ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

مجزرة غزة، يا عرب شيء من الكرامة والغضب

رشيد شاهين - فلسطين

ندوة - هونج كونج - 28-12-2008

 

 

ان تزور ليفني عاصمة جمهورية مصر العربية فهذا ليس مستهجنا ولا مستغربا، حيث اصبح من الواضح ان العلاقة التي تربط بين تل ابيب والقاهرة اكثر قوة من تلك العلاقات التي تربط بين القاهرة والعديد من الدول العربية، اما ان تقوم ليفني باصدار التهديدات بالهجوم والقتل والويل والثبور من العاصمة المصرية، وبينما هي تقف الى جانب السيد أحمد ابو الغيط، الذي يمثل قمة الهرم في الديبلوماسية المصرية، دون ان يرف لها جفن، ودون ان تصدر حركة او همسة من السيد ابو الغيط احتجاجا على مثل هذه التصريحات، فهذا ما يبعث على الاستهجان.

السيد ابو الغيط الذي ما انفك يهدد الفلسطينيين بتكسير عظامهم وارجلهم كما فعلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء فلسطين، والذي لم يتردد في الهجوم على اكثر من دولة عربية واسلامية خاصة سوريا وايران، بعد ان تجرأ في اكثر من مناسبة على حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، لا بل واستخدمته ليفني من اجل الدفاع عن الموقف الاسرائيلي فيما يتعلق بالحصار المفروض على القطاع، وطلبت منه ان يشرح عنها للقادة الاوروبيين لماذا يتم اغلاق معبر رفح، وهو لم يتردد في توضيح ذلك لهم، بالقول ان اتفاقية المعابر وخاصة فيما يتعلق برفح هي اتفاقية متعددة الاطراف وبالتالي فان لا ذنب لاسرائيل في ذلك، لم يحرك ساكنا بينما كانت ليفني تهدد بشكل بغيض اهل القطاع وتحذرهم من "غضب"اسرائيل.

بعد يومين فقط من زيارتها الى القاهرة وبعد ان تعود ليفني الى اسرائيل، تقوم بارتكاب مجزرة جديدة على مرآى ومسمع من العالم،  قتل وجرح خلالها المئات وليس العشرات كما حاولت بعض القنوات الفضائية القول، في محاولة منها للتقليل من شان المجزرة، علما بان هذه الفضائيات ذاتها روجت وغطت ما حدث في بومباي بشكل غير مسبوق، وحاولت التهويل وتضخيم ارقام تلك المجزرة التي قام بها بعض الموتورين هناك.

من غير الممكن ان يقتنع احد ممن شاهد ليفني في القاهرة ان يقتنع بان مصر لا تعلم ولم يتم اطلاعها على ما سوف يجري، وكنا نود ان نرى ردة فعل من القيادة المصرية تتناسب وهذا العدد من الضحايا الذين سقطوا في مجزرة غزة اليوم، خاصة وان مصر لم تتردد في الاحتجاج على قيام مظاهرة في دمشق امام السفارة المصرية، نددت بالحصار المفروض على القطاع.

عالميا فان من الواضح ان هنالك مؤامرة صمت عالمية ليس لها مثيل وان الدم الفلسطيني اصبح ارخص من اي دم آخر، وسوف يتحدث العالم عن " الصواريخ" الفلسطينية التي تهدد امن الدولة العبرية والتي قد تقود الى "ازالة هذا الكيان اكثر مما سيتحدث عن ضحايا قطاع غزة وسوف يتم تحميل حماس والفلسطينينن بشكل عام مسؤولية المجزرة، - اميركا تطالب اسرائيل بان تحاول استهداف حماس فقط-.

عربيا فان من الواضح ان هذه الامة تخجل من ذلها الامم، وان الشعوب العربية ارتضت بهذا الهوان وهي التي يجب ان تهب نصرة للمظلومين في غزة ، انها امة من الواضح انها لا تمت بصلة الى تلك الامة التي درسنا عنها في كتب التاريخ عندما كنا في المدارس الابتدائية والاعدادية، وان هذه الامة لا يمكن ان تكون على علاقة بالمعتصم الذي هب لنجدة امراة عندما صرخت منادية تطلب نجدته، ولا بكل التاريخ الذي من الواضح انه تاريخ لبطولات لم تكن سوى في عقول واذهان من كتبوها، وهي لم تحدث على ارض الواقع، او انها لاناس لا يمتون للامة " الحالية" بصلة.

العرب الذين "يتحججون" بالانقسام الفلسطيني من اجل اخفاء تخاذلهم لم يهبوا ابدا لنجدة فلسطين، واذا كانت هذه الذريعة نشات قبل ما يزيد على العام والنصف بقليل، فالسؤال هو ما الذي صنعه العرب خلال الاعوام الستين التي مضت على القضية الفلسطينية وقيام دولة الاغتصاب، وبالتالي فان كل ما يتم طرحه الآن ليس سوى كلام "فارغ" يحاول العربان من خلاله اخفاء "خيبتهم وتآمرهم وخيانتهم".

اما فلسطينيا – في القطاع على الاقل- فمن الواضح ان القيادات السياسية والعسكرية راهنت على ان اسرائيل سوف تقوم باجتياح قطاع غزة برا وبالتالي ازدادت تهديداتهم وان اسرائيل سوف تلقى هزيمة منكرة على ايدي المقاومين في الفصائل الفلسطينية المختلفة، - هذه على اية حال هي الطريقة التي تعودنا عليها على مدار عقود في مواجهة الاحتلال- من الواضح كذلك انهم استبعدوا سلاح الطيران وان بامكان اسرائيل الا تستخدم ولو دبابة واحدة من اجل التوجه الى القطاع خاصة وان بامكان الطيران ان يقوم بكامل المهمة بدون اي حاجة الى العمل برا وبالتالي تلقي خسائر في الارواح او المعدات.

وفلسطينيا ايضا من الواضح ان الانقسام هو احد الاسباب الرئيسية وقاد الى ما قاد اليه، وهو بالضرورة انقسام لم يؤد الا الى تراجع القضية الفلسطينية، وعلى كل الذين يرفعون الشعارات -المفاوضات والمقاومة- ان يجدوا السبيل الامثل للخروج من هذا المازق والعودة الى الحوار الوطني الشامل والتوقف عن المناكفات و"الردح" وذلك من اجل انهاء الذرائع التي يتذرع بها النظام العربي الرسمي في عدم وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني، وكذلك التصدي لكل المؤامرات التي يتعرض لها هذا الشعب وقضيته.

الشعوب العربية التي تنام مليء جفونها، عليها ان تصحوا من غفوتها، وان تخرج الى الشوارع العربية والاسلامية، وان تضحي من اجل فلسطين، اذا كانت فعلا تهتم لهذا القتل الذي تقوم به دولة العدوان، وفلسطين في نهاية المطاف هي ارض اسلامية ووقف اسلامي لا بد من الانتصار لها والتضحية من اجلها.

المجزرة التي قامت بها اسرائيل ليس سوى حرب ابادة امام العالم، وعلى العالم ان يتحرك من اجل وقف هذه المجزرة، وان تتوقف الدول العربية عن هذا الصمت، وان تتحرك امام هذا القتل الذي تمارسه اسرائيل، نحن نعلم بان الدول العربية لن تقوم بشن الحرب على دولة الاغتصاب، ولا نطالبها بذلك، لانها اعجز من ان تقوم به، لانها فاقدة للارادة والقرار، لكن المطلوب ان تتصرف بالحد الادنى الممكن، وبشكل يدلل على انه لا زال عند هذه الانظمة شيء ولو قليل من ماء الوجه، من الكرامة والنخوة والعزة ام ترى هي امة اضحت بلا كرامة؟

27-12-2008

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا