ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

عبد السلام العطاري - فلسطينيا معلمتي: أي فلسطين تسألين؟!

عبد السلام العطاري - فلسطين

 

الزيتون هو الشاهد الأخير على البراري الهاربة.. على الوطن المشرد بين الوجوه المتشابهة يصرخ من أنت؟ تصيبه الدهشة حين يكون الرد عربيا.. يشيح بوجهه ثانية يصرخ: من أنت؟  هذه اللهجة أذكرها.. أرددها تتردد كلما غرس الفجر نصاله في آخر نبضة لليل.. يسقط منها  حرف الضاد.. تنتشر الدماء المتناثرة على أعقاب البنادق المنثورة كطفح سقيم على الأرصفة الممتلئة بدموع أطفال المدرسة.. على كعب كراس تناثرت حروف صارخة.. من يشدني/ يجذبني إلى ورائي؟ أنا طفل حاسر الحلم تجردت منه، وأول طلقة ارتطم وقعها في لجة وعيي الصغير، وغرست خوفها على طريق أسلكه.. لا أرى سوى أشباح وأقنعة.. أسأل: من أنتم؟ صوت تخنقه لثامة الجبن.. اصمِتْ.. أَصمتُ.. تتزاحم كل الحكايات عن الفدائي ذي السواعد السمراء المفتولة العضلات.. شاعر في هزيع الليل الأخير.. باحث عن حريتنا أول الليل..  هل أنتم، أنتم..؟ يسأل.. لحن بندقيتك تغير إيقاعها.. كان يثير الحماسة في (أبي عرب*)، ويغني لكم.. لنا .. للأرض.. للبحر.. للسرّيس.. للرمل.. لكانون النار.. لجدتي.. ربما تغير  إيقاع اللحن.. نحن في زمن التغيير.. لكن جدتي قالت لي: كل شيء يتغير إلا هو.. والقيم والأخلاق النبيلة.. لا أعلم.. ماتت جدتي قبل رغيف العولمة وقبل أن تدرك أن كل شيء قابل للتغيير حتى نحن، وقبل أن بتنا نجهل التفريق بين العربية وغيرها، وقبل أن يمزق الصبية بناطيلهم للحاق بالموضة وقد سبقهم ابن جيراننا المتسول منذ زمن.. تسألني معلمة الصف  عن حدود فلسطين.. أجدني أنتهي إلى الصفر.. لا أعرف.. أي فلسطين يا معلمتي؟ أين هي؟ أذكر هذا الاسم من قبل.. أذكر صبية جميلة كانت تلاحقني حين كنت أسرق منها دميتها.. كانت تغضب لذلك.. ما وجه الشبه بين الغضب خلف اللثام وبين الغضب علانية؟ يسأل طفل بائس لم يجد مصروف يومه.. أتركه في حيرة السؤال وأهرب إلى أغنية.. أسأل: من يعزف دندنة على حرف اللسان؟ من يقدر أن يرفع يده دون أن تمزقها رصاصة طائشة؟!

أيها المنتشرون كجراد لا يأكل غير زرعنا.. لا يفسد غير حقولنا..لا يفتك بغير أشجارنا.. ارحلوا إلى قرارة الجحيم وارتدوا إلى نحوركم.. ليكن الموت لكم وحدكم.. اتركونا لا نقتل برصاص المستبسل رغبة بالدم/ بالانتقام، أو على حاجز ما زال قائماً على شوارعنا، وعلى مقربة من مقبرة الشهداء، وفي كل عابر إلى قرانا الباقية على صهوة الصمت ونظرات الدهشة وابتلاع الصبر الذي تجذّر في قعر أفئدتهم.. هذا اللوز المنتشر كجحيم الآن يحرق النار.. كيف تحترق النار بالنار أيها الشقي؟ يجيب: حين ينتعل الرأس جمجمة لا تعرف وجهتها، ولا تدرك قُبلة من قِبلة أو صرخة استغاثة.

كفى أيها القاتل.. بالأمس كانت السماء تنعف بشظايا سداسية تصيبنا.. بالأمس كانت مطرقة تدق أسقف البيوت.. تحطمها لتقع دالية وسط البيت والخبر العاجل أطفال ونساء تصرعهم  قطوف عنب دانية، فادنو منا كي تدنو فلسطين مرة أخرى منكم.

 

* أبو عرب: زجّال فلسطيني مازال لاجئاً ويغني لفلسطين.

 

رام الله – فلسطين

 منتصف يناير 2007

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا