عناكبه القاتلة.

فإن كان وضع البلاد لم يعد يوحي بالجمال فعليك أن تبادر أنت بخلق الجمال في محياها وبث نبض المقاومة فيها من روحك الفياضة بحب البقاء الحر والوجود الكريم.

إن الوطن بك أنت... وبدونك لا يمكن أن يكون وطن ، فأنت وكل من يشاطرك الإحساس به ، قادرون على بذر ملامح الجمال في أعماقه لتنبت قيم الحب الحقيقي والانتماء إليه ، وإن كان الأشرار الطغاة  قد حصدوا نوابت الجمال فيه فإن تنمية بدائل الخير متاحة،  وبين يديك وفي دماغك، تكمن فسائل النور الجديدة.. فكرا ناهضا ..وسلوكا رشيدا.

جدد عزمك على المضي قدما في تحقيق أهدافك الرائعة ولازم الخير في كل منحنيات ودروب حياتك ، وشاطر من يشاطرك ذات الشعور شعورا مماثلا، وأشعره أنه ليس وحيدا وأنكما وكل من ينشد البناء معا في هذا المسار.

في قلب التحديات ،كن متواجدا لتعارك عناكب الشقاء وحشرات الفساد الضارة ، تلك التي تنفث من سمومها ما يميت ويقتل ، واغرس في كل شبر في هذه الأرض نبض نضال مستدام ، فالذين نذروا ذواتهم لنهضة هذا الوطن لا يعرفون وقتا للراحة ، لأن الراحة لن تكون إلا يوم  أن يكون هذا الوطن وطن.

 

اليمن بيتنا جميعا ، وما لم نستشعر خطورة أن يتعرض هذا البيت للتصدع ، أو التفحم،  أو أن يتحول  إلى قبرا  مفتوحا ، فإننا سنمضي باتجاه طريق لا يفضي إلى غير ما وصل إليه الصومال أو العراق أو أفغانستان ، وإذا كانت كل أسباب الفوضى كامنة فيه ، فإننا بإمكاننا أن نعمل على فرملة ضاغطو تسريع انهياره ، من خلال فعل يمكن أن يزرع الثقة بأننا سنغير ، وأننا يوما سنصنع وطنا شكلته أحلام الحالمين ، التائقون  إلى وطن تسوده العدالة والديمقراطية ، ويزدهر بكل أبناءه.

وما بين أفراحك و الحزن ، و تقلبات أيامك على أوجه السعادة و الشقاء ..ما بين انبثاق الآمال في قلبك ، و احتمالات الخيبة المتأهبة في صدرك

ما بين تطلعات الأماني الصادقة ، و مواجهات الزيف المنتظر

مابين واقعك و الحلم..

حافظ على ذلك الإدراك الذكي لكيفية عمل أدوات تثبيط الهمة ، وصانعات الارتداد .

و أتركه  كورقة  أخيرة في يدك.

و هنا لا تخش على نفسك و لا تحزن على تقلبها و لا تتأثر بتغيرها من حال إلى حال لأنك و بالنهاية

لست سوى جزءاً من شعب يحلم بأن يكون يوما كما يتمنى.

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا