ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

سامي خشبة - مصرالرواية العربية الآن ‏..‏ وجيل الستينيات
سامي خشبة - مصر

 

اليوم يبدأ المؤتمر الرابع للابداع الروائي العربي في المجلس المصري للثقافة بمشاركة ممثلين لتيارات وأجيال كتاب الرواية العرب ونقادها من العرب والأجانب الأوروبيين والأمريكيين‏,‏ وبحضور يتوقع الكثيرون من المشغولين بالتعبير الأدبي عن عالمنا العربي في هذا العصر أن يكون حضورا كثيفا يزيد كثيرا علي الحضور الجماهيري في مؤتمرات دورية أخري مهمة يعقدها المجلس للإبداع الشعري العربي وللموسيقي العربية‏.‏ فقد ازدادت أهمية التعبير الروائي عن هذا العالم‏,‏ في هذا العصر زيادة دفعت بعض أكبر النقاد العرب إلي تأكيد أننا نعيش في عصر الرواية‏.‏

ولا يستطيع أحد أن يزعم أن تزايد أهمية الإبداع الروائي العربي في زمننا ترجع ـ فقط ـ إلي زوابع إعلامية سياسية أو اجتماعية أو دينية أثارتها روايات بعينها ـ من نوع وليمة لأعشاب البحر أو حتي عمارة يعقوبيان ولا إلي مجرد انتقال روايات بعينها من الكتاب المطبوع إلي أفلام السينما بنجومها وجماهيرها الواسعة‏.‏ فقد رأي كبار النقاد أن الرواية العربية تكتسب أهميتها في هذا العصر لأنها من النوع الأدبي الأكثر قدرة علي التعبير عن مجموع وتفاصيل الوجود العربي المعاصر ـ الإنساني الفردي والجماعي‏,‏ النفسي والفكري‏,‏ الأخلاقي والسياسي‏,‏ القادم من الماضي والمتطلع إلي المستقبل‏,‏ الريفي والحضري والبدوي‏,‏ تعبيرا ينتمي إلي وجهات نظر مختلف الأجيال العربية المتعاصرة والخلفيات الاجتماعية والثقافية ذات الجذور المحلية ـ بل المغرقة في محليتها أو المرتبطة بمختلف تجليات التراث التاريخي أو السياسي أو الفكري أو الأخلاقي‏,‏ متحجرا وميتا كان هذا التراث أو متجددا وحيا‏,‏ أو ذات الجذور الممتدة إلي خارج تربة ذلك التراث سعيا إلي التغيير والتبديل أو إلي المعاصرة الأصيلة أو الشكلية المقلدة والمستعارة‏.‏

ينعقد المؤتمر الرابع للابداع الروائي العربي تحت عنوان الرواية الآن وهو عنوان يشير إلي معني أهمية دور الابداع الروائي في التعبير عن تجليات وتفاصيل ذلك الوجود العربي بجوانبها المتعددة والمختلفة ـ أو حتي المتعارضة‏.‏ ولكن يلح سؤال محدد علي ذهن كاتب هذه السطور كما يلح ـ في يقيني ـ علي أذهان غالبية من يتابعون المشهد الإبداعي العربي عن كثب ومن يعرفون شيئا عن حقائق تكوين هذا المشهد ومسيرته المعاصرة‏.‏

السؤال هو ببساطة‏:‏ متي بدأ هذا الآن الذي يشير إليه العنوان الرئيسي للمؤتمر الخاص بالرواية العربية الآن؟‏.‏ ليس هذا السؤال سؤالا أكاديميا ولا يهدف إلي صرف الانتباه عن ضرورة بحث أوضاع وأشكال ومهام الرواية العربية الآن بل قد يكون تحديد زمن بداية هذا الآن بالغ الأهمية لفهم وتحليل تحولات الرواية العربية‏,‏ وتطوراتها وأسباب احتلالها لمكانة الصدارة في المشهد الابداعي العربي الآن‏.‏

أزعم ـ ويعتقد الكثيرون ـ أن تصدر الرواية العربية لهذا المشهد بدأ مع ظهور جيل الستينيات الذي كان كتاب القصة والرواية هم طليعته‏.‏

فإذا كان للإبداع الروائي ـ بشكل خاص علاقة خاصة بالواقع الإنساني‏,‏ الفردي والجماعي بمختلف تجلياته ومجالاته وتحولاته‏.‏ وإذا كانت بدايات ظهور ذلك الجيل في منتصف ستينيات القرن العشرين مثلما يعرف الجميع بداية مرتبطة بالتحولات الكبري التي شهدتها المجتمعات العربية المختلفة ـ علي تعدد توجهاتها ـ والتي انعكست علي وجدان وأفكار الشباب العربي المثقف وبحثه عن أجوبة صحيحة ومناسبة لأسئلته ولشكوكه ولاتهاماته جميعا أيامها‏.‏ إذا كان ذلك صحيحا‏,‏ فلا شك أن أكثر تعبير أدبي إبداعي أهمية عن تلك الأسئلة والشكوك والاتهامات صدر عن كتاب القصة والرواية العرب من أبناء ذلك الجيل في مصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن وعمان والمغرب وتونس‏.‏

فهل آن أوان محاسبة جيل الستينيات العتيد في الأدب العربي المعاصر للكشف عن منجزاته وما وصل إليه في مسيرة طويلة قاربت الآن نصف قرن كامل؟‏..‏

هل آن الأوان لاستكشاف ما وصلت إليه مسيرات كتاب مبدعين ينسب إلي بعض كبارهم من كتاب السرد القصصي أنهم قالوا عن أنفسهم منذ نصف قرن‏:‏ نحن جيل بلا أساتذة فبقي من هذه المقولة ما يؤكد أنهم جيل ولكنهم اختاروا أساتذتهم بأنفسهم‏,‏ وتعلموا منهم ـ واستوعبوا ما أرادوا استيعابه ثم غادروا مدارس الأساتذة لكي يبدعوا بأنفسهم رؤاهم لعالمهم وأساليبهم وخطاباتهم الخاصة في حكاياتهم من القصص أو من الروايات؟‏.‏

هل آن أوان استكشاف الخطوات التي خطاها ـ مثلا ـ زكريا تامر في سوريا أو حيدر حيدر وموسي كريدي وعبدالمجيد الربيعي في العراق أو حليم بركات في لبنان‏(‏ وهو فلسطيني‏)‏ أو علاء الديب وجمال الغيطاني وإبراهيم أصلان ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم ومحمد البساطي في مصر وغيرهم كثيرون لايزالون يزودوننا بابداعاتهم ويدهشوننا برؤاهم المتجددة وتحولاتهم في المنظور أو في الموضوع أو فيما صار يتصدر معني الواقع أو معني الوجود الإنساني ومعني الفن نفسه عندهم‏,‏ ولا يزالون يمتعوننا باكتشافاتهم الفنية وباستبصاراتهم المفعمة ـ الآن ـ بالخبرة‏,‏ وبحكمة ـ أو بجنون ـ من عايش وعاني كل تلك التحولات والتقلبات في الواقع وفي الفن نفسه وفي المعرفة بهما ـ بماضيهما وبحاضرهما علي السواء‏..‏؟

هل يمكن الآن إعادة استكشاف العلاقات المركبة بين كيفية تفاعل هذا الجيل البالغ الخصوبة مع التركيبة الفنية الفكرية التي جمعت نجيب محفوظ ويحيي حقي ويوسف السباعي ويوسف إدريس وإدوار الخراط وخيري شلبي ويوسف الشاروني وبهاء طاهر وفاروق منيب وأبوالمعاطي أبوالنجا وسليمان فياض ـ علي الأقل‏,‏ في مصر وحدها تفاعلا بالسلب وبالإيجاب علي السواء؟ وماذا عن محاسبة الراحلين من الجيل نفسه وإعادة اكتشافهم وتقييم كشوفهم المبهرة‏:‏ محمود دياب ومحمد خليل قاسم وضياء الشرقاوي ويحيي الطاهر وعبدالحكيم قاسم ـ علي الأقل؟ وماذا عن تأثير كل هؤلاء وتمهيدهم الفعلي للتحولات التي تعيشها الرواية العربية الآن؟

ربما أمكننا أن نبحث عن بداية للإجابات إذا سألنا أولا ـ أو أجبنا علي سؤال‏:‏ هل يجب أن نعتبر هؤلاء المبدعين جيلا بمعني انتمائهم إلي دفعة زمنية واحدة‏,‏ أم بمعني أن رؤاهم وأساليبهم وخطاباتهم قد تكونت منها حالة أو ظاهرة إبداعية واحدة علي الرغم من تعدد وجوهها واختلاف إيقاعات خطي أصحابها‏,‏ واختلاف السبيل الذي اتخذه كل منهم بحثا عن صوته الخاص وتعبيرا عن مزاجه وزاوية نظره واختلاف ما أبصره كل منهم في رؤيته وتشكيله للعالم الذي أبدعه في حكاياته حتي تغير علي يديه وعلي أيدي أبناء الجيل كله‏:‏ واقع أو حالة الرواية العربية الآن‏,‏ الواقع أو الحالة اللذان يبحثهما مؤتمر الرواية العربية للأيام الثلاثة القادمة‏.‏

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا