بابا الفاتيكان يدق لبوش
طبول حرب القرن الأمريكي الجديد
ما الفرق بين جوبلز
وبنيدكت السادس عشر
أمل زكي -
مصر
ليس من المستغرب أن يهاجم
بابا الفاتيكان "بنيدكت السادس عشر" بعد توليه منصب البابوية العام الماضي في
المحاضرة التي القاها بجامعة ريجنزبورج بألمانيا مساء يوم الأحد الموافق 12 سبتمبر
2006 الدين الأسلامي. ففي عام 1095 قام أيضاً بابا الفاتيكان أوربان الثاني بإلقاء
خطبة مشابهة بمجمع كليرمون الذي عقد بوسط فرنسا ودعي في خطبته إلى إنتزاع السيطرة
على القدس من يد المسلمين. فقال فيها إن فرنسا قد إكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان
تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف
لخدمة الرب: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في
السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة.
هاجت الحشود ورددت بحماس قائلة:"Deus lo vult!" ("هي إرادة الرب!").
ألمانيا أنفقت 30 مليون
يورو على زيارة بابا الفاتيكان
وأستدعائنا لما قاله
"أوربان" في بدايات القرن الحادي عشر ليس الغرض منه إثبات أن باباوات المسيحية
يهاجمون الأسلام منذ زمن بعيد. ولكن هي محاولة لمعرفة الأسباب الخفية وراء هذه
الخطب المثيرة للفتنة وحتي لا يكون موقف المسلمين هو مجرد الأدانة وإصدار بيانات
الشجب والتوبيخ وطلب الأعتذار وطلب التوضيح. وحتي لا ينطلي علينا إعتذار الفاتيكان
ونقع في أوهام عن أسف البابا العميق لسوء فهم المسلمون لخطبته. وحتي لا يتهمونا
بالغباء في فهم الخطبة بشكل معاكس تماماً لما كانت تطرحة من دعوة للحوار بين
الأديان وحتي لا نقع في خية أثارة الفتنة مثلما يفعلون، علينا معرفة الغرض من وراء
مثل هذه الخطب المستفزة للمشاعر الدينية للمسلمين البسطاء ؟ علينا معرفة الغرض من
وراء أثارة حفيظة المسحيين البسطاء ضد للمسلمين، بزعم أن عقيدتهم تحتوي العنف في
بنيتها الأساسية.
خطط البابا "أوربان"
الثاني لإنطلاق الحملة الصليبة الأولي
في 15 أغسطس
1096، بعد أن طلب منه
الإمبراطور ألكسيوس الأول مساعدته ضد الأتراك في مارس 1095. ولكن قبل ذلك بشهور ،
قامت جيوش من الأقنان والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة
إلى الأرض المقدسة، وانطلقوا إلى القدس بمفردهم. وكان الأقنان قد إبتلوا
بالجفاف
والمجاعة
والطاعون لسنوات
قبل 1096، ويبدوا ان بعضهم رأى في الحملة الصليبية مهربا من واقعهم المرير. كما أن
إنتشار "الشقران" (مرض يصيب الحبوب) ، والذي كان يؤدي عادة إلى حصول هجرات
جماعية، قد ظهر قبل إجتماع مجمع كليرمون. وكان صدى دعوة البابا فوق كل
التوقعات: ففي حين أن "أوربان" ربما كان يتوقع بضع آلاف من الفرسان، إنتهى به الأمر
بهجرة جماعية وصلت إلى 100,000 معظم من فيها من المقاتلين الغير متمرسين ، وبينهم
نساء وأطفال. ( المصدر موسوعة ويكيبيديا العربية)
وهكذا نري أن الإمبراطور
قد أستخدم البابا أوربان الثاني لإلهاب مشاعر المسيحيين الدينية من أجل حل مشاكل
أوروبا السياسية المتمثلة في صراع أمراء الأقطاع فيما بينهم علي السلطة والأرض.
والأقتصادية المتمثلة في المجاعة والطاعون والجفاف. فبعث بالفلاحين ليموتوا في
الحرب بدلاً من الموت مرضاً وجوعاً وبعث بالفرسان لينقل صراعهم علي السلطة والأرض
إلي المشرق. والغريب أن المسيحية لعبت أيضاً بفكرة الأستشهاد من أجل الله- التى
هاجمها البابا الحالي "بنيدكت السادس عشر" بشدة في خطبته وأعتبرها آفة من أفات بنية
العقيدة الإسلامية فالحديث عن العطايا في الأرض كما في السماء، ومحو
الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة علي القدس. هو دعوة للإستشهاد
في سبيل الرب.
و لهذا فإستغراب موقف
البابا بنيدكت السادس عشر ليس في محله. لأنه هو نفسه الذي ساعد في نجاح أمبراطور
العصر الحديث "جورج بوش" وساعد علي تحقيق أهداف المحافظين الجدد. و مايزال يفعل ذلك
مستخدماً الدين ومثيراً للمشاعر الديينة للمسيحيين في مواجهة المسلميين ليبرر بذلك
الحرب القادمة علي سوريا وإيران التي يقودها الغرب بقيادة الولايات المتحدة من أجل
تحقيق مشروع القرن الأمريكي الجديد.
وفي مقال سابق لي بعنوان
" العلاقة السرية بين زعماء الحرب المقدسة- بوش و البابا بنديكت ..أهداف
مشتركة" بتاريخ 4 مايو 2005 بجريدة نهضة مصر ،
تحدثت عن المساعدة
الجليلة التى قدمها بابا الفاتيكان لأمبراطور العصر الحديث "بوش" في إنتخابات
الرئاسة فقد كتب يوسف راتسينجر الذي كان لايزال كردينالا ولم يعتل بعد كرسي
البابوية خطاباً إلى أساقفة الكنائس الأمريكية يقول فيه أن هؤلاء الكاثوليك الذين
وافقوا على الإجهاض قد ارتكبوا إثم عظيم و يجب أن يطردوا من الكنيسة، كما طالب
بوجوب إعطاء أوامر إلى القساوسة الكاثوليك برفض التعامل مع أي سياسي كاثوليكي يدعو
في حملته الانتخابية أو يصوت مع الإجهاض أو مع قانون إنهاء الحياة في حالة الموت
الإكلينيكي. وهي إشارة واضحة إلى المنافس الديموقراطي " جون كيرى " و أكمل قائلاً "
إن هذا السياسي الكاثوليكي يعتبر مذنب يعمل من أجل الشر و لا تقبله الطائفة
الكاثوليكية المقدسة عضواً بها. وفي الأسابيع الأخيرة للانتخابات الأمريكية تم
قراءة " الرسالة الرعوية" (و هي رسالة يوجهها الأسقف إلي أبناء أبرشيته على منابر
الكنائس الكاثوليكية) لتكرر الرسالة تكفير هؤلاء و طردهم من الكنيسة الكاثوليكية
معلنة " إن التصويت مع الديمقراطيين هو خضوع لسيطرة الشيطان وتحالف مع قوي الشر"
و بهذا ارتفع هامش
التأييد الكاثوليكي لبوش في انتخابات 2004 بنسبة 6 نقاط مقارنتاً بانتخابات 2000 و
ارتفعت النسبة التي حصل عليها من 46% عام 2000 إلى 52% عام 2004. و بدون تلك النقلة
كان يمكن لكيرى أن يحصل على مليون صوت و يصبح رئيس الولايات المتحدة ( بصرف النظر
عن رأينا في كيرى ، و أنه لم يكن ليغير من سياسات الحرب هذه ).
و هكذا تحولت أصوات ثلاثة ولايات هم أهايو و أيوا و نيو مكسيكو لصالح
بوش باسم أصوات الإيمان الكاثوليكي. الغريب في الأمر أن خطاب راتسينجر إلي الأساقفة
الأمريكيين والذي كشفت عنه مجلة " لسبرسو" الإيطالية في العام الماضي لم يرسل إلا
إلي أساقفة أمريكا فقط و لم يتم إرساله إلى أي دولة أخري، و قام الأساقفة
بمناقشته بمدينة دنفر بولاية كلورادو الأمريكية في منتصف يونيو عام 2005.
وتجيء خطبة البابا بنيدكت
بألمانيا هذا العام تأكيداً علي هذا التحالف فالخطبة تهاجم جوهر العقيدة الأسلامية
في صورة الجهاد والإستشهاد ونشر الدين بالعنف لتبرر أمام الشعوب المسيحية في الغرب
تدخل الولايات المتحدة ومن وراءها الغرب في العراق وأفغانستان ولبنان والسودان
والصومال وغيرهم. تأتي الخطبة لتبرر لماذا ترسل الولايات المتحدة بقواتها البحرية
إلي الشواطئ اللبنانية وتدعو أساطيل أوربا لمساعدتها في حماية إسرائيل من حزب الله
الإرهابي، لتبرر للحرب القادمة التي ستقودها الولايات المتحدة لتحقيق مشروعها في
الشرق الأوسط الذي هو ليس سوى الخطوة الأولي في سبيل تحقيق المشروع الأكبر " مشروع
القرن الأمريكي الجديد" للإنفراد بالسيطرة على العالم. هذه هي الخدمة الثانية التي
يقدمها البابا بنيدكت لهذا النازي الجديد جورج دبليو بوش الذي يحلم بتحقيق السيطرة
علي العالم إبتداءً بالسيطرة علي العرب وخزانات بترولهم ليتحكم في مصير العالم بعد
سيطرته علي مصدر الطاقة الأساسي.
وعلى عكس مايري كثير من
المراقبين بأن هناك علاقة بين هذه الخطبة وبين مطالبة المسلمين بتدريس الديانة
الإسلامية في المدارس الألمانية. أو أنها تهديداً لتركيا قبل زيارة البابا المزمعة
لها في نوفمبر القادم (البحرية التركية تشارك في قوات اليونيفيل) فالموضوع في
الحقيقة أكبر من ذلك بكثير فمثل هذه الأمور الثانوية لا تشغل بال هذه الطغمة
المتحكمة في أقتصاديات العالم من أصحاب روؤس الأموال. أنهم منشغلون بشكل أساسي
بالسيطرة علي مصادر الطاقة وعولمة رأس المال ليسطر علي مقدرات شعوب العالم. إن
البطالة المتفشية اليوم في أوروبا وأمريكا تهدد بتوقف دورة رأس المال وأنهيار
النظام الرأسمالي والحل المطروح هو تجديد شباب رأس المال متعدد الجنسية من خلال
الحروب والتدمير لأعادة البناء وإعادة تدوير رأس المال من جديد ومن خلال العولمة
التي ستقوم بتدويل حركة رأس المال المتعدد الجنسية، والتي سوف تطيل بدورها من عمر
النظام الرأسمالي العالمي الذي يتحول بسرعة للمرحلة الإمبريالية التي أطلق عليها
الإقتصادي الماركسي الراحل " كارل ماركس" أنها أعلي مراحل الإستعمار. والتي ستتسبب
أيضاً في سقوط النظام الرأسمالي العالمي. لكنها ستقضي أثناء إنهيارها علي حياة
الملايين من شعوب العالم الفقير. وهذا هو الثمن الذي ستدفعه البشرية من أجل ولادة
عالم أفضل، لن تسنح لنا الفرصة لرؤيته إذا ما أصاب الجنون المحافظون الجدد بقيادة
بوش وألقوا قنابلهم النووية علي العالم وتسببوا في قتل كل شئ حي فوق الأرض. إن لم
تنتبه شعوب العالم الفقير إلي مخاطر هذه العولمة التي سيفرضها المشروع الأمريكي
الجديد فسوف يتحولون لعبيد وأقنان مرة أخري يدورون في فلك النظام الرأسمالي
العالمي. إن تلك الحكومات الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة أصحبت عرائس متحركة
في أيدي الضغمة القليلة المتعددة الجنسية المسيطرة علي رأس المال في العالم والتي
لم يعد لها وطن أو هوية أو دين. إلا أن الدين الذي ينغرس في لحم ودم البسطاء والذي
يشكل مشاعرهم ويحرك وجدانهم لابد من إستخدامه لتنفيذ الخطة. وهذه الخطبة التي تدق
طبول الحرب للسيطرة علي الطاقة وتحقيق العولمة لابد أن تبرر لشعوب هذه الدول
الغربية أسباب الحرب القادمة. فبينما أتخذ بوش من هجوم 11 سبتمبر مبرراً لتنفيذ
المشروع الأمريكي في السيطرة علي النفط تحت شعار محاربة الإرهاب (يرى 42 % من الشعب
الأمريكي أن الأدلة التى قدمتها الإدارة الأمريكية في هذه القضية غير مقنعة)، فقد
قدم البابا لبوش في خطبته المبررات الدينية التي تعطي لخطة الهجوم العسكري علي
منطقة الشرق الوسط شرعيتها أمام المسحيين في جميع أنحاء العالم، الذين سمعوا أو
قرأوا الخطبة. فالعقيدة الإسلامية -من وجة نظر بنيدكت الذي نري فيه "جوبلز" القرن
الحادي والعشرين ووزير دعاية هتلر القرن الإمريكي الجديد" - تتضمن في بنيتها دعوة
صريحة للقتل والعنف تبعد كل البعد عن المنطق والعقل الذي تتميز به العقيدة
المسيحية. ولأن البسطاء من الناس في كل الإديان لايريدون الحرب. فلابد من تقديم
أسباب مقنعة تبرر لهم خوض هذه الحرب القادمة التي يتزعهما بوش والمحافظون الجدد.
والإسباب غاية في البساطة وقدمها بنيدكت في خطبته الأخيرة بقوله: أن العقيدة
الأسلامية تتضمن في بنيتها دعوة صريحة للقتل والعنف وليس لها منطق عقلي مثل
المسيحية فالمسيحيون عرفوا الله بالعقل. أما المسلمون فالله عندهم مطلق السمو ليس
له علاقة بمقولات المسيحية العقلية، بينما رأى في اليهودية ديانة يقوم منطقها علي
العقل أيضاً مثل المسيحية مستشهداً في ذلك بالآية الأولي فى "سفر التكوين" التي
تقول "في البدء كانت الكلمة" وأوضح أن الكلمة هي الحكمة والعقل. و أن القديس يوحنا
أقتبس هذه الجملة من التوراة وأفتتح بها مقدمة إنجيلة. وهكذا حاول البابا بخبث شديد
وبشكل غير مباشر أن يقدم للمسيحيين علي مستوي العالم سبباً مقنعاً يبرر لهم الحرب
التي يقودها بوش في الشرق الأوسط والحرب القادمة قريبا التي ستقودها القوات
الأمريكية والأوربية متخفية في شكل "قوات اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة. لتشمل
المنطقة برمتها. وقد جاءت هذه الخطبة لتدق طبولها كما دقت خطبة البابا أوربان
الثاني طبول الحملة الصليبة الأولي عام 1096.
لقد كانت المجاعة والجفاف
والطاعون وإصابة محاصيل الحبوب بمرض الشقران الذي أدي لهجرات جماعية بالإضافة إلي
صراع الأمراء على السلطة هى الدافع وراء أنظمام نحو 100.000 من الفلاحين الأقنان
إلى الحملة بعد أن قال لهم البابا أن أرض كنعان تفيض حليباً وعسلاً.
لقد أستهدف البابا أوربان
الثاني في الحملة الصليبة الإولي حليب وعسل كنعان- خيرات الشرق في هذا العصر- هرباً
من المجاعة والطاعون والجفاف ، لكنه أستبدل شعار "من أجل حليب وعسل كنعان" بشعار
إستعادة القدس من يد المسلمين. وبينما كانت البطالة وتوقف دورة رأس المال في
ألمانيا وإستيلاء إنجلترا وفرنسا علي كل الأسواق العالمية وعدم إتاحة فرصة للألمان
للحصول على حصتهم في السوق العالمي هي سبب الحرب العالمية الثانية الحقيقي، رفع
هتلر ووزير دعايته جوبلز شعار ألمانيا فوق الجميع. وبينما كانت أسباب الحرب في
القرن الواحد والعشرين هي سيطرة أمريكا علي عسل الشرق الأوسط المتمثل في نفطه
ولبنها المتمثل في التحكم في الأسواق والإقتصاد. جاء البابا بنيدكت يضلل مسيحي
العالم ويقول لهم أننا نحارب من أجل إجتثاث جذور الأرهاب الضاربة في جوهر العقيدة
الأسلامية. فبدون إجتثاثه ستظل هذه العقيدة تفرز لنا كل يوم فروعاً وأمتدادات أخري
للإرهاب. ولهذا أقول أن هذه الخطبة تقرع طبول الحرب العالمية الثالثة في العالم
التي ستبدها الولايات المتحدة بضرب سوريا وإيران و إليكم ماقالته كوندليزا رايز
بهذا الخصوص :
أشارت وزيرة الخارجية
الأمريكية كوندوليزا رايس في الكلمة التي ألقتها أمام مجلس العلاقات الخارجية في
شيكاغو في أبريل 2006 الي "أن الخيار العسكري غير مستبعد لحل أزمة الملف النووي
الايراني، وقالت أن الرئيس جورج بوش أبقي كل الخيارات مفتوحة، وقلنا دائما أن حق
الدفاع عن النفس لا يحتاج بالضرورة الي قرار من مجلس الأمن. أود ان أشير علي
سبيل المثال الي اننا ذهبنا الي الحرب في البلقان من دون قرار من مجلس الأمن..
وعملنا الشيء نفسه في العراق . وأضافت اننا في مسار مختلف بالنسبة لايران...
الموضوع هنا هو تعبئة المجتمع الدولي، توحيد المجتمع الدولي حول وجهة نظر هي ان
ايران لا
يمكنها حيازة سلاح نووي، هذا متفق عليه، ولكي نثني الايرانيين عن سلوكهم المعاكس
لكل رغبات المجتمع الدولي، ونحن مستعدون لاستخدام خطوات براحتنا، سواء كانت سياسية
اقتصادية أو أى خطوات أخري لثني ايران عن المسار الذي تتبعه".
لكني واثقة كل الثقة. أن
حلم بوش سيسقط كما سقط حلم هتلر وكما سقط حلم ملوك أوربا. و أن هذه الدعاية السخيفة
القائمة علي الغش والخداع ستنثرها الرياح كما نثرت من قبلها شعارات الباباوات
السابقين ودعاية جوبلو. لكن يجب ألا ننسي في هذا السياق أن المعركة القادمة وشيكة
الوقوع وتتطلب منا التماسك والقوة والتسامح بين كل من المسيحيين والمسلمين في الشرق
الأوسط. فالهجمة شرسة للغاية علي مقدراتنا وثرواتنا وأوطاننا وأقتصادنا ومستقبل
أبناءنا. و لنرفع شعار يحيا الهلال مع الصليب كما رفعناه سابقاً ولنرفع شعار
الدين من أجل الله وليس من أجل الحرب والقتل. ولنرفع شعار الدين لله والوطن
للجميع. ولنعرف أنه بدون هذا التماسك القوي سينفرط عقدنا وسنصبح عراق أخر
ولبنان آخر وسودان آخر. ولتعودي يامصر لدورك الريادي في الأمة العربية من أجل
مستقبل أفضل لأولادنا المسحيين قبل المسلمين.
إن تأكيد البابا في خطبته
علي أن العنف ونشر الدعوة بحد السيف يكمن في بنية وأسس العقيدة الإسلامي يعني إنه
لابد من مواجهة هذا الدين وأصحابه بشكل جذرى. فطالما أن العنف والإرهاب هما جوهر
العقيدة فسيظل يفرز إرهاب بشكل دائم حتي و إن تمت مواجهة هذه العملية الإرهابية أو
تلك هنا أو هناك. وبالتالي فهو يضع أمام الشعب المسيحي فى العالم أجمع مبررات الحرب
القادمة مع أصحاب هذه العقيدة الإرهابية، خاصة وأنهم يسيطرون علي جزء له وزنه من
مصادر الطاقة وإحتياطاتها العالمية.
تجئ هذه الخطبة لتتوج
مشاركة ألمانيا في حلف الحرب المقدسة ضد الإرهاب الإسلامي. فقد أستمر تردد ألمانيا
في إرسال قطع من أسطولها إلي السواحل اللبنانية والمشاركة في مايسمونه كذباً وأفكاً
قوات حفظ السلام أو اليونيفيل بسبب خوفها من التورط في تعاون مشترك مع أمريكا
غيرمضمونة نتائجه ، كما أن الدخول في الحرب القادمة ضد سوريا وإيران غير معروف
أبعادها و نتائجها مسبقاً.
المستشارة الألمانية خلال
زيارتها لإحدي الغواصات الألمانية
مساهمة البحرية الألمانية محفوف بالمخاطر لكنه
ضروري
ولهذا فقد تلكأت الحكومة
الألمانية في إرسال قواتها لتنضم لقوات الحرب المرابضة أمام السواحل اللبنانية
مطالبة لبنان أن يوجه خطاباً رسمياً للسكرتير العام للإمم المتحدة يطلب فيه "إنتشار
قوة بحرية بقيادة ألمانية ومشاركة دول اسكندنافية عدة للمساعدة على تسيير دوريات
مراقبة للشاطىء اللبناني. لقد حسمت زيارة البابا هذا الموقف المتردد للحكومة
الألمانية وحسمت أيضاً الخلافات الدائرة داخل البرلمان الألماني. ولا ننسى لألمانيا
رفضها المشاركة في حرب العراق في الفترة التي كان فيها شرودر رئيساً للوزراء. ومع
صعود مركل لرئاسة الوزراء بدعم أمريكي قوى. فقد تغيرت الأمور وأصبحت مشاركة ألمانيا
فى الحرب القادمة مطلوبة من قبل دول الحرب ( أمريكا وإنجلترا وفرنسا وغيرهم). لقد
كان الرفض لايزال قائماً داخل البرلمان الألماني، لكنه حسم بزيارة البابا وألقاء
خطبة إعلان الحرب. فقد أبدي "جيدو فستا فيله" زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي
تحفظه إزاء المشاركة العسكرية الألمانية في قوات اليونيفيل وعلل معارضة حزبه لهذه
المشاركة بأن ثمة غموض كبير يكتنف مخططات نشر القوات البحرية الألمانية قبالة
السواحل اللبنانية، خاصة ما يتعلق بوجود ضباط لبنانيين بصفة مراقبين على متن القطع
البحرية الألمانية والدور الذي سيقومون به عليها. كما أعرب زعيم الحزب اليساري،
لوتر بيسكي، عن معارضة حزبه للمشاركة العسكرية الألمانية مستنداً إلي أن كل
التدخلات العسكرية السابقة في منطقة الشرق الأوسط لم تُفضي إلى نتائج إيجابية إلى
يومنا الحاضر. أما حزب الخضر الألماني المعارض فقد أعرب على لسان رئيس كتلته
النيابية داخل البرلمان الألماني، فريتس كون، عن ارتياح حذر بعد أن تم توضيح أهم
التفاصيل المتعلقة بعمل القوات الألمانية بعد حصول تلك القوات على تفويض واضح
يمكنها من مراقبة الحدود البحرية اللبنانية بشكل فاعل يمنع تهريب أسلحة لحزب
الله. ( لأن عقيدته تدعو للعنف والأرهاب بينما العقيدة اليهودية تقول إن الحوار
يكون بالكلمة وليس بالعنف "فى البدء كانت الكلمة" – من خطبة الحرب للبابا بنيدكت ال
16)
وصول القوات الألمانية
إلي السواحل اللبنانية
وأنتهت زيارة البابا لألمانيا بإرسال فرقاطتان ألمانيتين على متنهما طائرات عمودية،
ترافقهما ثلاث سفن إمداد وأربع زوارق سريعة تقوم بمراقبة الشاطىء اللبناني الممتد
على طول 50 ميل. وصرح وزير الدفاع الألماني " فرانس يوسف يونج" بأن مهمة القوات
الألمانية ستستمر حتي نهاية أغسطس 2007 قابلة للتمديد، وسيكلف نشر تلك القوات
المؤلفة من 2400 بحارا نحو 200 مليون يورو سنويا. كما
أضاف بيتر شتروك رئيس الكتلة النيابية الإشتراكية بالبرلمان الألماني أن مهمة
القوات الألمانية قابلة للتمديد دون تحديد سقف زمني محدد. كما تحدث "فولكه كودا"
رئيس الكتلة النيابية المسيحية بالبرلمان عن التفويض الواضح الذي حصلت عليه القوات
الألمانية موضحاً أن القوات الألمانية ستجري دوريات المراقبة قبالة السواحل
اللبنانية بالتعاون مع البحرية اللبنانية، غير أنه أكد أن القوات البحرية
الألمانية ستتخذ قرارات ذاتية. لقد نجح البابا في ضم ألمانيا للمحافظين الجدد
بقيادة بوش.
الفرقاطة الألمانية
شليزفج هولشتاين
وطبقاً لقرارت مجلس
الورزاء اللبناني فإن قوات "اليونيفيل" ستتولي الرقابة البحرية في مجال ستة أميال
بعد الأميال الستة الأولى التي سيتولاها الجيش اللبناني وبالتنسيق الكامل معه
وتحديداً إذا شاء الجيش اللبناني أن تتدخل في تلك البقعة المائية - علماً ان المياه
الاقليمية تبلغ ١٢ ميلا من الشاطىء- كما ان الرقابة على المعابر البرية بين لبنان
وسورية ستكون محصورة علي القوى العسكرية اللبنانية "
وقد عبر وزير الدفاع الالماني فرانس يوسف يونج عن امتعاضه من الشروط التي تضعها
الحكومة اللبنانية للموافقة على مشاركة بلاده في القوة الدولية. وقال خلال اجتماع
لجنة الشؤون العسكرية في البرلمان الالماني إن المشاركة الالمانية ستكون "عديمة
المعنى" اذا كانت في ظل هذه الشروط،
معتبراً ان إبعاد وحدات البحرية الالمانية ستة أميال عن
الشواطىء اللبنانية لن يبقي للمشاركة البحرية الالمانية أي جدوى.
كذلك صرح وزير الدولة جيرنوت آرلر في وزارة الخارجية الألمانية أن تفويض مجلس
الأمن يسمح للبحرية الالمانية بتفتيش السفن المشتبه فيها أمام سواحل لبنان رغم
إرادة ربان السفينة المشبوهة.
أترون كيف نعود إلي عصر
قراصنة البحر. بينما نحن نطالب بالإعتذار ونشجب وندين ولا نعي أن جيوش الحرب قد أتت
بجيوشها إلى المتوسط. لم تعد القضية لبنان أو فلسطين . أنها قضية كل الشعوب
العربية. بل وغير العربية مثل إيران وأفغنستان.
ترسانة أسلحة أمريكية
وأوربية أمام سواحل لبنان لمواجة 5000 من فدائي حزب الله
ذكرت صحيفة "النهار"
البيروتية، بأن القوات المحتشدة حاليا في البحر قبالة لبنان تضم ما مجموعه:
-
75 طائرة مقاتلة
وطائرات تجسس ومروحيات، اضافة الى السفن الحربية المزودة أحدث الاسلحة
والتقنيات العالية.
-
وحاملة الطائرات
الفرنسية "شارل ديغول" المزودة بطائرات "رافال" وصواريخ واجهزة مراقبة وزوارق
حربية تتسع لـ 2800 جندي، وتجهيزات مائية وغذائية تكفي 90 يوماً.
-
وفي المتوسط أيضاً
حامله الطائرات الايطالية "جاريبالدي" التي تحمل 10 طائرات مقاتلة و6 مروحيات
متطورة وقاذفات صواريخ.
-
السفينة الحربية
"ماونت ويتني" التي تحمل 1800 جندي "مارينز" وطاقماً طبياً وخدمات مراقبة.
وتعتبر من أهم السفن القيادية لكونها تتمتع بأجهزة اتصالات متطورة محمية،
ومتصلة بكل السفن الحربية الاميركية في المنطقة.
بالإضافة إلي القطع
الألمانية والتركية، مما يعني ان الدول الخمس الاساسية في حلف شمال الأطلسي
سيكون لها دور مشابه لطبيعة عمل "الناتو"، اكثر مما هي عليه مهمتها في "اليونيفيل".
وأود أن أذكر في هذا
السياق أيضاً نقلاً علي وكالة رويتر أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات لخفض وجودها
الدبلوماسي في سورية في اعقاب الهجوم المثير للسخرية الذي وقع علي سفارتها في دمشق
من خلال عرض رحلات جوية مجانية علي أفراد أسر العاملين والدبلوماسيين غير
الاساسيين الذين يرغبون في مغادرة البلاد. وقال مسؤول بوزارة الخارجية
الامريكية طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القرار لا يعبر عن اي تدهور جديد في العلاقات
الامريكية ـ السورية بل هو استجابة لبواعث قلق امنية. بعد أن حاول أربعة رجال
يرددون هتافات اسلامية تفجير السفارة في دمشق بشكل يثير السخرية. وإحبطت خطتهم بعد
ان قتل الحراس السوريون ثلاثة منهم في تبادل لاطلاق النار.
لقد وصلت أساطيل الغرب
للشواطئ اللبنانية ولم يعد أمامنا خيار. فقد أعلنوا الحرب علينا وبرر لهم البابا
سبب الحرب في " عنف الأسلام وإرهابه" . لقد بدء تنفيذ خطة الشرق الأوسط الكبير بضرب
لبنان. ولأن إسرائيل لم تسطع أن تقضي علي حزب الله وتنزع سلاحه، فقد أزاحتها أساطيل
الغرب من طريقها لحين، لتقوم هي تحت دعوى حفظ السلام بنزع سلاح حزب الله ومنع وصول
السلاح له. فطلبت من إسرائيل فك الحصار. تركت إسرائيل الساحة مؤقتاً للترسانة
البحرية لحلف الناتو إنتظاراً للدور القادم الذي سيوكل لها من قبل هذا الحلف. هل
يمكن أن نصدق أن خطورة حزب الله المكون من 5000 مناظل ويملك صورايخ تعمل بتكنولوجيا
بسيطة تستدعي كل هذه الترسانة المرابطة أمام السواحل اللبنانية. في الحقيقة الإجابة
بنعم. فهذه الصواريخ ذات التكنولوجيتا المنخفظة يحملها رجال يأمنون بقضية حق شعب في
حياة كريمة وفي العيش علي كامل أرضه في سلام. ولهذا تقف له هذه الترسانة معلنة
موقفاً ضد السلام وضد الحياة الكريمة للبشر ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة.
نسأل بنيدكت الآن هل هذا هو الحق والتسامح الذي تدعو له الديانة المسيحية ؟ أن
المسيحية برئية منك ومن أمثالك والمسيح عليه السلام برئ منك أيضاً.
الهدف الثاني من خطبة
بابا الحرب
هو إشعال نار الفتنة بين
المسلمين والمسيحين في الشرق الأوسط حتي تدور رحي الحرب الأهلية في البلدان العربية
التي عاشت في سلام عقوداً طويلة. وتقسيم كل دولة إلي عدد من الدويلات علي أساس عرقي
وطائفي لتظل الصراعات الطائفية والعرقية تنحر في تلك الكيانات الصغير حتي تفني
نفسها بنفسها.
يقول الأستاذ الدكتور
البكاي ولد عبد المالك بموقع أول وكالة موريتانية مستقلة في مقاله بعنوان (الحرب
علي لبنان ومشروع القرن الأمريكي الجديد) http://www.alakhbar.info/page1
"لم يعد سرا الآن أن
مشروع الشرق الأوسط الكبير بما في ذلك دول شمال إفريقيا الذي طرحه المحافظون الجدد
ضمن إطار مشروع القرن الأمريكي الجديد وبدأ تحققه بالفعل على أرض الواقع، يحمل في
طياته مشروعا تجزيئيا هدفه تفتيت وحدة المنطقة ثقافيا واجتماعيا من الداخل بين
الدول وفي إطارالدولة الواحدة، وتقسيمها إلى كيانات مجزأة، وإعادة موضعة الجماعات
ضمن الفلك الجديد الذي يسمح للمتروبولية الدولية وتلك القلة الأوليغارشية ومن
يمثلها في المنطقة من إحكام سيطرتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في إطار
العولمة القسرية، وفي ظل كيانات هزيلة لا تقوى على دفع الأذى عن نفسها ولا تصمد في
المنافسة الاقتصادية الشرسة التي لا ترحم الاقتصاديات الضعيفة.
ويكمل : "إن ما يرمي إليه "مشروع القرن الأمريكي الجديد هو تجزئة دول المنطقة وعلى
رأسها المملكة العربية السعودية "الحاضنة الأولى للإرهاب"- حتى وإن وقع الاختيار
على البدء بغيرها لأسباب جيوستراتيجية واقتصادية بديهية – إلى دويلات ثلاث:الحجاز
ونجد ونجران،وتحويل الحجاز إلى دويلة شبيهة بالفاتيكان وإذكاء نار الفتنة بين سنتها
وشيعتها، وفي مصر بين المسلمين والمسيحيين والنوبيين، وفي السودان بين الشماليين
والجنوبيين، والمسلمين والمسيحيين، والشرقيين والغربيين (شرق السودان ودارفور)، وفي
موريتانيا بين العرب والزنوج وبين العرب والعرب، وفي ليبيا ..وفي الجزائر..وفي
المغرب..وفي الكويت..وفي البحرين... أما ما يريدونه من العراق فقد أصبح أمرا واقعا
أو يكاد: دويلة كردية في الشمال تؤمّن تدفق نفط الشمال، ودويلة شيعية في الجنوب
تفتح آبار الجنوب للنهب المنظم من سفن المحتل وعصابات الإجرام والقتل الجماعي،أما
دويلة الوسط فلا تسألني عن القوم المجرم!"
أهداف البابا تتحقق على
أرض الواقع
بعد خطبة البابا مباشرة
بدأت أحداث القتل للمسحيين في الشرق الأوسط . فالخطبة أستهدفت بهجموها علي البنيان
الإرهابي للإسلام إستثارة المسلمين لأحداث عنف. وقد وقع العنف بالفعل.
ففي الصومال: قام رجلان
بإطلاق النار على راهبة إيطالية والحارس الشخصى لها، عملت لسنوات طويلة في خدمة
المستشفيات الصومالية ومعالجة ضحايا للحرب الأهلية في الصومال من المسلمين وقد رفضت
هذه الراهبة التي تبلغ من العمر 70 عاماً ترك مقديشو عندما عرض عليها ذلك وأشارت
أنها تقوم بعمل إنساني. في الصومال طبقاً لأقوال راهبتين من زملائها. و كتبت
الصحيفة الألمانية "تاجز شاو" أعلى هذا الخبر الذي نشر بعنوان " إطلاق النار علي
راهبة إيطالية" (من المحتمل أن ماحدث له علاقة بخطبة
البابا) "http://www.tagesschau.de/aktuell وقد وصف المتحدث الرسمي للفاتيكان هذا
القتل بأنه شئ عمل وحشي و تمني أن يبقي ذلك مجرد حادثة منفردة.
القاعدة وكتائب أشبال
الإسلام السلفية ومنظمة النصرة و الجهاد في بلاد الشام
وفي العراق قتل مسيحي،
وأقدم لكم نص الخبر لأهمية ما ورد به:
"مفكرة الإسلام [خاص]:
أثارت تصريحات البابا التي أطلقها أول أمس بالتهجم على الإسلام وعلى النبي صلى الله
عليه وسلم صدى واسعًا بالعراق كما في بقية العالم الإسلامي. نتج عن ذلك أن قتل
اليوم نصراني بعد هذه التصريحات في بغداد وفقًا لما نقله مراسل مفكرة الإسلام عن
مصدر في مستشفى اليرموك، حيث قال المصدر إن نصرانيًا عراقيًا تعرض لأربع طعنات
بسكين أسفرت عن مصرعه في الحال في سوق الأثوريين جنوب بغداد. وأشار مراسل المفكرة
في بغداد إلى بيان وزّع على عدد من مساجد بغداد لفصيل مسلح غير معروف على
الساحة العراقية يطلق على نفسه "كتائب أشبال الإسلام السلفية" هدد بابا
الفاتيكان ببدء ما أسماه "ذبح جميع نصارى العراق" خلال ثلاثة أيام إذا لم يعتذر
أمام العالم للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين على كلامه الخبيث، حسب نص البيان.
وذكر مراسلنا أن البيان الذي علق على بعض مساجد بغداد جاء في نصه:"إلى الكلب العقور
كبير عبدة الصليب اعلم أن أشبال الإسلام في العراق لن يسكتوا على كلامك بحق نبيهم
وقرة عينهم محمد صلى الله علية وسلم فوالله الذي لا إله إلا هو رب موسى وعيسى ومحمد
ليأتينك الرد عاجلاً غير آجل مزلزلاً مرعبًا على رقاب أتباعك النصارى في العراق
خلال ثلاثة أيام إذا لم تقم خلالها بإعلان اعتذارك لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أمام العالم أجمع ذليلاً صاغرًا، واعلم أننا قادرون على ذلك بإذن الله. وقد أعذر من
أنذر".
وجاء في البيان الصادر عن
الهيئة الشرعية لجيش المجاهدين العراقي "قسما برب الكون ان صليبهم في قلب روما لا
شك سيسحق, روما سيفتحها جنود محمد".
كما انفجرت قنبلة امام
كنيسة في البصرة, جنوب بغداد, ملحقة اضرارا طفيفة ببابها.
أما عن تصريحات القاعدة
وتهديداتها لبابا الفاتيكان فهي حقيقتاً مدهشة للغاية وتقول نفس ما تقوله كتائب
أشبال الإسلام السلفية " نقول لخادم الصليب أنتظر الهزيمة .. نقول للجبابرة
والكفار أنتظروا ماسوف تبتلون به . إننا سنكمل حربنا المقدسة وسوف نحطم الصليب".
ألا يلفت إنتباهكم لهجة
العنف والتهديد المشتركة التي تتسم بها هذه التصريحات، تلك التي يريد الغرب أن
يرسخها في أذهان المواطنين المسيحيين. لقد قرأت هذه التصريحات بالألمانية في الصحف
الألمانية التي يقرأها المواطن العادي وهي مشورة بنفس الشكل في جميع صحف أوربا
وأمريكا. لصالح من تعمل القاعدة وغيرها من هذه المنظمات. أين هم مقاتلون القاعدة
إلي من ينتمون .نحن نعرف مقاتلي حزب الله الذين دافعوا عن لبنان ضد الهجمة
الصهيونية الأخيرة. تري لماذا رفض حزب الله وحسن نصر مساعدة القاعدة . تري هل
عناصرهم منتشرة في كل دول المنطقة لتمهيد الطريق للغرب وأمريكا من خلال أعمالهم
الأرهابية، أم يختفون في جبال أفغانستان منتظرين قدوم أمريكا بعد أن ينتهي نبلاءها
من رحلة صيدهم السريعة في الشرق الأوسط.
وفي الاراضي الفلسطينية
تسببت تصريحات البابا في هجمات على الكنائس. ففي نابلس (شمال الضفة الغربية)
القيت قذائف حارقة اليوم السبت على كنيستين من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار قبل
ان يقتحم رجال مسلحون كنيسة ثالثة لم يكن بها احد واطلقوا النار داخلها. كما اطلق
مسلحون النار على اقدم كنيسة ارثوذكسية في غزة بعد ان القيت عليها الجمعة اربع
عبوات ناسفة سقطت على سورها الخارجي.
وقد رفعت روما إستعداتها
الأمنية لأقصى درجة لتأمين الأثار الهامة فيها وبدأت في تفتيش حقائب السائحين
وتمررهم من خلال أجهزة كشف المعادن والأسلحة قبل دخلوهم لكنيسة القديس بطرس
والكولوسيوم , كما أمنت الكنائس الكبري في روما وكثفت علميات التفتيش بها. و تم منع
مرور أية طائرات في المجال الجوي الذي يقع تحته مقر البابا الصيفي بقلعة جان دولفو
تحسبا لوقوع إي هجمات.
أوليست كل هذه الأحداث
والتصريحات التي أصدرتها هذه الجماعات الدينية المنتسبة للإسلام، المعروف منها وغير
المعروف والأستعدادت الأمنية لروما التى يراها ويعايشها الزوار المسيحيين من جميع
أنحاء العالم و تنشرها الدعاية الأمريكية الصهوينة بشكل مدرس ومبرمج، تبريراً أمام
المسيحيين البسطاء لهجموم أمريكا علي الشرق الأوسط الأرهابي وتخدم بشكل مباشر الهدف
الأمريكي للحرب والسيطرة على الشرق الأوسط. وسواء كانت المخابرات الأمريكية هي
المدبر لهذه الأحداث والتصريحات أو كانت هذه الجماعات تفعل ذلك من تلقاء نفسها
فعلينا الإنتباه في النهاية إلي أن منطقتنا برمتها مستهدفة كما قال ألأنبا شنودة في
تصريحاته:
"أنتقد البابا شنودة
الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية تصريحات بابا روما بينديكت التي
أساءت للإسلام والمسلمين. وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس, وتابعه مندوب الأهرام
أشرف صادق كان يجب قبل أن يتحدث أن يراعي ردود فعل العالم الإسلامي خصوصا أنه تحدث
فيما يخص ويمس مشاعر مليار من البشر . وأوضح البابا شنودة أنه لايعرف علي وجه
التحديد ما هو دافع بابا روما في كلامه بشأن الإسلام, ولكن يخيل إلي أنه ـ وهو
ألماني الجنسية, وكان موجودا في ألمانيا قبل أن يصبح بابا للكاثوليك أنه قال هذا
الكلام لأن أحد الوزراء اقترح تدريس الإسلام في المدارس الألمانية, وأظن أن كلامه
كان ردا علي هذا الاقتراح. وقال: ان مصر مستهدفة وإن أقباط مصر ومسلميها
نجحوا علي مدي14 قرنا من الزمان في تفويت أي فرصة تمس وحدتهم وتماسكهم.
وأستنتج من كل الأخبار
التي قرأتها عن مقتل مسيحيين بعد خطبة البابا، أن أغلب هذه الأعمال والأحداث هي
بتدخل وتآمر المخابرات الأمريكية. ولم يطلق الأنبا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية
تعبير أن مصر مستهدفة علي عواهنه. فقداسته رجل وطني ومصري أصيل وقف بقوة لكل
محاولات إثارة الفتنة في مصر. أنه يعرف جيداً ما يخططون له. وإذا كانت هذه الرؤية
تآمرية كما يمكن أن يري البعض في تفسيري لأحداث القتل، فهل يفكر قداسة الإنبا شنودة
أيضاً بعقلية تآمرية وهو مسيحي وأنا مسلمة. ولمن يرفض فكرة المؤامرة أقول له أن
إشتعال الحرب الإهلية الأولي في لبنان بدأ بأن أطلق أحد الأرهابين المسلمين النار
علي المسحيين المارونين أثناء خروجهم من الكنسية الجديدة التي أفتتحها الرئيس
اللبناني العميل للأمريكا " بشير الجميل " في عيد الفصح كما أن رفيق الحريري قد
أغتالته جماعة النصر و الجهاد في سبيل الله في بلاد الشام والتي لم نسمع عنها من
قبل أو بعد أغتيال الحريري . مثلما لم نسمع من قبل عن كتائب أشبال الإسلام السلفية
التي قتلت مسيحي في العراق وأصدرت بياناً بذبح المسيحين وفتح روما بجنود محمد . كما
أن أحداث 11 سبتمبر نفسها يري فيها الأمريكيون أنفسهم أنها تمت بتدبير من المخابرات
الأمريكية مستخدمة عناصر من القاعدة. لتكون ذريعة لبدء حملتها علي الشرق الأوسط
والتحكم مباشرة في مصادر النفط بزعم محاربة الأرهاب. ولهذا لا أسبتعد أن مثل هذه
الحوادث التي تمت بشكل فردي هنا أو هناك أن تكون بتدبير من المخابرات الأمريكية
مستخدمة فيها عناصر موتورة من المسلمين الذين غسلت لهم قيادتهم عقولهم بقتل الكفار
ليقوموا بتنفيذ مثل هذه الأعمال الإجرامية لصالح الإدارة الأمريكية و الغربية
لقد بات علينا أن نفهم أن
الجماعات الأسلامية في المنطقة العربية تنقسم إلي ثلاثة أقسام . جماعات أسلامية
مقاومة للأستعمار تستهدف الحفاظ علي الإستقلال الوطني وخير الناس جميعاً مثل حزب
الله . وجماعات سلفية يقوم برنامجها علي تحقيق مصالحها الشخصية في السيطرة علي
السلطة باسم الدين والعمل علي أعادة المسلمين للوراء من خلال ما تنشره من تعاليم
مناهضة للمعرفة والعلم والإبداع و هي تخدم بعلم أو بدون علم المصالح الأمريكية.
وجماعات عميلة عمالة مباشرة للمخابرات الأمريكية. تصنعها المخابرات وتستخدمها
لأثارة الفتنة والقتل والتدمير لتسهل من خلالها تنقيذ مشروعها الكبير و تبرره.
علينا الإنبتاه إلي أن
تصريحات مثل هذه الجماعات بقتل المسيحيين تؤكد للشعوب المسيحية التضليل الذي بثه
البابا في خطبته بأن المسلمين إرهابيين وقتلة ولايتناقشون بالعقل. فقد قاموا بالقتل
والتهديد بدلاً من مناقشة كلام البابا بالعقل. ولهذا أقول أن مثل هذه التصريحات
والأعمال هي لصالح الغرب، إن لم يكن هو الذي أخرجها للنور ومولها. لأنها تؤكد علي
إرهابنا وأجرامنا أمام الشعوب المسيحية المضلله من قبل إعلامها. و تدفعهم أكثر
لتأييد الحرب الأمريكية علي الشرق الأوسط بزعم إجتثاث جذور الإرهاب. وعلينا بداية
أن نكسب المواطن الغربي للدفاع عن قضيتنا والوقوف ضد حكومته في أمريكا وكل دول
الغرب ومنعها من إرسال أساطيلها للشرق الأوسط. بدلاً من كسب عدائه بالقتل وبدلاً من
أن نثبت لهم صحة ماقاله لهم البابا مضللا إياهم بأننا ليس لدينا عقل و أننا مجرمون.
أنهم مثلنا بشراً بسطاء لا يريدون الحرب. حكوماتهم تضللهم لحشدهم في الحرب علي
الأرهاب الإسلامي. وبدلاً من القتل وإصدار مثل هذه البيانات الإجرامية. علينا تكتيل
وحشد صفوف العرب مسلمين ومسحيين لمواجهة هذه الهجمة الشرسة، وأن نفعل مثلما فعل حزب
الله في حشد مسيحي ومسلمي لبنان لمواجهة الهجوم الإجرامي الأسرائيلي الأمريكي
عليها. لقد أقام القساوسة الأحرار في لبنان قداستهم في كنائسهم ودعو فيه أن ينصر
الله جزب الله في كفاحة من أجل لبنان. أوليس هذا أكبر دليل على أن الله واحد عند كل
البسطاء المخلصيين. إن قادة حرب البترول والعولمة لا يضعون في حسبانهم و هم يخططون
لحروبهم قوة الشعوب الموحدة التي تملك قضية حقيقية تدافع عنها هي قضية أرضها
ومصيرها وإقتصادها ومستقبلها ومستقبل أبناءها.
ولتكن الحرب ... إننا
قادرون ولن ننهزم وسنقاوم مثلما قاوم حزب الله ومثلما قاومت فيتنام وغيرها من
الشعوب دفاعاً عن الحق والسلام وخير البشر أجمعين مسلمين ومسيحيين. والله معنا.
الله الحق، وليس إله باباوات الحرب أو إله جماعات القتل والإرهاب التي تتمسح في
الأسلام والإسلام منها برئ.
20/9/2006