ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

كُلّنا غزّة

حازم القواسمي - فلسطين

 

قلوبنا وعقولنا مع أهلنا في غزة: مع كل طفل وشيخ ورجل وإمرأة. مع كل حمساوي وفتحاوي وجبهاوي وجهادي. مع كل مدينة وقرية ومخيم. مع كل شرطي ومقاوم وسياسي. مع كل أم وأب فقدوا أحداً من أولادهم أو فردأ من عائلتهم. تعازينا لإخوتنا وأخواتنا في غزة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن الإجرام الصهيوني ليس بجديد، والعنجهية العسكرية الاسرائيلية التي تم كسرها في الحرب على لبنان في تموز 2006 تريد استعادة ماء وجهها على حساب الأبرياء وتستقوي على المدنيين في غزة من خلال ضربهم بطائرات إف 16 الأمريكية. والعالم الغربي، بشقّيه في أوروبا وأمريكا، يتواطىء على غزة ويدعم المذبحة، كجزء من مخططاته الاستعمارية الدنيئة في العالمين العربي والإسلامي. والأسوأ، كما هو واضح لنا وضوح الشمس، مشاركة معظم الأنظمة العربية في ذبح غزة وإعطاء الفرصة والغطاء للعدو الصهيوني بتدمير قطاع غزة بما فيه من بشر وحجر وشجر.

فالمطلوب ليس فقط تصفية حماس أو الجهاد الإسلامي، ولا فقط وقف المقذوفات التي تطلقها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة، بل المطلوب هو إنهاء أي دور فلسطيني مقاوم بل وسحق المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة. فبعد أن ضمت إسرائيل القدس الشرقية بالقوة، وفرضت سيطرتها على الضفة الغربية بالحواجز العسكرية والجدار العنصري، تريد أن تنهي ما تبقى من مقاومة في قطاع غزة مرة وإلى الأبد. وحتى تقوم بذلك، أخذت الضوء الأخضر من بعض الأنظمة العربية المتآمرة وبدأت شن غاراتها على الأخضر واليابس في غزة. وإذا لم يتحرك الفلسطينيون والعرب والمسلمون، سوف تستمر إسرائيل بحرب الإبادة التي تشنها على أهلنا في غزة بلا هوادة ولا رحمة كما يتبجح قادة هذا الكيان المجرم ليل نهار.

ولن تتوقف هذه الحرب ما لم يتحد الفلسطينيون أولاً. فلا القمة العربية ولا الجامعة العربية ولا مجلس الأمن ولا أوروبا ولا أحد سيفعل شيء قبل أن يرى الفلسطينيين موحّدين جميعاً لإنهاء مجزرة غزة. وقد سمعنا مناشدة السيد عمرو موسى اليوم لأبي مازن كرئيس للشعب الفلسطيني للوحدة وللفعل القوي. المخجل أن القاصي والداني من العرب وغيرهم يحث الفلسطينيين والقيادة الفلسطينية على الوحدة في وقت نرى الدم الفلسطيني على شاشات الفضائيات ونرى الشهداء من غزة بالمئات يزدادوا يوماً بعد يوم وساعة بعد أخرى.

أين الضمير الفلسطيني وأين العقل الفلسطيني وأين القيادة الفلسطينية إن بقي هناك ما يمكن القول عنه أنه قيادة! المشكلة أنّ في عصر الفضائيات أصبح كل شيء مكشوف ومباشر. فالتصريحات التي تدلي بها معظم القيادات الفلسطينية على الفضائيات ليل نهار مخزية جداً وعار على جبين كل فلسطيني. ولا ترتقي لمستوى المذابح في غزة والجلل الذي نحن فيه.

إن الذين يسمّوا أو يعتبروا أنفسهم قيادة فلسطينية ، وعلى كافة المستويات، عليهم تحمل مسؤولياتهم أمام شعبهم وأمام قضيتهم. فلا وقت للمجاملات أو المناكفات بين الفصائل، ولا وقت للتصريحات الخجولة من الفصائل، ولا وقت للسكوت على الجريمة وإلا سيعتبركم شعبكم شركاء في الجريمة. الوضع خطر إلى درجة غير مسبوقة، وقد تتفجر الأمور وتخرج عن سيطرة الجميع بشكل لم يتوقعه أحد. فالدم يغلي في عروق الفلسطينيين جميعاً، وعجزهم عن فعل شيء لنصرة إخوانهم في غزة يدفعهم للجنون.

المطلوب من الفلسطنيين اليوم أن يتوحدوا على قلب رجل واحد، وليلقوا بخلافاتهم جانباً، فالدم الفلسطيني الذي يراق في شوارع غزة وزقاقها يجب أن يوحدنا فوراً. ولا فرق بين فتحاوي ولا حمساوي ولا جبهاوي. كلنا حماس وكلنا فتح وكلنا جبهة وكلنا جهاد وكلنا فلسطينيين. فلندع الحزبية والفصائلية جانباً، ولنتوحد خلف الدم الفلسطيني، خلف الأطفال الفلسطينيين الذين تزهق أرواحهم وتهدم بيوتهم ومدارسهم على رؤوسهم.

نطالب القيادات في كافة الفصائل، في الصف الأول وفي الصف الثاني والثالث، وفي كل المستويات، أن لا يترددوا ثانية في إعلان وقوفهم بجانب إخوتهم ونبذ التناحر الفصائلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل يضربوا بيد من حديد كل عميل ومدسوس يدعو اليوم إلى العصبية والفصائلية النتنة التي تضرب وحدة الشعب الفلسطيني وتضعف موقفه في مقاومة الاحتلال والإجرام الصهيوني.

نريد أن نسمَع الأصوات الفتحاوية والحمساوية التي تقف مع بعضها البعض. وليظهَر على شاشات الفضائيات كل من هو مؤهل للحديث عن الفلسطينيين، فتحاويين وحمساويين وكل الفلسطينيين. لقد آن الأوان أن يسمع العالم الصوت الفلسطيني الواحد والقوي حتى يأخذنا ويأخذ قضيتنا العادلة على محمل الجد. وآن الأوان أن يتوقف الصهاينة ومن والاهم عن اللعب على الانقسام الفلسطيني. آن الأوان أن يتلقى الصهاينة المجرمون ضربة أخرى في خاصرتهم، فقد حفظنا أكاذيبهم للسلام المزعوم، وتعلمنا جيداً خدعهم وتضليلهم. وقد تكشفت الأمور، وستبقى الحرب مفتوحة، بمعارك متسلسلة، وبإعذار مختلفة: مرة مع فتح وقائدها أبو عمار في المقاطعة في الضفة ومرة مع حماس وهنية والزهار في قطاع غزة. ومرة في القدس ومرة في عكا. ستبقى الحرب قائمة بين أصحاب الحق والأرض وبين الصهيونية العفنة والاستعمار القذر الذي يدعمها.

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا