ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

شيء لا يُصَدَّق ...!!!

إبراهيم عبد الله – رئيس الحركة الإسلامية

 

 

لا جديد تحت الشمس ... إسرائيل الدموية هي .. هي .. لم تتغير ، ولا أظنها ستتغير ...لو تركت الأفاعي سمها ، وتخلت الثعالب عن خبثها ، والذئاب عن مكرها ، ما تركت إسرائيل عشقها للدم العربي عموما وللدم الفلسطيني خصوصا .... إنها تَحِنُّ إليه ( كالمدمن ) على المخدرات ... تحتاج إليه لتهدئ النار التي تَلظّى في عروقها ، فلا تهدأ إلا إذا أخذت ( وجبتها ) الكافية من دماء الفلسطينيين ... إنها لا تتسول المال لشراء وجبتها من دم النساء والأطفال والشيوخ ومن مقدرات الشعب المقهور على مدى ستين عاما ، فقد زودها العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تحتاجه من سلاح للوصول إلى هذا الدم الزكي ، وحماها العالم بكل القرارات السياسية وعلى رأسها الفيتو لتسهيل مهمة الولوغ في الدم الفلسطيني دون عوائق ، وضخ في عروقها الصدئة ترليونات الدولارات منذ قيامها حتى تقوى على تنفيذ مخططاتها بكل يسر ... نعم إسرائيل المدمنة على الدم الفلسطيني ، ما زالت ترى في شعب فلسطين العائق الأخير في وجه تحقيق أحلامها التلمودية بعد أن استسلم لها العالم العربي والإسلامي ، وانحاز إليها العالم الغربي والشرقي ، وعليه لا بد من القضاء على هذا الشعب ، أو على الأقل لا بد من القضاء على قوى الممانعة والمقاومة فيه ، حتى ينضم هو الآخر إلى جوقة ( المرعوبين ) خوفا وَفَرقاَ من قوة ( الردع ) الإسرائيلية التي ( مَرْمَغَ ) حزب الله انفها في التراب في حرب لبنان الثانية 2006 ...

أما الأمة العربية والإسلامية أنظمةً وإلى حد كبير شعوباً ، فهي أيضا لم تتغير ... فهي ... هي... ذلا ومهانة واستسلاما وخضوعا وفرقة وضعفا وتخلفا وهزيمة ، رغم مرور ستين عاما على نكبة فلسطين ، ورغم التحولات الجذرية التي حدثت في حياتها ، والعمليات التجميلية التي مَرَّ بها مِبْضَعُ الحداثة والمدنية على وجهها الشائه ... ارتفعت على أرضها الشاسعة العمائر الشاهقة ، والفنادق الفارهة ... وانسابت على وجهها ( الاوتوسترادات ) الواسعة ، وتحركت على سطحها المركبات شبه الفضائية ، وامتلأت خزائنها بمال النفط وعوائده التي أصبح معها ما وصف القرآن الكريم من خزائن قارون ( صفرا على الشمال ) ...  شيء واحد لم تحصل عليه الأمة في خضم هذا التطور المتسارع الذي أبقى امتنا العربية الأكثر تخلفا وفقرا وجهلا حسب أكثر التقارير العالمية والمحلية تفاؤلا ، أنها الكرامة ... الغيرة ... الشعور بالمسؤولية الجماعية ... الشعور بالأخوة العربية والإسلامية التي تجعل الأمة جسدا واحدا ، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ... الإحساس ... الحياء من الله ومن الضحايا الممزقة ... ( فزْعَة ) الجاهلية الأولى ... لم يعد هنالك في أنظمة الأمة شيء من هذا ... لقد ( طق شِرْشُ الحياء ) فيها ، حتى عادت كالعرجون القديم ... تبلد فيها الشعور ، وانعدم فيها الإحساس ، وقست فيها القلوب فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، وأصبحت فيها الزعامات كالخُشُبِ المُسَنَّدَة ، وسيطرت فيها عصابات ( الرُوَيبِضَة ) وهي كما وصفهم الرسول وهو يتحدث عن أعراض المرض في حياة الأمة في آخر الزمان : " أسافل الناس يتحدثون في أمر العامة!!!" ...

غزة تُذْبَح من الوريد إلى الوريد أمام سمع وبصر زعماء العرب والمسلمين وشعوبها ... مظاهرات تجتاح كل مكان ... مطالبات من كل أحرار العالم بوقف المجزرة الحقيقة التي تجري على أرض غزة ، دفعت جريدة ( هآرتس ) الإسرائيلية أن تخرج عن صمتها ، لتتهم الطيارين الإسرائيليين وبالضرورة من يصدر لهم الأوامر من المستويين السياسي والعسكري بأنهم : ( يقومون بأعمال بشعة ، وهم أبطال على مدنيين ضعفاء .. ) ... يحدث كل هذا ، ثم يتحرك وزراء الخارجية العرب بعد أربعة أيام على المجزرة المتدحرجة ليعقدوا اجتماعا في الجامعة العربية تحت رعاية وزير الخارجية السعودي والأمين العام للجامعة عمرو موسى، وبعد أن حدد الرئيس المصري إيقاع الاجتماع في خطاب أدلى به قبل يوم فقط من انعقاده ، حدد فيه الخطوط الحمراء فلم يجرؤ عمرو موسى ولا غيره أن يتجاوزوها ...

ما هي هذه الخطوط الحمراء التي حددها النظام العربي الرسمي على لسان مبارك في خطابه : لا لفتح معبر رفح حتى يعود أزلام رام الله إليه ، وحتى تعود السيطرة لإسرائيل والاتحاد الأوروبي حسب اتفاقية المعبر 2005 ... لا لسلطة حماس حتى وإن جاءت عبر صناديق الاقتراع وانتخابات ديمقراطية ( تمتاز بها مصر طبعا !!! ) ... نعم لحصار غزة وتجويع أهلها حتى تسقط حكومة حماس وتذهب إلى الجحيم ... نعم لاستمرار الغزو الإسرائيلي الوحشي حتى يحقق أهدافه في إزالة حماس عن الوجود ، ومواجهته على استحياء رفعا للعتب من خلال مناشدة مجلس الأمن ( الذي تعود على إنصافنا ) ، التدخل لوقف الحرب على غزة ... لا لوجود سلطة إسلامية في غزة على حدود مصر العروبة والإسلام ، ونعم لوجود إسرائيل الصهيونية على حدودها ... لا لأي اتفاق مع حماس على اعتبارها جهة غير شرعية ، ونعم لاتفاقيات الذل مع إسرائيل ولو على حساب الكرامة المصرية والمصلحة العربية ...

أبشر النظام العربي الرسمي الذي نعلن البراءة منه أن أهدافه المتفقة مع أهداف الاحتلال الإسرائيلي وأهداف دول الاستكبار العالمي ، في إزالة من يسمونهم ( بالظلاميين ) الإسلاميين لن تتحقق أبدا ... اجتياح قطاع غزة لن يضمن لإسرائيل هدوء القطاع ، ولن يعفي الأنظمة العربية من وجع الرأس الذي تسببه حماس والإسلاميون لهم على طول البلاد العربية وعرضها ... وسيبقى الإسلاميون أمل الأمة في الخلاص من أعدائها في الداخل والخارج مهما طال الزمن ومهما طالت ليالي الظلم ... بقيت إسرائيل في قطاع غزة حوالي 39 عاما، ولم تستطع القضاء على المقاومة، فهل ستستطيع القضاء عليها خلال عدة أشهر من الاحتلال؟!!! إسرائيل تعي تماما أن المقاومة الفلسطينية ليست مجرد رقم ، وإنما هي نبض شعب وهوية أمة ...

المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس سيعرفون كيف يدافعون عن شعبهم ، تماما كما عرف حزب الله كيف يدافع عن شعبه ، رغم موقف العرب المتخاذل والمتواطئ مع إسرائيل وأمريكا ، ولكن يبقى هنالك السؤال المحير : هل سيدفع العرب الحذاء الإسرائيلي والأمريكي المرفوع على رؤوسهم والمندفع نحو وجوههم ، أم سيلعقونه شاكرين كما هو الحال معهم في هذا الزمان الأغبر ؟؟!!!! أما بالنسبة للإسلاميين وعلى رأسهم حماس فسيبقى حذائها فوق رؤوس الطغاة من كل ملة ، وسيمضون في طريق الكفاح حتى ينجز الله ما وعد : النصر والتمكين ، ولا أقل من ذلك ... عندها سيعلم الظلمة أي منقلب ينقلبون ...

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا