ف |
شعر مترجم |
في ثلاثة أيام بدون معلم ماجد الحيدر - العراق
عزيزتي القارئة الكريمة. عزيزي القارئ الكريم. يسرني أن أقدم لكم هذه الطريقة البسيطة والمختصرة والعلمية والمضمونة والمجربة التي تتيح لأي قارئ ذي حظ متوسط من الإلمام بالقراءة والكتابة أن يتحول في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أيام الى(( ناقد حداثوي)) ناجح يمكنه الولوج بكل ثقة واقتدار الى((الوسط الثقافي)) ليشار اليه بالبنان ويفرض نفسه ضيفاً مزمنا على المؤتمرات والندوات والصفحات الثقافية والبرامج التلفزيونية. لم تكن هذه الطريقة المبتكرة وليدة للصدفة أو الهوى أو الترف الفكري بل سبقتها ((إرهاصات)) كثيرة ((ودراسات تحليلية)) معمقة لواقع حال ((المشهد الثقافي العراقي)) وحاجتة الماسة الى ((مرجعية)) موثوقة تساعد المتطلعين الى نيل هذه الصفة بأقصر وقت وأقل التكاليف. وكانت الخطوة الأولى لابتكار هذه الطريقة هي ((المراجعة)) المتأنية للعشرات من ((الدراسات)) والمقالات ((النقدية الحداثوية)) المبثوثة على صفحات الانترنت والصحافة المحلية بغية حصر وتبويب الكلمات والعبارات والمصطلحات وأسماء الأعلام الأكثر استخداماً وإبهاراً في ((المدونة النقدية العراقية)). وكانت الحصيلة الأولية لعملنا أن حددنا ما يقارب المائتين من تلك الكلمات التي أسميناها "المفتاحية" التي أرفقنا بغالبيتها عدداً من الصيغ والأشكال الصرفية والاصطلاحية والمتلازمات اللفظية الشائعة. وكانت الخطوة الثالثة (لا عليكم بالثانية) هي تجهيز بطاقات صغيرة خصصنا كل واحدة منها لكتابة واحدة من هذه الكلمات المفتاحية التي يرافقها عدد من الصيغ التي أشرنا إليها. والآن نضع هذه البطاقات في علبة أو كيس مناسب ونهيئ ورقة وقلما ثم نبدأ باللعب (عفواً الكتابة) وبالطريقة التالية: نسحب 7 بطاقات ونضعها على المنضدة ونحاول أن نشكل منها جملة نقدية حداثوية مفيدة مستعينين بكلمات "ملء الفراغ" المناسبة مثل عبارات المجاملة أو الرضا أو السخط وكلمات وعبارات الربط والافتتاح المناسبة: مما لا شك فيه، ويقينا، ولعل، علاوة على ذلك، أما بالنسبة، ولم يكن من قبيل المصادفة أن، من المؤسف، سبق أن أشرنا إليها..الخ. مع السماح بالطبع بإحداث التحويرات البسيطة الضرورية مثل التذكير أو التأنيث والإفراد والجمع أو تغيير الزمن أو اشتقاق الفعل من المصدر أو العكس الخ. إذا وجدت ضمن هذه البطاقات السبع بطاقة لا يمكن ملاءمتها مع بقية الكلمات يمكن إرجاعها الى الكيس وسحب أخرى مكانها أو يمكن وضعها على جانب واستخدامها في الجمل والفقرات التالية على أن لا نلجأ الى ذلك إلا في حالات الضرورة القصوى.
مثال تطبيقي: لنفترض أننا سحبنا عشوائيا سبع بطاقات كانت على التوالي: (مفصلي، إبداع، مشروع، حوار، اشتغال، أداة، مفهوم) نكون منها الآن الجملة التالية: (في هذه القصة وهي برأيي نقطة ((مفصلية)) في ((مشروعه الإبداعي)) يعمد الكاتب الى ((تشغيل أدوات الحوار الداخلي)) لأبطاله ليعبر من خلالها عن الصراع ((المفاهيمي))...) نسحب الآن سبع بطاقات أخريات هي : (انزياح، مباشر، حداثة، إيديولوجي، تسموي، نزعة، تمركز ) عندها نكمل الفقرة كالتالي: (..((والإيديولوجي)) ذي ((الانزياح الحداثوي)) الذي يتجاوز الخلاف ((التسموي)) ((المباشر)) ((المتمركز على الذات)) أو ((النزعة)).. الخ) وهكذا دواليك.
بسيطة وممتعة. أليست كذلك؟ وليس هذا فحسب. بل يمكن أن يشترك أكثر من شخص في اللعب (أعني الكتابة) حيث يقوم كل شخص بسحب بطاقاته حسب دوره وعندما يعجز عن إكمال جملة أو عبارة حداثوية مفيدة خلال وقت محدد يتفق عليه اللاعبون يخسر 7 نقاط كما تحذف منه نقطة واحدة إذا لجأ الى تبديل إحدى بطاقاته أو تأجيل استخدامها أو ضبط متلبساً باستخدام كلمة سبق لأحد زملائه استعمالها.. وهكذا ضحك ولعب وجد وحداثة! ربما يتبادر الى القارئ أن هذه الطريقة مستعارة من اللعبة الإنكليزية القديمة(scrabble) لكنني استدرك عليه بأن تلك اللعبة الساذجة تقتصر على التلاعب بالحروف لتكوين كلمات قاموسية في شيء أشبه بلعبة الكلمات المتقاطعة، أما نحن فحالة أخرى: نحن نمارس نشاطاً أرقى بكثير.. نحن نكتب نقداً حداثوياً! ملاحظات مهمة: 1- يمكن (حسب الطلب والرغبة) أن نصنع بطاقات إضافية للكلمات المتفرعة عن كل كلمة مفتاحية. مثال على ذلك يمكن أن نخصص بطاقات منفصلة للكلمات والمتلازمات التالية المتفرعة عن كلمة نقد: نقد، نقدية، مصدات نقدية، إجراءات نقدية الخ. ويمكن أيضا (لغرض السهولة والاقتصاد في الجهد والنفقات) أن نجمعها سوية في بطاقة واحدة ونعيدها الى الكيس بعد كل استعمال لغرض استعمالها مجدداً مع ملاحظة عدم التورط في استخدام نفس الصيغة أو المتلازمة لئلا نتعرض لعقوبة التكرار التي اشرنا لها قبل قليل. 2- يمكن (وحسب الرغبة ودرجة شيوع الاسم وتداوله ووقعه) إضافة المزيد من أسماء الأعلام ويفضل أن يكونوا طبعا من الزملاء الحداثويين الغربيين، مع ملاحظة عدم جواز إيراد أكثر من علمين في جملة واحدة (نحن لا نريد أن نستعرض ما نحفظه من أسماء) 3- ربما يتبادر الى الأذهان السؤال عن مضمون المقالات أو الأحاديث التي يمكن كتابتها بهذه الطريقة أو مدى غناها أو جدواها أو محتواها الفكري أو حتى كونها مفهومة. وجوابي على ذلك بكل بساطة: ليس المهم أن تكون مفهومة أو غنية أو مجدية، إنما المهم هو تماسكها السياقي واللغوي. فمن المعلوم على نطاق واسع أن هذه المقالات والمداخلات تكاد تكون مضمونة النشر (خصوصاً في الصفحات الثقافية التي يحررها الأصدقاء) حتى إن لم يقرأها أحد في العادة. وهي (عند القائها في المؤتمرات والندوات) ليس لها إلا غرض واحد هو ملء الفراغ بين وجبات الطعام أو الشاي والمعجنات المقدمة خلالها، ناهيك عن أن هناك اتفاقا شبه معلن بين كل الأطراف على تمشية أمور بعضها البعض وتجنب الإحراج أو أية تساؤلات من هذا النوع. 4- أود أن ألفت انتباه السيدات والسادة القراء الى هذه مجرد نسخة تجريبية مبسطة تصلح للمستويات الأولية من الحداثويين المبتدئين ولا تخلو من الأخطاء والنواقص. ولذلك نرجو من الجميع تزويدنا بملاحظاتهم الثمينة لتطويرها أو تطويعها لغرض استخدامها من قبل النخبة المتقدمة من الأساتذة الحداثويين أو طلبة الدراسات العليا في جامعاتنا العتيدة. 5- وختاما أرجو تذكير الجميع بأن هذه الدراسة (والابتكار المنبثق عنها) لا تعني بأي حال من الأحوال السخرية من النقد الحداثوي الذي شهد ازدهارا منقطع النظير خلال الأعوام الأخيرة، ناهيك عن أية رغبة في التشكيك بمكانة زملائنا وأساتذتنا النقاد الحداثويين الذين تجمعني بالعديد منهم علاقات طيبة، وناهيك ثانية عن الحط من شأن وأهمية هذه العبارات والكلمات والمصطلحات المفيدة بذاتها، فللطب لغته وللرياضة لغتها وللنقد لغته. ولاحظ أن هذه الدراسة نفسها لم تكن لترى النور دون الاستعانة بالعديد منها فأرجو الاعتذار والله من وراء القصد. الملاحق:
*الملحق الأول: جدول بالكلمات المفتاحية المستخدمة في النقد الحداثوي مرتبة حسب التسلسل الألفبائي (قابل للزيادة والتعديل)
*الملحق الثاني: نص مطول من حوالي 870 كلمة يصلح كمقالة أو بحث نقدي حداثوي بالاستعانة بالكلمات المفتاحية المذكورة في الملحق الأول (مع ملاحظة أن تلك الكلمات وضعت بين قوسين مزدوجين لغرض تمييزها عن كلمات ملء الفراغ)
((مظاهر البنية المعمارية واشتراطات التحقيب السردي)) في مجموعة إنثيالات العتمة المدارية للقاص ...)
إن قراءة أولية لمجموعة القاص ((المبدع)) (....) تعيد الى الأذهان ((السؤال المعرفي)) الذي سبق أن طرحه ((رولان بارت)) حول أهمية دراسة ((الظاهرة الزمكانية)) في ((السردية الحديثة)) باعتبارها جزءاً من ((تيار))ٍ يسعى الى دراسة ((الزمن العمودي للحدث)) ضمن ((سؤال نقدي)) أوسع يطرح ((اشكالية)) البعد ((الغائي)) للعمل الأدبي كنشاط ((فينومونولوجي)) يهدف الى توصيف الشكل ((البنيوي والسيميائي المتشظي)) عن الواقع المعاش، وهو كما هو معروف سؤال ((اجناسي)) بالدرجة الأولى، حيث يؤكد ((امبرتو ايكو)) في أكثر من مناسبة على أهمية ((المنهجية النقدية المتقدمة)) في ((تناول النصوص)) عبر ((التوغل)) في ((متاهاتها التراتبية)) القائمة على ((تعدد الأصوات)) لا على ((الحدوس)) المجردة، وهذا ما نجح فيه الكاتب من خلال ((تأثيث نصوصه بالرؤى والثيمات)) النابعة من ((إرهاصات خارطة)) الواقع ((العراقي)) كما عاشتها وروتها ((أوساط السبعينيين)) بدءاً من ((الاستهلال)) ومرورا بجميع ((مستويات النص)) اللاحقة دون ((الانسياق)) الأعمى للادعاءات ((الحداثوية الشكلية)) التي تحاول إرغام ((النسق النصي)) على التخلي عن ((المخيال المعرفي)) لصالح ((التلازم السياقي)) الذي يتجاوز ضرورات ((التجييل)) ويسعى الى القفز فوق ((عنصري الزمن وإيقاع)) الواقع الفعلي بادعاء الانتماء الى المدرسة ((الواقعية السحرية)) أو ((اجتهاداتها التجريبية)) التي أحدثت ((قطيعة معرفية)) لم تتوضح آثارها بعد. غير أن ((المقاربات التأويلية)) الاكثر تفصيلا ((للنصوص المروية)) تتيح لنا الكشف عن ((تسربلها)) بالعديد من ((الأنساق الظاهرة والمضمرة)) التي ((تتماهى)) بطريقة ((فاعلة لتأسيس التفاف)) ناجح على ((السياق التقليدي للمدونة الحكائية)) عبر ((تصعيد الحدث)) و ((تفعيل وتأصيل عنصر تيار الوعي)) الذي ((يتموضع)) في ((ثنايا)) القصص ويعلن عن نفسه في ((تقنيات بصرية وذهنية حساسة)) تنكشف ((عن مناطق مفلمنة)) تشكل تحدياً ((اشكاليا)) لأي ((مشروع نقدي)) يزعم قدرته على ((استشفاف و تبئير معطيات)) هذا ((التشظي الهيكلي)) المقصود ((للحدث)) الذي عمد اليه الكاتب. إن ((التلازم المعرفي)) الذي يبلغ احيانا درجة ((التناص الحكائي)) بين ((الزمن الافقي)) الذي يعرضه لنا الكاتب في ((التأطير)) العام لقصصه وبين ((تقاطعات التحقيب الزماني والمكاني)) التي تتخللها لهو ((اسلوب قصدي ومقاربة)) جريئة ضمن ((تقنين واع لبنية النص ومنظوره الدلالي)) الغرض منها استمرار ((التشكيك الجدلي)) الذي دأب على طرحه رواد ((سؤال الحداثة بالتراتبيات التقليدية ومكنوناتها)) المتخلفة وهو ما يعبر عنه أصدق تعبير في أولى قصص المجموعة (..) في هذه القصة وهي برأيي نقطة ((مفصلية)) في ((مشروعه الإبداعي)) يعمد الكاتب الى ((تشغيل أدوات الحوار الداخلي)) لأبطاله ليعبر من خلالها عن الصراع ((المفاهيمي والايديولوجي)) ذي ((الانزياح الحداثوي)) الذي يتجاوز الخلاف ((التسموي المباشر المتمركز على الذات)) أو ((النزعة التقريرية)) الخالية من أي ((هامش)) للانفتاح على ((الآخر)) الى ((عوالم الاحتدام الدراماتيكي)) بين ((الأجيال)) حول ((السؤال المركزي)) للوجود ((المعاصر)). وهو يلجأ الى ((أنساق)) من ((المعالجة السينماتوغرافية)) التي تبتعد عن ((الخطاب المباشر)) وتحاول عبر ((خزين)) من ((التجليات)) الوصول الى ((المنظومة الجوانية والمحمولات الميتافيزيقية)) لتلك ((الاسقاطات)) ذات ((العمق الدلالي)) العصي على ((الاختزال)). ولعل الكاتب قد حاول عبر ((اشتغاله)) على ((بؤر الكشف)) التي لمحنا اليها الى ((مأسسة الثنائيات)) التي اشار اليها ((فرديناند دي سوسير)) وأعني بها ((ثنائية الأفقي-المنفعل)) التي تمثل ((المجالات أو الفضاءات)) المألوفة في ((المتن)) بالتضاد مع ((ثنائية المطلق-المؤسلب)) التي تركز على السعي الحثيث الى ((التمحور)) حول الأجواء المصاحبة ((لمنطقة ما بعد السرد)) التي اخفق العديد من واضعي ((المدونة النقدية المعاصرة)) في تحديد ((اشتراطاتها)) بسبب ابتعادهم عن ((مرجعيات النص)) واعتمادهم السلبي على ((المنهج النصي)) في ((تحليل ملامح نظرية التلقي)) التي ((يوظفونها بالتساوق)) مع متناقضة ((الحضور-الغياب كمعادل موضوعي للحفر)) في ((النسق المتني للخطاب الانفعالي)) الذي يتحول في هذه الحالة الى ((نص انطولوجي مفتوح)) كما يذهب ((محمد عابد الجابري)). لقد نجح الكاتب في ابراز ((مضامين)) قصصه باستخدام اسلوب ((التداعي الحر والتصعيد الدرامي لمستويات الحدث وخلفياته الاركيولوجية)) الموغلة في القدم عن طريق ((الاشتغال على مناطق جديدة)) كليا رغم نزوعها أحيانا قليلة الى ((مرجعيات سوسيولوجية مؤدلجة ترمي الى إلغاء الأنا أو الذات الواعية)) باعتبارها ((كينونة فاعلة)) وتستبدلها بما سماه ((الشكلانيون الروس بالديناميكية اللفظية)) وهو ما دعا اليه ((باشلار)) حين ((احتفل بالمحمول السياقي للنص)) نافيا عنه صفته ((الطقسية)) المجردة عند ((معاينة النصوص الإبداعية)) باعتبارها ((مؤشرات أو إحالات)) إن لم تكن ((مرادفات للمخزون اللفظي الفرداني)) التي تزخر به ((المدونة)) الجمعية. غير أن ((الألسنية المعاصرة)) لا تقتصر على دراسة ((البناء المعماري للحكي)) داخل ((السردية المعاصرة وتوظيفه سايكولوجيا)) في ((سبر أغوار الآخر))، بل تلجأ الى ((المفاهيم الظاهراتية)) الصريحة في خدمة ((تشيؤ الدوال السردية والقرائية)) وتجنب ((المناخات)) السلبية ((والمصدات النقدية)) التي تحاول تفنيد وجهة النظر ((التاريخية)) الهادفة الى ((تفعيل الحواس)) المتناقضة وما يصاحبها أو ينجم عنها من ((إسقاطات)) متوالية، وهذا ما يعد من ناحية ((التنظير الأكاديمي)) لعملية ((تشريح النص)) (على أقل تقدير) خللاً كان يجدر بالكاتب اجتنابه عن طريق التركيز على ((معاينة شخوصه)) عن كثب وتعزيز ((الأنساق الحوارية)) للعمل دون الاقتصار على ((الإشارات)) المسكونة ((بهواجس النسق المكاني)) لوحدها. ويلعب ((التلازم)) بين العنوان، باعتباره ((ثريا للنص)) و((تكثيفا دلاليا)) لما يليه، دورا حاسما في شحذ ((مجسات الحواس)) التي تعزز ((آليات التلقي)) كما يقول ((جومسكي)) لتصل بالنص الى ((أبعاده)) القصوى وما وضعه الكاتب من ((أجندات)) مسبقة تطمح الى ((الاشتغال على مناطق جديدة)) وفتح ((آفاق أسلوبية)) تستعصي على ((التجييل)) التقليدي وتستدعي ((منهجا نقديا))ً مغايرا ((نسبيا))ً في التعامل ((الديالكتيكي)) مع الجانب ((السرداني)) للنص بوصفه ((شفرة معرفية متماسكة)) وظاهرة ((ابستمولوجية)) ذات ((مستويات متعددة))، وهذا بالتحديد ما تطمح اليه ((الاجراءات النقدية الحداثوية)) عند ((دراسة تقنيات التناول)) الفني ابتداءً من ((العنونة)) ووصولا الى ما تفرزها من ((متواليات)) يفرضها ((الاسترسال)) في ما يرويه المؤلف باعتباره ((السارد العليم)) للأحداث. ولم يكن من قبيل المصادفة أن ((منحى الاندراج السردي)) في هذه المجموعة لم يعتمد على ((المخيلة المحايثة)) لوحدها بما تمتلكه من قدرات ((اتصالية)) في ((التملص)) من ((ظاهرة نكوص وتقعر)) الشخصيات و ((تشظي ذاكرة المتلقي)) التي يؤكد عليها ((ميشيل فوكو)) عند ((الاستدلال)) على ((آليات تفكيك الحدث)) التي سبق أن أشار إليها كل من ((هوسرل ودريدا وبول ريكور)) في ((مناهجهم النقدية)) عند ((تحليل الوحدات السردية)) من ((منظور فلسفي)) رصين.
*الملحق الثالث: نص أقصر مكون من 175 كلمة يصلح كمداخلة أو تعقيب في تقرير صحفي أو لقاء تلفزيوني أو حلقة دراسية:
في ما يتعلق ((بالشفرات السردية المعاصرة))، والصراع ((الديالكتيكي)) بين ((أجواء النسق المتني)) و ((ديناميكية المخزون اللفظي)) الشعبي، فإن واحدة من أولى ((الدلائل التاريخية)) على ((القطيعة المعرفية)) التي أحدثتها ((الواقعية الاشتراكية)) بين ((الأنا واشتراطاتها وبين تحقيبها الزماني والمكاني)) كما يقول ((محمد عابد الجابري)) عند ((تشريحه للمرويات)) الشعبية؛ هو هذا التلكؤ المؤسف في اكتشاف ((الاسترسال)) المتعمد الذي نراه في طيات ((التصعيد)) الدرامي في ((النسق النصي للحكاية)). إذ أن وجود ((الآخر)) هنا لا يستدعي بالضرورة ((تلازماً معرفيا))ً بين ((الزمن الأفقي والمخيلة السردية)) التي تنحو على الدوام الى ((الاشتغال على مناطق غير مستكشفة)) بعد في ((المنهج النقدي الحداثوي)). وينبغي التنبيه الى أن ((الحدث)) في هذه ((المرويات)) لا يعتمد على ((مرجعيات الوعي أو الانسياق)) خلف ((تقنيات الحفر الاركيولوجي)) سواء في ((الذاكرة الجمعية الشفاهية)) أو في ((المدونة الشعبية التقليدية)) المتناقلة. ولا بد لنا عند حديثنا عن هذه ((المحمولات)) ذات ((العمق الدلالي)) الكبير أن نبتعد قدر الإمكان عن ((التقريرية والهامشية)) التي أضرت كثيراً ((بالمدونة النقدية العراقية المعاصرة)) وأدت مع الأسف الى نشوء ((تيار أسلوبي)) متأثر ((بمنهج الشكلانيين الروس)) الذي يهمل ((الهيكل البنيوي)) لهذه ((الأنساق السردية)) المهمة ويؤدي الى نوع من ((التشظي المعرفي)) عند تناولها ((النقدي))
*ملاحظة ختامية:
في حلقات قادمة سوف نختار لكم 200-300 كلمة يمكن لكم عن طريق اللعب بها كتابة أية قصيدة حداثوية أو خطاب سياسي خلال نصف ساعة.فانتظرونا!
|
|
|
|