عن الشاعر | راسلنا | صوت الشعر | لقاءات | قراءات نقدية | قصة | مقالات أدبية | شعر |
سيد جودة – مصر / هونج كونج 2 فبراير 2011
ماذا تفعل حين يزورك ضيفٌ وتطول زيارته إلى حدٍّ لا تستطيع احتماله؟ ماذا تفعل حين تجد أنه ليس لديه ما يفعله سوى أن يجلس معك؟ ماذا تفعل حين تجد ضيفك يعلن أنه لن يغادر! ماذا تفعل مع هذا الضيف الثقيل الذي يجعل من نفسه صاحب دار ويجعل منك ضيفًا عليه؟! ماذا تفعل مع هذا الضيف الثقيل؟! ماذا تفعل حين يكون لديك موظف قد أثبت فشله في عمله مرة تلو الأخرى، وتم ضبطه مرارًا يسرق أموال الشركة، وحذرته مرة تلو الأخرى دون جدوى؟ ماذا تفعل حين تجد ذلك الموظف يعلن لك صراحةً أنه لا يقبل إقالتك له وبأنه باقٍ في عمله الذي أثبت فشله فيه؟ ماذا تفعل مع ذلك الموظف اللصِّ المتبجح؟! ماذا تفعل حين يكون لديك رئيس جمهورية أثبت فشله في منصبه بما لا يدع مجالا للشك؟ رئيسٌ خصْخصَ شركات الحكومة وباع ممتلكاتها وأراضيها بأبخس الأثمان، باع غاز البلد لعدوها الأول بثلث ثمنه العالمي في الوقت الذي يشتريه المواطن المصري بثمنه العالمي في بلده. رئيس في عهده تحولت البلد لشركة يديرها مجموعة من رجال الأعمال اللصوص الذين باعوا كل شيء وتاجروا بكل شيء. رئيسٌ أورث في عهده فقرًا بين الغالبية العظمى من الشعب الذي نجد فيه من أوشك على الأربعين دون أن يستطيع بدء أسرة خاصة به، ونجد أبًا ينتحر لفقره وعجزه عن سداد ديونه وسداد مصاريف أبنائه المدرسية، وامرأة حاملاً تنتحر لعجزها عن سداد تكلفة وضعها. ماذا تفعل مع رئيس يحدث هذا في عهده؟! ماذا تفعل مع رئيس في عهده انهار الاقتصاد المصري وأصبح الجنيه المصري يُدْهَسُ بأحذية العملات الأخرى؟ رئيسٌ في عهده أصبح دم المصري أرخص من التراب، رئيسٌ لم يأبه لكرامة مصري تُهْدَرُ في الخارج أو في الداخل. ماذا تفعل مع رئيس كهذا؟! ماذا تفعل مع رئيس فاشل تصوِّتُ لغيره فيُعاد انتخابه رغم يقينك من فشله وتزويره لصوتك؟ ماذا تفعل حين يخرج الشعب بأكمله، سوى قلة من المنافقين واللصوص المنتفعين بجرائمه وسرقاته، مطالبين بتنحيته ورحيله ومع هذا تجده مصرًّا على البقاء جاثمًا على صدر هذه الأمة؟! ماذا تفعل؟! ماذا تفعل مع هذا الرئيس المزور؟! ماذا تفعل يا شعب مصر مع ضيفٍ ثقيل طردته من بيتك فلم يحرك ساكنًا؟ ماذا تفعل يا شعب مصر مع موظف لصٍّ قمت برفته فلم يعترف برفتك له؟! ماذا تفعل يا شعب مصر مع رئيس فاشل مزور تطالبه بالرحيل فيصرُّ على البقاء كأنَّه أقسم قسمًا غليظًا أن يمتص دم هذا الشعب حتى آخر قطرة؟! ماذا تفعل يا شعب مصر سوى أن تمضي لقصر ذلك المجرم وتحاكمه على جرائمه؟! يا شعب مصر، إن ثورتك المجيدة هذه إما أن تكون نهايتك أو ميلادك. لو بقي هذا النظام الفاسد، وعادت كلاب السلطة لمكاتبها، فاعلم يا شعبي العظيم أنهم سيتصيدونك فردًا فردًا. إما أن تُسْقِطَ هذا النظام الآن وإما أن يُسْقِطُكَ هذا النظام الفاشي إلى الأبد، هذا النظام العسكري الذي لا يفهم إلا لغة العصا والجبروت. ويا أيها الرئيس المخلوع، يا أيها الرئيس الذي فقد شرعيته لدى الشعب المصري منذ 25 يناير 2011، أكان لزامًا عليك أن تدمر البلد قبل أن ترحل؟! أكان لزامًا عليك أن تأمر وزير داخليتك بالإفراج عن آلاف المساجين والمجرمين وتزويدهم بالأسلحة البيضاء لمهاجمة الشعب المسالم وسرقته وإشاعة الفوضى كي يعلم الشعب حجم النظام الذي كنت تحافظ عليه؟! أكان لزامًا عليك أن تأمر لصوصك بسرقة كنوز مصر القديمة التي لا تقدر بثمن كما سرقت وسرقوا كنوز مصر الحديثة التي لا تقدر بثمن؟! هل أقسمت أن تجعل هذا الشعب العظيم يجوع ويركع لآخر لحظة في حياتك المباركة؟! أبقاؤكَ في السلطة أهمُّ لديك من مصر وشعبها؟! أيها الضيف الثقيل، أيها الموظف اللص المرتشي، أيها الرئيس الفاشل المزور، لقد طردناك ورفتناك وخلعناك فارحل عن بلدنا الغالية التي نريدها أن تعود لمكانتها التي تليق بها. ماذا تنتظر والخراب يدمر البلد بسبب عنادك وبسبب كلابك التي أطلقتها تعيث في الأرض فسادًا؟ ماذا تنتظر؟! ارحلْ حقنًا للدماء إنْ كان لديك ذرة حبٍّ لهذا البلد ولهذا الشعب الذي هان عليك ثلاثين عامًا. ألا تكفي كل هذه السنوات التي قضاها الشعب في فقر ومهانةٍ وذلٍّ؟! أنت المسئول عمَّا آلت إليه مصر الغالية من تدهور وانحطاط في كافة المجالات. أنت المسئول ولا أحد غيرك فارحلْ أنت وزبانيتك كي تسترد مصر عافيتها. ارحلْ وخذْ معك كل المجرمين واللصوص الذين ملأوا مصر، والمساجين الذين أحرقوا البلد بأوامرك. ارحلْ قبل أن تحترق مصر! ارحلْ لو كانَ لديك قطرة دم من خجل! ارحلْ فنحنُ نكرهك ونحب مصر!ولتسقط أيها الطاغوت... وعاشت مصر!
|