Closed Gate
عن الشاعر راسلنا صوت الشعر لقاءات قراءات نقدية قصة  مقالات أدبية شعر

الشامتون والمترددون
سيد جودة - مصر / هونج كونج
ندوة – هونج كونج في 16 ديسمبر 2007

أتذكر دوماً مثلاً شعبياً سائداً في مجتمعاتنا العربية والذي إن أردت أن أصيغه في لغة فصحى فسيكون شيئاً كهذا "من كان بلا كبيرٍ ، فليشترِ له كبيراً!".
أتذكر هذا المثل حين أنظر لأحوالنا الثقافية. هذا ليس لأننا نـُكْبر كبارنا ونجلّهم بل للعكس تماماً. نحن عباقرة في وأد وتجاهل مواهبنا الشابة التي تحمل في داخلها بذور الكبار. ونحن عباقرة كذلك في تناسي كبارنا وإهالة الغبار على تاريخهم الذي كتبوه بسطور من إباء – تاريخهم الذي لولاه ما وجدنا أنفسنا على هذه الدرب سائرين!
يقول "لوشون" ، أديب الصين العظيم: "حين يسير الناس في اتجاه واحد يُصْنع الطريق!" ولكي يسير الناس في اتجاه واحد لابد لهم من روادٍ يقودون المسيرة ليتبعهم جيل وأجيال. فهل نحن حافظون ما صنعه روادنا؟ هل نحن لقدرهم مدركون؟ ولصنيعهم شاكرون؟ ربما قولاً فما أسهل القول وما أشقّ العمل!
إن ما حدث للشاعر الكبير الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي من حجز على أثاث بيته تمهيداً لبيعه في مزادٍ علني لهو سُبَّة على جبين ثقافتنا المصرية والعربية. والشئ الذي يحيرني حقاً والذي أعدّه معيباً ومخزياً هو هذا الصمت المريب الذي خيّم على الكتاب المصريين. نعم صمت مريب شملهم جميعاً وكأنهم كانوا في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث ليحددوا بعدها موقفهم وأية ميلة يميلون! لم يكتب من الكتاب المصريين سوى قلة وكتبوا متأخرين وعلى استحياء كأنهم يكتبون ذرًّا للرماد في العيون حتى أن أحدهم كتب فبدأ بالهجوم على الأستاذ حجازي والتذكير بمثالبه على حد قول الكاتب ، فكان حتى وهو في معرض الدفاع عن شاعرنا الكبير لا يملك نفسه من التذكير بالخلافات الشخصية بينه وبين الأستاذ حجازي. وإنه لشئ معيب على المصريين أن يكون الكتاب العرب أسبق منهم في الذود عن شاعرنا الكبير. هل كان ذلك الصمت شماتة من الشامتين وهل كانت تلك الكتابة المتأخرة من جانب المصريين بدافع الخجل أم بدافع المصلحة أم خوفاً من أن يلاحقهم الشيخ البدري بقضايا أخرى فألجم الفزع ألسنتهم وأنضب الحبر في أقلامهم؟!
كان أولى بهم وأشرف لهم أن يكونوا أول من يكتب عن هذه الفضيحة الثقافية بلغة واضحة حاسمة لا تقبل التأويل ولا تقبل الوقوف بين بين. لكن يبدو أن المترددين يحتاجون لوقت لكي يرتبوا أوراقهم. ويبدو أن هناك الكثير من الأمور تحدث وراء الكواليس وفي الظلمات تحدد لهؤلاء المترددين ماذا يكتبون ، ومتى يكتبون ، ولمن ينتصرون ، ومتى ينتصرون له! ويبدو لي أننا ما عدنا نشتري كبارنا كما يقول المثل الشعبي بل نبيعهم ، ونبيع أثاث بيوتهم إن لزم الأمر!

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

إلى دار ندوة

عودة إلى موقع ندوة

ضع إعلانك هنا