![]() |
شعر مترجم |
مسيرة العودة لفلسطين ج 2/3 توفيق راضى - مصر/ الصين الفلسطينيون مسؤلية من، اسرائيل أم دول الشرق الأوسط؟ منذ فترة بدأت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين من جهة واسرائيل من جهة اخرى ويعز على المرء ان يذكر الفلسطينيين كمجموعة من البشر فى حين تذكر اسرائيل كدولة كطرفى المفاوضات والتى يأمل الفلسطينيون ان تنتهى بإقامة دولتهم على ما تبقى من الآرض التى احتلت سنة 1967 كدولة منزوعة السلاح وعلى قطعتى ارض منفصلتين بدون اى مقومات اقتصادية تسمح بحياة كريمة للشعب الفلسطينى. واعرف ان ما سبق رؤية قاسية من الصعب تقبلها ولكنها الحقيقة شديدة المرارة على الأقل من وجهة نظرى ومن قسوة المشهد اخذت اراجع ما حدث للقضية الفلسطينية والفلسطينيين منذ نكبة 1948 والتى عاصرت اغلبها كطفل وكشاب وككهل الأن ونظرا لبعدى لفترة عن الشرق الأوسط وتفاعلى مع ثقافات وحضارات مختلفة اغلبها اسيوى اثرت على منهجية التحليل لدى واعطتنى بعد اخر للتفكير قد يختلف ويتضارب وبل يتصادم مع ما هو سائد ومتعارف عليه فى الشرق الأوسط ولست بصدد مناقشة تفاصيل ما بحدث ولكن فى هذا المقال اناقش استراتيجية التعامل مع القضية من مفهوم او تصور كلى (Holistic). وكمنجهية للتوصل لتصور قررت أن اتخيل القضية منذ نشئتها اخذا فى الإعتبار وجهة نظر الطرف الأخر اى اسرائيل لكى احاول أن افهم لماذا نجحت اسرائيل فى كل اهدافها بل وتعاملت مع القضية والعالم كله بعنجهية مقيتة بينما فشل الفلسطينيون فى الوصول الى ابسط حقوقهم وهى مشروعة بالرغم من تأييد ومساندة كافة دول الشرق الأوسط والدول الإسلامية ودول الجوار ووصل الموقف الى الحالة المهينة بستجداء جزء ضئيل من الحق المشروع والثابت. وما يلى هو نتيجة محاولة تطبيق هذة المنهجية والتى من الممكن كما ذكرت ان تتضارب وتختلف مع كثير من ثوابت هذة القضية فمنذ نكبة 1948 ونتيجة عدة اخطاء استراتيجية تم القاء مسؤلية الفلسطينيين على دول الشرق الأوسط التى اخذت فى دعم القضية الفلسطينية وإعتبرت نفسها مسؤلة عن ارواح الفلسطينيين وما ضاع من حقوقهم ونصبت نفسها ولى امر لهم دون السماح للفلسطينيين لفترة طويلة من الصراع بتكوين حكومة تمثل وجهة نظر الفلسطينيين وتمثلهم فى اى مفاوضات وكلما زادت مكاسب اسرائيل كلما تحملت هذة الدول اكثر وليس هناك افضل من ذلك من وجهة النظر الإسرائيلية فمهما تفعل ومهما ارتكبت من جرائم تجد من يسارع لتحمل عواقب جرائمها ويدفع ثمنها وطبعا احلى من كدة مفيش فزادت فى غيها. وأود أن اشير هنا الى مقال سابق لى فى نفس السلسلة بعنوان مسيرة العودة والتى ذكرت فيه قصة حقيقية لصديق هندى نجح فى نقل مشكلته للص الذى قام بسرقته بل وجعلها مشكلة اللص مما ادى الى خضوع اللص فى النهاية وإعادة ما سرقة وهى استراتيجية ومفهوم من الممكن تطبيقة على القضية الفلسطينية والذى قد يعطى نتائج افضل فى حالة تطبيقة بطريقة علمية سلمية بعيدا عن شعارات المستفيدين من القضية. والسؤال هنا هو، إذا كان اللص اسرائيل والمجرم اسرائيل فلماذا يتحمل غيرها نتجية افعالها؟ والإستنتاج المنطقى هنا هو أن الفلسطينيين مسؤلية اسرائيل وليست مسؤلية احد اخر وهى التى يجب أن تجد حل عادل للقضية يرضى الفلسطينيين فمسؤلية اقامة دولة للفلسطينيين هى مسؤلية اسرائيلية وكذلك مسؤلية اكلهم وشربهم وسكنهم وتعليمهم وعملهم وعليها هى فقط أن تقوم بحل هذة المشاكل وتتحمل كافة توابع هذا الحل ويجب الا تكون هناك مفاوضات بل مطالب لإسرائيل بتحمل مسؤليتها تجاة من طردتهم من ارضهم وعليه فإنها هى المسؤلة عن ايجاد ارض لدولتهم او امتصاصهم داخلها بمن لهم حق العودة وفى ظل التغيير الحادث الأن فى العالم يمكن تحقيق الكثير للفلسطينيين من خلال نشر هذا المفهوم او على الأقل هذا من وجة نظرى. وإذا لم تتحمل اسرائيل مسؤليتها يجب أن يقوم القلسطينيون بغزة والضفة بمسيرة عودة سلمية الى ارضهم تضم الملايين تنطلق من غزة والضفة فى نفس الوقت والتخييم والإقامة بأى ارض فضاء والبقاء بأى ثمن بأرضهم المغتصبة ليثبتوا للعالم احقيتهم وإنهم ليسوا أقل من اليهودى الذى ترك بلدة وقطع البحار والجبال والصحارى ليستولى على ارض يعتقد أنها ارضه ويقتل ويطرد من كان يعيش عليها لألاف السنين وهناك من سيقول بأن الكثير سيموت اذا قامت هذة المسيرة ولكن الكثير يموت بالفعل الأن ومن من الشعوب استعاد ارضه دون تضحيات ولنا فى الجزائر مثل. هذا مجرد عرض لمنهج اخر قد يكون راديكالى تماما فى التعامل مع القضية الفلسطينية ولكنه قد ينجح فيما فشل فيه غيره الى الأن. اما المسيرة فستكون موضوع المقال القادم,
|
|
|
![]() |
![]() |
|