ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

ما أسهل التشكيك في العمالقة!

إبراهيم سعدة - مصر

 

كما سبق أن شكك البعض من العرب والمصريين في منح كاتبنا العظيم الراحل:نجيب محفوظ جائزة 'نوبل' في الآداب، والزعم بأنه حصل عليها 'لأسباب سياسية' لأنه كان مؤيدا لاتفاقية 'كامب ديفيد' للسلام، وأن إسرائيل 'ضغطت' علي مجلس إدارة جوائز 'نوبل' لمنحه الجائزة، وليس اعترافا بإبداعه الأدبي الروائي العالمي، سمعنا اليوم من يشكك في تركيا في منح نفس الجائزة 'نوبل' في الآداب لعام2006 للكاتب التركي الشهير: أورهان باموك، والزعم بأنه لم يحصل علي أكبر جائزة أدبية في العالم إلاٌ لاعتبارات سياسية، باعتباره من المعارضين لنظام الحكم في بلاده الذي يرفض الاعتراف بالمجازر والقتل الجماعي الذي تعرض له الشعب الأرمني بأيدي الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولي.
بمثل هذه البساطة المتناهية.. يسارع البعض هنا أو هناك إلي التشكيك في كفاءة، وشجاعة، وإبداع، وعبقرية، بعض حائزي أرفع وأرقي الجوائز العالمية.. لأسباب عديدة قد تكون في معظمها شخصية، أو لمجرد الرغبة في التجريح والإساءة لمن كان يجب توقيرهم، واحترامهم، والتباهي بهم أمام الدنيا كلها.
الفارق الوحيد بين تشكيك بعضنا في جدارة كاتبنا العظيم الراحل:نجيب محفوظ لنيل جائزة 'نوبل'، وبين تشكيك بعض الأتراك في كاتبهم المبدع: أورهان باموك.. أن التشكيك الأول لم يلق أدني اهتمام من 99،99 % من الشعب المصري، ولا من الحكومة المصرية التي قام الرئيس حسني مبارك بتكريم كاتبنا القدير في احتفال مهيب أقيم في مقر رئاسة الجمهورية، أما التشكيك الثاني من بعض الأتراك في جدارة كاتبهم التركي فقد جاء معبرا عن رأي النظام الحاكم التركي الرافض لكتابات أورهان باموك الذي يعارض فيها سلبيات وجرائم هذا النظام طوال عقود القرن الماضي!
يكفي أن نتذكر أن الحكومة التركية بعد أن 'زهقت' من روايات أورهان باموك، خاصة ماجاء في بعضها منددا علي لسان أبطال قصصه واسعة الانتشار، بدليل ترجمتها إلي نحو ثلاثين لغة بالمجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية لتصفية الشعب الأرمني أثناء الحرب العالمية الأولي، قررت القبض عليه والتحقيق معه في أفزع الاتهامات، ثم إحالته إلي المحاكمة لانتزاع حكم بسجنه مدي الحياة! وكان من السهل تنفيذ هذا الحكم لولا أن منظمات حقوق الإنسان وجمعيات ونقابات الأدباء في معظم دول العالم قامت ولم تقعد تنديدا بالنظام الحاكم الجائر، كابت الحريات، وكاره الإبداع في تركيا. والأهم من ثورة وغضب الكتاب والأدباء والمفكرين الأحرارالذين تحالفوا مع الروائي المبدع التركي، أن لجنة اختيار الكاتب الجدير بنيل جائزة نوبل في الآداب كانت قد رشحت أورهان باموك لنيل هذه الجائزة الرفيعة لعام2005، وهو ما أزعج حكومة أنقرة.. وتردد أن اتصالات سرية تمت بين الجانبين وانتهت إلي اتفاقهما علي: تنازل الحكومة التركية عن محاكمة أورهان باموك، مقابل عدم منحه جائزة 'نوبل' عن العام الماضي!
ولا أحد يملك الدليل علي صحة ما قيل عن هذا الاتفاق بين حكومة أنقرة ولجنة ترشيحات جوائز 'نوبل' في عام2005 لكن المهم أن اللجنة اختارت أورهان باموك ليحظي بجائزة أعظم كاتب وروائي عن عام 2006، وهو الاختيار الذي لقي ترحيبا شديدا من الأوساط الثقافية والأدبية العالمية، باعتباره أي الكاتب التركي باموك من كبار الروائيين الذين لا يكتبون إلاٌ ما يؤمنون به، وسواء وجدت كتاباتهم نقدا من حكوماتهم أو ترحيبا بها.

(نقلاً عن الأخبار المصرية)

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا